أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - خليل جندي - الايزيدية الى الوراااااء دور!!















المزيد.....


الايزيدية الى الوراااااء دور!!


خليل جندي

الحوار المتمدن-العدد: 2134 - 2007 / 12 / 19 - 11:26
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


المصيبة ليست في ظلم الأشرار وإنما في صمت الأخيار" – مارتين لوثر كنغ-

منذ فترة ليست بالقصيرة كنت عازفاً تقريباً عن مراجعة الصحف الالكترونية الايزيدية لرادءة الكثير من العناوين والمضامين المنشورة فيهم، وخطورة التوجه لدى البعض الآخر الذي يريد جرّ الايزيدية، بدراية أو دونها، الى المهالك والتطرف الديني والانعزالية. وحينما كنت أطلع على الكثير من المنشور في تلك الصحف كنت أشعر وكأنني أمام ماء بركة ماء عكرة تغطيها الطحالب وتسمع منها أصوات غريبة عجيبة!!. لكن مع ذلك دفعني الفضول مرة أخرى أن أفتح بعض المواقع (يكفي أن تفتح موقع واحد حيث ان الجميع ينشرون نفس المادة تقريباً) ، وإذا ب " عرس ايزيدي" جديد ، أو بالأصح مهزلة جديدة تحت أسماء " قانون الأحوال الشخصية" ومناقشة قضية "إرث المرأة" و " مهر الفتاة"!! وهذه المرة أيضاً بتباهي يصدر كدعوة "إستفتاء" من رئيس المجلس الروحاني الأعلى، لكن الدعوة لم يحمل أي رقم، لا (17) ولا غيره؟!
أيها الايزيديون لماذا تتباكون وتشتكون باستمرار من قيادتكم الدينية والدنيوية، هذه هي قيادتكم و"مجلسكم الروحاني الأعلى" الديمقراطي للقشر يستشيركم في كل شاردة وواردة؟!. قبل عام تقريباً شكلت لكم تلك القيادة "مجلساً إستشارياً" بقرار رقم (16) واليوم يأخد رأيكم حول "إرث المرأة ومهر الفتاة "، والحقيقة أنتم أيها الايزيديون الغيارى أهل لها ولم تقصروا وكشفتم عن معدن " مجتمعكم الذكوري" وعن أصالة " فحولتكم" بحيث جاءت نتائج إجتماعاتكم تلبية لدعوة "مجلسكم الروحاني" الموقر بالضد من حقوق المرأة وإرثها وإبقائها عبدة وسبية تباع وتشتري في سوق النخاسة تحت المصطلح القذر " المهر"!.
مع أن صحتي جيدة على العموم، إلاّ أنني وبمجرد قراءة تلك الخزعبلات ونتائج الاستفتاء /الإهانة بحقوق المرأة، أصبت بدوران الرأس وإرتفاع في الضغط وحالة غثيان. هل أصدق ما أقرأءه من مهزلة الاستفتاء والأسئلة المطروحة فيه، ودعوة المخاتير ورؤساء العشائر و"الوجهاء والمثقفين" ونتائج إجتماعات مجمعات خانك وباعذرة وشاريا وإجتماع رؤساء ووجهاء عشيرة الهسكان وغيرها، والغريب من كل تلك التغطية و "الخلاصات الإعلامية" الجيدة لمركز لالش (الثقافي) جداً دون أي تعليق أو إتخاذ موقف، ربما إعتقاداً منه أنه لا يتخلف عن الركب ويمشي مع رأي " الجمهور" الذي يجيد التصفيق!. أذكر لكم فقط أربعة من تلك التغطيات الاعلامية حتى لا أظلم أحداً: ( مركز لالش في باعذرة ، 50 طالبة، الاستفتاء على مشروع قانون الأحوال الشخصية للايزيدية في باعذرة . الخبر منشور بتاريخ 10.12.2007 / إجتماع رئيس ووجهاء عشيرة الهسكان في سنوني حول بيان المجلس الروحاني، الخبر منشور بتاريخ 10.12.2007 من قبل مندوب شبكة لالش في سنوني./ جلسة مركز لالش في شاريا لمناقشة اقتراحات المجلس الروحاني بخصوص المهر وحصة المرأة من الميراث. تقرير الصحفي خدر دوملي 8.12.2007/ جلسات مفتوحة في باعذرة وخانك وشاريا حول حصة المرأة الايزيدية من الميراث ومسألة مهر الفتاة، بعنوان: أغلبيتهم رفضوا أن تكون للمرأة حصة في الميراث، تقرير هفال ناصر بتاريخ 8.12.2007. ) طبعاً لا أعلق على مضتمين التقارير.
