أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد فؤاد منصور - ماذا يراد بنا؟ مصر بين العرقنة واللبننة















المزيد.....

ماذا يراد بنا؟ مصر بين العرقنة واللبننة


محمد فؤاد منصور

الحوار المتمدن-العدد: 2102 - 2007 / 11 / 17 - 10:26
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كنت دائماً وإلى عهد قريب ممن لايعتمدون نظرية المؤامرة ,وكثير ممن أعرف من الكتّاب يسارعون بنفى وجود نظرية للمؤامرة وكأنها تهمة ينبغى التنصل منها , فمن غير المعقول أن ينشغل العالم بنا للحد الذى يدفعه للتآمر علينا لأننا لانمثل فى موازين القوى العالمية وزناً له قيمة يُحسب حسابها أو يُخشى خطرها , ولكن السؤال مايزال عالقاً دون إجابة هل حقاً يتآمر العالم علينا ؟ هل ثمة جهة ما ,دولة أو منظمة أو عصابة أو تنظيم يهمها أن نتشرزم ونتقاتل ويمسك بعضنا برقاب بعض؟ بإختصار هل هناك وجود لنظرية المؤامرة ؟!.
أستطيع الآن أن أقول نعم توجد مؤامرات تحاك بليل للتحكم فى مصائر الشعوب حين أستعرض سريعاً تاريخنا القريب وحين أدير بصرى فيما حولى لأشاهد مايحدث على الساحة المصرية ومن ورائها عالمنا العربى الكبير.
مراجعة التاريخ تكون ضرورية للفهم الصحيح شريطة أن نجيد قراءته لاأن نتخذه كمجموعة من الحكايات نتسلى بها دون أن تعنى عندنا شيئاً, فالتاريخ بالمناسبة لايكرر نفسه على حسب المقولة الشائعة إلا لمن لايقرأونه جيداً.
لنأخذ مثالاً من تاريخنا الحديث, لنبحث مثلاً كيف دخل الأستعمار الأنجليزى إلى مصر وبقى فيها نحو سبعين سنة ,إن إحتلال مصر لم يتم عرضاً كما بدا وقتها بعد موقعة التل الكبير والتى هُزم فيها العرابيين ,لقد كانت هذه الموقعة بمثابة الحجر الأخير فى بناء أستمر تشييده لأكثر من مائة عام ,إن كتب التاريخ تنبئنا أن الأحتلال بدأعام 1882 فى حين أن غزل خيوط العنكبوت الذى أسقط الثمرة الناضجة كان قد بدأ قبل مجئ نابليون بجيوشه إلى مصرعام 1798 والفرق بين التاريخين هو الذى يحكى قصة المؤامرة كما جرت فصولها.
كان الهدف الذى يشد إنجلترا على الدوام هو تأمين طرق مواصلاتها لأكبر مستعمراتها فى الهند, ظلّت مائة عام أو يزيد تحاور وتداوروتناور كى تضع يدها على هذه البلاد التى تشغل موقعاً مهماً فى طريق الوصول إلى الهند ووجود قوة واعية قادرة فى مصر من شأنه أن يهدد مصالحها بشكل مباشر,حاولت ان تقضى على محمدعلى وإعادة حكم المماليك لتنفرد بمصر بعيدأ عن قبضة الخلافة العثمانية فكان ان تحالفت مع"محمد الألفى" زعيم المماليك الذى لم يسعفه الأجل للقيام بدوره فى مؤامرة الإستيلاء على مصرفمات قبل أن تصل حملة فريزر إلى شواطئ الأسكندرية وكانت النتيجة أن أندحرت حملة فريزرعلى أيدى رجال المقاومة الشعبية فى رشيد عام1807,لكن أنجلترا لم تيأس وحاولت أن تستدرج محمد على إلى مصيدة القروض مستثمرة حماسه الشديد لإنشاء دولة حديثة على ضفاف النيل لكنّ الرجل العظيم كان لديه الحس الوطنى والوعى السياسى بحركة التاريخ فلم يبتلع الطعم ورفض العروض السخية التى قدمها له بنك " الأنجلو" ومؤسسة" روتشيلد" المالية _ودلالات الأسماء واضحة للعيان_ لكن مافشلوا فيه مع محمد على نجحوا فيه نجاحاً منقطع النظير مع خلفائه فغرقت مصر فى مستنقع الديون مع ماتبع ذلك من تدخل فى شئون مصر وإنشاء صندوق الدين والرقابة المالية وباقى القصة معروف تماماً وصولاً إلى الأحتلال الكامل بجيوش الأمبراطورية البريطانية.
هل كانت تلك الأحداث بالطريقة التى تمت بها حركة عفوية للتاريخ ام تخطيط مدبر وخطوات منظمة للوصول إلى غاية محددة ؟.
بل واكثر من ذلك ,عندما سطع نجم محمد على وأنتشرت جيوشه الظافرة لتصل إلى الأناضول وتهدد عرش السلطان العثمانى فى الأستانة, قامت أنجلترا (القوة الأولى فى العالم حينذاك) بتشكيل وقيادة تحالف دولى لكسر شوكة محمد على ومحاربته وإعادته إلى حدوده الأقليمية عبر إتفاقية لندن عام 1840 !! إنه نفس السيناريو الذى تم تطبيقه فى العراق بعد أكثر من قرن من الزمان !! حقاً ماأشبه الليلة بالبارحة : (قوة كبرى +قوة إقليمية صاعدة +تحالف دولى لإسقاطها )!! هل ينبغى أن نكرر مع العامة والدهماء أن التاريخ يعيد نفسه أم نحن أمام مؤامرة يتم نسج خيوطها ببراعة لكى لاتنهض شعوب بعينها ؟!
