أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبده حقي - تأملات في المشهد الثقافي المغربي : الواقع والآفاق















المزيد.....

تأملات في المشهد الثقافي المغربي : الواقع والآفاق


عبده حقي

الحوار المتمدن-العدد: 2158 - 2008 / 1 / 12 - 08:49
المحور: الادب والفن
    



يستمد الواقع الثقافي المغربي راهنيته من تراكمات دينامية ثقافية قد شابتها الكثيرمن الإختلالات الناتجة أساسا
عن نوع من التعاطي مع الشأن الثقافي باعتباره حقلا يقوم على الكثير من التعارضات والقيم والأفكار
والتصورات التي اكتسبت البعض من( مشروعيتها) ــ وإن كانت تفتقد إلى إستراتيجية واضحة ــ من
توترات الحرب الباردة ورياح عالمية وإقليمية متقلبة فضلا عن دعم خارجي ، مادي ورمزي بأطياف متعددة يروم إحتضان ثقافة الهامش التي إرتكنت إلى مرجعياتها وقواعدها القائمة على مشروع الفكرالبديل في تعارضه مع ماهوكائن ومن جهة ثانية بين ثقافة مؤسساتية تحكمها العديد من الضوابط والشروط الموضوعية والمشروعية التاريخية .
ومن خلال هذه الرؤية الأولية الشمولية لثنائية الثقافة بالمغرب والوطن العربي على العموم ، يتبدى إختلال العلاقة بين ماهوسياسي وماهوثقافي كعلاقة لم تسلم من جدليتها الخاصة ومصيرها البعيد عن الإستقلالية ..
إنها علاقة كانت وماتزال موسومة بعضويتها للسياسي (الحزبي والمؤسساتي)
إذ بقي جسرهذه العلاقة ومنذ مغرب الإستقلال إلى (مغرب الإنتقال الديموقراطي) يمضي في إتجاه واحد هوإتجاه القاعدة العامة : هيمنة السياسي على الثقافي تلك الهيمنة التي تتغيى تكريس واقع سوسيوثقافي تنصهرفيه كل مكونات الفسيفساء وكل العلامات التي تنتج المشهد برمته .
كانت وما تزال ملامح الثقافة في مستوياتها الإديولوجية والفكرية والأدبية على الخصوص مفتقدة لتصورها الخاص ولونها الذي يبصمها بالخصوصية والتفرد ، فما ساد الثقافة المغربية منذالإستقلال هي أنها ثقافة عملاتية يتغير وجهيها بحسب تغيرالواقع وبحسب رغبتها في إنتاج المتلقي المطلوب ؛ كما لوأن هذا الوطن مغربين . مغرب يسير بثقافة براغماتية تحاول أن تنخرط في حركية الإستثمارالمالي والدينامية
الإقتصادية باستذرارها للموارد الأساسية وتقعيدها على سياسة وبرامج حكومية من دون أن تحظى هذه الثقافة الرسمية كمنتوج رمزي في سياسة الدولة بأولوية البحث الأكاديمي الأنتربولوجي إلا فيما ندر من أبحاث ودراسات أنجزها بعض الدكاترة والأساتذة الباحثين أو بعض المهتمين بمبادرتهم الخاصة مثلا : ( موسيقى العيطة مع أبحاث حسن نجمي والراحل محمد بوحميد وموسيقى أحواش مع الباحث عمرأمريرنموذجا...) ومن دون إعتبارلبعض المظاهرالثقافية الحداثية باعتبارها ثقافة ذات هوية مغربية محضة ومنجزة على جغرافية مغربية ...
أما وجه العملة الآخر والأكثرإلتباسا وغموضا وهشاشة وافتقارا لأطارخاص ومعالم واضحة هو ثقافة ما
يسمى ب(الهامش) ، الثقافة المشاغبة أوالمحايثة لدينامية الإقتصاد الثقافي من دون أن تنخرط أو تؤثروتتأثر
بآلياته . لقد ظلت هذه الثقافة وعلى مدى أربعة عقود أوأكثر تقتات على رأسمال رمزي مغامر( Capital
culturel à risque) إذ أن المغامرة في دورتها الإنتاجية غير محمودة العواقب وهي تؤول في الغالب وبالتجربة إلى الخسران والإحباط وغالبا ما يتم تعليق أخطائها وأنتكاساتها وخساراتها إلى سياسة الدولة في المجال الثقافي ونخص على سبيل المثال لاالحصر معضلة النشروالتوزيع وغياب معارض جهوية ضخمة للكتاب على غرارالمعرض الدولي بالدارالبيضاء ..إلخ .
فهل تمكنت ثقافة (البديل ) أو( ثقافة الهامش) هاته من تحديد شخصيتها ومعالمها داخل المشهد الثقافي المغربي العام وانخراطها في شموليته ؟
