أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - برهوم جرايسي - ميزانية إسرائيل 2008: ضربات اقتصادية للشرائح الضعيفة















المزيد.....

ميزانية إسرائيل 2008: ضربات اقتصادية للشرائح الضعيفة


برهوم جرايسي

الحوار المتمدن-العدد: 2088 - 2007 / 11 / 3 - 13:07
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


*أولمرت يدعي أن ميزانية العام القادم 2008 تحمل البشائر للشرائح الفقيرة والضعيفة، وهذا ما تفنده ابحاث اجتماعية*

اختار رئيس الحكومة الإسرائيلية، إيهود أولمرت، أن يصف ميزانية إسرائيل للعام القادم 2008، لدى عرضها لأول مرّة على حكومته قبل نحو شهرين، الادعاء بأنها "ميزانية بشائر"، وهو التعبير الذي ردده وزير المالية، روني بار أون، أمام الهيئة العامة للكنيست (البرلمان) التي أقرت الميزانية بالقراءة الأولى قبل أيام، تمهيدا لإقرارها نهائيا بعد شهر ونصف الشهر، وقبل نهاية العام الجاري.
إلا أن عدة جهات ومراكز متخصصة بالشأن الاجتماعي تؤكد أن الميزانية هي عكس ما يصرّح به أولمرت ووزير ماليته، وهي لا تحمل أية بشائر للشرائح الفقيرة والضعيفة، وعلى مستوى الرفاه العام، لا بل إنها تحمل المزيد من التقليصات الجارية منذ عدة سنوات.
وتقول النشرة الاقتصادية الاجتماعية "سينات"، إنه لا أساس لما يصرح بها رئيس الحكومة أولمرت، بأن في ميزانية العام القادم زيادة بقيمة 8,3 مليار شيكل، (ما يعادل 2,07 مليار دولار) لقضايا التعليم وسد الفجوات الاجتماعية.
وتضيف "سينات"، بعد فحص دقيق لجميع بنود الميزانية المتعلقة بقضايا التعليم الرفاه، يظهر أن حجم الزيادة في هذه الميزانية 805 ملايين دولار، في حين أن التقليص المتوقع في هذه البنود، بعد إقرار الميزانية بشكل كامل هو حوالي مليار دولار، بمعنى أنه سيكون تقليص عما هو قائم الآن بحوالي 200 مليون دولار، ولا توجد زيادة أصلا.
وجاء في "سينات"، "وسنجد أيضا انه في بنود أخرى تتعلق بالرفاه والخدمات الاجتماعية هناك سياسة شد حزام وليس تخفيف أعباء عن الشرائح الفقيرة والضعيفة كما تدعي الحكومة، لأن كل ما تتحدث عنه الحكومة هو توسيع سوق العمل وتحفيز المشاركة فيه، دون أي تحسين في ظروف معيشة أولئك الذين لا مجال لهم بالانخراط في سوق العمل لأسباب مختلفة، وهذا عدا عن أن التغييرات في التدريج الضريبي ستزيد من العبء الضريبي على العاملين، بما قيمته 225 مليون دولار.
وتشير نشرة "سينات"، إلى أن البند الوحيد الذي فيه تخفيف على كاهل الأجيرين، يتعلق برواتب معلمي المرحلة الابتدائية المدرسية، إذ ستجري زيادة رواتبهم بقيمة 300 مليون دولار، ولكن رغم أهمية هذا البند فهذا لا يحل مجمل المشاكل الاجتماعية في الدولة.
وجاء أيضا، إن الهدف المركزي للحكومة هو الحفاظ على إطار الميزانية ونسبة العجز، ولهذا فإن أي تعديل في سلم الأولويات جاء على حساب بنود حيوية أخرى في الميزانية، وهذا لا يمكن اعتباره إطلاقا تحسينا لظروف الشرائح الفقيرة والضعيفة.
ويذكر أن اجمالي حجم الميزانية للعام القادم يبلغ 76 مليار دولار، ولكن أعضاء الكنيست مع تصويتهم على الميزانية، سيصوتون على ما يسمى قانون التسويات، وهو عبارة عن مجموعة قوانين تطرحها وزارة المالية دفعة واحدة، تتضمن تجميدا لقوانين أقرها الكنيست تعتمد على صرف مالي، بشكل خاص على القضايا الاجتماعية، وتوجيه ضربات اقتصادية، وهذا ما سنأتي عليه هنا، ولكن البند الأول لقانون التسويات هناك بند يخول الحكومة بتقليص ميزانية العام القادم بقيمة 1,5 مليار دولار، فورا بعد إقرارها في الكنيست.
وستشمل التقليصات تقليص حوالي 11 مليون دولار موجهة لمشاريع تطويرية في منطقتي الجليل والنقب، وتخفيض اعتمادات لمشاريع إسكانية شعبية تابعة لوزارة الإسكان بقيمة 167 مليون دولار، وهو إجراء سيمس بالأساس بقدرة الشرائح الضعيفة على شراء بيوت شعبية.
كذلك فإن الميزانية تنص على استمرار تقليص 4% بكافة مخصصات مؤسسة الضمان الاجتماعي التي تدفع بالأساس لمسنين والعجزة والمعوقين والأولاد، والعائلات ذات الدخل المحدود.

