أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - محمد جبار كاظم الساعدي - الصحافة العراقية بين المنح والمنع















المزيد.....

الصحافة العراقية بين المنح والمنع


محمد جبار كاظم الساعدي

الحوار المتمدن-العدد: 2227 - 2008 / 3 / 21 - 07:24
المحور: الصحافة والاعلام
    


يشكو الرأي العام من الإعلام العراقي عموما لأنه يقصر في التعبير عن نبضه وأماله ، ويشكو الإعلاميون من تضييق السلطات على حرياتهم وحقوقهم ، وتشكو الحكومة بدورها من إن الصحفيين يهزءون بالتزاماتهم المهنية والأخلاقية وقد عمت الشكوى من الجميع وأصبحت مهنة الصحافة مهنة خطرة في العراق تختلف عن بقية المهن الأخرى وبعد إن كانت الصحافة توصف بأنها مهنة البحث عن المتاعب أصبحت المتاعب وما أكثرها في العراق هي من تبحث عن الإعلام .
ومما يعقد المشكلة كما وكيفا إن الصحافة العراقية قد اتسع تأثيرها وزاد خطرها من خلال النهضة العالمية في تكنولوجيا المعلومات ووسائل الإعلام وظهور بنوك المعلومات وانتشار الفضائيات والصحف في العراق والحرية المفرطة لدى بعض الإعلاميين وعلى الرغم من إن الصحافة العراقية لم تستوعب كل هذا الجديد إلا إننا نمتلك ثقافة عريقة في مجال الإعلام إذا ما قورنا بباقي دول العالم الثالث ونحن اليوم نود إن نناقش موضوع على مستوى عال من الأهمية وقد يعد جوهر عملية التطور إذا ما تم احتوائه والسيطرة عليه وهو حرية الصحافة والصحفيين ، أو قضية التعبير وما يرد عليه من قيود وسدود وهي قضية حديثة لدينا حيث إن حرية الصحافة ليست بالضرورة هي حرية الصحفيين فقط بل هي قضية تتصل بالحريات العامة ونمو الوعي الوطني وهي قضية لازالت محل شد وجذب ومثار خلافات ، ولكننا نظن إن معالجة موضوع حرية الصحافة العراقية لا يكتمل إلا إذا ربطنا حاضرنا بماضينا وهو لا يكتمل إلا إذا نظرنا إلى حرية الصحافة على أنها ليست حرية الصحفيين أو المنتجين أو الممولين للصحافة .
فهناك جوانب ثلاثة تكاد تكون محور عملية الصحافة وهي :
أولا : جانب الملكية : وقد تختلف الملكية ما بين فردية صغيرة أو كبيرة بسيطة أو احتكارية وقد تتخذ شكل الملكية التعاونية أو ملكية حزب أو جبهة سياسية لعدة أحزاب ولبحث ملكية الصحافة تأثير خطير على حرية الصحافة لان المالك بإمكانه توجيه سياسية الصحيفة او القناة كما ويملك إنشاءها او إغلاقها او تعديل سياستها .

ثانيا : جانب الإنتاج او المنتجين : ونعني بهم الصحفيين كتابا ومحررين ومنفذين ورسامين وغيرهم ولهذا الجانب تأثير على حرية الصحافة أيضا وهو يتوقف على القوانين التي تنظم عمل الصحافة وتندرج هذه القوانين من الدستور الى قانون المطبوعات الى قانون العقوبات الى القوانين المهنية التي تنظم إنشاء النقابات .
وينص الدستور عادة على حرية الصحافة بصيغة عامة ولكن باتي دور القوانين المنظمة لتلك الحرية وهي قوانين تنظم العلاقة بين المالك والإعلاميين والدولة وما بين إطلاق حرية الصحافة وتقييد هذا الحق بالحرية قانون يمكن ان نطلق عليه قانون الإعلام او قانون الصحافة وهو ما كان يعرف سابقا بقانون المطبوعات .
وهي ان هذه القوانين تنظم العلاقة بين المالكين والموزعين والعاملين في هذا المجال وحق الرد او التصحيح وهناك الجانب القانوني غير الإجرائي والذي ينظم محاسبة الإعلاميين في قانون العقوبات فيما يمكن ان يسمى بجرائم الرأي او جرائم السب او القذف والتشهير ونشر الأخبار الكاذبة والتحريض وغير ذلك وهناك قانون ينص على أحقية الصحفيين بتشكيل نقابات تتولى الدفاع عن حقوقهم المادية والمعنوية وتنظم طريقة الانتماء الى هذه النقابات او المؤسسات ومحاسبة الإعلاميين .