ومما لاشك فيه أن آفة الثقافة المغربية والثقافة العربية عموما كما سبق وأسلفنا هو ولاؤها الأعمى للفاعل السياسي وانخراطها تحت سقف رمزيته بما هي ثقافة قد كانت حاملة لمشروعها التحرري والتقدمي (البديل) وكونها من جهة ثانية ثقافة ذات قوة رمزية غيرأن معضلتها الكبرى أنها تتأثرولا تؤثرفي المشهد السياسي بما أتنتجه في العقود الماضية من تراكم أدبي ورمزي وفكري وإديولوجي فاقد لآليات التواصل الحقيقية مع القاعدة الواسعة من المتلقين ، ليس مع النخبة المتعلمة فحسب بل حتى مع النخبة الجامعية والأكاديمية ، ما جعلها إلى حدود أوائل التسعينات ثقافة تجترنفس القيم والخطابات الإيديولوجية القديمة ونفس الجهازالمفاهيمي والأبجدياتي بل وتحافظ على كاريزمية بعض رموزها المؤسسين لها وتعمل بوعي تام على تلميع أصنامهم كلما سنحت الفــــرص لذلك وتقتفي آثارهم الفكرية قراءة ونقدا ودعاية .
والسؤال الملح والمحوري هو : ماذا تغير في الواقع الثقافي المغربي مع ( الإنتقال الديموقراطي ) ؟ وهل حققت مقولة التغيير مشروعها الديموقراطي على كل الأصعدة والمتمثل في التوزيع العادل لوسائل الإنتاج الثقافي وإلى أي حد تم تحقيق البرنامج السياسي العام في شقه الثقافي ؟.
لقد راهن المثقف في المغرب كما المواطن العادي على أحلام التغييرورياحه التي هبت مع تنصيب حكومة
(الإنتقال الديموقراطي) والتي لاننكروبكل موضوعية وصدق أنها دشنت العديد من الأوراش الطليعية والرائدة
على المستوى العربي والإفريقي خصوصا فيما تعلق بمصالحة المغاربة مع ما ضيهم السياسي والإجتماعي وجبرالضررالنفسي والوجداني إلا جبرالضررالرمزي والمادي مع ماضي بعض النخب الثقافية !!
لماذا وكيف ؟
لقد إستعرالرهان والأمل عشية تعيين وزيرالثقافة السابق وتوسمت النخب المثقفة بعد هذا التعيين كل آمالها في الإنصاف والمصالحة خصوصا وأن الوزيرالسابق ( ولد دارالثقافة ) فهوالسياسي والصحافي والشاعر والقاص ورئيس إتحاد كتاب المغرب وعضوإتحاد كتاب العرب ومهندس فكرة مؤتمر( إ . ك . ع ) بالرباط فقد خبرمكامن
الداء في الواقع الثقافي المغربي إبداعا وكتابة ومسؤولية ومعاناة من مخاض الإبداع إلى طواحين النشرإلى ماراطون التوزيع إلى بورصة التسويق وأخيرا وهذا بيت القصيد إلى صندوق الدعم الثقافي ...ألخ
ولاشك أن الرهان ومنذ صعود حكومة التغييرأواخر القرن الماضي ، كان بالأساس هوإعادة الإعتبارللمبدع
والإبداع ، وللمثقف والثقافة المغربية وتبديد غيوم سنوات شدّ الحبل بين الثقافة والسياسة ، والعمل على خلق ربيع العلاقة بين السلطة والثقافة وطي صفحة الماضي إذ كان المثقف يحمل دائما قناع (الشيطان) الذي أبى
واستكبر ثم إعادة التفكير في إطار إستراتيجية التغيير(بنظام التقطيرgoute à goute) والمراهنة على الفعل الثقافي باعتباره رقما أساسيا في معادلة الكيان المغربي وعضوا ضروريا في دينامية التنمية البشرية وأساسا
كائنا مدججا بكل الأدوات الفنية والفكرية لتحصين الهوية الوطنية المغربية بكل رموزها وقيمها العليا من حرب الإبادة الباردة (العولمة) ... ولاننكرأن القليل من تلك الأحلام قد تحقق ولعل أهمها الرفع من ميزانية وزارة الثقافة ضمن الميزانية العامة للحكومة والكثير من الأحلام مع الأسف لم يتم بلورتها وترجمتها على أرض
الواقع إنسجاما مع آمال وانتظارات الفئة العريضة من الفاعلين في الحقل الثقافي ... لقد انحصرتحقيق
التصورالثقافي الجديد في مشاريع محدودة ومعدودة ، وبقدرما شرعت أبواب ( التناوب السياسي ) بقدرما
تكرس الغبن والحيف في حق العديد من المثقفين ... لقد إنطلقت أولى هذه المشاريع بإطلاق سلسلة (الأعمال
