أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - بشير صقر - قراءة فى أوراق التطبيع السعودى الإسرائيلى: ( 6 )















المزيد.....

قراءة فى أوراق التطبيع السعودى الإسرائيلى: ( 6 )


بشير صقر

الحوار المتمدن-العدد: 2175 - 2008 / 1 / 29 - 10:54
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


خاشوقجى وبندر بن سلطان مهندسا التطبيع
مِنْ جلْب المرتزقة الإسرائيليين لحرب اليمن إلى تهــريب يهــود الفلاشـا لإسرائيل
ومن بناء السد الترابى فى الصحراء المغربية إلى تدبير صفقـات سـلاح إسرائيلي لإيران
ومن رفض الدولة الفلسطينيـة المستقلــــــة إلى الموافقة على اتحاد فلسطيني مع الأردن
..........
يستكمل المقال التالى ماسبقت كتابته تحت عنوان (الإخوان وأمريكا ..والسعودية وإسرائيل)، حيث يتناول عمليات التطبيع السعودي الإسرائيلي التي بدأت منذ أكثر من ربع قرن، من خلال قراءة في أوراق ووثائق مختلفة تتعرض لدور بعض أعضاء (خلية فيكتوريا) وبالتحديد الملياردير السعودى عدنان خاشوقجى الذى يستحق اسم "سفير" السعودية الطائر.. ويتقاسم بجدارة لقب (مهندس التطبيع السعودى الإسرائيلى )مع سفير المملكة السعودية فى واشنطن الأمير بندر بن سلطان. ويستعرض كذلك عددا من الوقائع والأحداث الخاصة بالتطبيع الرياضى والثقافى والتجارى والإستثمارى فضلا عن التنسيق العسكرى والأمنى
خصوصا فيما يتعلق بحرب الخليج الأولى والثانية، وتهريب يهود الفلاشا الإثيوبيين لإسرائيل، وبناء السد الترابى فى الصحراء المغربية لصد هجمات جبهة تحرير البوليساريو، والمحاولات المشتركة(السعودية الإسرائيلية) لحل النزاع الفلسطينى الصهيونى وشكل الدولة المقترحة للفلسطينيين.
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
فيكتوريا .. بحيرة عذبة مترامية الأطراف فى أواسط إفريقية، تستقبل كل صيف مياه الأمطار المنهمرة على المرتفعات المحيطة، لتدفعها فى اتجاه الشمال.. وبصحبتها ما سمحت به الجبال من طمى.. يرافقها ويمنحها لونها وعافيتها، وفى الطريق يوزعان الخير والزاد والحياة على جانبى المجرى الذى يلازمهما حتى يصلا نهاية الرحلة.. إلى مصر، لكنهما قبل أن يبلغا حافة القارة بقليل يفتحان ذراعيهما للفلاحين مهللين مودَِّعين.. قبل أن يختفيا فى أعماق البحر.
رحلة حياة وعطاء ووفاء.. تكررها كل عام مياه نهر النيل وطميُه منذ عصور سحيقة دون ضجر ودون مقابل.
وعلى مسافة قصيرة من مصب النيل ناحية الغرب.. تقبع مدرسة قديمة بمدينة الإسكندرية تحمل نفس الإسم فيكتوريا..إستقبلت على مدى تاريخها عديدا من أبناء مصر والشعوب العربية بل والأوربية.. طلابا نابهين شرفاء، لكن شتان بين ما ضمّته ضفاف البحيرة من مياه وطمى وبين بعض – أقول بعض - ما استقبلته جدران المدرسة من تلاميذ وطلاب، رغم أنهما (البحيرة والمدرسة) يحملان نفس الاسم .. فيكتوريا. وشتَّان بين رحلة الحياة والعطاء والوفاء.. وبين رحلة أخرى مختلفة لعدد محدود من الطلاب سنتعرف على ملامحها بعد قليل:
*ففى الأربعينات من القرن الماضى، وبينما كان طلاب مدرسة فيكتوريا بالإسكندرية يتعرفون على مبادئ المعرفة والأخلاق، كانت بريطانيا العظمى- التى تحتل مصر والأردن واليمن والعراق - فى سرية بالغة وبعناية تامة تنتقى من بين طلابها مَن تلقنهم مبادئ التجسس والتلصص حتى على أوطانهم وذَويهم.
