أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - المامون حساين - أوهام الانتقال الديمقراطي بالمغرب















المزيد.....

أوهام الانتقال الديمقراطي بالمغرب


المامون حساين

الحوار المتمدن-العدد: 2166 - 2008 / 1 / 20 - 11:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بإمكاننا أن نستجلي إحدى الخصوصيات التي طبعت ولازالت تطبع مرحلة بكاملها من ثقافتنا وممارستنا السياسية ، وهو طابع العمومية والتسيب، وعدم الوضوح المفاهيمي والكفيل، لمراكمة ثقافة سياسية ، قادرة على الدفع بمسلسل الديمقراطية إلى أفق التجارب الرائدة في هدا المجال،وإخراجها من بوتقة الخصوصية التي تمتطى لرمي الرضيع مع مياه الغسيل.
وقصد القيام بعملية التفكيك لتجربتنا، انطلاقا من أدوات التحليل السوسيولوجي ،التي تكتسب مصداقية من صلب الواقع ،انطلاقا من قلب الممارسة السياسية لنخبتنا ألان،لكن قبل دلك دعونا نسلط الضوء على مفهوم الانتقال الديمقراطي ،نظرا لما يمثله تحديد المفهوم من خطوة أساسية ،في المنظومات الفكرية الغربية المعاصرة بحيث تحول إلى أداة مركزية للتحليل .
لن نتساءل كما هو معتاد ما الانتقال الديمقراطي؟،فتلك صيغة تضفي ضمنيا على المفهوم طابع صبغة الماهية و تقود حتما إلى جواب ممر كز، يسلب من الانتقال الديمقراطي سماته الأساسية،إن مفهوم الانتقال الديمقراطي المتكون تدريجيا من خلال السيرورة التاريخية الطويلة يحمل في نفسه تعقد التقلبات التي أفرزته،وهو يعني في آن واحد الانتقال من واقع وبناء قانوني ،سياسي،ومؤسساتي،بل نفسي ثقافي يستند في تركيبته الى البنية التقليدية،الى واقع مرغوب يه يستند فيه الى بنيات تشدنا الى طابع المؤسسات الحداتية،ادن فالانتقال الديمقراطي ليس مفهوما سوسيولوجيا ولا مفهوما سياسيا،وليس مفهوما تاريخيا بل هو عملية انتقال يتعارض مع النمط التقليدي ،مما يضفي عليه طابع الغموض ،فكيف يمكن قياس حجم الانتقال الديمقراطي ،هل يمكن الاكتفاء بالقول بان حضور مؤسسات حداتي كالبرلمان والأحزاب وجمعيات المجتمع المدني... هو بالضرورة انتقالا نحو المجتمع الديمقراطي؟
وبما أن ليس (الانتقال الديمقراطي)مفهوما يصلح كأداة للتحليل ،فانه ليست هناك قوانين ومعايير نستند عليها للحديث عن هدا الأخير ،مما يؤشر على أن أي مفهوم يتخذه الانتقال الديمقراطي يظل مرتبطا بشروط اجتماعية ، فكل عقل جمعي (حزب سياسي)ينتج مفهومه للانتقال الديمقراطي،ولكن ما لايمكن الاختلاف حوله هو البعد المؤسساتي للانتقال الديمقراطي.
و ادا كان هدا الأخير من المفاهيم المستهلكة لدى العديد من الفاعلين السياسيين،فانه مفهوم حضاري لم تهضمه بعد ،أي انه لازال يسقط من الخارج ومن فوق على مجتمع لا يؤمن في قرارة نفسه بهدا الأسلوب من التعامل،فعلاقتنا بالسماء علاقة اوتوقراطية وكذلك علاقتنا بالحاكم أو على وجه التحديد علاقة الحاكم بنا، أما العلاقات داخل المجتمع فهي أيضا ذات تركيبة اوتوقراطية، ومن تم فالمؤسسات السياسية تعكس هي الأخرى الواقع الحضاري الاجتماعي النفساني،هل يمكن تجاوزه بمجرد شعارات واشهارات؟أو بمؤسسات كالأحزاب السياسية التي تستعملها الأنظمة الأوتوقراطية كواجهة ، وهنا أيضا تنبع المشكلة المتمثلة في تطور المجتمع نفسه والحركية الذاتية له التي لم تستطيع ،وللأسف،أن تفرض الديمقراطية وهي ككل الحقوق تنتزع و لا تمنح فالعلاقة الهرمية الاستبدادية لا تكون ممكنة وحتى فعالة إلا فـــــي مجتمعات جامدة وراكدة ينهشها الجهل والمرض والفقر والظلم…وهدا ما تجاوزته العديد من المجتمعات الرائدة في الديمقراطية والأمثلة متعددة ، مما يؤشر على كون الانتقال الديمقراطي ظاهرة من ظواهر نضج المجتمع ،وتزايد وعيه ونحن نعيش في المغرب مرحلة صراع بين تنظيمات ومؤسسات بل وأشخاص تشدنا إلى الماضي، ومؤسسات تحاول أن تركب قطار الديمقراطية ، وقد كانت النتيجة دوما في مختلف تجارب العالم لصالح الديمقراطية ومؤسساتها،حتى ولو قاومت المنظومة التقليدية ردحا من الزمن فلا شي يوقف عجلة التاريخ، بل العكس نلاحظ انه كلما اقترب الانتقال المنشود ،كلما كان العنف الذي تستخدمه المنظومة التقليدية لكبح جماح التغير المنشود، إلا أن دلك لا يزيد إلا في سرعة ولادة الانتقال.
