أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - سليم سوزه - الحنين الى الحرية














المزيد.....

الحنين الى الحرية


سليم سوزه

الحوار المتمدن-العدد: 2179 - 2008 / 2 / 2 - 10:39
المحور: الصحافة والاعلام
    


ما ان سقط تمثال الدكتاتور السابق في ساحة الحرية ببغداد وانهال ابو تحسين ب(نعاله ابو الاصبع) ضرباً على وجه الطاغية النافق، حتى انطلق مكبوت العراقيين نحو تأسيس اكثر من 150 صحيفة ومنبر اعلامي فضلا عن فضائيات بالجملة جسّدت ما كان يعانيه الوجدان الشعبي المحاصر من قبل اجهزة الامن والاستخبارات الحكومية آنذاك. فكان بحق ماراثون اعلامي فريد لم يشهده العراق فضلا عن المنطقة العربية من قبل، طبعا بسبب الانظمة الديمقراطية (جدا) التي تحكم في دولنا العربية، ولم يكن من الصعب معرفة فيما اذا كانت هذه الصحف والمنابر الاعلامية ترجماناً حقيقياً لحرية واعية ام انها تعبير مشوّه لها وُلدت في فترة فوضوية لم تعبر بصورة دقيقة عن ارادة اعلامية واعية وهادفة.
فالحق كان الكثير من هذه الوسائل الاعلامية ولا زال البعض منها كذلك عبارة عن ابواق عمياء لم تستغل فضاء الحرية المتاح بشكل يضمن نشر الوعي الاعلامي السليم وتأمين رسالة اصيلة بعيدة عن التعصب والدجل والكذب الذي عرفت به صحافة السلطة اي سلطة، لذا فقد كانت بعض هذه الوسائل الاعلامية عاملاً من اهم العوامل التي ساهمت في اذكاء الفتن ونشر الكراهية بين ابناء النسيج الواحد سواء تعمّدت ذلك ام لا نتيجةّ ما نقلته وتنقله من امور لا ينبغي لها ان تُنقل دونما مراعاة للمعايير الاخلاقية والمهنية في مسألة النشر والاعلان مما كانت جزء من المشكلة الطائفية بالعراق بدلا من ان تكون الحل.
مع ذلك ومن بين هذا الكم الهائل من المؤسسات الاعلامية والصحفية فقد برزت هناك صحافة تستحق الاحترام فضلا عن اقلام يكن لها القراء كل التقدير بسبب العقلية الموضوعية والتحليل العقلاني البعيد عن (القيل والقال) الذي تحلّوا به اثناء ترجمة الواقع المعاش على الورق ولم يكونوا جزءا من الماكنة المخرّبة للعقلية العراقية البسيطة لذا تجدهم ساهموا بصورة فعالة في تأسيس ثقافة اعلامية مبنية على الرأي والرأي الآخر بغض النظر عن الخوض في المسائل التي من شأنها تعميق الهوة بين هذا وذاك تحت عناوين مختلفة سئمها الفرد العراقي من الشمال الى الجنوب.
ان من يراقب وضع الاعلام العراقي على وجه الخصوص ابان النظام السابق ويقارن بين ما كان وماهو موجود الآن في هذه الفترة سيجد حتما بان البلد اليوم عبارة عن مساحة اعلامية كبيرة وحرة معبّرة فعلاً عن واقع متعدد وتوجّهات مختلفة نأمل ان تستمر في ذلك كي تكون بحق سلطة رابعة يخشاها السياسي لا مطيّة يركبها هذا السياسي لتحقيق مآربه النفعية اي لا ان يُنظر لها على انها وسيلة تستشرف وجهات النظر السياسية الخاصة لترويجها في سوق الاعلام التجاري لانها بذلك ستكون بضاعة رخيصة وغير مقدّرة بل لا تختلف اطلاقا عن الحقبة السابقة، حقبة الكتابة الزيتونية التي سمّيت زوراّ وبطلاناّ بالاعلام، فقد كانت الصحف والقنوات والمؤسسات الاعلامية الاخرى في مرحلة البعث المقبور عبارة عن استنساخ لتصاريح صحفية تصدر من شفتي الصحاف واخبار منقولة بالحرف من اروقة المخابرات الصدامية المسيطرة على كل اجهزة الاعلام العراقية والعربية والعالمية فانتجت بالحقيقة صحافة هزيلة متماهية مع السلطة جملةً وتفصيلاً.
ولا يعني ذلك بان تلك الفترة لم تستطع انجاب اسماء كبيرة من الاعلاميين والصحفيين بل بالعكس كان هناك الكثير من النوابغ الاعلامية التي واكبت العملية الاعلامية وفي يدها جمرة دون ان يكون لها القدرة على تصحيح المسار الاعلامي وجعله خارج سلطة الدولة آنذاك وذلك بسبب بطش الدولة وعدم الرحمة في مواجهة هكذا توجّهات، لكننا اليوم ومن باب المطالبة بالافضل نهيب بكل المؤسسات والمنابر الاعلامية ان تسعى جاهدة في توثيق عرى الكيان الاعلامي العراقي وتطوير القدرات الصحفية في مجال نقل المعلومة وتغطية النشاطات اليومية من اجل اللحاق بركب الاعلام العالمي ووضع اسس صحيحة لاعلام حر بعيد عن التدخل الحكومي كي نضمن انها سلطة رابعة فعلاً ولا شيء غير ذلك.



#سليم_سوزه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مازن مكيّة ودعوة الدعوة
- آن الآوان لمحاكمة العقل العربي
- الاعلام بين استقلالية الخطاب وانتمائية الممارسة
- ثقافة العنف ... عنف الثقافة


المزيد.....




- فيديو أسلوب استقبال وزير الخارجية الأمريكي في الصين يثير تفا ...
- احتجاجات مستمرة لليوم الثامن.. الحركة المؤيدة للفلسطينيين -ت ...
- -مقابر جماعية-.. مطالب محلية وأممية بتحقيق دولي في جرائم ارت ...
- اقتحامات واشتباكات في الضفة.. مستوطنون يدخلون مقام -قبر يوسف ...
- تركيا .. ثاني أكبر جيش في الناتو ولا يمكن التنبؤ بسلوكها
- اكتشاف إنزيمات تحول فصائل الدم المختلفة إلى الفصيلة الأولى
- غزة.. سرقة أعضاء وتغيير أكفان ودفن طفلة حية في المقابر الجما ...
- -إلبايس-: إسبانيا وافقت على تزويد أوكرانيا بأنظمة -باتريوت- ...
- الجيش الإسرائيلي يقصف بلدتي كفرشوبا وشبعا في جنوب لبنان (صور ...
- القضاء البلغاري يحكم لصالح معارض سعودي مهدد بالترحيل


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - سليم سوزه - الحنين الى الحرية