*وفيما بعد تمكنت إحدى أجهزة الاستخبارات من تشكيل خلية من ثلاثة طلاب فى صف واحد أحدهم أردنى والآخران سعوديان.
بعد سنوات رحل الثلاثة من الإسكندرية واستكملوا تعليمهم فى جامعات غربيّة، وعادوا لبلادهم وتقلّدوا المناصب وتحولوا إلى رؤوس.. لكنها رؤوس تكفَّل التاريخ ومجلة الواشنطن بوست بعد ذلك.. بِقِِِطافها.
كان السعوديان هما كمال أدهم صهر الملك فيصل ورئيس المخابرات السعودية فيما بعد والآخر هو الملياردير عدنان خاشوقجى تاجر السلاح المعروف وصاحب الحُظْوة والوزن والصلات الوثيقة بملوك السعودية جميعا.. وبمرور الأيام نقلا ولاءهما إلى المخابرات المركزية الأمريكية وساهما بفعالية فى تموين حرب اليمن بالمرتزقة والسلاح وبإمداد الإسرائيليين بالأموال اللازمة للقيام بنقل المرتزقة وجنود المظلات من جدة وجيبوتى إلى اليمن للمشاركة فى إسقاط النظام الجمهورى الوليد.
*وحيث كان خاشوقجى صديقا وشريكا فى تجارة السلاح مع ديفيد كيمحى رئيس الموساد فى أوربا وآل شويمر المدير السابق لمصانع الطائرات الإسرائيلية وتاجر السلاح ومن خلالهما تعرّف على العديد من المسئولين الإسرائيليين(بيجين، بيريز، شارون.. وآخرين) (صحيفة هازيه 15/4/1987) ، فإنه قام وبموافقة الملك فهد وتحت إشراف بندر بن سلطان سفير السعودية فى واشنطون بعديد من اللقاءات مع العديد من الحكام والسياسيين العرب والإسرائيليين وتقديم التقارير للمخابرات الأمريكية وعلى سبيل المثال تقرير كَتبه وسلمه لروبرت ماكفرلين مستشار الرئيس لشئون الأمن القومى فى 17/5/1983 من 47 صفحة يزعم فيه ( أن جميع الدول العربية تعترف ضمنا بأن القدس ستبقى فى أيدى إسرائيل عند إبرام تسوية) (صموئيل سينان- الصحفى الإسرائيلى فى كتابه عن العلاقات الإسرائيلية).
*ولم يكن سلوك فرسان فيكتوريا الثلاثة بعيدا عن سياسات دولهم فى ارتباطها المباشر بالمصالح الغربية والمعادية فى نفس الوقت لمصالح شعوبهم. وكانت أبرز الأمثلة على ذلك ما تم بشأن الوحدة المصرية السورية وما حدث بعدها فى اليمن.
لكن الأدعى بالملاحظة هو الدور الذى لعبته المملكة السعودية فى تلك الحملات التى لم تنقطع يوما ضد أى تحرك شعبى يحمل شبهة العداء للاستعمار والقوى الغربية فى المنطقة فقد كان حكام السعودية وملوكٌ آخرون أمريكيين أكثر من الأمريكان.
*فعندما تنشر صحيفة الجارديان اللندنية فى15/3/93 [ أن إسرائيل ساعدت الملك الحسن الثانى ملك المغرب على هزيمة مقاتلى جبهة البوليساريو فى الصحراء المغربية الغنية بالفوسفات ببناء حاجز ترابى هائل يمنع هجمات مقاتلى الجبهة عن الجيش المغربى ] فإننا نتفهّم الأمر لأن دور إسرائيل فى المنطقة معروف.. لكن عندما يصرِّح السفير الأمريكى فى المغرب للتليفزيون البريطاني [ I.TV. ] ( بأن الحاجز المذكور تكلَّفَ مليار دولار دفعتها السعودية) لأيْقنّا أن دور السعودية فى مواجهة الشعوب وحركات التحرر قد أصبح دورا إقليميا ولم يقتصر على محيطها الجغرافى المباشر.