ليس هدفنا الإدلاء المجاني بدلونا في سوق الكلام حول ما يسمى بالانتقال الديمقراطي في مملكتنا الشريفة ،كسوق وصل إلى حد الثمالة ، ولكن دافعنا إلى دلك هو وقوفنا على بضع شوائب تطال ممارسة أحزابنا المبجلة، التي كل مساحيق الديمقراطية على نحو فضفاض تعوزه الدقة وتغرق المفاهيم في نوع من الغموض والابتذال المشوه ، هناك ادن ضرورة ماسة للوقوف من جديد على المفهوم العميق للانتقال الديمقراطي ،باستحضار البيئية والمناخ الفكري والتاريخي الذي شكل شرط وجوده، والإحاطة بالفضاء الابستمولوجي والمعرفي الذي احتضن تبلوره .
إن مفهوم كالانتقال الديمقراطي بأبعاده المختلفة لجدير أن يتعرف من خلاله ناولا على العوائق "الممارستية" و "المعرفية"التي من خلالها نفكر ونمارس وننتج مفاهيمنا وتصوراتنا حول الديمقراطية، وثانيا نتعرف على العوائق الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والسياسية التي تحول دون هدا الانتقال المنشود.
يمكن أنه مند عهد ما يسمى بتجربة التناوب لم يحصل أي تطور جوهري في التجربة الديمقراطية المغربية،وفي طريقة استجابة هده التجربة لمعطيات وحاجيات المجتمع،ويستطيع المتتبع النبيه أن يدرك بسهولة أن كل ما شاهدناه –ومازلنا- هو امتداد وتطوير جزئي للأطروحات الكبرى للمخزن،والتي تلعب فيها الأحزاب "التاريخية"والحديثة العهد بهدا المجال دور "الكراكيز" التي تمثل على خشبة مسرح محدد القواعد سلفا،وهدا لا يعني أن "التجربة المغربية" إن كانت فعلا تجربة لم تتأثر بالمحيط السياسي العام،لكن الشيء الأساسي هو أن البنيات الرئيسية لهدا الانتقال ثم تحديد أفقها مند البداية.
بل يمكن القول أن ما حصل مند تجربة التناوب هو تراجع مستمر عن المبادئ وفي اتجاه اللاقانون،وقد أدت هده التراجعات في أغلب المراحل إلى إفراغ هده التجربة من محتواها.
يمكن هنا الإشارة هنا إلى جمود وتوقف الهياكل الأيدلوجية للأحزاب عن إبداع مشاريع جديد حية وفاعلة بل وغياب مشاريع واضحة ، بل نجد كل الأحزاب تستنسخ "برامج"بعضها البعض وما مهزلة الانتخابات الأخيرة ببعيد عن أدهاننا.
نحن بهدا لا ندعو إلى عدمية معرفية تقوم على منطق الإلغاء التام والنهائي للاستعمال المفهوم السالف في ثقافتنا السياسية، و إنما ندعو إلى الحذر العلمي حين يتم توظيفه،واتخاذ المسافة المعرفية التي تمكننا من تحليل سوسيولوجي متعدد الأبعاد والأسس ،في السياق المعرف الذي أنتجت فيه والسياق الذي تنقل إليه وتوظف لمقاربته وتحليله،حتى لا تتحول إلى شعارات جوفاء ومساحيق تزين بها ممارسات أقل ما يمكن أن نقول عنها أنها بعيدة عن الانتقال الديمقراطي المنشود.



#المامون_حساين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- في اليابان.. قطارات بمقصورات خاصة بدءًا من عام 2026
- وانغ يي: لا يوجد علاج معجزة لحل الأزمة الأوكرانية
- مدينة سياحية شهيرة تفرض رسوم دخول للحد من أعداد السياح!
- أيهما أفضل، كثرة الاستحمام، أم التقليل منه؟
- قصف إسرائيلي جوي ومدفعي يؤدي إلى مقتل 9 فلسطينيين في غزة
- عبور أول سفينة شحن بعد انهيار جسر بالتيمور في الولايات المتح ...
- بلغاريا: القضاء يعيد النظر في ملف معارض سعودي مهدد بالترحيل ...
- غضب في لبنان بعد فيديو ضرب وسحل محامية أمام المحكمة
- لوحة كانت مفقودة للرسام غوستاف كليمت تُباع بـ32 مليون دولار ...
- حب بين الغيوم.. طيار يتقدم للزواج من مضيفة طيران أمام الركاب ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - المامون حساين - أوهام الانتقال الديمقراطي بالمغرب