أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - ناصر موحى - المغاربة بين الشدود الجنسي والشدود السياسي















المزيد.....

المغاربة بين الشدود الجنسي والشدود السياسي


ناصر موحى

الحوار المتمدن-العدد: 2199 - 2008 / 2 / 22 - 10:08
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


حين تتدهور القدرات البصرية اشخص ما ويعاني ضعف النظر فإنه يرى صغائر الأشياء كبيرة وكبائرها تبدو صغيرة.وفي هاته الحالة ينصح بزيارة طبيب العيون في أقرب وقت قبل ان تتدهور الحالة ويفقد معها حاسة البصر ويسبح إلى الأبد في ظلام دامس حتى في عز النهار.إنها حالة عادية يصاب بها الناس في مشارق الأرض ومغاربها وتداوى بعمليات سهلة في معظم الحالات.لكن الخطر كله حين يصاب مجتمع بكامله بهذا المرض والأخطر ألا ينتبه إلى أعراضه غير قلة لاننفوذ لها ولاآذان تسمعها.
مالذي حصل بالضبط لنصل لهذه الوضعية في المغرب؟؟
ذات صباح من صباحات دجنبر الرتيبة خرج سكان مدينة القصر الكبير عن بكرة ابيهم أطفالا شبابا وشيبا إلى الشارع ليفجروا غضبهم الدفين لعقودة طويلة.قلت في نفسي وأنا أقرأ عنوان الخبر في إحدى المواقع الإلكترونية:هذا رائع,المغاربة بدؤوا يتحركون بجدية!لم تكد تقمع انتفاضة أهالي صفرو طلبا للعيش الكريم حتى أخذ أحرار القصر الكبير المشعل ليؤكدوا للصوص المال العام أن العدالة والحق في المواطنة الكريمة مطلب كل المغاربة وليس تهور شباب مديتة من المدن المهمشة.إنها استمرارية طبيعية إذن لظاهرة صحية إنطلقت شرارتها الأولى مع مطلع الألفية الثالثة.اتساع انتفاضات القرى والمدن الهامشية كرد طبيعي للهدوء الحذر الذي فرضته آلة القمع المخزنية على المدن الكبرى.
لكن تفاصيل الحدث لجمت تفاؤلي الساذج وعدت أردد قولة واتربوري "لاشيء يقع في المغرب كما كنا نتوقعه".المتظاهرون الغاضبون خرجوا للتنديد بقيام عرس لشاذ جنسيا ومطالبتهم بإعدامه علناوكأنه دكتاتور حكم بلاده لنصف قرن بالحديد والنار…! كي يكون عبرة لمن سولت نفسه الإساءة والنيل من سمعة المغرب القلعة الحصينة للاسلام في أقصى غرب أمة المليار ونصف!…بوركتم ياحراس الأخلاق والقيم المهددة بالانقراض!
لكن الذي أعرفه منذ طفولتي أن المثليين والسحاقيات يعيشون بيننا بالمآت والالآف كما الحماق والمرضى النفسيين دون أن ينتبه أحد إليهم ويطالب بخلق مؤسسات تبحث في أسباب وحلول شدودهم لاعادة إدماجهم في المجتمع السوي.أليس الذي يطالب بعقاب مريض (مادام سلوكه شاد مجتمعيا) شاد إنسانيا كذلك ؟. صرخ بسطاء القصر الكبير بملأ حناجرهم طوال النهار ومعهم ملايين المغاربة بقلوبهم ايمانا منهم أنهم أدوا واجبهم الديني بالنهي عن المنكر كأضعف الايمان وأفرغوا احتقانهم الداخلي المتراكم بفعل سياسة التهميش والتفقير والحكرة المسلطة عليهم.فعادوا إلى منازلهم مطمئني الضمائر لتتحرك أقلام من يصطادون في الماء العكر ,ليحولوا صرخات البسطاء إلى سلعة يبيعونها بملايين الدراهم البيضاء التي وحدها تنفع في الأيام السوداء.وإن اختلفت تأويلاتهم فالواضح أنها ترمي لنفس الغايات.
إجمالا يمكن تصنيف قطاع ااطرق المؤدية للحرية ألى جوقتين:
الجوقة الأولى جمعت الصحافيين المتاجرين بالرمزية الدينية للمغاربة حيث أخرجوا سيوفهم المتصدأة لدغدغة عواطف الناس المهيجة أصلا كمدخل تسويقي لجيوبهم ,واعلنت نفسها أوصياء جدد ومصلحين لايجود الزمان بأمثالهم إلا مرة كل قرن فنفخت في حادثة تمر أمام محاكم المملكة الشريفة المآت من أمثالها كل يوم وجعلتها قميص عثمان ليعلقوا عليها أسباب الجفاف الهيكلي ونتائج التقويم الهيكلي التي شرعنت الباب لبيع الوطن بدرهم رمزي.
الجوقة الثانية شكلها حفظة شعارات الحداثة والتنوير وحقوق الإنسان عن ظهر قلب دون أن يبدلوا أي جهد في تفكيك معانيها وقراءة السياقات التاريخية التي أفرزتها.فانطلقوا يدافعون بشراسة عن حق الشواد في تمتيعهم بجميع الحقوق الفردية كالزواج والطلاق وكأن مدونة الأسرة الحالية اصلت نهائيا للعدالة الكاملة بين الزوج وزوجته وأطفالهم ولم يبق إلا الإنكباب على حق المثليين والمثليات في بناء أسرة سعيدة.للتذكير رفضت محكمة في نفس الأسبوع تطليق مثلليين لأنها لاتعترف أصلا بعقد زواجهما,الواقعة لم تحدث في إمارة المؤمنين في افغانستان ولا في السودان ولافي جمهورية ويلات عفوا آيات لله الإيرانية.الواقعة شهدتها أروقة محكمة في ولاية أهايو الأمريكية.بلد الحريات الفردية المطلقة ونموذج العالم الفوكويامي.
لو كان وعي المغاربة بذاتهم ولذاتهم من أوصلهم للخروج إلى الشارع للتعبير عن آراءهم في قضايا الوطن مهما كانت صغيرة لاستبشرنا خيرا بقرب تغيير شامل في بنى المجتمع الإقتصادية والسياسية فالثقافية.لكن أن نعلن حالة استنفار قصوى لأتفه الأمور ونصمت عن أحداث مصيرية فهذا يدفعنا للتشكيك والريبة من حالتنا.
قبل ثلاتة أشهر إنصرفت عصابة الحرايمية عفوا حكومة الملك التي ترأسها صاحب شركة الصباط جطو بعد أن إغتنى أعضاؤها أكثر وتفقر الشعب أكثر.ذهبت آمنة مطمئنة دون أن تقدم أي حساب لأن أعضاءها كانوا مشغولين بتعداد الثروات التي راكموها.لكن منظمات دولية أعطت لنا الحساب مشكورة.في التنمية البشرية تربعنا على مؤخرة الدول 126,في حرية التعبير الدرجة السادسة مابعد المائة,في التعليم جئنا في الرتية 11 لكن على مستوى شمال إفريقيا والشرق الأوسط!!!!
لماذا لم يقدموا الحساب؟ لأننا لم نخرج إلى الشارع لطلب ذلك كما فعلنا مع مغربي خطأه الوحيد أن جسده أفرز هرموناته الجنسية بشكل معكوس.
ثم جاء تنظيم الإنتخابات لمجلس النوام أي مجلس مشرعي الأمة وصرفت الملايين لأجلها بسخاء لأنها صباغة لتلميع واجهة منزل آيل للسقوط.قاطعها ثلثي المغاربة ليس وعيا بل لأن إكراهات الخبز اليومي أكثر أهمية من رمي اوراق لاتصلح إلا للإ ستعمال في المراحيض.ودخلت الأحزاب في مفاوضات أشبه بالتي تجري بين زعماء الجريمة المنظمة في نيويورك بداية القرن العشرين..وفي الأخير تدخلت المؤسسة الملكية التي تدير المسرحية في الخفاء لتختار من هو أكثر ركوعا لقراراتها بل وتسقط أحد عشر كوكبا وزاريا من العدميين حسب تعريف المخزن نفسه لأنهم لم يتقدموا للإنتخابات ولم ينتموا إلى احزاب من قبل.وأعيد توزير مجموعة ممن ساهموا في وضعنا في هذه المرتبة المخجلة.
بعد كل هذا الشدود السياسي هل خرجنا إلى الشارع لنهتف بالموت بمن نهبوا كل شيء ؟هل صرخنا بحناجرنا طلبا لمحاكمتهم ؟هل أنذرنا من سلبوا حقنا في حياة كريمة فوق اراضي وطننا وقلنا إن وجود المغرب أصبح مسألة أنطولوجية؟؟هل وهل...؟بالطبع لاشئ ماعدا أصوات حرة لكنها متناثرة هنا وهناك.سواد الأمة فكر بذكاء وعلق أوزار الوطن على قميص فؤاد عوض قميص نظام لايتقن إلا سياسة تذليلنا وتحقيرنا فصور لنا ومعه نخبة الزمن المر أن الشدود الجنسي أخطر بمليون مرة من الشدود السياسي.
هو العمى بعينه لكن أين طبيب العيون وأين المريض المصاب بالعمى إذا كان يعترف أنه صم عمي بكم لايبصرون.....