جمعت قواي، وراجعت خزينة ذاكرتي فيما قرأته، وفتشت بين أوراقي ودفاتري التي سجلت عليهم ملاحظاتي اليومية، حيث وقع نظري على مجموعة من أقوال المفكرين والمصلحين الاجتماعيين العظام، دفعني أن لا أبقى ساكناً أو متفرجاً على قضية بهذا الحجم الكبير والخطير، قضية إسمها المرأة الإلهة منذ بدء التكوين، المرأة الخالقة!. لم أبق ساكتاً على مهزلة " المجتمع الذكوري" ومجاميع تائهة في القرن الحادي والعشرين تقودها نفر من المتخلفين دينياً ودنيوياً. هرعت في تلك الساعة المتأخرة من الليل (حوالي الخامسة صباحاً) لأستهل من مكتبتي ورقة وقلماً أسجل ما يدور في ذاكرتي لعدم نسيانهم، فجاء تثبيت قول المصلح الكبير " مارتن لوثر كنغ" الذي يقول: ( المصيبة ليست في ظلم الأشرار وإنما في صمت الأخيار)!. أين أخيار الايزيدية في الداخل من هذه المهزلة وأين أصواتهم؟ أين مركز لالش في دهوك وفروعها، الذي يدعي ب "الثقافي" وقدوة الايزيديين في التحرر والانعتاق والدفاع عن حقوق المرأة ؟!. أما ( فولتير، فرنسوا ماري أرواي 1694-1778) المولود في باريس والذي كان من نوابغ زمانه ، تزعم حركة الفلسفة المادية وقاوم رجال السلطة الدينية والمدنية ونقدهم بقلمه الرشيق اللاذع، وله في الشعر والتاريخ والفلسفة والمسرح كتب عديدة، قال هو الآخر في نفس مضمون مارتن لوثر، وربما بنفس المعنى قوله: ( أينما وجد الظلم فالكتاب مسؤولون عنه). أحيي هنا الأخوة والأخوات الكتاب في الخارج الذين وقفوا مع حقوق المرأة وسخروا من مهزلة الاستفتاء ونتائج إجتماعات بعض الايزيديين المغفلين. وأدعوا بقية الكتاب والكاتبات أن يرفعوا صوت الإدانة لما يجري من مناقشات مخجلة بشأن إرث المرأة ومهر الفتاة وإيقاف هذه المسرحية الهزيلة.
ويقول الشاعر الايراني سعدي شيرازي (1189-1291) " شيئان يقودان الحكيم الى الخطأ: البقاء صامتاً حينما يكون الكلام مستوجباً، والتكلم حينما يلزمه الصمت". أما العالم النفساني الاجتماعي الفرنسي فانون (فرانتس)(1925-1961) يقول هو أيضاً: " كل متفرج خائن أو جبان". كعالم نفساني، ربما يقصد اولئك الذين يرون الجرائم بأعينهم. أعتقد أن ما تجري من مناقشات حول إغتصاب حقوق المرأة في الارث وبيعها كأية سلعة هي جريمة بعينها وينطبق عليه قول فانون فرانتس. عندما يطلع أي متنور على أقوال الكبار أعلاه، ويرى أمامه حوادث بخطورة ما نراه اليوم، حتما يكون له موقف إما في السكوت عنه أو إتخاذ موقف ما بهذا الشكل أو ذاك. وأرى أيضاً أن صمت الكتاب والمثقفين الايزيديين في هكذا قضية حساسة تخص حياة ومستقبل أكثر من نصف المجتمع (المرأة)، لا بل أساس إستمرار وصيرورة الجنس البشري، هي خيانة وجبن في آن واحد إذا تم الاصرار على تحريم المرأة من الإرث وعدم إلغاء المهر ومساواتها الكاملة مع الرجل.
نعرف ونقدر تماماً مدى قوة ومتانة الكثير من التقاليد والعادات الاجتماعية والدينية التي تقيد الانسان، وتقفل نوافذ عقله، وتشل حركته وبركته، وتعمي عيونه وتحط من إنسانيته دون أن يعي. تلك التقاليد والعادات الاجتماعية/ الدينية التي تلف حول الفرد كشبكة العنكبوت هي من صنع أفكار وتصرفات البشر، وقد أضفى ، ويضفي، هو عليها الشرعية لمصلحة الكاهن أو الشيخ أو السلطان أو الأمير أو الآغا أو رئيس العشيرة...الخ.