*خصوصا وأنها سعت أيضا عن طريق خاشوقجى( بعد موافقة الملك فهد وولى عهده الأمير سلطان) على تمويل صفقة سلاح أمريكى وغذاء لإيران بمبلغ 2 مليار دولار عن طريق إسرائيل، ولما اعترض رئيس وزراء إسرائيل ( بيريز ) على صفقة السلاح فقط خشية إغضاب أمريكا التى كانت قد أصدرت قرارا بوقف تصدير السلاح لإيران ( إبّان حربها مع العراق ) تطوع خاشوقجى عام 1985 لإقناع مستشار الرئيس الأمريكى لشئون الأمن القومى بضرورة إبرام الصفقة لتشجيع المناوئين للخومينى على خلافته بعد وفاته بدلا من أنصاره المتشددين.
*ويتكشّف دورها ويتضح أكثر إزاء شرائها لكميات هائلة من الأسلحة الإسرائيلية فى بداية الثمانينات ذكرها ضابط المخابرات الإسرائيلى فيكتور أوستروفسكى فى كتابه الشهير الذى نشره بكندا وفشل إسحق شامير رئيس وزراء إسرائيل آنذاك فى منع نشره عن طريق القضاء حرصا على إخفاء أسرار العلاقات الإسرائيلية السعودية بعيدة عن أسماع الشعوب العربية، يقول أوستروفسكى: [ أن المملكة السعودية تشترى كميات كبيرة من الأسلحة المصنوعة فى إسرائيل وقد علمْتُ من القسم المسئول عن السعودية فى الموساد أن إسرائيل تبيع _ عبر دولة وسيطة _ خزانات وقود للطائرات السعودية المقاتلة (F15) لتمكينها من الحصول على مزيد من الوقود لإطالة الرحلة إذا ما دعت الحاجة لذلك) وقد أكدت الخبر مجلة جينز العسكرية فى 21/7/1984.]
ويعطى الصحفى الإسرائيلى ( ستيف رودان ) فى الجيروزاليم بوست فى 17/9/1994 تفصيلا أدق للمسألة عندما يقول (إن حرب الخليج عام 1991 قد شكلت منعطفا هاما بالنسبة لصناعات إسرائيل العسكرية لأنها مكّنتها من بيع الأسلحة الإسرائيلية على نطاق واسع للولايات المتحدة وحلفائها العرب، فمثلا اشترت السعودية منها منصات إطلاق صواريخ توماهوك، وقذائف مضادة للدروع، وطائرات استطلاع بدون طيار، وأجهزة ملاحة، فضلا عن 14 جسر عسكرى صنّعتها شركة تاس الإسرائيلية سعر الجسر الواحد مليون دولار) ويضيف الخبيران الأمنيّان (ميلمان، رافيف) [ أن إسرائيل شحنت للسعودية مناظير للرؤية الليلية ومعدات لزرع الألغام وقد أمرالجنرال شوارتز كوف قائد قوات التحالف الغربى ضد العراق بإزالة جميع الكتابات العبرية المنقوشة على الأسلحة حتى لا يكتشف أحد منشأها]
*ويكفى لفضح ادعاءات البيانات السعودية شديدة اللهجة ( المنادية دوما بوحدة العالم الإسلامى ) ما عرضه التيلفزيون البريطانى إبان حرب ( العراق، الكويت ) من صور لجنود من اليهود الأمريكيين وهم فى وضع الصلاة، وما عَلّق به مقدم البرنامج على الصور قائلا [ هؤلاء الجنود يُصلّون على أرض العرب من أجل أن يساعدهم ربهم على هزيمة العرب. ]
*إن المتتبع لمنطق السياسة السعودية يدرك أن الريال عندها هو فرس الرهان فى كل خطوة تخطوها.. فهى تدفع لإسرائيل لبناء الحاجز الترابى فى صحراء المغرب، وتعلن استعداها لتمويل صفقات السلاح لإيران، وتساوم إسرائيل على رفع العلم السعودى على المسجد الأقصى مقابل عدة ملايين من الريالات، وتقترح منح الكيان الصهيونى عدة مليارات مقابل حل النزاع مع العرب.. وهكذا.
