أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف: الدولة الديمقراطية العلمانية في فلسطين - محمد خفاجي - فلسطين قضية الحل أم حل القضية















المزيد.....

فلسطين قضية الحل أم حل القضية


محمد خفاجي

الحوار المتمدن-العدد: 2101 - 2007 / 11 / 16 - 11:36
المحور: ملف: الدولة الديمقراطية العلمانية في فلسطين
    


لم تأخذ قضية صراع حول هوية أرض وشعب ما أخذته القضية الفلسطينية , من حيث الزمن والثمن والصراعات والتداعيات والمصالح المتصارعة وحتى الحلول , وذلك لإعتبارات كثيرة منها الأهمية التأريخية والدينية والإستراتيجية والإقتصادية والموقع الجغرافي المشرف على آبار البترول من جهة والممرات الدولية الرابطة بين جهات العالم ...
ولعل كل ذلك انعكس على الكيفية التي تم التعاطي من خلالها مع هذه القضية إضافة الى الإستقطابات التي تلاعبت باتجاهات الحل والتي استندت الى واقع سياسي قلق وغير ثابت يرتكز على طبيعة مجتمعات يتقاذفها الجهل والأمية الثقافية والتبعيات الدينية والفكرية والإقتصادية العابرة للحدود وللسياقات الزمنية , والصراعات المستمرة والمتغيرة داخل هذه المجتمعات نفسها والتي اتخذت عدة أوجه وأشكال, صراعات تداخل فيها الخارج المقتحم بشكل أعمى مع المحلية الجامدة التي غمرتها كثبان الماضي لينتج دولا ً ومجتمعاتٍ واقتصاداً وحكوماتٍ مشوهة وغير مستقرة وغير متجانسة حتى لأنها لم تسلك أو لم يراد لها سلوك الطريق السليم والآمن والطبيعي لإقامة بنى تحتية قائمة على العلمية مما أوجد بالتالي منطقة تفتقد إلى جميع عوامل القوة والإستقرار السياسي والإقتصادي والإجتماعي ويسودها جو انعدام الثقة وتنتشر على أرضها ألغام الكراهية والمؤامرات وحب الإستئثار والتسلط على الآخرين إن لم يكن بالقوة العسكرية الغاشمة فبالنفوذ الإقتصادي الأعمى والغبي أو النفوذ الديني الرجعي المتخلف أو الفكر العنصري الخالي من مقومات البقاء والتجدد أو النظريات المستوردة بشكل غير مدروس , أو التحالفات المدمرة مع قوى أكبر تمتلك مقومات القوة والهيمنة السياسية والإقتصادية والعسكرية , ولعب دور الشرطي والبلطجي في آن واحد ...
كل هذا وتبعاته وتركاته ووجود أطراف دولية وإقليمية مستفيدة من ذلك الوضع ,عملت على تنمية وتوضيف هذا الواقع المأزوم لمصالحها إن كانت قريبة أوبعيدة المدى ..جعل من الصعب بمكان بل من المستحيل التوصل الى حل نهائي وحاسم ولا حتى إلى حلول وقتية لهذه المشكلة المتفاقمة يوماً بعد يوم والمتسعة الأبواب لتبتلع مساحات وأطراف وترتهن مصائر شعوب أخرى داخل أتونها الذي يهدأ حيناً ليلتهب حيناُ آخر,فكيف يمكن لأي طرف تحقيق شيء خارج بلده فشل وعجز أو ليس لديه الرغبة في تحقيقه داخل بلده الذي يعاني التمزق والفقر وطغيان القوة وأمراض التخلف بكل صوره فيما يعيش مواطنوه رعب السلطة وبطشها وكبتها للفكر والحرية والعمل والمعتقد ...
واليوم ونحن نقف على كل هذا الركام والآلام , هل سنستمر بمشاهدة فيلم الرعب المستمر منذ عشرات من السنين وبنجاح ساحق ومدمر ونسمح لكادره أن يبقوا ويتناسلوا أمام أعيننا ونكتفي بعدّ الضحايا والإستنكار هنا والشجب هناك , نتحالف مع هذا الفريق اليوم ضد ذاك وغداً مع ذاك الفريق ضد هذا ؟
أما آن لنا أن نقول كفى ونبدأ بتقديم حلول علمية واقعية موضوعية بعيداً عن شعارات العروبة والإسلام التي أسقمنا ترديدها صبحاً ومساءاً حتى خرج من جلودنا سرطان ذبح الإسلام من الوريد إلى الوريد وأباد العروبة من المحيط إلى الخليج ..
يكفي أن نجعل هدفنا قضية الحل وصراعاته ونعراته تاركين العمل على حل القضية الذي تأخر عقوداً دونما سبب أو فائدة ..