من۫ من البشر وأنبيائه ورسله الذين ظهروا على سطح الأرض منذ ملايين السنين، رأوا الله وتكلموا معه، وبأية لغة حدثهم كي يأتون ويجعلون من أنفسهم أولياء الله وظله على الأرض، ويفرضون شريعتهم ورغباتهم على الآخرين؟!. ان الفكر الديني ليس إلاّ مجرد عادات وتقاليد بشرية البسته المخيلة الجماعية المتوارثة من جيل الى آخر طابع القداسة. الكثير من العادات الاجتماعية، إن لم نقل جلّها، تكون في فترة من الفترات التاريخية ممارسات إجتماعية عادية ، إلاّ أنه بمرور الزمن وبالتكرار تصبح ذات طابع قدسي وتغدو جزءاً من الدين. وفي كثير من الأحيان عندما يعجز الانسان عن تفسير ما يجري حوله من حوادث وتغييرات الطبيعة والمجتمع بشكل علمي وعن طريق عقله يلجأ الى الخرافة والى قوى غيبية ويخترع لنفسه آلهة كي يفسر بواسطتهم الوجود وظواهر المجتمع والطبيعة.
ماهي القوة التي فضلت الرجال على النساء، وبماذا يختلف الرجال عن النساء ما عدا الجانب الفيزيولوجي؟ ألم يخرج الاثنان من بطن واحد؟ أم ما زال الايزيديون الذين شاركوا في إجتماعات خانك وشاريا وباعذرة وسنوني عند نفس مقولتهم القديمة عندما كانت تخطب بناتهم ( من كره بيلافه ك و د لنكى ته كر!) بمعنى ( جعلتها حذاءاً وألبستها في قدميك!) ( ألف حاشى للفتاة على هذا التحقير). هل يقبل أحد في الكون أن يتزوج حذائة، تكون شريكته ويعاشرها طوال حياته ؟! هل يقبل أحد منا أن تكون أمه حذاءة ، أو أن يكون قد خرج من بطن حذاء؟!! . يجب أن تتبدل نظرة مجتمعنا تماماً للمرأة، كما يجب علينا أن نتحول من مجتمع ذكوري الى مجتمع إنساني. ولا نأخذ من إسطورة ( آدم وحواء) التي إخترعها العقل السامي ( يظهر أول مرة في كتاب العهد القديم/ التوراة) الذي يهين ولادة المرأة من الإبط الأيسر لآدم، ويضع بعد ذلك كل الذنوب والخطايا عليها!!. وإذا كان الايزيديون يعتبرون أنفسهم أقدم ديانة في الشرق وبقايا ديانات وادي الرافدين ( السومريين) أو بقايا الديانات الهندو-ايرانية، لماذا لا يأخذون من إلهة الأم ( عشتار وأناهيتا وفارونا ) الخالقات نموذجاً لهم؟.
أسمع في الكثير من المجالس ، وأقرأ للكثير من الكتاب، عندما تتعلق بوجود عادة سيئة ك ( مهر الفتاة) مثلاً، يقولون أنها عادة دخيلة من الجيران (يقصدون غالباً الاسلام) على الايزيدية. إذا كانت فعلاً عادة دخيلة من الجيران وتدركون أنها سيئة ومتخلفة، لماذا إذن تلتزمون بها وتستمرون عليها؟ . هل يوجد ( المهر) في الإسلام ؟ على حد علمي لا يوجد ذلك وإنما يسجل في عقد الزواج الذي يكتب في المحكمة أو عند الشيخ ، المبلغ المقدم والمبلغ المؤخر، الأول شئ رمزي وتافه، أما المؤخر فيتم تسجيل مبلغ كبير سواء بعملة البلد أو بالذهب. ويعتبر هذا ضمان وحق من حقوق المرأة في حال طلاقها من قبل زوجها. أعتقد في هذا مزايا عديدة الى جانب قليل من السلبيات طبعاً، من بين المزايا : تشجيع الزواج بين جيل الشباب، ضمان حقوق المرأة عند الطلاق من قبل الرجل، وبالتالي التكاثر وزيادة النسل، التقليل من حالات الطلاق...