*ثم يأتى الخبير العسكرى (سليج هاريسون) ليبرز فى كتابه (الحرب ذات الكثافة المحدودة) أبعاد عمليات التمويل وطرقها قائلا( إن مصدرا رفيعا فى المخابرات الأمريكية أبلغه على سبيل المثال أن المخابرات الأمريكية دفعت 35 مليون دولارعام 1986 لإسرائيل من الأموال السعودية لشراء بعض الأسلحة التى غنِمتْها إسرائيل من الفلسطينيين أثناء غزوها لبنان عام 1982 ثم قامت بشحنها جوا إلى باكستان لتوزيعها على المجاهدين فى أفغانستان ) ( مداولات مجلس الشيوخ الأمريكى عام1987 ص 203 ). وتضيف النيويورك تايمز فى 6/3/1987 [ أن آل سعود يستخدمون البنك الأهلى التجارى بجدة الذى لا يخضع لرقابة مؤسسة النقد السعودية لتمويل ديبلوماسيتهم الصامتة فى العالم العربى والإسلامى ولخدمة المصالح الأمريكية، ويقوم البنك بالتالى بإرسال الأموال إلى ميامى فى أمريكا من خلال بنك آخر هو A.B.C فى جزر الكيمان.]
*أما عن عمليات التبادل التجارى فحدِّث ولا حرج.. كتب ألكسندر بلاى فى (جيروزاليم كوارتلى) يقول:[ إن النفط يغادر الموانى السعودية وما أن يصل إلى عرض البحر حتى يتم تغيير مسار القافلة وتفريغ حمولتها فى عرض البحر وتزييف أوراقها وتحويل الحمولة إلى الموانى الإسرائيلية].
*وتتحدث مجلة الإيكونوميست البريطانية [ إن إسرائيل تقوم بحماية النفط السعودى الذى يضخ من ميناء ينبع على البحر الأحمر، وعملا باتفاق سرى إسرائيلى سعودى مصرى فإن إسرائيل تقوم بموجبه بحماية القطاع الشمالى من البحرالأحمر بينما تقوم مصر بحماية القطاع الجنوبى والغربى مقابل حصولهم على مساعدات مالية سعودية ].
*ولا يقتصر الأمر على علاقات سرية بهذا الاتساع والعمق فى تجارة السلاح والنفط بل تجاوزها إلى مجالات أخرى متعددة منها قيام الشركات والحكومة السعودية باستيراد أجهزة كمبيوتر إسرائيلية ماركة (ياردين) لرىّ حدائق الأمراء والحدائق العامة ( يديعوت أحرونوت 16/12/93 )، ومنها عقد اتفاقيات رسمية لتصدير الحمضيات الإسرائيلية( برتقال-ليمون ) عبر الأردن ( معاريف 4/1/95 )، بينما تذكر صحيفة معاريف فى 29/10/93 أن شركة سعودية اتصلت بمكتب المجلس المحلى لمستوطنة ( كرنى شمرون ) وأبدت استعدادها لشراء شقق سكنية بالمستوطنة، ليس هذا فقط بل إن المفاوضات التى جرت مع دولة قطر لتزويد إسرائيل بالغاز الطبيعى قد خلقت تنافسا بين رجال الأعمال العرب بحيث أبدى رجال الأعمال السعوديين الموجودين حاليا فى زيارة لإسرائيل اهتماما على مايبدو ليس فقط بعقد صفقات نفط بل أيضا ببيع الغاز الطبيعى ( دافار 1/2/94 ).
*أما عن المجال الرياضى فقد نشرت صحيفة البوست فى 24/7/1989 [ أن فريق نشْءْ وادى شارون الإسرائيلى لكرة البيسبول قد التقى مع الفريق السعودى فى دورة رياضية فى قاعدة رامشتاين الجوية الأمريكية المقامة فى ألمانيا الغربية.]
*فى حين ذكرت مجلة الفجر التى تصدر فى القدس فى 14/5/1992 أن رئيس بلدية القدس ( تيدى كوليك) قد اجتمع مع الشيخ إسحق إدريس مستشار الرابطة الإسلامية العليا بالرياض الذى وصل يوم الثلاثاء الماضى على طائرة شركة العال الإسرائيلية قادما من القاهرة وهى أول زيارة تقوم بها شخصية دينية إسلامية على هذا المستوى، وقد سلم كوليك للشيخ إدريس تمثالا من النحاس لقبة الصخرة وعبّر له الشيخ إدريس عن رغبته فى الحصول على صورة تشتمل أيضا على حائط المبكى.
