أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كاظم الموسوي - -من يمضي وحيداً... ياخذ معه الاخرين-














المزيد.....

-من يمضي وحيداً... ياخذ معه الاخرين-


كاظم الموسوي

الحوار المتمدن-العدد: 2107 - 2007 / 11 / 22 - 09:14
المحور: الادب والفن
    


(36) *
وحيداً. من يقول: وحيداً
من يرهقني بكلمة
لونها لعنة.
من يمضي وحيداً
يأخذ معه الآخرين
ييأس من أجلهم
ليأمل معهم.
غيللفك
ترجمة شوقي عبد الأمير

هل هناك متسع من الوقت للكتابة والتفكير بها؟
- ماذا تقصد ؟
قال لي الصديق الشاعر وهو يقرأ في قصاصات صحف كردية، هنا… كلما تطول الأيام كلما تهبط وتيرة الهمة في التفكير وحتى كتابة رسالة جوابية لصديق عزيز… هنا… موت بطيء للشاعر والكاتب والفنان… جفاف أو ذبول للإبداع أو شيء آخر يشبهه، خاصة في أجواء متناقضة أو متصادمة وبين أشخاص يزيدونها رماداً.
- لا تقلق يا صديقي فنحن في بداية الطريق..!
- لقد قضيت أشهراً هنا، لا كتاب .. لا مجلة.. فقط هذه القصاصات أستعيرها من صديق في قيادة الحزب الحليف المجاور لمقراتنا، حين أزوره بين حين وآخر.. كل يوم .. الحياة نفسها… رتابة في كل شيء، فطور، حراسات، تكسير حطب، نقل ماء، خفارات… أكل وشرب، نوم لقضاء هدأة الليل وإعداد للنهوض والتجهز النفسي لإعادة الرتابة المملة… حتى الحوارات صارت جافة كأزهار مزهرية، منسية في زاوية غرفة مظلمة.
هل رأيت الكلب في ساحة الفصيل؟
- أجل، رأيته.. يبدو كلباً جميلاً، من جلبه إلى هنا؟
- يا عزيزي.. هذا كلب المهندس. يأكل أفضل منا، يشتري له كل يوم معلبات، ويشطفه بالماء الدافيء، ويريضه كل صباح، ينبح إذا لم ير المعلبات، مثل طفل مفطوم، حتى الكلب يعيش بوضع خاص… كيف نبدع إذا لم يتوافر لنا الغذاء الروحي..؟
حوار حول الثقافة والمهمات النضالية، حول طبيعة الصراعات في البلدان النامية، دور المثقف الثوري في بلدنا، عن السلطة الدكتاتورية والأحزاب السياسية، بناء التحالفات السياسية والاجتماعية وموقع المثقف منها… ومسائل أخرى توضِّح أين مكاننا مما يجري حولنا، ولماذا صرنا ووصلنا إلى هذه الحالة وهذا المكان.. إنه محق في بعض جوانب طروحاته ومستعجل في أخرى، لا تجري الحياة دائماً في مجرى الرغبات الشخصية، ولا يمكن أن تتحقق كل الفرص المتمناة أو المنتظرة، وفي تجربتنا الجديدة هذه المرة آمال كبيرة في التغيير، في الاستفادة من دروس الماضي وعبر السنوات، وخبرات الزمن والشعوب والأجيال.. كانت الضربة مفاجئة وقاسية.. والقيادة حائرة، والقرارات غير محكمة وسائبة، ولابد الآن من الدرس والمعالجة وهذه بداية الدرب…
بعد أن شربنا فناجين من القهوة، سريعة الذوبان، اقترح الذهاب إلى سوق المنطقة (الفروشكاه). استحسنت الاقتراح راضياً أو راغباً في التغيير والتعرف أكثر على المنطقة، جغرافياً أولاً وتحسباً لكل الطوارئ والحسابات المفاجئة والمحتملة بشكل دائم!. رغم تعبي وصعوبة الصعود والهبوط مرة أخرى "للسياحة" في زيارة السوق، الذي مررنا قربه دون أن نتوقف عنده أو ندخل في أحشائه. والسوق في مثل تلك الأوضاع مهم جداً، فهو أشبه بالمجس لكل شيء في المكان، لاسيما حركة الأنصار والأحزاب والصراعات السياسية والحدود بين البلدان المجاورة. فيكون السوق معرضاً للسلع وتغطية الاحتياجات السوقية ومكاناً أو واجهة لطبيعة الأجواء ومجريات الأحداث، ليس في المنطقة فقط، وإنما في دول الجوار أيضاً. عبره تعرف أخباراً كثيرة، تتناقلها الناس الجوالة أو يكون وصلة بين قيمة السلع والأسواق وتحولات العملات والبورصات المحلية والدولية.
أثار السوق دهشتي، من الخارج ومن قمة الجبل النازل إليه، يبدو مجموعة صناديق خشبية كبيرة تضم احتياجات عابري المكان بين الحدود، ولكنه في الحقيقة سوق تجارية، سوبر ماركت مركزي، فيه ما يرغب المرء أو ما يشتهي، لفتت نظري إطارات سيارات مدنية مثلاً، وفي الواقع فيه أشياء لا تخطر على البال، من الإبرة... وأنواع السلاح، وحتى الأدوية والمشروبات الكحولية. إذن نحن في سوق محلي كبير، والمهرِّبون فيه علائم المنطقة، يعرفون أكثر الأشياء والاحتياجات فيها، الطرق والسياسة وتقلبات الأهواء والمناخات الطبيعية والبشرية، فهم مختصون بالتهريب لكل شيء يدفع أو يكسبون منه مالاً، لا يهم من الدافع بقدر ما يدفع وكم يستفيدون من الصفقات، يغامرون بحياتهم وعوائلهم وراحتهم في سبيل مهنتهم التي لبستهم كأثوابهم أو توارثوها في تلك المنطقة العصية، البعيدة عن سيطرة الحكومات المباشرة، رغم أنها ليست بعيدة عن عيونهم، التي قد يكونون هم من بينها. وهكذا خرجنا من السوق، من الاحتمالات والبضائع والوجوه المألوفة وغير الأليفة، بانطباعات واسعة عن إمكانيات غير مستثمرة وجهود غير موجهة وطاقات غير محسوبة.
عدنا أقلَّ تعباً وأكثر همّاً، لم تأخذ الجولة وقتاً طويلاً ولكنها أخذتنا بعيداً في مسافات ومساحات وأسئلة أخرى، لم يكن سوقاً وحسب، ولم يكن موقعاً عادياً ولا ناسُه كذلك.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* فصل من كتاب يصدر بهذا الاسم: بشت آشان... فصيل الاعلام، للمؤلف من دار خطوات / دمشق، وهو الكتاب الثاني، من يوميات نصير في كردستان العراق، حيث صدر الكتاب الاول تحت عنوان: الجبال، عن دار الكنوز الادبية / بيروت عام 1996.



#كاظم_الموسوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بشت آشان.. فصيل الاعلام


المزيد.....




- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كاظم الموسوي - -من يمضي وحيداً... ياخذ معه الاخرين-