أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بهاء هادي - حكومة الطوابع ومأساة حلبجة














المزيد.....

حكومة الطوابع ومأساة حلبجة


بهاء هادي

الحوار المتمدن-العدد: 2225 - 2008 / 3 / 19 - 01:25
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يعرف العراقيون منذ تاسيس الدولة العراقية ان علاقتهم بالسلطات تنظمها الطوابع,ولايسمح لاي عراقي مراجعة دوائرها الا بعد ان يسرد مايريده في عريضة يختمها بتوقيعه على الطابع الملصق في نهاية طلبه,مسبوقا بكليشة يقدم فيها فروض الاحترام والطاعة والتوسل لموظف الدولة الذي تدعي السلطات انه في خدمة المواطن,ولاتصدر اية وقيثة ثبوتية من اية دائرة في الدملة العراقية دون ان يكون الطابع سيد صحتها وقانونيتها,لانه رمزا للتصديق وطريقا للجباية الضريبية.
كل ذلك تقبله العراقيون ولم يتذمروا منه لانه مفروض عليهم منذ اجيال ,ورغم ان مستويات الفقر والجوع تصاعدت وتائرها منذ بداية التسعينات نتيجة للحصار المزدوج الذي فرض على العراقيين من الخارج ومن النظام المقبور ,الا ان ماوصلت اليه الحال في السنوات الثلاثة الاخيرة لايمكن الا ان ينذر بكارثة حقيقية,حيث اصبح اكثر من 40% منهم لايحصلون على دولار واحد في اليوم وهو الرقم الذي اعلنته المنظمات التابعة للامم المتحدة التي تراقب الوضع في العراق ,لذلك اصبح رسم الطابع الملزم لتقديم عريضة التوسل قد يدفع المواطن الى صرف النظر عنها واللجوء الى التسول الذي لايحتاج فيه
الىطابع يلصقه على كفه.
وبدلا من ان تنتبه ( الحكومة الديمقراطية جدا ) الى طابعها المفروض كشرط لاستماعها لشكاوي الناس والامهم ,لمعت لها فكرة ان تستثمر عبودية الناس له لتجعله احد ادواتها الجديدة في التغطية على عجزها وفشلها في اداء مهماتها وواجباتها التي وجدت من اجل تنفيذها,فقد اعلن علي الدباغ
الناطق الاعلامي باسم مجلس الوزراء بان الحكومة العراقية قررت اصدار طابع تذكاري بمناسبة مرور عشرين عاما على جريمة حلبجة التي نفذها النظام في السادس عشر من اذار عام 1988 وذلك عندما استعمل الغازات الكيمياوية لابادة المواطنين الكرد ,وزاد الدباغ بان الحكومة العراقية ستقاضي الشركات والحكومات التي زودت النظام المقبور بتلك الاسلحة وتطالبها بالتعويضات,لذلك ستطلب الحكومة العراقية من الامم المتحدة اعتبار السادس عشر من اذار من كل عام يوما عالميا ضد استعمال السلاح الكيمياوي,ولم يطلعنا الدباغ على مافعلته حكومته والحكومات العراقية المتعاقبة قبلها منذ سقوط الصنم وحكومات اقليم كردستان بشقيها للمدينة الشهيدة وابنائها الشهداء منهم والاحياء الذين لازالوا يعانون الامرين على كافة المستويات الصحية والمعاشية والنفسية بعد عقدين من السنين,الكل يعرف عمق ماساة اهالي حلبجة مضافا اليها العوز الاقتصادي وانعدام الخدمات ومستويات البطالة وعدم توفر السكن اللائق ,مقابل الاهتمام المتزايد على مستوى اقليم كردستان من بناء للفنادق السياحية والمنتجعات والمطاعم ومراكز الترفيه تتوفر فيها كل اسباب الراحة للقادرين على الدفع وتتواصل فيها الانوار على مدى الساعة ان كانت من خطوط الكهرباء الوطنية او من مولدات استوردت خصيصا من البلدان التي استورد منها النظام المقبور اسلحته الكيميائية التي ابادت اعزائهم وذويهم ,وفي الوقت الذي يبحث فيه ابناء حلبجة وبقية القصبات والمدن العراقية المدمرة عن شربة ماء نظيفة ,فان حمامات المراكز الترفيهية والفنادق السياحية في كردستان التي يرتادها المحتلون والمستثمرون والنخب التي ترافقهم لاينقطع عنها الماء المراقب صحيا بدقة كي يكون قريبا من طعم الماء ونظافته في البلدان التي جاء منها الاصدقاء.
اننا نتطلع الى قرار ( جريء) من مجلس الوزراءالعراقي يفرض بموجبه على كل المختلسين من المال العام مانسبته 20% من الاموال المختلسة تسدد كرسوم طوابع لغلق كافة الدعاوى المقامة ضدهم امام المحاكم العراقية ,على ان يتم تطبيق القرار باثر رجعي منذ 9 نيسان 2003 وهي مسوية للخمس المفروض شرعا,ونقترح ان تذهب الاموال المجباة الى صندوق خاص لاعادة بناء المدن العراقية المدمرة وتعويض المتضررين ,وفق برنامج يراعى فية حجم الضرر واعداد المتضررين ,وبالتاكيد ستكون مدينة حلبجة على راس المدن التي سيعاد بناؤها وانصاف اهلها وسيعاد بناء كل القرى المدمرة في كردستان لان المبالغ التي ستجمع ستكون كافية لذلك واعتقد ان حكومة الاقليم ستتكفل بالمشروع دون الحاجة الى طلب المساعدة من حكومة بغداد وهي اعلم مني بالارقام التي ستصلها المبالغ ,ولان حكومة العراق ملزمة بموافقة البرلمان العراقي لكل قرار مقترح فان ذلك لن يكون عسيرا وستكون الموافقة بالاغلبية منذ الجلسة الاولى للمناقشة ,اما اذا اشترط البعض من الكتل البرلمانية استفتاء الشعب على ذلك فان النتائج ستكون ايجابية وبنسبة عالية ,لان الاموال التي ستجمع في حالة تطبيقه ستفوق تخصيصات الحكومة للمحافظات ,وستقدم الحكومة نموذجا لباقي الحكومات في العالم لبراعتها في ايجاد استخدامات جديدة للطوابع تستغني بموجبها عن المساعدات المشروطة للبنك الدولي سيئ الصيت.



