بعد سلسلة من الاجتماعات استمرت اكثر من شهرين تمت بنحو متقطع في البداية بين القوى السياسية العراقية التالية : الحركة الاشتراكية العربية ، تجمع المستقلين الديمقراطيين ( د . عدنان الباجه جي) ، الحزب الشيوعي ، الحزب الوطني الديمقراطي ( نصير الجادرجي) ، نوقشت خلالها اوراق للحوار تحتوي على مجموعة مهمة من المشتركات بين هذه الاحزاب ، سمحت في نهاية المطاف بتشكيل اطار عمل مشجع . وقد عبرت الاحزاب الكردية : الاتحاد الوطني الكردستاني والحزب الديمقراطي الكردستاني على لسان كل من جلال الطالباني ومسعود البرزاني عن دعمها ثم رغبتها بالانضمام الى هذا التكتل . وكان حضور الحزبين الكرديين الاجتماعات التداولية عاملاً مشجعاً للانطلاق بالعمل الى مرحلة جديدة تمخضت عن دعوة مجموعة من الاحزاب والتجمعات الديمقراطية الصغيرة ومنظمات حقوق الانسان وعدد كبير من الشخصيات لحضور اول فعالية لهذه التكتل الديمقراطي .
وعلى اثر ذلك تشكلت لجنة تحضيرية مكونة من الحركة الاشتراكية العربية ، الحزب الشيوعي ، تجمع المستقلين الديمقراطيين ، الحزب الوطني الديمقراطي ، الاتحاد الوطني الكردستاني ، الحزب الديمقراطي الكردستاني وارسلت الدعوات الى قرابة 70 حزب ومنظمة وشخصية عراقية ديمقراطية للاجتماع في منزل الدكتور عدنان الباجه جي في مساء الحادي والعشرين من الشهر الجاري ، وجرت الوقائع التالية :
النقاط الثلاثة
تقدم الى المنصة كل من الدكتور عدنان الباجه جي والاستاذ عبد الاله النصراوي والدكتور مهدي الحافظ ثم التحق بهم الاستاذ نصير الجادرجي وبقية ممثلي الاحزاب وبدأت التدخلات :
الدكتور عدنان الباجه جي رئيس تجمع الديمقراطيين المستقلين : انها فرصة نادرة لنا نحن الديمقراطيين ان نلتقي هنا فامامنا تحدي كبير وعلى القوى الديمقراطية والوطنية ان تتكاتف لتواجهه .. لقد تمكنا من الاتفاق على اسس ومبادئ وسنعمل سوية على تحقيقها من اجل مستقبل مشرق للعراق .. ومن هذه المبادئ الاساسية هي اننا نشترك جميعنا بالايمان بقيم المجتمع المدني ونعمل بعيداً عن الطائفية والاثنية .. انه اجتماع أعده فاتحة خير للعقود المقبلة .
د . مهدي الحافظ وزير التخطيط والتعاون الدولي : ان فكرة اللقاء وردت بين عدد من الاحزاب السياسية وكان الاستاذ عبد الاله النصراوي امين عام الحركة الاشتراكية العربية ونصير الجادرجي زعيم الحزب الوطني الديمقراطي والاخوة الشيوعيين ونحن متحمسين لها . وبعد لقاءات عدة استقر الرأي على ان هناك حاجة لتعاون ديمقراطي في ظل ظرف عصيب نعيشه وسيكون لهذا التعاون نتائج بعيدة المدى . علينا اليوم ان نبحث في تحديد مهمات المرحلة المقبلة ونقرر سبل العمل لتحقيقها .. كانت هناك حاجة لتجميع هذا الوسط واليوم لابد ان تقوم ألية متابعة لعمله .. يمكننا تحديد عدد من القضايا كأرضية مشتركة وهي :
1) اتفاق على ضرورة انهاء الاحتلال .
2) اتفاق على انجاز العملية السياسية التي بدأت في الخامس عشر من نوفمبر الماضي والقاضية بنقل السلطة الى العراقيين خلال ستة اشهر .
3) قيام مؤسسات سياسية شرعية في اطار قرارات الامم المتحدة وبرعايتها ..
