عبد الغفور البوعناني
الحوار المتمدن-العدد: 2139 - 2007 / 12 / 24 - 11:46
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
يبدو أن إشكالية العقل سواء كمفهوم، أو كملكة للتفكير ،استطاعت أن تطفو إلى السطح واستطاع(العقل) أن يسقط كل الطابوهات التي وقفت أمام آلته التي حطمت كل الأصنام على حد تعبير فرانسيس بيكون حين قسم المعرفة إلى عدد من الأوهام في كتابه الاورغانون الجديد، بل وأبعد من ذلك استطاع هذا العقل أن يسقط حتى تلك الإلهات التقليدية التي صمدت في وجه الطبيعة مند ألاف السنين، لقد استطاع العقل أن يهدم هذه الإلهات وأن يحل محلها، انه الدين الجديد الذي لايفتئ يحضر حتى يغيب ،لقد أصبحت الان كل الأشياء تقال وتوجد باسمه بل أصبح كل دين مطالب بأن يتلاءم مع منطق العقل، وأضحى الكل يأمر ويشرع ويقتل باسمه، حتى هذا الصنم أصبح يستنزف ذاته،
لقد أن الأوان أن نجري الوصفة- التي أعدها للأشياء -عليه، هلا تساءلنا عن غائية العقل، وحدود طموحاته، الأكيد أن هذا الطموح الزائد ، سيجر الويلات على من وثقوا فيه وثوق الأعمى، أليس باسم العقل تقترف أفضع الجرائم في حق الإنسانية،أليس باسمه يغزى العالم وتباد الحضارات، أولم تكن معانقة التفكير للواقع أكبر خطأ اقترفه ،
لقد أصبح العقل يدعو إلى شيء فيجد نفسه قد حقق نقيضه ، يدعو إلى الحرية فإذا العالم أكثر استعبادا، يدعو إلى الصفاء فإذا العالم أكثر استهجانا، يدعو إلى الأخلاق فإذا العالم أكثر انحلالا، لقد دعا هذا العقل إلى شعارات اكتشف أنها أكبر منه،لقد تجرد الإنسان بسبب إيمانه المفرط بالعقل من إنسانيته
إن العقل الذي لطالما حذرنا روسو منه أصبح خارجا عن إرادتنا وتبت أنه ليس" أعدل القسمات بين الناس"أولم يقل روسو"أننا قد نخون باسم العلم ونتعسف باسم العقل" اوليس العلم أحد مختبرات العقل العقيمة، والمقصود العلم في سلبياته لا في ايجابياته، أولم يعد هذا الإنسان الذي لطالما ألصقنا به كلمة الكرامة كائنا لا كرامة له ،إن هذا النقد السالف ذكره ليس لإسقاط ألهته والعودة إلى الهات بدايات الإنسان الأولى، وإنما لفتح العقل على أفق أكثر رحابة لنقده ووضعه تحت مجهر النقد، أحد أكثر وسائله صرامة .
#عبد_الغفور_البوعناني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