أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - إبراهيم ابراش - القضية الغزاوية أم القضية الفلسطينية؟














المزيد.....

القضية الغزاوية أم القضية الفلسطينية؟


إبراهيم ابراش

الحوار المتمدن-العدد: 2219 - 2008 / 3 / 13 - 10:00
المحور: القضية الفلسطينية
    


‏10‏/03‏/2008
د/إبراهيم ابراش
لم يعد خافيا على احد أن الأحداث المؤلمة في غزة أصبحت تحتل مكان الصدارة في الاهتمامات السياسية الوطنية والإقليمية والدولية وعلى المستويين الرسمي والشعبي، فالمداولات في مجلس الأمن والمنظمات الدولية تبحث في الوضع بقطاع غزة، والمظاهرات التي تخرج في الشوارع العربية والأجنبية تتحدث عن معاناة أهالي غزة وتطالب بنصرة غزة ورفع الحصار عنها، والندوات واللقاءات الفلسطينية الداخلية تركز جل اهتمامها على الأوضاع في قطاع غزة وخصوصا الفصل بين غزة والضفة، وكأن الأمور ببقية الوطن على خير ما يرام أو أنها مناطق محررة أو لا معاناة فيها، كل ذلك غيب الضفة الغربية والقدس بل غيب فلسطين وغيب الوطن لتصبح القضية الغزاوية تحل محل القضية الفلسطينية.
لا شك أن غزة جزء من فلسطين بل هي الجزء الأصيل الذي حمل الهم الوطني الفلسطيني منذ النكبة حتى اليوم، وأهلنا في غزة لم يكن لهم يوما انتماء أو رابطة سياسية أو جنسية إلا لفلسطين، وأهل غزة لم يترجلوا عن صهوة النضال يوما، وهم الأكثر تفاعلا مع كل حدث قومي أو وطني أو ديني أو أممي، بعفوية يندفعون وبإصرار يناضلون وبصمت يعانون.... ، ومع ذلك أو لذلك فإن الشعب الفلسطيني في غزة وحسب كل المعطيات التي تنشرها المنظمات الدولية هو الأكثر فقرا والأكثر بؤسا في العالم، والأكثر تعرضا للجرائم التي يقوم بها العدو الإسرائيلي ولكن السؤال:هل أن الخصوصية الغزاوية و ما يجري في غزة وضد شعبها يعود لأن الجغرافيا السياسية جعلت أهل غزة أكثر اندفاعا وصمودا وانتماءا؟أم (انه أسلوب غـزة فی إعلان جدارتها بالحیاة) كما قال شاعرنا الكبير محمود درويش؟أم أن مخططا يجري حتى تغيّب غزة الوطن ولتغييب الحديث عن القضية الفلسطينية لصالح القضية الغزاوية وحتى تُستنزف إمكانياتنا وجهودنا في الصراع على من يحكم غزة وننسى القضايا الوطنية الأساسية؟.
يبدو أن في غزة كل ذلك، ولذلك فأن مخططات خطيرة تجري لتختزل فلسطين بغزة أو لصيرورة فلسطين والدولة التي يتحدث عنها الرئيس يوش مجرد كيان سياسي في قطاع غزة.لا شك أن كل فلسطيني بل كل من يحمل مشاعر إنسانية إلا ويتطلع لرفع الحصار عن غزة وليعش أهل غزة حياة كريمة يستحقونها، ولكن نتمنى على الطبقة السياسية الفلسطينية المتصارعة على السلطة والمنجذب كل قطب فيها لأجندة خارجية ،أن تعمل على ألا يكون ثمن رفع الحصار عن غزة تكريسا لعملية الفصل بين غزة والضفة، وألا يتم توظيف معاناة أهل غزة وخصوصا بعد المجازر الصهيونية الأخيرة، لتحقيق أهداف سياسية لا علاقة لها بالدوافع الإنسانية، ونتمنى على الطبقة السياسية سواء الموجودة في الضفة أو في غزة أن تستدرك الأمر وتربط ما بين المحادثات الجارية في القاهرة لرفع الحصار والهدنة في القطاع مع الحوار الجاد للمصالحة الوطنية ولإعادة بناء النظام السياسي على أسس جديدة ، فلا يعقل أن تكون الهدنة مع العدو ممكنة والمصالحة الوطنية غير ممكنة. إن اقتصار المحادثات على حركة حماس –والجهاد الإسلامي –وممثلين عن مصر وأمريكا وإسرائيل وغياب مفاوض عن الرئاسة ومنظمة التحرير، يثير القلق، حيث كنا نتمنى لو سبقت المصالحة الداخلية التهدئة التي ستتحول لهدنة قد تطول.
لا نريد لأهلنا في قطاع غزة أن يدفعوا ثمن غياب استراتيجية عمل وطني للمقاومة، وغياب استراتيجية سلام حقيقي و ثمن تعطل مسلسل التسوية، ولكننا لا نريدهم أيضا أن يكونوا حقل تجارب للسياسات الأمريكية بالمنطقة ،سواء كانت سياسة (الفوضى البناءة) أو تعميم نموذج بئيس للديمقراطية أو سياسة المحاور ... وفي المقابل لا نريدهم أن يكونوا حقل تجارب لكل مستجد بالعمل السياسي والجهادي،و لمن يريد تأسيس دولة الخلافة أو الإمارة الراشدة، إن المهمة الرئيسة لشعب يخضع للاحتلال أن يحرر وطنه ويقيم دولته الوطنية بجهود كل قواه الوطنية ومكوناته الطائفية، لا أن يتجاوز الوحدة الوطنية والمشروع الوطني الذي عنوانه الدولة الوطنية، من أجل مشروع هو من اختصاص مليار وثلث المليار من المسلمين الذين يعيشون في دول مستقلة، ولا ندري أيهم أكثر قابلية للتحقيق:دولة وطنية مستقلة وعاصمتها القدس الشريف أم دولة الخلافة المنشودة ؟وحتى مع افتراض أهمية وشرعية أن يكون الفلسطينيون في مقدمة المجاهدين من أجل دولة الخلافة، فأيهم سيخدم هذا المشروع: شعب فلسطيني تحت الاحتلال أم شعب حر بدولة مستقلة؟.
لا نريد لأي شيء أن يحول دون رفع الحصار عن أهلنا بالقطاع حتى وإن كان ثمن ذلك ترسيخ سلطة حركة حماس في القطاع فهي حركة منتخبة وشريك سياسي، ولكن دعونا نفكر ما دام الأمر الواقع يفرض نفسه شئنا ذلك أم أبينا، كيف نحافظ على المشروع الوطني وعلى وجود قيادة وطنية واحدة في ظل وجود حالتين سياسيتين هما نتاج لجغرافيا سياسية يكرسها الاحتلال وتغذيها أجندة خارجية ؟.ليست هذه دعوة لتكريس الفصل بل دعوة لوضع حد لحالة العداء والتحريض الداخلي، محاولة الحفاظ على وحدة الشعب والمشروع الوطني ضمن سياقات جديدة تقول بوجود حالة سياسية في القطاع وأخرى في الضفة الغربية، وخصوصا أننا نتحدث عن مشروع وطني، والمشروع هو ما قبل التحقق والإنجاز، ولا أعتقد أن حكماء فلسطين سيعجزون عن إيجاد صيغة ما للمشروع الوطني أو تقاسم وظيفي وطني يخرج النظام السياسي والمشروع الوطني من حالة الانحدار بل والاندثار لحين إنجاز التحرر الوطني والدولة المستقلة على كامل الأراضي المحتلة عام 1967 وعودة ألاجئين،.إن لم تخرج الطبقة السياسية من حالة الصمت بل التواطؤ على الحقيقة حيث الجميع يعرف أن الفصل يسير بخطوات سريعة، فإنهم يتحملون المسؤولية ليس فقط على فصل غزة عن الضفة من أجل السلطة، بل مسؤولية تعاظم حالة العداء بين القوى السياسية وأبناء الشعب الواحد.