ما الذى أود ان أقوله من الأستعراض السابق لتاريخ مصر الحديث؟ إنه دعوة للتأمل المقصود لكى نتمكن من الإجابة عن السؤال الهام الذى يؤرق كل وطنى فى مصر,ماذا يراد بنا ؟ هل نحن مستهدفون بشكل ما؟ .
لقد كانت مصر دائماً قوة أقليمية يحسب حسابها ,كانت دائمة بوتقة تنصهر فيها كل الأجناس والأعراق والأديان لتصبح نسيجاً واحداً قوياً ومتجانساً وذلك فيما أحسب سر عظمتها.
فى السنوات الأخيرة وبالتحديد فى السنتين الأخيرتين حدثت أمور لافتة للنظر لابد من تأملها على ضوء الأستعراض السابق لحركة التاريخ,حاول كثيرون صب الزيت على أى شرارة لإشعال نيران الفتنة الطائفية بين المسلمين والمسيحيين ولكن الوعى الشعبى الفطرى كان دائماً أقوى من أى محاولة لشق الصف حتى أن الرئيس السادات رحمه الله كان يرفض تعبير "عنصرى الأمة" وكان يعلن أننا عنصر واحد .
لنتأمل معاً الأحداث الأخيرة وصولاً إلى محاولة فهم مايحدث حولنا :
*النشاط الزائد لحركة الأخوان المسلمين وكسبهم لأرض جديدة كل يوم فيما يبدو أنه يقسم مجتمع المسلمين فى مصر إلى أخوان مسلمين ومسلمين ليسوا من الأخوان.
*تنشيط التيار البهائى لحد المطالبة بإثباته ضمن بيانات بطاقة الهوية. وظهور مصريين يدافعون عن المذهب البهائى بل ويبشرون به.
* الدفع بعناصر من الشيعة لكسب أنصار وأتباع للمذهب الشيعى فى مصرذات الأغلبية السنية.
هذا على الجانب الإسلامى ,فإذا تأملنا الصورة على الجانب المسيحى فسنجد مايلى :
*الدفع بعنصر مسيحى يدعى( ماكس ميشيل) لينشئ كنيسة موازية لكنيسة الأسكندرية العتيقة لشق الصف القبطى.
* تشجيع أقباط المهجر للصراخ والإدعاء بأن الأقباط فى مصر مضطهدون ويحتاجون مؤازرة ومساندة الجانب الأمريكى بهدف إيجاد ذريعة لتدخل خارجى لحماية الأقليات.
من الأستعراض السريع السابق يلح السؤال على الخاطر ماذا يراد بنا ؟
فإذا أضفنا إلى كل ماسبق أنشطة بعض منظمات المجتمع المدنى وماتبثه من دعايات تضر المجتمع بأكثر مما تفيده إلى جانب طوفان التغريب والإباحية وجذ ب الشباب المصرى إلى ممارسات لم يتعود عليها عبرالفضائيات التى غزت كل بيت فى مصرفإننا جميعاً والحال هذه مدعوون للتامل معاً حول مايراد بمصر وشعبها من خلال دفع كل هذه التيارات الوافدة للعمل على شق عنصر الأمة الواحد بمسلميه ومسيحيه وتفتيته على غرار ماهو موجود فى لبنان ( سنة وشيعة وموارنة ودروز... ألخ) أو على غرار ماأصبح موجوداً فى العراق ( سنة وشيعة وأكراد..) والحال فى كلا البلدين لايدعو إلى التفاؤل بمستقبل يجرى إعداده ودفع مصر إليه دفعاً لابد لنا كوطنيين مصريين أن نفطن إلى مايراد بنا ومايجرى دفعنا إليه من عرقنة أو لبننة فمصر ستظل بإذن الله كنانة الله فى أرضه من أرادها بسوء قصمه الله ..



#محمد_فؤاد_منصور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- -حماس- تعلن تلقيها رد إسرائيل على مقترح لوقف إطلاق النار .. ...
- اعتصامات الطلاب في جامعة جورج واشنطن
- مقتل 4 يمنيين في هجوم بمسيرة على حقل للغاز بكردستان العراق
- 4 قتلى يمنيين بقصف على حقل للغاز بكردستان العراق
- سنتكوم: الحوثيون أطلقوا صواريخ باليستية على سفينتين بالبحر ا ...
- ما هي نسبة الحرب والتسوية بين إسرائيل وحزب الله؟
- السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية تسوق للحج التجاري با ...
- اسبانيا تعلن إرسال صواريخ باتريوت إلى كييف ومركبات مدرعة ودب ...
- السعودية.. إغلاق مطعم شهير في الرياض بعد تسمم 15 شخصا (فيديو ...
- حادث جديد يضرب طائرة من طراز -بوينغ- أثناء تحليقها في السماء ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد فؤاد منصور - ماذا يراد بنا؟ مصر بين العرقنة واللبننة