يكفي أن تكون القضية الفلسطينية حجة أغلب الإنقلابات التي فتحت أبواب الجحيم على بلداننا وجعلتنا نئن تحت الحديد والنار وكبت الحريات وكتم الأصوات ..
يكفي أن تعتاش أنظمتنا على القضية التي جعلتها شماعة لتخلف مجتمعاتنا وبقاء شعوبنا في المربع رقم صفر فيما سبقتنا دول ودويلات لم نكن نسمع بها أو نقرأ أسمها على الخرائط ...
علينا اليوم أن نقف مع أنفسنا ونختار أن نفكر بعقل سليم واع ٍ بعيداً عن العواطف المشحونة بالجنون التي قادتنا وشعوبنا الى هاويةٍ سحيقةٍ وفخ ٍ آسن غرقنا في متاهاته وفقدنا كلّ ما نملك من قوة ومن كرامة , ذلك أننا آثرنا أن نقيم مشاريعنا على سطح المحيط المتلاطم الأمواج بدل اليابسة الآمنة ...
العقل وحده من يستطيع أن ينقذ ما يمكن إنقاذه وأن يعيدنا الى الأرض الصلبة لنؤسس عليها وأن يرجع الى وجوهنا المتحجرة بعض المياه .
والتفكير العقلاني لابد أن يستند الى العلمية لا الشعاراتية ,والعلمية تعني العودة الى الدراسة والتخطيط للحاضر والمستقبل وفق رؤية موضوعية للواقع تتسع الى منهج عمل لبناء المستقبل متجاوزين كل الخطايا و المهاترات التي ذبحت شعوبنا وأحرقت بلادنا دون رحمة ...
هذا التوجه العلمي المنطقي العقلاني سمّه ما شئت لا يمكن أن يحصل إذا كنا نعيش تحت لواء دولة تقوم على أسس دينية أو قومية أوحتى منحازة لآيديولوجيا أخرى من هذا القبيل أو ذاك , وإنما يكون في كنف دولة تتبنى مصالح شعبها لا مصالح الحاكم بأمره أو بأمر غيره , فالمصالح العليا هي مصالح الشعوب وإن كانت غالبية الشعب واقعة تحت تاثيرات سلبية بشكل أو بآخر فعلى المسؤولين عن قيادة وبناء البلد أن يعملوا على تنمية مجتمعاتهم وتوسيع مداركها وتنقية تفكيرها من كل السموم التي خنقتها لأجيال لا الاستفادة من ذلك عبر الإصطياد في المياه العكرة , وهذا لايتم بغسيل الأدمغة ولا بالحكم الفردي التعسفي أو حكم الحزب الواحد , ولكن بالحرية التي يجب أن تعطى بشكل جرعات منتظمة بشكل متواز ٍ مع البناء والتنمية وتأسيس البنى التحتية للسياسة والإقتصاد ودعائم الأمن والقانون والمجتمع .. لا أن نخرج الشعب من سجنه المظلم لنضعه تحت شمس ظهيرة تموزية لنحرق جلده ونذهب ببصره قبل بصيرته إلى غير رجعة , ولكن القاعدة العقلية تقول أن الأمور تؤخذ وتنفذ بشكل متدرج مدروس لا بالفوضى لأن الفوضوية التي لا تولـّد سوى المشاكل التي نحن في غنى عنها إذ يكفينا ما لدينا منها وزيادة ...
إذا ً نحن بحاجة إلى حكم عقلاني أو كما يسمى علماني أو واع ٍ أو حكيم أو... المهم أن يكون بالمواصفات التي تبتعد عن التبعية بشتى صورها وعن الصراعات التي لا طائل منها وأن نجعل همنا الوحيد هو تحقيق الآمن والرفاهية للمواطن الذي أوشك أن يفقد إيمانه بعد أن فقد وطنه وأرضه وأضاع وطنيته وهويته تحت أقدام المتصارعين على السلطة وتحت سياط سنين المحنة القاسية والمجرمة والمؤلمة فوق كل المقاييس والأوصاف ..
هل المهم أن نكون عربا ً أن نكون مسلمين وأن نكون اشتراكيين أو رأسماليين وأن تكون لنا جمهورية أو مملكة أو إمارة ؟
أم أن المهم أن يكون لنا الحق في أن نعيش كبشر ,كمواطنين في أرض الله , أن نشعر بالكرامة , أن يذهب أطفالنا الى مدارسهم بأمان ,أن لا يضايق رعناء امرأة تخرج لشأن لها , أن نعمل ونتكلم بكامل الحرية وأن نشعر باحترام أنفسنا قبل أن يحترمنا الناس , أن يكون لكل مواطن حقوقه دون تفرقة أيا ً كانت فمثلما تشارك الجميع بالمحنة عليهم أن يتشاركوا بالحقوق والواجبات التي تنهض بالوطن من ركام المآسي والنكبات الى وجه الحياة والنور والمعرفة والحرية والإزدهار والرفاهية ...
وعاش الإنسان حرا ً كريما ً ...



