عاشت الذكرى 56 لتأسيس رابطة المرأة العراقية

انتصار الميالي

الحوار المتمدن-العدد: 2217 - 2008 / 3 / 11 - 11:31
المحور: ملف - الثامن من آذار 2008 يوم المرأة العالمي - لا للعنف ضد المرأة
    

تزامنا مع عيد المرأة العالمي يوم النضال والتضامن بين نساء العالم ومالهذا اليوم من دلالات كبيرة في تاريخ نضال المرأة من أجل غدٍ أفضل للمرأة لتأخذ مكانها الطبيعي في المجتمع.
تحل علينا الذكرى 56 لتأسيس اول منظمة نسائية جماهيرية ديمقراطية في العراق وجدت في صفوفها العاملات والفلاحات وربات البيوت والمثقفات على أختلاف قومياتهن وتوجهاتهن السياسية ومعتقداتهن الدينية ففي العاشر من آذار1952 كان أول اجتماع موسع للطليعة التقدمية من النساء العراقيات أعُلن في بغداد تأسيس رابطة الدفاع عن حقوق المرأة في العراق. وكان أنبثاقها أمتداداً طبيعياً للحركة النسائية العراقية التي تبلورت في الاربعينات من القرن الماضي وشكل نقلة نوعية في تاريخ الحركة النسوية لأنها أول منظمة نسائية أجتمعت في أهدافها النضال الوطني التحرري الى جانب النضال من أجل حقوق المرأة وسعادة الطفل،أدراكاً منها لحقيقة أن تحرير المرأة لايمكن تحقيقه دون تحرير المجتمع.
وأننا أذ نستذكر علينا أن نقف عند أبرز المنجزات التي ساهمت بها منذ التأسيس،فقد كانت في المعارك الوطنية التي خاضها شعبنا وأحزابه وقواه الوطنية ضد الاحلاف والانظمة الرجعية والدكتاتورية من أجل الاستقلال الوطني والحريات الديمقراطية والتقدم الاجتماعي،فبرزت أعضاء الرابطة من العربيات والكرديات في المقدمة وتعرضن للأضطهاد والملاحقة والسجن والتعذيب وقدمن أمثلة رائعة في الشجاعة والتضحية وتحدي كل أشكال الأرهاب والتنكيل والتسلط الذي تعرض له الشعب العراقي بجميع قومياته وأقلياته.
وسعت الرابطة في نضالها لأزالة التركة الثقيلة من الجهل والأمية والمرض والتفاليد البالية الذي ورثتها المرأة العراقية خلال عهود الأقطاع والاستعمار والانظمة الرجعية.
لعبت الرابطة منذ تأسيسها ولحد الان دوراً مهماً في النضال من أجل وحدة الحركة النسائية الديمقراطية العربية والعالمية من خلال انضمامها الى الأتحاد النسائي العالمي في عام1953وكان لها دور بارز في ثورة 14تموز المجيدة وأستطاعت من خلال برامجها ونشاطاتها في انحاء العراق كافة أن ترسخ وجودها بين صفوف النساء وتنشر وتعمق الوعي بقضية المرأة بين أوساط واسعة من أبناء الشعب مكافحة بذلك التقاليد الأجتماعية البالية وكان لها الدور الكبير في تشريع أول قانون للاحوال الشخصية في العراق عام1959 وتبوأت الراحلة د.نزيهة الدليمي رئيسة الرابطة أول منصب وزاري تناله المرأة من نفس العام.
في 8آذار1959 عقد المؤتمر الأول للرابطة وبشكل علني حيت تم تبديل أسم المنظمة من رابطة الدفاع عن حقوق المرأة الى رابطة المرأة العراقية وأستطاعت عبر المؤتمرات واللقاءات العربية والعالمية أيصال صوت المرأة العراقية الى نساء العالم وتنشيط الحملات التضامنية مع نضالها ضد الدكتاتورية والحصار الجائر.
كما أولت الرابطة أهتماماً خاصاً بالحركة النسائية العراقية مدركة أهمية التعاون والتنسيق بين مختلف المنظمات والجمعيات النسوية لتحقيق المساواة والتقدم للمرأة في المجتمع.
وتعمل الرابطة الأن في ظل الاوضاع الارهابية التي تتعرض لها البلاد عموماً والمرأة خصوصاً وتناضل من أجل عراق ديمقراطي موحد خالٍ من كل أشكال العنف والارهاب ،عراق يسوده الامن والسلام والمحبة والتأخي وأحترام القانون ويؤمنّ الحقوق لجميع العراقيين نساءاً ورجال.
تناضل الرابطيات من أجل اطلاق مساهمة المرأة في عملية التنمية ومكافحة الافكار الرجعية التي تحد من دورها الحقيقي وتعمل على التوعية من أجل توسيع وتكافؤ الفرص في التدريب والتأهيل المهني للنساء في الريف والمدينة،والحث على توفير الخدمات الاجتماعية والمؤسسات التي من شأنها تمكين المرأة والعمل على ضمان حق المرأة في تبوء المراكز السياسية والمناصب الادارية دون أي تمييز وحقها في تبني المواقف السياسية التي تخدم تطور البلاد.
وتدعو الى تطوير المناهج الدراسية ودور رعاية الاطفال ووسائل الاعلام الجماهيرية وتوجيهها وجهة وطنية ديمقراطية وبث أفكار حب الوطن والشعب في النفوس وترسيخ روح التأخي والوحدة وروح السلام وتثبيت المفاهيم الصحيحة عن دور المرأة في المجتمع ومكافحة كل مايسيء لقضيتها.
وتناضل الرابطة الان من خلال حملتها من أجل أيقاف العنف بكل اشكاله ضد المرأة العراقية داعية الى التضامن معها من أجل أيقاف لغة الدم التي تؤثر على المرأة في جميع مجالات الحياة.
أخيراً.....لايسعني إلا أن أتقدم بباقات من الزهور وفيض من الاماني وأجمل التهاني الى الام والاخت والابنة والحبيبة..تهنئة الى كل عراقية شامخة ومناضلة وبطلة من الشمال الى الجنوب.
كل المجد لشهيدات رابطة المرأة العراقية وشهيدات الحركة النسوية العراقية...
عاشت الذكرى56 لتأسيس رابطة المرأة العراقية...
وعاش الثامن من آذار رمزاً للتضامن ووحدة الحركة النسائية العراقية والعربية والعالمية.....

#انتصار_الميالي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات