أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - خالد صبيح - البعث يضع النقاط على الحروف















المزيد.....

البعث يضع النقاط على الحروف


خالد صبيح

الحوار المتمدن-العدد: 660 - 2003 / 11 / 22 - 06:55
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


احيان كثيرة يتفق فيها اشخاص مختلفين في الافكار او جهات متعارضة في المواقف على تقييم  او تصور ما  لموضوع معين.  لكن مايميز مواقف او مدى صدق  وموضوعية هذه الاطراف من الناحية العملية هو المنطلق الذي تنطلق منه والمعايير التي تتبناها  والاهداف او الغايات التي ترجوها في رسمها لموقفها وممارستها. وهذا امر جوهري  في كل حالة او موضوعة.  فقد نتفق على بعض المسميات، كما هو الامر الان في الواقع العراقي الاني، كالاحتلال او المقاومة لكن التباين في المنطلقات سيحدد الوجه الصحيح لهذه المسميات ويالتالي شكل  الموقف  والممارسة التي يفترض باي طرف من الاطراف المتصارعة او المختلفة الالتزام بها.
حين سقط النظام البعثي الفاشي في التاسع  من  نيسان تحقق في ارض الواقع فرز دقيق في قوى المجتمع العراقي كان يمور قبل ذلك تحت السطح ولايستطيع التعبير عن نفسه بسبب الضغط والقمع.  تميز هذا الفرز، بعد كمونه لزمن طويل، بتحديد صريح ومباشر بين قوى الشعب بمختلف مشاربه وبين قوى النظام وقاعدته المادية والاجتماعية وبعض امتداداته الايدلوجية والارتزاقية على المستوى العربي. وادى هذا الفرز على مستوى الخطاب السياسي العراقي الى تحديد او انكشاف اخر  لدى بعض الاقلام العراقية التي تناولت الشان العراقي قبل وبعد سقوط النظام وجاءت انذاك بمختلف المشاريع والافكار لحل الازمة ايام اشتدادها. وبرز فورا خلاف، هو في حقيقته امتداد لخلاف ماقبل سقوط النظام، كانت ابرز معالمه  التناقض في الافكار والتصورات والمنطلقات في  تقييم شكل الوجود الامريكي وشدة وتطرف الموقف منه وكذلك على ردود الفعل والمواجهة التي ووجه بها هذا الاحتلال لاسيما الاعمال العنفية التي اطلق عليها هؤلاء اعمال مقاومة من غير اي جهد معقول لتحديد ماهيتها او القوى التي تحركها. وفي الحين الذي حدد فيه، في استنتاج منطقي، من يعارضون النظام البعثي القوى التي تحرك هذه الاعمال العنفية بانهم من بقايا النظام ومن جماعات الارهاب الاصولي التابعين والمؤتلفين مع تنظيم القاعدة ذي الاصول والتاريخ المعروفين، اصر الطرف الاخر على منح شرف الوطنية والثورية لهذه القوى، موظفا خطاب استقى مفرداته من مندثرات الجاهلية، ومنهج احصائي بائس. وقد استند الطرف الاول في بناء تصوراته واستنتاجاته من الوقائع ومن تحليل سليم  لطبيعة النظام البعثي المنهار وطبيعة ماجرى ويجري في الساحة العراقية وايضا من خلال اعتماده  لطريقة  تستند على الاستدلال  القياسي الذي يقوم على تحديد هوية من لايمارس هذه الاعمال، وهم غالبية المجتمع والقوى السياسية العاملة في الارض العراقية، كطريقة يمكن الاستدلال من خلالها على هوية من يقوم بهذه الاعمال ومن له المصلحة في تحريكها. بينما لم يقدم الطرف الداعم في طروحاته لهذه القوى ادلة مقبولة غير الاعتماد على بديهيات ومقولات غير منسجمة مع الواقع. وبدا الامر وكان النقاش، ان جازت تسميته كذلك، يدور في حلقة مفرغة فلا هؤلاء يقتنعون بان بقايا النظام وجماعات الارهاب هي التي وراء هذه الاعمال ولا الطرف الاخر كان يستطيع تقديم دليلا مفحما يصمت هؤلاء، الى ان جاءت اللحظة التي قدم فيها بقايا النظام الدليل بانفسهم  في اعلانهم الصريح على انهم وراء هذه الاعمال وذلك حينما اصدر حزب البعث بيانا في 19 نوفمبر( تشرين االثاني) يعلن فيه صراحة انه من يقف وراء هذه الاعمال  وحدد القوات التي تمارس هذه الاعمال وهي نفس القوات التي حددتها القوى الوطنية العراقية في اطار تحليلها للموقف وهم كما جاء في البيان: الحرس الجمهوري الخاص، والامن الخاص، وفدائيي صدام. وهذه عناوين واسماء اكثر من معروفة ولاحاجة لتبيان اصولها وادوارها.