وفي ضوء هذه النقاط لابد من التأكيد على المبادئ التالية :
ـ تأكيد مبدأ المواطنة كمنطلق لبناء العلاقات السياسية والدولة ، وتأكيد مبدأ تكافؤ الفرص وهذه مبادئ تعد جزءاً من تراث الحركة الوطنية العراقية .
ـ توفير اطار ديمقراطي حقيقي لتشكيل كتلة ديمقراطية تعتمد آليات عمل مشتركة .
ـ تنشيط منظمات المجتمع المدني وهو موضوع بالغ الاهمية .
كانت هذه هي مقترحات حوار جلسات عقدناها سابقاً وهي اليوم نواة اساسية لتشكيل كتلة ديمقراطية تعتمد على مقومات الوعي لدى العراقيين كافة .
الدكتور عدنان الباجه جي : ربما يكون اهم ما يمكن ان نحققه اليوم باجتماعنا هذا هو الوصول الى كتلة وطنية ديمقراطية والاعلان عنها . لابد لنا من الخروج باتفاق راسخ لخدمة اهداف المسيرة الديمقراطية في العراق ، وسوف يتحقق ذلك بالتداول والحوار وسنخرج بالقطع بقناعة تنظيم انفسنا والاتفاق على مجموعة من المشتركات للوصول الى الجبهة الديمقراطية المنشودة .
الاستاذ نصير الجادرجي : لا أضيف شيئاً على ما ذكره الدكتور عدنان الا انني اذكر ان القاعدة الديمقراطية في العراق لها جذور واسعة ومتينة وتاريخها متين في العراق . واذا بدأنا بالاعلان عن قيام كتلة ديمقراطية فسوف نحصد تأييداً منقطع النظير .. لقد مضى صدام وانقضى وستتلاشى عقدة الخوف لدى العراقيين .. نتمنى ان يقوم هذا التكتل الرائع بتحقيق اهدافنا الديمقراطية السامية .
آليات التكتل الديمقراطي
الاستاذ عبد الله النصراوي : بداية اهنئكم بالقبض على الطاغية الذي كان العقبة الاساسية امام التطور السياسي في العراق .. انطوت صفحة سوداء من تاريخ العراق فلنتطلع الى الامام ، وامامنا مهمة تطوير هذا اللقاء وترسيخه لكي يضم كل القوى الديمقراطية دون استثناء .. لقد حدد الاخوان الذين سبقوني بالحديث الاطار العام ، وهو اطار جيد ، كما انه كاف لقيام كتلة ديمقراطية لأنه يؤكد على مبادئ ثلاثة مهمة للغاية وهي : انهاء الاحتلال ، الوحدة الوطنية ، المواطنة .. لانه لابد ان يبنى العراق على فكرة المواطنة ليشعر ابناء العراق جميعهم بانهم متساوون في الحقوق والواجبات لا فرق بينهم بسبب الدين او الطائفة او العرق ..
اعتقد بأن هذه المبادئ الثلاثة كافية لتشكيل آلية تكتل ديمقراطي ، ولنبتعد عن التفاصيل لانها غالباً ما تثير الخلافات ..
الدكتور صبحي الجميلي المتحدث الرسمي باسم الحزب الشيوعي العراقي : ابارك هذا الجمع وانني متفائل لخروجه بنتائج تعزز دور القوى السياسية في بلدنا مما يساعد على بناء تكتل ديمقراطي ننشده ونعمل من اجله .. لقد سبق وان اكدنا على اهمية الديمقراطية كحل لمواجهة التحديات .. نلاحظ ان هناك اندماج ما بين المهمات الوطنية باستعادة السيادة والمهمات الديمقراطية .. اننا بحاجة ان نعلن رفضنا الكامل لاي نظام شمولي مهما كان نوعه .. لدينا استحقاقات مقبلة سنواجهها معاً بكل ثقة ولاسيما في المرحلة الانتقالية ، فالكثير مما يجري تحديده اليوم سيترك بصماته على نوع النظام المقبل وشكله . ما يتفق عليه في لجان المحافظات للمؤتمرات الانتخابية من محددات لابد للقوى الديمقراطية ان تشارك بفعالية لصياغة ملامحها . هناك الدستور وصياغته ، نحن غير ميالين لاختزال الديمقراطية بآليات انتخابية ، نريد نظام ديمقراطي قائم على توازن بين الديمقراطية السياسية والاجتماعية والاعتراف بحقوق المرأة والطفل والاقليات ..