#بهاء_هادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- احتفالات العراقيين بيوم المراة العالمي في العام 2018
- في الثامن من اذار دعونا نعرف ام فاضل
- الرزنامة العراقية الفريدة
- ليلة القبض على ظالم
- ينابيع العراق تروي الشهداء
- درس جديد في الوطنية


المزيد.....




- وزير دفاع أمريكا يوجه - تحذيرا- لإيران بعد الهجوم على إسرائي ...
- الجيش الإسرائيلي ينشر لقطات لعملية إزالة حطام صاروخ إيراني - ...
- -لا أستطيع التنفس-.. كاميرا شرطية تظهر وفاة أمريكي خلال اعتق ...
- أنقرة تؤكد تأجيل زيارة أردوغان إلى الولايات المتحدة
- شرطة برلين تزيل بالقوة مخيم اعتصام مؤيد للفلسطينيين قرب البر ...
- قيادي حوثي ردا على واشنطن: فلتوجه أمريكا سفنها وسفن إسرائيل ...
- وكالة أمن بحري: تضرر سفينة بعد تعرضها لهجومين قبالة سواحل ال ...
- أوروبا.. مشهدًا للتصعيد النووي؟
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة بريطانية في البحر الأحمر وإسقا ...
- آلهة الحرب


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بهاء هادي - حكومة الطوابع ومأساة حلبجة