  قد  يكون للبعثيين نوايا او خطط معينة وراء هذا الاعلان ولهم حساباتهم الخاصة التي جاءت
 ( للاسف!!) محرجة وفاضحة للتيار الذي دعم الاعمال الارهابية واسبغ عليها لقب المقاومة، الا انهم في بيانهم هذا قد وضعوا النقاط على الحروف وأجلوا  صورة كان يجري تضبيبها عمدا بعد ان جرت محاولات محمومة ونشطة لنسب اعمال العنف تلك الى الشعب العراقي من قبل اطراف عراقية وأسلمتها من قبل اطراف عروبية واصولية.
 قد يبدر هنا اعتراض، متوقع من هؤلاء، لاستماتتهم  في اثبات طروحتهم المريبة تلك، مفاده ان تلك مؤامرة امريكية مقصود منها الاساءة الى المقاومة وتشويه سمعتها الى اخر اسطوانة المؤامرة. لكن يمكن استدراكا وضع تساؤل امامهم هو: هل المقاومة، التي تصرخون ليلا  ونهارا ببطولاتها الفذة، بكماء  واصابها الخرس فلا تنطق. مالهم لايخرجون ببيان فيه طرح معقول لافكارهم  ومشروعهم  يعبئون الشارع به ان كانوا فعلا مقاومين واصحاب مبادئ ولا  يكتفون  بهذا الهذر المكرور حد الغثيان عن الغزو والعدوان ومااليه من كلام عام لايغني ولايسمن.
  ليس من شك في ان هناك مقاومة للوجود الامريكي وهي نابعة من منطلقات مبداية لمعارضة هذا الوجود وهو الموقف الاجمالي لغالبية القوى الوطنية العراقية ماعدا الاطراف المرتبطة مباشرة بالمشروع الامريكي ولاتستطيع ان تحقق وجودها ومصالحها الضيقة الا بهذا الوجود. لكن هذه المقاومة لم تاخذ للان شكل المواجهة العنيفة لان اطرافها تدرك حراجة الموقف  ودقة الظروف ومن الذي سوف يستفيد او يتضرر من هذه المواجهة وابقت باب المقاومة السلمي مفتوحا واعتمدته اسلوبا اساسيا يناسب ظروف هذه المرحلة في مواجهة الاحتلال، من غير ان يعني ذلك انجرارها وراء المقاصد الامريكية واهدافها الا بقدر تلاقي المصالح. ويدرك كل عاقل ان مصلحة الشعب العراقي في ازالة النظام قد تحققت بسبب الصراع الذي دار بين النظام وبين التحالف الامريكي البريطاني. ودفعت قوات الاحتلال من دماء جنودها ضريبة لمشروعها هذا، كان الشعب العراقي في غنى عن دفعها، فلم نعد نحتمل الخسائر. والان تدلل الوقائع، في دائرة الصراع ،ان المواجهة التي ماتزال قائمة بين الطرفين- بقايا النظام والاحتلال- كان يمكن ان تكون مكلفة جدا للشعب العراقي لو انه اضطر لخوضها وحده مع انه لايزال يدفع ثمنا غير قليل  من دماء ابنائه وامنهم واستقرارهم وطمئنينتهم.
يدرك الجميع ان قولنا هذا لن يضيف شيئا كثيرا لمعرفة العراقيين بالواقع فهم يعرفون كل مايقال وما لايقال عن نوايا وممارسات النظام ورغبته الملحة في العودة الى التسلط  على رقابهم اولعب دور ما، باي مستوى كان، في الساحة العراقية. ولايعدو هذا الكلام، الذي سقناه، من ان يكون تاكيدا لما يعرفونه وتدقيقا لما يتوقعونه، كما ليس هناك من امل في ان يؤدي هذا الكلام او غيره لاقناع  الداعمين لمشروع الارهاب البعثي- القاعدي في العراق بحجة مواجهة الاحتلال،  لكن عسى ولعل هذا التذكير يحرجهم  خصوصا بعدما صدر اعلانا صريحا رسميا وعلنيا من ابناء النظام الفاشي الهاربين، فيجعلهم يعيدوا النظر ويدققونه فيما يدعون او ان يصمتوا ويكفوا عن الترديد الببغاوي لما اعتادوا ان يزعجوا به المواطن العراقي  من ضجيج وفحيح سمج عن افعال وبطولات عصابات البعث الفاشي التي تركزت بطولاتها الاخيرة على مدارس الاطفال وتجمعات المدنيين( تفجير قنبلة في مدرسة في كربلاء قتل بها طفلان وجرح اخران*) ومرافق خدمات المواطنين( اكتشاف قنبلة في مركز الاتصالات ببغداد)  فهذه الاماكن، كما يبدو في تصورهم وتصور هتافيهم من الاقلام العراقية وغير العراقية التي تصك اسماع الناس بهلوستها التي تملا بها المواقع والصحف، مرافق عسكرية حيوية واماكن لتجمع قوات الاحتلال.
 اعتاد ( فارس الامة الهارب) ان يخلط الاوراق بحماقاته وغباء توقيتاته في كل الظروف وهاهو الان يحرج داعميه وهتافيه باعترافه هو وحزبه ببطولاتهم في( المقاومة)... فيالبؤس المقاومة وبؤس ( قادتها) واقلامها.  

