احمد صالح سلوم
شاعر و باحث في الشؤون الاقتصادية السياسية
(Ahmad Saloum)
الحوار المتمدن-العدد: 2148 - 2008 / 1 / 2 - 10:58
المحور:
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
هل من المنطقي ان يصل اليسار العربي الى اسفل سافلين في قائمة اختيارات الشعوب العربية؟
وهل من صدف الامور ان يحمل الرأي العام العربي كل هذا الاحتقار لليسار العربي؟
لم حدث هذا ؟
ما هي الاسباب؟
حتى في البلدان التي جرت فيها انتخابات نزيهة باعتراف الجميع لم ينل اليسار شيئا يذكر ولا حتى نائبا واحد احيانا
لم اختارت امريكا اللاتينية والجنوبية يسارها ودافعت عنه وصعدت به الى مصافي السلطة الشعبية لقيادة التحولات السياسية الاقتصاديه فيها؟
بينما نكاد لانرى بديلا يساريا حقيقيا في العالمين العربي والاسلامي؟
هل انتحرت الشعوب العربية ام ان اليسار العربي انتحر طواعية عندما لم يصبح يسارا بل يمينا و احيانا على اقصى اليمين ؟
هل اكتساب تيارات الاسلام السياسي هذا الزخم يعني انها لم تفلح معها الضغوط الامبريالية والسلطوية العربية لتحجيمها ام ان اجازتها اصلا من المراكز الاحتكارية لأنها لاتختلف عن النظم العربية الحاكمة في بنيتها التنظيمية وطموحاتها التي لايسندها برنامج تحولات شعبية؟
وان واشنطن مرتاحة لها لانها تتقاسم الدور مع المراكز الاستعمارية والانظمة العربية في تأبيد العبودية العربية لتل ابيب وواشنطن
هل افلح المال البترودولاري في القضاء على البديل اليساري وجميعنا نعلم كم دفع ال سعود وال الصباح وال نهيان وجر من اموال لتدمير اي تجربة يسارية ؟
وهل التنظيمات اليسارية كانت من الهشاشة والانتهازية وفقدان السند الشعبي كي تقضي عليها طغم حكومات فيشي الخليجية الظلامية؟
واذا لم يكن هناك يسار حقيقي هل قدر هذه الامة العربية ان تسير الى حتفها وهي مغمضة العينين باعتبار ان البدائل الاخرى غير شعبية وغير تنموية لاسباب شرحنا بعضها وبصدد تفصيل بعضها الاخر في مدونة" الكوخ الرحيم"؟
بل ان بعض المنابر التي تسمي نفسها يسار احتلتها اقلام فاشية تكره كل ما هو عربي وكل ما له علاقة بالثقافة العربية الاسلامية وتتبنى فعلا طروحات المحافظين الجدد واتباع الاصولية المسيحانية المتطرفة لبوش وتشيني وولفتيص فهناك اكراد عنصريين وشيعة سيستانيين وسنة وهابيين لا ينطقون عن الهوى فادونيس اليساري اعتبر الفقيه المتخلف محمد عبد الوهاب تقدميا؟..وهل صدفة ان يتحول كتاب اشتغلنا معا وسوية بصفتهم من اليسار العراقي و الفلسطيني والعربي الى صحف نفطية ظلامية كـ"الحياة" و"الشرق الاوسط" او وكالات الاعلام الامريكيةاو مراكز بحث امريكية يمينية ليتحدثوا عن كل شئ من اسطرلاب الاختراعات القديمة الى تقدمية مفتي ال سعود الوهابي؟
هل تحولوا الى مرتزقة لبوش ووكلائه المحليين وجرائده الصفراء عبر المال الخليجي وهل هم في الاساس يسار ام يسار انتهازي كما مثله عزيز محمد العميل للاحتلال لنرى ان حزبا شيوعيا يخدم المحتل الامريكي وليتحدث عبدربه نائب عام امين عام عن انه من جماعة اكثر يمينية من فتح وانه على يمين موظف البنك الدولي فياض؟
وهل بمثل هذه الشخصيات والاقلام المكروهة شعبيا سيصل اليسار العربي الجذري لتسلم مقاليد الحكم وتخليص الشعوب العربية من الاستعباد
لقد حكم تشي جيفارا على افريقيا بالعبودية عندما تعرف على قادة بعض الحركات اليسارية الافريقية بالكونغو وهم من كان يتباهى بالمغامرات النسائية
فماذا سيحكم لو قرأ للاقلام اليسراوية المكبوتة والممسوخة العربية في منابر اليسار العربي العلماني الديمقراطي وهم قد الهوا قادة الفاشية الدولية بوش وشتراوس تحت مصطلحات وعبارات ساذجة ادى لدى اي مواطن عربي؟
وهل صدفة ان تتحول الاحزاب اليسارية الى الملكية الثورية في المناصب بتأبيد الامين العام وحاشيته السياسية وتوريث حتى المناصب وهل بمثل هذه التراتبية المتخلفة ستحترمهم الجماهير العربية ؟
واذا كان اليسار العربي بنماذجه التي تبرر للسلطة الكومبرادورية خيانتها واذا كانت الانظمة القومية العربية قد جعلت الناس تكفر بالقومية رغم انها نتاج طبيعي للحالة العربية فلماذا يتمسح اليسار بهذه السلطة القومية الفاشية التي اعلنت افلاسها بانعدام المسار الديمقراطي والتعذيب الوحشي وفقدان اي انجاز تنموي و اندماجها التحولي بالمشروع الصهيوني ولو انها تدعي خطابا مختلفا؟
هل الخيار الاسلامي مازال يحمل بريقه ووهجه من خلال تمسكه بثوابت الشعب العربي في التحرير الجذري والتحرر الديمقراطي لظروف موضوعية بينما افل وهج اليسار بانتهازيته وانحسار امتيازاته السوفيتية و بينما انسحبت السلطة التي رفعت شعارات قومية الى احزاب سلطوية فاشية تحكم بالدعاية الغوبلزية للزعيم الأوحد والحزب الحاكم والمخابرات واجهزة الامن الارهابية؟
وهل من الممكن ان يظهر يسار اخر اسلامي او قومي او فعلا يساري يجمع جذرية الثقافة اللعربية الاسلامية والفهم العصري الايجابي للتغيرات المحلية والدولية المتسارعة وكيف؟
#احمد_صالح_سلوم (هاشتاغ)
Ahmad_Saloum#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