*لكن الدهشة من كل ما سبق تتراجع إزاء ماذكره (مليمان، رافيف) فى كتاب لهما بعنوان ( كل جاسوس أمير) يقولان فيه : [ إن جهاز المخابرات الإسرائيلية ( الموساد ) قد فوجئ بتحركات مستقلة للثلاثى(خاشوقجى، نيمرودى، آل شويمر) مع العديد من المسئولين الإسرائيليين.. وكانت تلك التحركات عن طريق شارون الذى صار وزيرا للدفاع وعَلا نجمُه وأعلن فى خطاب فى ديسمبر 1981 عن امتداد مصالح إسرائيل الأمنية والإستراتيجية من أواسط إفريقيا وشمالها.. وحتى باكستان، وقد حصل الثلاثى على وثيقة سرية كتبها ولى عهد السعودية آنذاك الأمير فهد اسمها ( خطة فهد للسلام ) لتسليمها للسلطات الإسرائيلية وهى بالطبع تختلف عن مبادرة الأمير عبد الله الأخيرة التى عرضها فى بيروت عام 2001.
*وتزداد الدهشة تراجعا عندما يعترف خاشوقجى فى عيد ميلاده الـ55 والذى احتفل به فى مدينة السينما "كان" لمراسلة صحيفة يديعوت أحرونوت بالقاهرة ( سامدار بيرى ) أن ( عملية موسى ) لتهجير يهود الفلاشا الأثيوبيين إلى إسرائيل والتى نفّذتها الولايات المتحدة وإسرائيل والسودان عبر الأراضى السودانية قد تمت فى منزله خلال اجتماع سرى عُقد فى مزرعته الخاصة بكينيا عام 1982 وحضره كل من جعفر نميرى و شارون وزوجته و نيمرودى وزوجته وآل شويمر، ورئيس المخابرات الإسرائيلية ( ناحوم إمدونى ) ( مجلة الدستور20/8/1990 ) وتواصل سامدار بيرى حديثها عن التعاون الأمنى بين خاشوقجى والإسرائيليين قائلة [ إن خاشوقجى نصح الإسرائيليين بقوله: أَقْترِح أن تُسلّموا السلطة إلى صديقىإريك ( يقصد أرئيل شارون ) وعندئذ سيكون كل شئ على مايرام ].. وهكذا بعد 20سنة من هذا الحديث تولى شارون السلطة.. وأصبح كل شئ فى منطقتنا على مايرام!!!
*أما القضية الفلسطينية التى اتبعت المملكة السعودية إزاءها سياستان كعادتها إحداها فى العلن للإستهلاك العربى والأخرى فى الخفاء.. بناء على نصيحة الرئيس الأمريكى ترومان للملك عبد العزيز آل سعود عام 1939 فلَمْ تخرج عن الآتى:
1-الضغط على الفلسطينيين حيث ذكرت صحيفة هاآرتس الإسرائيلية عام 1987 [ أن السفير السعودى فى واشنطن بندر بن سلطان قد ذكر أن السعودية تضغط على منظمة التحرير الفلسطينية وخاصة على زعيمها ياسر عرفات لإصدار بيان تعترف فيه بإسرائيل ] وهو ما أكده خاشوقجى عن محاولته عقد لقاء بين عرفات وشيمون بيريز فى مؤتمر فاس بالمغرب.
2-ليس هذا وفقط فقد أذاع راديو إسرائيل فى 19/11/1991 [ أن بندر بن سلطان قد أعلن أن السعودية لاتعتبر نفسها طرفا فى النزاع الشرق أوسطى وهى تقوم حاليا بدور كبير لدى الأطراف العربية لحل النزاع سلميا.] بينما كان بندر بن سلطان صاحب هذا التصريح يعدّ العدّة لاستقبال وفد أمريكى إسرائيلى فى الرياض بسرية تامة حيث طلب من الإسرائيليين استخدام جوازات سفر غربية، ويعتبر الوفد من أنشط عناصر الحركة الصهيونية على الساحة الأمريكية، وقد طالب الوفد المسئولين السعوديين بالضغط على الدول العربية لإلغاء المقاطعة العربية لإسرائيل، ووقْف دعم حركة المقاومة الفلسطينية المسلحة، وقطع المساعدات عن الإنتفاضة، ووقف العمليات العسكرية فى لبنان والإفراج عن الطيار الإسرائيلى الأسير (رون أراد) فى لبنان ] ( صحيفة الشعب المقدسية 2/11/1992 )
3- أما القنبلة التى فجّرها بندر بن سلطان فى إجتماعه مع الجالية اليهودية فى نيويورك بمنزل الملياردير اليهودى تسفى شلوم فكانت حسبما ذكرت صحيفة معاريف [ كان الإجتماع سرِّيا وودودا للغاية وأكد بندر بأن الرياض ليست لديها تحفظات على سياسة إسرائيل فى مواجهة العنف فى المناطق المحتلة ] أى أن السعودية توافق على مذابح إسرائيل ضد الشعب الفلسطينى.