وهذه كلها تسهيلات أمام معتنقي تلك الديانة وحصر في المشاكل. أما بالنسبة للديانة المسيحية فليس لديهم مهر الفتاة وإنما والد الفتاة هو الذي يصرف من ماله على زواج إبنته. إذا كان الايزيديون لا يقتدون بحسنة الديانة المسيحية في تحريم بيع بناتهم ، ولا يتنازلون بسهولة عن كبريائهم الرجولي/ الذكوري ، فليس من العيب في قضية المهر تحديداً أن يراعوا ماهو جاري لدى الاسلام بحيث يسجل على عقد الزواج مقدمة عشرة دنانير مثلاً ومبلغ مؤخر كبير ومحترم. علماً اني مع الغاء المهر تماماً ومن الداعين الى المساواة الكاملة بين المرأة والرجل. ( للعلم زوجت كلا بناتي بدون مهر بتاتاً)
ان مسألة مهر الفتاة وإرث المرأة مسألتان مترابطتان، فعند إلغاء المهر ومنع بيع الفتاة كأية سلعة في سوق الرجال (أهلها وأهل الخطيب) نكون قد خطونا خطوة كبيرة الى الأمام في مساواة الرجل مع المرأة ، وتم ضمان حصتها من الإرث. أي أننا بحاجة الى كسر عقدة (الرجولة) في نفسية الفرد الشرقي عامة؛ لأن الإرث مرتبط تاريخياً بسيطرة الرجال على العائلة والعشيرة والدين، وأصبح رب العائلة (الأب البطرياركي) هو الآمر والناهي في كل شئ، وهو مالك كل الثروات والأملاك، ويسجل بإسمه جميع المواليد ذكوراً وإناثاً، حتى الحيوانات والمواشي والأملاك تسجل باسمه، وتدخل المرأة كأية حاجة من حاجيات البيت ضمن أملاك الرجل. وتسقط حق المرأة من الاحتفاظ بلقب عائلتها ( إلا في حالات نادرة تكون هي ميسورة ومن عائلة متنفذه وربما زوجها أقل منها شأناً في المرتبة الاجتماعية). نعم يفترض، بل يجب حل هذه الاشكالية عبر سن قوانين وضعية وليست حسب التشريعات الدينية التي تفرق بين الجنسين.
الايزيديون ليسوا بحاجة الى ( قانون الأحوال الشخصية) التي في حال تشريعها سوف يستند الى التوجهات الدينية، أو الى العادات والتقاليد الاجتماعية التي ستكون متخلفة في كل الأحوال. وليس من المعقول ولا من الصحيح أن يقر أو يتضمن دستور أقليم كوردستان قوانين أحول شخصية لكل دين أو مذهب سواء الاسلامي أو المسيحي أو الايزيدي. وستكون (قوانين الأحوال الشخصية) تلك بسامير صدئة في جسم دستور كوردستان الذي نرجو ونطالب أن يكون دستوراً يفصل الدين عن الدولة، دستوراً علمانيا إنسانياً، يساوي بين المواطنين كافة بغض النظر عن قوميته وجنسه وعقيدته، يراعي المعايير الدولية في حقوق الانسان ويعتمد على القوانين الوضعية وليس الدينية.
نعم يتم فصل الدين عن الدولة، ويترك الدين والآخرة والسماء للرجال من معارضي حقوق المرأة في الميراث ، وجميع الملتزمين بقيم الذكورة والغرائز الهائجة. ويتركون الدنيا والأرض والابداع للمرأة ومن يؤمن بإنسانيتها ومساواتها بأخيها الرجل.
هل يعرف المجلس الروحاني والايزيديون المتدينون الرافضون لمساواة المرأة بالرجل: ماهو السبب الرئيسي لهجرة آلاف الشبيبة الى الغرب الكافر بنظرهم؟ دعني أتفق معكم مقدماً أن أسباب الهجرة هو الوضع الأمني والاقتصادي والسياسي ...لكنكم تجهلون السبب الرئيسي الذي يكمن في عقلهم الباطن، وأحياناً في عقلهم الظاهر، ألا وهو التمرد الداخلي الخفي على قيود الدين وبعض عاداته وتقاليدة المقيدة لحرية الانسان ورغباته؛ بمعنى أنها " مظاهرات سليمة " مفتوحة على مصراعيها ضد القيود الدينية، وهروب الى الفضاء الأوسع بحثاً عن الحرية المفقودة في بلدانهم التي يسيطر الدين فيه على المجتمع والدولة.
