أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - مريوان ازاد محمد - مساطر النساء.. وجه آخر من حياة المرأة العراقية














المزيد.....

مساطر النساء.. وجه آخر من حياة المرأة العراقية


مريوان ازاد محمد

الحوار المتمدن-العدد: 2110 - 2007 / 11 / 25 - 11:42
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


أرامل ومطلقات ومهجرات وفتيات دون سن العشرين يفترشن ساحات المناطق الفقيرة في العاصمة بغداد وبعض المحافظات الاخرى، في انتظار من يأتي ليأخذهن إلى العمل ساعات النهار مقابل اجر زهيد يعيل أسرهن على تحمل أعباء الحياة.. مشهد جديد، لكنه ليس غريبا على حياة المرأة العراقية الفقيرة التي خبرت تداعيات الحروب بكل وجوهها المأساوية طوال عقود طويلة.
ففي الوقت الذي اعتاد العراقيون أن يطلقوا كلمة ( المسطر) على أماكن تجمع العمال من الرجال للانطلاق للعمل، فإنهم لم يعتادوا على سماع كلمة مساطر النساء إلا في الآونة الأخيرة عندما اضطرت شرائح فقيرة من النساء تحت ظروف الفقر والحياة القاسية التي أفرزتها الحروب المتتالية والاحتلال الامركي والتهجير القسري لاسباب طائفية للعمل في مهن صعبة وتحت ظروف عمل قاسية.
وفي مدن العراق المختلفة نشأت ساحات في العديد من المناطق الفقيرة تتجمع فيها النساء الراغبات في العمل بالأعمال اليدوية الصعبة وتدعى هذه الأمكنة بمساطر النساء على غرار الأماكن الخاصة بالرجال.
ولان رواتب الرعاية الاجتماعية التي تتقاضاها العوائل من الدولة لايكفيني لتلبية حاجات العائلة.. فإن تلك النساء وخاصة الارامل عليهن ان تعملن لتلبية حاجات اطفالنهن، وقد أتعبهن تلك الاعمال.
والملفت للنظر ان مشكلة خطيرة تواجهها "نساء المساطر، لما تتعرض له الفتيات تحت سن العشرين من تحرش واستغلال..بعضهن يتعرضن إلى مشاكل أخلاقية مخلة بالشرف وبعضهن يقعن في فخ الإغراء لأصحاب العمل، وأحيانا تخرج العائلة بكاملها للعمل في كور الطابوق تحت ظروف عمل قاسية من اجل توفير ما تلزمها من كسوة الموسم وخزين المحروقات وإيجارات البيتوت.. والباقي على الله وعلى الراتب التي تتقاضاها العائلة من شبكة الرعاية الاجتماعية والتي لا تزيد عن 120 الف دينار عراقي اي بما يعادل حوالي 96 دولارا امريكيا، وغالبا ما تنشط مساطر النساء في مواسم الحصاد وجني التمور، وخاصة في المناطق الجنوبية من العراق إذ تخرج بعض النساء مع العائلة بكاملها للعمل بتقطيع قوالب الطين في كور الطابوق البدائية تحت ظروف عمل صحية وبيئية سيئة.
وكانت هذه المهن تقتصر على عدد قليل من النساء في أيام الحصاد ويطلق عليهن (الطواشات) وهن النساء الأجيرات في المزارع في مواسم الحصاد، أما الآن فقد امتلأت المساطر بنساء العوائل النازحة قسرا وممن فقدن أزواجهن في المحافظات المتوترة امنيا، وبعضهن نساء بدون معيل.
وفي الأيام الباردة تضطر النساء للعمل في مخازن التمور لتنظيفها وتغليفها وقد تضطر بعض النساء للعمل في التحميل وإزالة الأنقاض من البيوت المشيدة حديثا، فيما يفضل بعضهن الخدمة في البيوت ممن هن بحاجة إلى مورد يومي للمعيشة ولا يستطعن العمل في الظروف الصعبة، وبعض النساء المتعففات يخجلن من الخروج إلى المساطر رغم استعدادهن للعمل ..فهناك بعض النساء تتولين الاتصال بهن في البيوت للخروج مباشرة إلى موقع العمل.
وفي إطار جهود احتواء النساء العاملات، فان من مسؤولية منظمات المجتمع المدني في العراق والمنظمات النسوية والبرلمانيات في مجلس النواب اللاتي تمثلن النساء داخل البرلمان ان يهتمون بتعليم النساء بعض المهن المحترمة التي تجنب النساء التعرض للاهانة والمخاطر في الإعمال الشاقة. مثل الورش الخاصة بتعليم الخياطة والحياكة والتمريض والتوليد.. والتعاون مع الجمعيات والمنظمات النسوية الخاصة بالمرأة في مراكز المدن والاقضية والنواحي التابعة للمحافظات وتشكيل لجان خاصة بحقوق المرأة والطفل لفتح دوارت خاصة بالنساء لانهاء ما تعانية المرأة العراقية من مشاكل معيشية كثيرة في مجمعها.
ومقارنة بين أجور العامل (الرجل) مع ما تتقاضاه المرأة العاملة في مساطر النساء يتضح إن العاملة تعمل بنصف الأجر الذي يتقاضاه العامل في ظروف عمل مماثلة تمتد لثمان ساعات.
واخيرا وليس اخرا فان على المرأة المتعلمة ايضا ان تلتفت الى ما تعانية المرأة غير متعلمة من متاعب يومية شاقة لتلبية متطلبات بيتها واطفالها، وان تبادر النسوة اللاتي تعملن في الدوائر الحكومية لتوفير مستلزمات المعيشة الكافية من خلال اسهامهن في المنظمات المعنية بالمرأة، والتعاون مع تلك المنظمات من اجل تخليص النساء من الاعمال الشاقة.



#مريوان_ازاد_محمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- السعودية.. الأمن يتحرك بعد تداول فيديو تهديد شخص للنساء اللا ...
- منحة المرأة الماكثة في البيت 2024.. تعرف على الشروط وكيفية ا ...
- بريق الذهب يُغري المُقبلات على الزواج في الأردن والشباب يستد ...
- حقوق المرأة المطلقة عربيا
- «لولو يالولو وينك يالولو».. تردد قناة وناسة Wanasah TV بجوده ...
- الفئات المستحقة للحصول عل منفعة الأسرة سلطنة عمان 2024 والشر ...
- أوكرانيا.. مقتل امرأة وإصابة 24 في قصف روسي على خاركيف
- ” سجل الآن” الشروط  المطلوبة للتسجيل في منحة منفعة الأسرة بع ...
- كيفية التسجيل في منحة المرأة الماكثة في المنزل.. المستندات ا ...
- الكويت.. حجز مواطنات ارتكبن أعمال عنف على متن طائرة قادمة من ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - مريوان ازاد محمد - مساطر النساء.. وجه آخر من حياة المرأة العراقية