4-لكن الأكثر دويّا من التصريح السابق كان تصريحا لاحقا لبندر أيضا خلال لقائه بعدد من الزعماء اليهود نقلته صحيفه هاآرتس الإسرائيلية يقول فيه: [ إن السعودية غير مستعدة للقبول بالحل المبنى على إقامة دولة فلسطينية مستقلة وأنها ستؤيد فقط إقامة إتحاد بين الفلسطينيين وبين الأردن ( اتحاد كونفيدرالى ) ].
وهكذا يمضى هؤلاء فى طريقهم الذى بدأوه منذ عام 1939 بسياستهم المزدوجة وجه للأضواء ووجه فى الخفاء.لا يمتنعون فقط عن دعم شعب عربى شقيق، بل ويرفضون نيابة عن أعدائنا إقامة دولة فلسطينية مستقلة تحمى هذا الشعب الذى عانى مالم يعانيه شعب آخر ولا يرون حلّا للقضية سوى الزَّج به فى صحراء الأردن تحت حكم أحد ورثة ثلاثى فيكتوريا الشهير.
وإذا كان التاريخ يدفعنا دفعا لعدم الثقة فيمن لقَّبوا أنفسهم بخُدَّام الحرمين الشريفين.. ورسموا على رايتهم مصحفا بين سيفين.. فهل يمكن أن نثق فيمن تربّوا على موائدهم وسلكوا درْبهم وتبنّوا مذهبهم ورفعوا شعاراتهم واتخذوا من الشيطان الأكبر كفيلا لهم؟؟!!.. لا أظن.



#بشير_صقر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جماعة الإخوان المسلمين والحزب الوطنى فى مصر وجهان لعملة واحد ...
- بعد 40 عاما من إنشاء شبكات الصرف: وزارة الري المصرية تحصل ال ...
- تعدد الملاك .. والظلم واحدُ وتعددت الجنسيات .. والقهر واحد : ...
- عن جماعة الإخوان المسلمين .. والإقطاع ... وصلاح حسين*
- بعد تجريد الفلاحين المصريين من أراضيهم :وزارة الزراعة تجردهم ...
- كلمة لجنة التضامن مع فلاحى الإصلاح الزراعى- مصر.. بمؤتمر الف ...
- لماذا لا يقاومون طردهم من الأرض بالشدة الواجبة ؟! الفلاحون ف ...
- لماذا لا يقاومون طردهم من الأرض بالشدة الواجبة ؟! الفلاحون ف ...
- لماذا لايقاومون طردهم من الأرض بالشدة اللازمة ؟ ! الفلاحون ف ...
- لماذا لا يقاومون طردهم من الأرض بالشدة الواجبة ؟! الفلاحون ف ...
- لماذا لا يقاومون طردهم من الأرض.. بالشدة اللازمة ؟!الفلاحون ...
- الخصخصة في مصر
- لا يمكن استبدال السير وراء النظام الحاكم بالإمساك في ذيل جما ...


المزيد.....




- أثار مخاوف من استخدامه -سلاح حرب-.. كلب آلي ينفث اللهب حوالي ...
- كاميرا CNN داخل قاعات مخبّأة منذ فترة طويلة في -القصر الكبير ...
- جهاز التلقين وما قرأه بايدن خلال خطاب يثير تفاعلا
- الأثر الليبي في نشيد مشاة البحرية الأمريكية!
- الفاشر، مدينة محاصرة وتحذيرات من كارثة وشيكة
- احتجاجات حرب غزة: ماذا تعني الانتفاضة؟
- شاهد: دمار في إحدى محطات الطاقة الأوكرانية بسبب القصف الروسي ...
- نفوق 26 حوتا على الساحل الغربي لأستراليا
- تركيا .. ثاني أكبر جيش في الناتو ولا يمكن التنبؤ بها
- الجيش الأمريكي يختبر مسيّرة على هيئة طائرة تزود برشاشات سريع ...


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - بشير صقر - قراءة فى أوراق التطبيع السعودى الإسرائيلى: ( 6 )