الكاملة ) و(الكتاب الأول) و(دعم الكتاب) واستبشرالكثيرمن الكتاب بهذه الآليات التقدمية الجريئة خيرا لكن ماساد غداة إطلاق هذه المشاريع هوعمليات متلبسة بالشبهة وغياب الرؤية الواضحة والشفافية فيما يخص تصريفة الدعم إذ أن بعض مسلكيات كانت ومازالت لا تمت إلى العدالة الثقافية والقيم الفكرية الرفيعة بصلة فقدإعتورت ورانت على حق الدعم وحق الجميع من المال العام التباسات منها ما ظهر ومنها ما بطن وهكذا باتت كتابات الكثيرمن الأقلام (المغمورة) على رفوف الوزارة تكابد مرارة الحيف وتجترنفس آلام سنوات القهر لكن بلون آخرهو لون التغيير!!؛ التغيير من أجل مصالحة بعض الذوات الثقافية مع ماضيها وليس مع الواقع الثقافي العام ؛ أما بخصوص مشروع الأعمال الكاملة فقد تم إصدارالأعمال الكاملة لكل من الأديب عبد الكريم غلاب ومحمد زفزاف وإدريس الخوري ومحمد شكري وعبدالكريم الطبال وربما هناك آخرون فيما ظل التكتم مهيمنا حول المعاييرالعلمية والفكرية والمنطقية التي تم إعتمادها في هذا المشروع إذ أن العديد من الأدباء والمفكرين القانعين من هم أيضا أجدى وأحق من الإنتظارفي الطابور ويكفي أن نذكر من بينهم المسرحي الراحل محمد تيمد والشاعرمحمد السرغيني والروائي أحمد المديني (عن رابطة أدباء المغرب) والشاعرأحمد بلحاج آيت وارهام والقاص الروائي أحمد عبدالسلام البقالي والكاتبة الرائدة خناثة بنونة ...إلخ
أما ما تعلق بتفعيل تمتيع إتحاد كتاب المغرب بصفة جمعية ذات النفع العام فإن هذا المطلب الذي تقدم به الإتحاد
أواسط التسعينات قبل إستوزارالمثقف السابق فإنه ظل من سابع المستحيلات التي لانعلم بمصيرها وإلى أي مصيرآل بها المآل .
لكن وبالرغم من العديد من العثرات والمنزلقات التي شابت الحقل الثقافي على عهد زمن التغيير فإنه على كل حال قد تم ترسيخ بعض التقاليد والأجندات الوازنة كمواسم سنوية وإبداعية مثل مهرجان المسرح الوطني بمكناس ومهرجان وليلي بجبل زرهون الذي لاننكرأنه بالرغم من حداثة سنه فقد صار ينافس بعض المهرجانات العربية
بالإضافة طبعا إلى مهرجان أحيدوس بعين لوح هذا في حدود ما نعلم إذ أنه يستحيل علينا في المشهد الثقافي المغربي الراهن معرفة أين تبدأ وأين تنتهي سلطة وأجندات وزارة الثقافة على مستوى الإنجازأوالرعاية المباشرة والدعم المعنوي والمادي في ربوع المملكة والسؤال الأساسي الذي يفرض نفسه بإلحاح وبقوة بعد تعيين الوزيرة ثريا جبران قريتيف هوإلى أي حد قد تستطيع السيدة الوزيرة أن تطهرالحقل الثقافي من الكثير
من المسلكيات المشينة التي شابته قبل وبعد تعيين حكومة التغييرمن قبيل المحسوبية والزمالة والحزبية وإلى أي حد ستمتلك السيدة الوزيرة القوة الإقتراحية والتصورالنفاذ والإستراتيجية الواضحة من أجل الرفع من قيمة الدعم الخاص بالكتاب والتفكير أيضا في آليات جديدة للرفع من عدد العناوين والإصدارات وتفعيل شراكات حقيقية مع وزارة التربية الوطنية والتعليم العالي وتكوين الأطر ووزارة السياحة والصناعة التقليدية ووزارة الصناعة والتجارة ومختلف القطاعات المرتبطة بالشأن والمنتوج الثقافي .
وأهم من كل هذا على السيدة الوزيرة أن تغمرالعديد من مثقفي الهامش المغبونين ، وذلك بالإنصات وعقد
لقاءات للإستماع وأجمل من ذلك فتح رقم خط هاتفي أخضرللإجابة على كل الأسئلة العالقة حول إنتاج (الكتاب) فيما يتعلق بمشاكل الدعم أوالنشرأو التوزيع والإهتمام أيضا بالثقافة الرقمية حيث أن الكثيرمن المثقفين الورقيين ينسون أن واجهة أخرى للثقافة المغربية لامحالة أن مراكبها تبحرعلى العديد من المواقع الإلكترونية العربية والدولية باتجاه شواطئ الثقافة المغربية وأخيرا التفكير في عقد المؤتمرالوطني الأول بين أطر وزارة الثقافة ومختلف الإطارات والشركاء والفاعلين في المجال الثقافي من أجل إصداركتاب أبيض .
وعلى كل حال كل عام والثقافة المغربية بألف خير...



#عبده_حقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ناتالي


المزيد.....




- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبده حقي - تأملات في المشهد الثقافي المغربي : الواقع والآفاق