ثالثا : جانب حق المواطن في الإعلام او على الإعلام في إيصال المادة او الخبر بصورة صحيحة او إشباع حاجة المواطن من الرأي والخبر وهو من بنود معاهدة حقوق الإنسان العالمي فلم يعد من حق أي سلطة منع المواطن او إخفاء المعلومات عنه وأصبح واجبا على الصحافة نشر هذه الحقائق وفي حدود بعض القيود التي يستلزمها النظام العام وان من ايجابيات هذه الفقرة انه أصبح لزاما على الإعلام نشر الحقائق ويعطي للصحفيين الحق في استيفاء المعلومات من مصادرها وتضييق حق النشر الى ابعد الحدود الممكنة .من هذه الجوانب الثلاثة تكتمل لنا النظرة الشاملة الى مشاكل حرية الصحافة في ملكيتها وإنتاجها والنشر والتوزيع .
ان الحكم على حرية الصحافة لا تكفي فيه النصوص الدستورية التي توضع او التشريعات القانونية التي تسن وذلك لان مدى حرية الصحافة يتوقف على مدى حرية التعبير والرأي وعليه فلا يمكن فرض نظرية واحدة لحرية الصحافة لان هناك أنصار للملكية الفردية او حرية إصدار الصحف بدون اذن سابق وهناك أنصار آخرون لنظرية حجب الملكية الفردية بدعوى خطورة التوجيه الفردي او تحكم الرأسمال ، ولا يحسم مثل هذا الأمر بمجرد مناقشة نظرية لأننا نظن ان لكلا النوعين من الملكية عيوبا خطيرة لان الملكية الفردية قد تؤدي الى نوع من الاحتكار ويؤدي حتما الى تأثير الإعلان بل قد يؤدي أيضا الى خطر التمويل الخارجي وهذه المخاطر يمكن علاجها برفع الأسباب المؤدية اليها وذلك من خلال :
1. منع الاحتكار على الإعلام .
2. فرض قواعد أخلاقية على النقابات الصحفية .
3. التمييز بين الإعلام والإعلان .
4. تشكيل لجان من اجل بحث كيفية تمويل الإعلام .
وبتوجيه هذه الأفكار يمكن الحد من المد السلبي للإعلام وتحويله الى مد ايجابي يسهم في بناء البلد وكذلك فرض نوع من الرقابة الاخلاقية على وسائل الإعلام التابعة للأحزاب والكتل السياسية حتى لا يصبح الإعلام تبريريا ولا يسبق الأحداث ولا يفسرها دون حيثيات واقعية بل يجب ان يكون ولاء الإعلام للشعب قبل كل شيء لان لهذا الإعلام التابع للحركات والأحزاب خطر كبير وهو احتكار الرأي الواحد وتحريم الرأي الآخر وخنقه مما يتسبب في هزيمة برنامج الإعلام الحقيقي الداعي الى توعية وتثقيف الشعب ومن المعروف ان الإعلامي والصحفي لا يمكن ان ينهض بمهمته اذا تحول الى موظف يعمل من اجل المادة فقط ويرضى بخضوع الأصغر للصغير والصغير للكبير والكبير للأكبر ومن المؤكد ان الصحفي اذا أرهقته تلك العلاقة الإدارية وهذا التسلسل يكسر قلمه ويمتهن مهنته التي تصبح إعلانا لا إعلاما ، ويشتد الأمر اذا لم يكن بإمكان الإعلامي الا الإذعان للتوجيه او الخوف من النقل او العقوبة وليس لديه فرص عمل أخرى يستنقذ نفسه من خلالها .
والعلم المتطور اليوم للإعلام يقوم بتحليل طبيعة الصحفي وطبيعة مهنته فالصحفي ليس عاملا وهو بالتالي لا يخضع لقوانين رب العمل ومن المفروض والمسلم به ان تتطور التشريعات حتى تضع في حساباتها ان الصحفي له دور نبيل يؤديه كما المعلم فالمعلم يعمل على تدريب وتهيئة الجيل بينما يعمل الصحفي على تثقيف وتوعية الشعب كما ويجب ان يحتوي القانون الخاص بالإعلام فقرة تعد هي الأهم ويجب ان تتصدر قانون الصحافة الا وهي (فقرة الضمير ) كون الصحفي يعمل عقليا ووجدانيا ولابد ان تتوافق كتابته مع ضميره ..



#محمد_جبار_كاظم_الساعدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مفهوم الوحدة الوطنية


المزيد.....




- أمريكا تعلق على إعلان أوكرانيا عن إحباط محاولة لاغتيال زيلين ...
- أبو ظبي تحتضن قمة AIM للاستثمار
- مصر.. الأزهر يدين الاقتحام الإسرائيلي لمعبر رفح ويطالب المجت ...
- -هآرتس-: شركة أمن أمريكية خاصة ستتولى إدارة معبر رفح الحدودي ...
- البنتاغون يعلن إنجاز الجيش الأمريكي لبناء الميناء العائم قبا ...
- الملك عبد الله الثاني يؤكد من الولايات المتحدة على ضرورة منع ...
- الولايات المتحدة تطلق مناورات عسكرية واسعة في أوروبا
- أمير الكويت في تركيا لبحث قضايا المنطقة
- استخباراتي أمريكي سابق يكشف طريقة لإرسال قوات الناتو إلى أوك ...
- وكالة الطاقة الذرية تدعو إيران إلى اتخاذ -إجراءات ملموسة وعم ...


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - محمد جبار كاظم الساعدي - الصحافة العراقية بين المنح والمنع