أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - سلطانة نايت داود - رواية سوق النساء او صندوق البريد 26














المزيد.....

رواية سوق النساء او صندوق البريد 26


سلطانة نايت داود

الحوار المتمدن-العدد: 2229 - 2008 / 3 / 23 - 09:11
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


رواية "سوق النساء أو صندوق البريد 26" للقاص المغربي جمال بوطيب تمثل جمالي رفيع ، إنها إطار فكري فني تذوب فيه الهوة بين اللغة و المادة الخام، بين الحكائي و المجتمعي و بين الجمالي والإيديولوجي . فالأستاذ جمال بوطيب عمد تكسير نمطية السرد على جميع مظاهر الخطاب المختلفة الزمن، المكان، زاوية الرؤية، اللغة...لتخلخل هذه المظاهر بعضها ببعض فيتداخل التاريخي بالواقعي، النفسي بالمتخيل مع تكسير لأحادية الصوت و تنوع صيغ الخطاب كالذاكرة و التخيل و السرد الذاتي والحلم، لقد انفتح على خطابات متباينة تعود إلى أجناس مختلفة إذ نجد توافر الأداء المسرحي وامتزاج الشعري بالحكائي و الشفاهي بالديني و الخطاب الصحفي بالسياسي..كما تحرر من كلاسيكية السرد وخرق قواعد الجنس الروائي حيث استهل الرواية بالفصل العاشر ،و الثامن فالأول و الخامس بعدها السابع و الثالث ثم الثاني و التاسع مع غياب الفصلين الرابع و السادس مما يميزه عن كثير من الروائيين . فمنطق الحداثة يقتضي أن يكون الكاتب مخالفا للآخرين صادما لهم إن اقتضى الحال ومتميزا عنهم .
سوق النساء رواية توحي للقارئ أنها سيرة ذاتية بل تنصب له كمينا من خلال توظيف ضمير المتكلم و الوصف الدقيق للأحداث و الأماكن و الشخصيات . فكل خطاب يولد الخطأ لدى من يتلقاه مفاده أن كل نص حقيقي هو نص غير محايد يقيم علاقة السلب تلك مع قارئه/ منتجه ليولد بدوره ذلك الخطاب نصوصا غير مألوفة لديه وفق خلفيته النمطية القرائية التي تمثل القيم البنيوية التي تتكون فيها مجموعة من النصوص التي بفعل التربية و عناصر التحكم الثقافي و الفني في بيئة سوسيوتاريخية معينة تأخذ طابع الهيمنة إنتاجا و تلقي فتصبح هي مؤشر تفاعل القراء و انفعالهم و حكمهم على النصوص.
فالخطاب السردي الحداثي لا يتمثل فقط في الجانب التقني من الكتابة و معارضة النموذج الروائي الكلاسي المستعار أو المتوهم عبر الشطح اللغوي أو هلوسة التفكيك الفوضوي أو اللهاث الوهمي وراء الحكاية بل يكمن في الموضوع الروائي الملائم و هذا ما تجسده رواية "سوق النساء" قصة عبدالرحيم ضباشي و لبانة الربيعي قصة عشق و هيام ، إنهما عاشق و معشوقة يبحث كل واحد منهما عن الآخر لإشباع نزاوته ، عبدالرحيم الذي يفتخر بعيشه على أجساد النساء ظانا أن بذكاءه يستطيع الإيقاع بهن و لبانة التي بتعدد تجاربها مع الجنس الخشن أصبحت أنانية لدرجة حرق قلب عبدالرحيم بولاعة سجائره و البحث عن المستقبل بعيدا عنه. قصة تكشف عن زيف هذا الواقع و استهتار الإنسان بالأحاسيس الجميلة و جعل حب الملذات و النفس يطغى على حب الآخر.
"سوق النساء" رواية :
• تنقل لنا الوقائع الصغيرة للغوص في طبيعة الحياة المقفرة عبر انتقاء صور متعددة و متناقضة تم تركيبها بشكل ساخر يثير مجموعة من الأسئلة ذات القضايا الوجودية "... لماذا صار الشعراء يأكلون في المهرجانات أكثر مما يقرؤون القصائد ، فأجاب ساخرا ساخطا: لأن المشرفين على المهرجانات هم أصلا منظمو حفلات..."
• تلتقط لنا المشاهد الأكثر سرية التي تتعرض للصمت المطبق بحيث لابد من يتحدث عنها داخل المجتمع. هذه المشاهد تكاد تشكل عالما خياليا رغم واقعيتها و رغم طبيعتها الموضوعية "...فاس أمراء الزمن العربي الجديد ، ليست فاس البؤساء من كتابها.." ،".. و اضحك فقد صار لمدريد الأسبانية عربها من قبيلتك الهلالية التي غربت هذه المرة باتجاه البحر ، هربا من الجوع و بحثا عن الشغل في حقول العنب أو رعي الخنازير.." ".. كيف أتعب نفسي مع تلاميذ يكتبون لي على ورقة التعبير: لاحظت نفسي أنني نمش مشية مقلوبة، و اضحك وحدي فشكرته على انصاح لي نصح مفيد جدا جدا كما فعلت.."
• جعلت مجموعة من القضايا التي تثيرها كإشارات سواء كانت ذات بعد اجتماعي أو سياسي كأنما يقول للقارئ تحمل مسؤوليتك بالتقويم و التجديد و الملء لكي يتم النص "..و احتجاجات المعطلين أمام مقر البرلمان و كيف أن المخزن واجههم بالهراوات.." ..

• رواية تدخل ضمن المحاولات الجادة التي تعبر عن الرؤية الحديثة والمعاصرة للجيل الجديد في الساحة الادبية المغربية في رسم الآفاق التجديدية التي يمكن من خلالها رسم ملامح الرواية في المراحل القادمة.



#سلطانة_نايت_داود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية تسوق للحج التجاري با ...
- اسبانيا تعلن إرسال صواريخ باتريوت إلى كييف ومركبات مدرعة ودب ...
- السعودية.. إغلاق مطعم شهير في الرياض بعد تسمم 15 شخصا (فيديو ...
- حادث جديد يضرب طائرة من طراز -بوينغ- أثناء تحليقها في السماء ...
- كندا تخصص أكثر من مليوني دولار لصناعة المسيرات الأوكرانية
- مجلس جامعة كولومبيا الأمريكية يدعو للتحقيق مع الإدارة بعد اس ...
- عاجل | خليل الحية: تسلمنا في حركة حماس رد الاحتلال على موقف ...
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة نفط بريطانية وإسقاط مسيّرة أمي ...
- بعد الإعلان التركي عن تأجيلها.. البيت الأبيض يعلق على -زيارة ...
- ما الذي يحمله الوفد المصري إلى إسرائيل؟


المزيد.....

- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي
- فريديريك لوردون مع ثوماس بيكيتي وكتابه -رأس المال والآيديولو ... / طلال الربيعي
- دستور العراق / محمد سلمان حسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - سلطانة نايت داود - رواية سوق النساء او صندوق البريد 26