تبقى نتائج وتداعيات الهجرة على المجموعات الدينية الصغيرة ( كالأيزيدية) هي الأخطر على عدة مستويات؛ مستوى أقليم كوردستان ومستوى المجتمع الايزيدي، على المدى المنظور والبعيد. وما يتعلق بموضوعي هي التداعيات التي سيترتب عاجلا أم آجلاً على الوضع الداخلي الايزيدي في زيادة المشاكل الاجتماعية، لأن آلاف الشباب الذين يهاجرون للخارج/ الغرب يتركون ورائهم أعداد مضاعفة من الشابات، وهن في أحسن الأحوال يبحثن في يوم ما عن شريك عمر لهن، فيصطدمن بساحة فارغة من الشباب وبالمهر الغالي وبعض القيود الاجتماعية- الدينية الأخرى، فلن يبق أمامهن غير الاستسلام للقدر والقبول بالعنوسة في أحسن الأحول، أو الزواج من رجل عانس يكبرها سناً أو من رجل متزوج قادم اليها من أوربا لقاء مهر "مغري" يدفع لوالدها!. وإما زيادة نسبة إقامة المرأة/ الفتاة العلاقات غير الشرعية مع الايزيديين أو غيرهم ( الجنس أممي لا يعرف الحدود والانتساب الديني!). فلن يكون مصيرهن أفضل من مصير " دعاء" ورفيقاتها الأخريات اللواتي قتلن ويقتلن باستمرار على يد الرجال الفحول!. ويعرف الجميع تقريباً ماذا كانت نتائج وتداعيات مقتل الفتيات في الشيخان وبحزاني وغيرها من المناطق وماذا حلّت بالايزيدية؟!.
منذ تلك الحوادث المؤلمة، خاصة مقتل "دعاء" والطريقة التي قتلت بها، بدفع وعلم أناس معروفين، يدرك الجميع كيف تمرغت سمعة الايزيديين على المستوى المحلي والعالمي في الوحل! بدأنا نخجل من إنتمائنا الى نفس جنس تلك المجموعة البشرية القادمة من دهاليز الظلام، كائنات غريبة في هيئة بشر! لكننا قررنا عدم ترك الساحة لطيور الجثث المتعفمة. قررنا أن نبقى في الساحة لتنوير الجيل الجديد، ولهزعروش الذين يعيشون على الكذب والدجل، يعيشون على ترهيب الناس وإسكات أي صوت معارض لهم بشى الوسائل.
إذا كان قتل "دعاء" جريمة فردية أرتكبت بحق المرأة الايزيدية خاصة والكوردية عامة، فإن تمرير مشروع حرمان المرأة من الإرث ، وبيع الفتاة تحت مسمى " المهر" تعتبر جريمة جماعية بحق المرأة وقتل وإهانة لعموم النساء، وعليه ندعو:
- البرلمان الكوردستاني أن يرفض هذا المشروع الرجعي رفضاً قاطعاً، ويساوي بين الرجل والمرأة في جميع المجالات عبر قوانين وضعية تراعي المقاييس العالمية. كما نطالب رئيس أقليم كوردستان السيد مسعود البارزاني ورئيس الحكومة أن لا يوافقوا على هكذا تشريعات تهين المرأة وتهضم حقوقها، ويجعلوا من دستور أقليم كوردستان دستوراً علمانيا يكون محل إعجاب دول العالم الديمقراطية؛
- أن تقوم المراكز والجمعيات وجميع النشاطات الايزيدية في الداخل والخارج بحملة تضامنية إعلامية قوية مع حقوق المرأة ومساواتها مع أخيها الرجل، وفضح صيغة وعملية الاستفتاء التي أقدم عليها قيادة "المجلس الروحاني" لتشغيل الناس بقضايا جانبية ، ورفع رصيدهم المنهار، ولحرمان المرأة من الإرث والإبقاء على مهر الفتاة؛
- جميع الكتاب الايزيديين وأصدقائهم كتاب مقالات تندد بالاسلوب المتخلف الذي تجري عليه نقاشات التجمعات الايزيدية (المعلنة عنها على أقل تقدير) والتي تحرم المرأة من الإرث وتصر على الإبقاء على المهر؛
- أن تقوم المرأة الايزيدية نفسها وكل المتنورين الذين يقفون الى جانبها التنديد بما يجري من تشويه لسمعتها وهضم حقوقها، سواء عبر عقد إجتماعات، أو إقامة مظاهرات إحنجاجية، أو كتابة مقالات أو تحرير مذكرات وجمع تواقيع وإرسالها الى الجهات المسؤولة ذات الصلة؛
