أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - شكري عبدالدايم - الجسد الانثوي المعاق:ضمور الدلالة وعسر الخطاب














المزيد.....

الجسد الانثوي المعاق:ضمور الدلالة وعسر الخطاب


شكري عبدالدايم

الحوار المتمدن-العدد: 2206 - 2008 / 2 / 29 - 10:58
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


كيف يمكن خلق تحاور سوسيولوجي بين مجمل ما تم رصده من معطيات ميدانية بأبعادها ودلالاتها النظرية.؟
سؤال سنحاول الاسترشاد به، في تحليل وتركيب أهم المضامين والخلاصات المتصلة بالسؤال عن الجسد(تمثلات الجسد عند الفتاة المعاقة جسديا )المحصل عليها منهجيا عن طريق الاستمارة .
-بحثا عن التمثلات: في مفهوم الجسد:
رحلة شاقة ومضنية، خلف البحث عن شيء اسمه الجسد الأنثوي، الموشوم بشيء من علامات التميز ( الإعاقة ) داخل جزء من بنيات الضمير الجمعي، ذو الارتباط الوثيق بالأنساق التحتية بتعددها، التي تحدد الكثير من ملامحه. كيف نفهم إذن، ما جوبه به طالب الحديث عن الجسد الخاص للفتاة المعاقة من صمت مريب؟
تعددت المتغيرات بين المستوى الدراسي، السن، مسقط رأس الأب، مهنته والنتيجة: 80% من عينات البحث لادت بالصمت كمخرج وحيد.
هل نسلم بمقولة دافيد لوبرتون :" ليس هناك من شيء أكثر غموضا، بدون شك، في نظر الإنسان من عمق جسده الخاص. وقد جهد كل مجتمع، بأسلوبه الخاص، لإعطاء جواب عن هذا اللغز الذي ينغرس الإنسان فيه1.أم أن مجابهة موضوع الجسد الأنثوي والكلام عليه أمر خطير، لأنه يدخل في الطابو والمضمر؟
ولعل في كلام " مي جبران " ما يمكن به تفسير هذا الفشل في الخطاب:" إن إنكار الجسد الأنثوي، يؤثر على خطابنا، على قولنا الغائب/ مثل أجسادنا ويصيف
"لا كان " لا توجد إلا امرأة مستبعدة عن الأشياء، بكل بساطة لا يعرفن ماذا يقلن، وهنا يكمن الفرق بين وبينهن".
لعل هذا الصمت في الحديث عن الجسد الخاص عند الفتاة المعاقة، يعبر عن محنه اللغة لما تغذو قاصرة خارج نظامها الرمزي الأبوي السائد:" لا أجد لغة، ولا فكرا خاصين بي، إني اتخبط" ، " وما نقدر انكوليك والوا...".
فاللغة، يكتب بحاج عسو خصوصا الكلام – " لا تطاوع الجنسين بنفس الكيفية والسهولة المطلوبة أثناء استدعاء الكلمات، هاته الأخيرة، أنتجت في ساق ثقافي عرف هيمنة الذكور، ولا تحيل إلى نفس المعنى عند استعمالها من قبل الرجل والمرأة.
فالجسد " الثقافي " للمرأة يقيد اللغة التي تستعملها – خصوصا عندنا- فهي ملزمة بالتوضيح وإلا كان كلامها مثار تأويل مغرض، فكل ما تتفوه به المرأة، أو تكتبه تشتد عليه الرقابة على اعتبار أنها: بضاعة chose تابعة لمملكة الجل.1
ولعل هذا الالتباس يبين الدال والمدلول هو من قاد/ يقود حراس الآداب إلى إباحة دماء العديد من الكتابات النسائية المتمردة، بمنع صدورها، وتوزيعها أو بثها كمنطوق.
فهل إفراد عينة البحث على وعي حاد ومتقد بسطوة منع الكلام / الكتابة، وضرورة الامتثال لما هو منحوت في الجسد الاجتماعي الكلي، من تدابير للإخراس الجسد؟
ترى ماري كاردينال: "إذا كتبت امرأة كلمة حرية وحب، عليها توضيح مرادها من هذه الكلمة، وإذا كانت لا ترغب في أن يلتبس مفهوم الحرية بمفهوم الإباحية " هذا العنف الرمزي الذي يمارسه النظام الاجتماعي العام، عبر آلياته المختلفة على الجسد الأنثوي، يتحول عند الفتاة المعاقة جسديا إلى عنف نحو الذات، يلزمها بتبني وإعادة إنتاج النظرة الدونية نحو الجسد المعاق. بيد أن الوعي باشتغال هذه الآليات ومضمونها " راه المشكلة ماشي فالمعاق ونظرتو لجسده الخاص، راه المشكل في الاعاقة الذهنية للمجتمع. خطوة أساسية نحو الوعي بحقيقة الجسد واتخاذ موقف ايجابي منه، عبر تجاوز النظرة السلبية التي يكرسها المجتمع نحو المعاق بشكل عام.
هذا الوعي تم التدرج فيه من خلال التمرس داخل فضاءات الجمعية وبما تفتحه من أنشطة في وجه الفتاة المعاقة. للتعبير عن ذاتها الإنسانية وهو ما يمنح لمجال ونوعية اشتغال هذه الجمعيات جدواها الحقيقي، دالك هو التحدي.



#شكري_عبدالدايم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تحقيق ميداني/الجسد المعاق وسؤال الاندماج الاجتماعي:جمعية الك ...
- الجسد الانثوي: رؤى و تقاطعات.
- يجب تكثيف البحث العلمي لتشخيص الواقع الاجتماعي


المزيد.....




- زرقاء اليمامة: قصة عرّافة جسدتها أول أوبرا سعودية
- دعوات لمسيرة في باريس للإفراج عن مغني راب إيراني يواجه حكما ...
- الصين تستضيف محادثات مصالحة بين حماس وفتح
- شهيدان برصاص الاحتلال في جنين واستمرار الاقتحامات بالضفة
- اليمين الألماني وخطة تهجير ملايين المجنّسين.. التحضيرات بلسا ...
- بعد الجامعات الأميركية.. كيف اتسعت احتجاجات أوروبا ضد حرب إس ...
- إدارة بايدن تتخلى عن خطة حظر سجائر المنثول
- دعوة لمسيرة في باريس تطالب بإلإفراج مغني راب إيراني محكوم با ...
- مصدر يعلق لـCNNعلى تحطم مسيرة أمريكية في اليمن
- هل ستفكر أمريكا في عدم تزويد إسرائيل بالسلاح بعد احتجاجات ال ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - شكري عبدالدايم - الجسد الانثوي المعاق:ضمور الدلالة وعسر الخطاب