الاستاذ عادل مراد ممثل الاتحاد الوطني الكردستاني : نحن كاكراد نشعر بان الاحتلال مؤقت وان الحلفاء متعجلون للرحيل وهو ما تعبر عنه قوات التحالف في كل مكان من السماوة الى السليمانية .. فاذا كنا متراصين فإننا سنعجل بزوال الاحتلال .. نحن نحيي هذا التكتل الديمقراطي لأننا نرمي الى قيام عراق ديمقراطي بعيد عن التطرف والسلفية بكل اشكالها .. لا يفرض احداً على اخر رأيه .. ان صندوق الاقتراع سيكون الفيصل وهو الذي سيحدد صلاحية المرشحين ويقرر أي عراق نريد : عراق فيدرالي ديمقراطي .. بالقبض على صدام نكون قد ودعنا الحروب ، فلنعمل سوية من اجل عراقنا الديمقراطي الجديد .
فلك الدين كاكائي ممثل الحزب الديمقراطي الكردستاني : انه اجتماع مهم للغاية ولن ادخل في التفاصيل .. اؤيد النقاط التي اوردها الاستاذ عبد الله النصراوي لانها اساس الوحدة الوطنية .. فمن الناحية العملية هناك امكانية وفرصة للقوى الديمقراطية وارضية لهذا اللقاء .. لقد جرب العراقيون الجبهات على مدى اكثر من خمسة وعشرين عاماً ، ومن المؤسف انها خضعت للتأثيرات الاقليمية والدول المجاورة وللعوامل الذاتية .. ولاول مرة تتوفر لنا فرصة التكتل على ارضية الوطن . هناك احتلال بوجوده أو بعدمه فإن الجبهة ضرورية لاعادة بناء العمل السياسي على اسس جديدة واعادة بناء الانسان العراقي .. هناك مجموعة من المشتركات بيننا ، واولها نحن متفقون على بناء عراق ديمقراطي .. وعلينا ان نقوم بتفعيل هذه اللقاءات لتكوين لجنة صياغة عملية لجبهة مقبلة تضم الجميع .. ومن الآن نؤكد بأننا لسنا بديلاً عن احد او مجموعة ، ولسنا محور ضد احد ولن يكون تكتلنا ضد أي تكتل اخر وباب جبهتنا مفتوح للجميع لكل من يؤمن ببناء عراق ديمقراطي .
الاستاذ احمد الحبوبي زعيم الحزب العربي الاشتراكي : انني سعيد ان الديمقراطية قد اغرتنا جميعاً . وعلى الرغم من كون بلدنا محتلاً فقد نقلنا الديمقراطية من الشعار الى الممارسة . ان حرية المواطن العراقي هي من حرية بلده ، لذلك سنعمل من اجل خلق مواطن حر في وطن حر ..
الدكتور قيس العزاوي المتحدث الرسمي باسم الحركة الاشتراكية العربية : بعد هذه المقدمات النظرية المهمة ، اقترح ان تكون وثيقة العمل الاساسية لهذا التكتل هي برنامج العمل الذي قدمته الحركة الاشتراكية العربية لكم وهو عملياً البرنامج الوحيد الذي حظي باهتمام الجميع لشموليته .. كما اقترح ان تضاف نقطة رابعة الى النقاط الثلاثة التي تم الاتفاق عليها وهي : تحديد برنامج العمل للمرحلة المقبلة والبدء بخطوات عملية مثل القيام بفعاليات ذات طابع جماهيري ، وندوات فكرية ومهنية لزيادة الوعي بهذا التكتل وترسيخه .. ولاجل ذلك لابد من تشكيل لجنة تنسيق ومتابعة .
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
اليوتيوب
لينكدإن
تيلكرام
تمبلر
بلوكر
الموبايل