هامش

* هذه كانت محصلة احصائية ليوم واحد من الاعمال( البطولية للمقاومين) ولانعرف كانت دية مَن من منظريهم هذه المرة!!

السويد
20-11-2003



#خالد_صبيح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نبوءة الخراب وتجلياته
- النقد نقاش وحوار وليس عنفصة إفهام لفريد بن ايار
- مسيحيو العراق الحجاب الاسلامي والمشروع الوطني
- قرارالغاء عقوبة الاعدام وسؤال المشروعية والجدوى
- الاجتثاث بالحوار
- المسالة الكردية الفدرالية والديمقراطية وحق تقرير المصير
- جريمة قتل في شارع عام - قصة مقتل اولوف بالمة
- عالم صدام حسين بين حضور التاريخ وغياب المؤلف مدى شاسع من الذ ...
- غياب المنهج وسطحية المعايير رد على الدكتور احمد البغدادي
- علاقات العراق بمحيطه ضرورية ومشروطة
- في تشريح المقاومة العراقية
- المثقفون لعراقيون تشوش الرؤية في تقييم التجربة الذاتية
- راي في فتوى هدر دماء البعثيين
- الاحزاب السياسية العراقية ودورها في بناء مستقبل العراق
- اعتذار صريح للشعب الكردي
- تحكيم القراء في شتائم علاء اللامي
- التيار الاسلامي المتشدد ورؤية الواقع المشوشة
- حول تسمية النظام البعثي والموقف منه
- تعليق على مالموقع( الطريق) من فكر في الامتناع عن النشر
- معركة بشتاشان بين غدر الطالباني وصمت الحزب الشيوعي


المزيد.....




- القضاء المغربي يصدر أحكاما في قضية الخليجيين المتورطين في وف ...
- خبير بريطاني: زيلينسكي استدعى هيئة الأركان الأوكرانية بشكل ع ...
- نائب مصري يوضح تصريحاته بخصوص علاقة -اتحاد قبائل سيناء- بالق ...
- فضيحة مدوية تحرج برلين.. خرق أمني أتاح الوصول إلى معلومات سر ...
- تظاهر آلاف الإسرائيليين في تل أبيب مطالبين نتنياهو بقبول اتف ...
- -فايننشال تايمز-: ولاية ترامب الثانية ستنهي الهيمنة الغربية ...
- مصر.. مستشار السيسي يعلق على موضوع تأجير المستشفيات الحكومية ...
- طالب جزائري يخطف الأضواء في برنامج للمواهب بروسيا (فيديو)
- مقتل شخص وإصابة ثلاثة آخرين في إطلاق نار بحفل في مدينة نيويو ...
- احتجاج مناهض للحرب في غزة وسط أجواء حفل التخرج بجامعة ميشيغا ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - خالد صبيح - البعث يضع النقاط على الحروف