#محمد_خفاجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القطط والأسماك
- فن ونقد وحشيش ...............ج1
- جداريات للموت ... جداريات للحياة
- لا للتوريث في مصر
- كي لا يأتي الحجاج ويقمعنا


المزيد.....




- زرقاء اليمامة: قصة عرّافة جسدتها أول أوبرا سعودية
- دعوات لمسيرة في باريس للإفراج عن مغني راب إيراني يواجه حكما ...
- الصين تستضيف محادثات مصالحة بين حماس وفتح
- شهيدان برصاص الاحتلال في جنين واستمرار الاقتحامات بالضفة
- اليمين الألماني وخطة تهجير ملايين المجنّسين.. التحضيرات بلسا ...
- بعد الجامعات الأميركية.. كيف اتسعت احتجاجات أوروبا ضد حرب إس ...
- إدارة بايدن تتخلى عن خطة حظر سجائر المنثول
- دعوة لمسيرة في باريس تطالب بإلإفراج مغني راب إيراني محكوم با ...
- مصدر يعلق لـCNNعلى تحطم مسيرة أمريكية في اليمن
- هل ستفكر أمريكا في عدم تزويد إسرائيل بالسلاح بعد احتجاجات ال ...


المزيد.....

- -دولتان أم دولة واحدة؟- - مناظرة بين إيلان بابه وأوري أفنيري / رجاء زعبي عمري
- رد عادل سمارة ومسعد عربيد على مداخلة سلامة كيلة حول الدولة ا ... / عادل سمارة ومسعد عربيد
- الدولة الديمقراطية العلمانية والحل الاشتراكي - مناقشة الصديق ... / سلامة كيلة
- مناقشة نقدية في حل -الدولة الديمقراطية العلمانية- / عادل سمارة ومسعد عربيد
- ماركس وحده لا يكفي لكنه ضروري - تعقيب على رد الصديقين عادل و ... / سلامة كيلة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف: الدولة الديمقراطية العلمانية في فلسطين - محمد خفاجي - فلسطين قضية الحل أم حل القضية