- دعوة جميع أخيار وعقلاء ومتنوري الايزيدية إتخاذ موقف شجاع من هذه المهزلة التي إسمها إعداد " قانون الأحوال الشخصية" وتثبيت مواد رجعية فيه بما تخص الزواج والطلاق والميراث والتبني...الخ. ان شعوب العالم تتسابق من أجل الوصول الى قمة الحضارة، وغالبية الأديان تصلح حياتها الداخلية نحو الأفضل وبما يتلائم متطلبات العصر، أما الايزيدية "بقيادتها الحكيمة" يرفع شعار: الايزيدية الى الوراااااااء دور!!؛
بإختصار، الايزيدية هي في أزمة حقيقة، ليس الآن وبعد سقوط النظام البعثي في العراق مثلما يصوره البعض، وإنما بدأت عشية الحرب العالمية الأولى (1913) ، وتم تكريس تلك الأزمة تحت غطاء ديني مقنن عام 1928 بتشكيل مجلس "ديني" أطلق عليه " المجلس الروحاني الأعلى" يحصد الايزيديون اليوم العاصفة التي خلفها لنا ذلك المجلس المزيف. إذا كان الايزيديون جادين فعلاً في ترميم بيتهم الديني والحفاظ على هويتهم، وزيادة التقارب فيما بينهم، والمشي قدماً نحو العالم المتحضر وبالتالي الخروج من أزمتهم، يفترض بهم في الوقت الحاضر النضال على الجبهات التالية:

1- معالجة " المجلس الروحاني الأعلى" الأمي جداً بأمور الدين والدنيا، سواء بتغييره أو حله أو إيجاد شكل بديل له يختار أعضائه من رجال دين متنورين ، يختارون فيما بعد من بينهم رئيساً لهم، ، لأنه مع الأسف الشديد، غدت الايزيدية ماركة مسجلة لشخصين وعائلتين فقط ، وهما المستفيدان الوحيدان؛
2- المطالبة برفع كلمة " الثقافي" والثقافة من مركز لالش الذي لم يتخذ موقف من قضية الاستفتاء حول إرث المرأة ومهر الفتاة، وكذلك من نتائج المناقشات في أربع مجمعات ايزيدية، ان الأنكى من كل ذلك قام المركز من خلال مراسليها وعبر شبكتها الاعلامية التغطية على اللعية المتخلفة أصلاً؛
3- تحريم قتل النساء وإلغاء المهر ومنع المتجارة بهن تحت غطاء " مهر الفتاة" والاصرار على حق المرأة في الميراث ومساواتها مع الرجل؛
4- المطالبة من برلمان كوردستان والجهات ذات العلاقة عدم الأخذ بأي مشروع "قانون الأحوال الشخصية" وعدم تشريع قانون بشأنه لأن هذه التحركات من معتنقي أية ديانة كانت تقود الى التخندق الديني وضد العلمانية شئنا أم أبينا ؛
5- التوعية المستمرة من الكتاب والمتنورين الايزيديين عبر كتاباتهم ونشاطاتهم الثقافية بحقوق ومساواة المرأة الكاملة مع الرجل للبرهنة فعلاً أن المرأة هي نصف المجتمع، كما يطلب من أخيار الايزيدية دعم هذا التوجه لسد الطريق أمام المتلاعبين بمصير الايزيدية عامة ونصف المجتمع (المرأة) خاصة.

كوتنكن في 12/12/2007



#خليل_جندي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- جامعة أريزونا تطرد أستاذا اعتدى على امرأة محجبة مؤيدة لفلسطي ...
- فيديو مروّع لاغتصاب ملثم امرأة وخنقها بين السيارات في أحد شو ...
- عداد جرائم قتل النساء والفتيات ما بين 26 نيسان و10 آيار
- ابسط يا عريس!! بنقدملك أسهل طريقة للحصول على قرض الزواج من ب ...
- المغرب.. حكم قضائي غير مسبوق لصالح امرأة أصيبت بمضاعفات بسبب ...
- تضاعفت 4 مرات خلال 5 سنوات.. -موجة مفزعة- من جرائم قتل النسا ...
- بعد الكشف عن -عصابة لاغتصاب الأطفال-.. تحركات في لبنان بخصوص ...
- تسجيل منحة المرأة الماكثة في البيت في الجزائر 2024..تعرف على ...
- العاطفة تغلبت على العقل.. مورينيو يكشف سبب رفضه تدريب البرتغ ...
- قدم الآن spf.gov.om.. التسجيل في منفعة الأسرة عمان 2024 وأهم ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - خليل جندي - الايزيدية الى الوراااااء دور!!