#ناصر_موحى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مات الملك... ومازال أوباشه أحياء لايرزقون...
- من أجل مغرب المواطنة


المزيد.....




- لوحة كانت مفقودة للرسام غوستاف كليمت تُباع بـ32 مليون دولار ...
- حب بين الغيوم.. طيار يتقدم للزواج من مضيفة طيران أمام الركاب ...
- جهاز كشف الكذب وإجابة -ولي عهد السعودية-.. رد أحد أشهر لاعبي ...
- السعودية.. فيديو ادعاء فتاة تعرضها لتهديد وضرب في الرياض يثي ...
- قيادي في حماس يوضح لـCNN موقف الحركة بشأن -نزع السلاح مقابل ...
- -يسرقون بيوت الله-.. غضب في السعودية بعد اكتشاف اختلاسات في ...
- -تايمز أوف إسرائيل-: تل أبيب مستعدة لتغيير مطلبها للإفراج عن ...
- الحرب الإسرائيلية على غزة في يومها الـ203.. تحذيرات عربية ود ...
- -بلومبيرغ-: السعودية تستعد لاستضافة اجتماع لمناقشة مستقبل غز ...
- هل تشيخ المجتمعات وتصبح عرضة للانهيار بمرور الوقت؟


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - ناصر موحى - المغاربة بين الشدود الجنسي والشدود السياسي