#إبراهيم_ابراش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القضية الغزاوية أم القضية الفلسطينية؟
- قطاع غزة:كيان مستقل أو أراضي محتلة؟
- الدولة الفلسطينية في المواثيق الوطنية
- تصريحات بوش تغير مرجعيات التسوية وتربك النخبة السياسية الفلس ...
- حتى لا نكون شهاد زور على مؤامرة تصفية المشروع الوطني
- استنهاض الحالة الثقافية في فلسطين بين شح الامكانيات وغياب ال ...
- مؤتمر أنابولس :مؤتمر لسلامهم أم لسلامنا؟
- ضرورة تخليص السياسة من أوهامها
- غصن زيتون أبو مازن وغصن زيتون أبو عمار
- لا شرعية بل إدانة لكل عمليات عسكرية متبادلة بين حركتي فتح وح ...
- حتى لا يكون مؤتمر الخريف حلقة من مسلسل تفكيك المشروع الوطني
- في ثقافتنا الوطنية متسع للجميع
- لا يستطيع وليس من حق أحد أن يسقط الحق بالمقاومة
- لا أخجل بل افتخر لكوني فلسطيني
- سيناريوهات ما بعد الانقلاب في غزة
- استنهاض حركة فتح الفلسطينية في عالم متغير
- المرحلة الثانية من مشروع تصفية المشروع الوطني الفلسطيني
- صمت الرئيس أبو مازن: عجز أم حكمة لا ندركها؟
- : صعوبة المهمة وغموض الهدف الدور المصري الراهن في القضية الف ...
- حق تقرير المصير بين القانون والسياسة


المزيد.....




- جعلها تركض داخل الطائرة.. شاهد كيف فاجأ طيار مضيفة أمام الرك ...
- احتجاجات مع بدء مدينة البندقية في فرض رسوم دخول على زوار الي ...
- هذا ما قاله أطفال غزة دعمًا لطلاب الجامعات الأمريكية المتضام ...
- الخارجية الأمريكية: تصريحات نتنياهو عن مظاهرات الجامعات ليست ...
- استخدمتها في الهجوم على إسرائيل.. إيران تعرض عددًا من صواريخ ...
- -رص- - مبادرة مجتمع يمني يقاسي لرصف طريق جبلية من ركام الحرب ...
- بلينكن: الولايات المتحدة لا تسعى إلى حرب باردة جديدة
- روسيا تطور رادارات لاكتشاف المسيرات على ارتفاعات منخفضة
- رافائيل كوريا يُدعِم نشاطَ لجنة تدقيق الدِّيون الأكوادورية
- هل يتجه العراق لانتخابات تشريعية مبكرة؟


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - إبراهيم ابراش - القضية الغزاوية أم القضية الفلسطينية؟