ضربات قانون التسويات

وكما ذكر سابقا، فإنه بموازاة إقرار الميزانية تجري عملية إقرار قانون التسويات، وفي نفس الجلسة، ويعتبر هذا القانون نموذجا نادرا في العالم، وتعمل به إسرائيل منذ قرابة 24 عاما، رغم حملة الاحتجاجات الواسعة عليه في الحلبة السياسية في إسرائيل.
وقد بدأت وزارة المالية العمل به في العام 1984 على ضوء نسب التضخم العالية جدا، وكانت تفوق 150% سنويا، من أجل تنفيذ سياسة "شد الحزام، وفرض حالة التقشف الاقتصادي، إلا أنها واصلت العمل به في سنوات النمو الاقتصادي في سنوات التسعين، والسنوات الأربع الأخيرة.
وقد أصدرت المحكمة العليا الإسرائيلية عدة قرارات في الفترة الأخيرة، أكدت فيها على أن القانون مناقضا للمبادئ الديمقراطية، كونه يجمد قوانين أقرها الكنيست بشكل ديمقراطي قانوني، إلا أن هذه القوانين ترفضها وزارة المالية ولهذا تسعى إلى إبطالها من خلال هذا الأسلوب المجحف.
ولدى إقرار ميزانية العام الجاري، 2007، شهد الكنيست أجواء صاخبة في أعقاب المماطلة التي اتبعتها رئيسة اللجنة الإدارية للكنيست في حينه، روحاما أبراهام، التي أصبحت لاحقا وزيرة، وفي أعقاب تلك التحركات البرلمانية تعهدت وزارة المالية بتقليص التعامل مع هذا القانون، إلا أن مضمون قانون التسويات المطروح حاليا يثبت عكس ذلك.
وقد أدى هذا الأمر إلى تدخل رئيس الكنيست داليا ايتسيك مباشرة، وطلبت من وزارة المالية سحب القانون وإجراء تعديلات عليه، بحيث يتم تقليصه إلى الحد الأدنى "الممكن".
كذلك فإن المستشارة القضائية للكنيست، نوريت اليشتاين، بعثت برسالة رسمية إلى وزارة المالية جاء فيها: "إن قانون التسويات يمس بشكل واضح بمكانة منتخبي الجمهور، والسلطة التشريعية ككل، إضافة إلى ضرب توزيع عمل السلطات، بين تشريعية وتنفيذية، وهذا ما يقضي على قدرات السلطة التشريعية، وكل هذا يؤدي إلى أن يفقد الجمهور ثقته بالمؤسسة التشريعية، وبالسلطة ككل".
وينص قانون التسويات على سلسلة من الضربات الاقتصادية الموجهة للشرائح الفقيرة والضعيفة، وجمهور العاملين في القطاع العام خصوصا، إذ ينص البند الأول على تقليص الرواتب بنسبة 1%، وهذا إجراء يُجهض عمليا القسم الأول من علاوة الغلاء التي كان سيحصل عليها الأجيرون، بناء على اتفاق تم التوقيع عليه في الصيف الماضي مع الاتحاد العام للنقابات.
كذلك استمرار تجميد مخصصات الضمان الاجتماعي، وعدم تعديلها وفق نسب التضخم المالي، لا بل استمرار التقليص السابق بنسبة 4%.
وسيتم إلغاء قانون أقره الكنيست يمنح العائلات التي تحصل على مخصصات ضمان الدخل 100 كيلو واط من الكهرباء شهريا مجانا، وتقليص القروض الإسكانية المدعومة من الحكومة بنسبة 15%، ورفع أسعار المياه، وتجميد قانون يوم تعليم طويل حتى العام 2014.
إضافة إلى إلغاء سلسلة من التسهيلات الضريبية على التوفيرات خارج البلاد، وغيرها.
ولكن البند المركزي في هذا القانون سيكون فرض رسوم تأمين صحي على ربات البيوت اللواتي لا يعملن بقيمة 22 دولارا شهريا، وتثور ضجة كبيرة حول هذا البند، وهناك من يشكك في إمكانية ان يتم إقراره وهذا لأنه يضرب بالأساس العائلات محدودة الدخل، وبالأساس من الطوائف اليهودية الشرقية، والعائلات المتدينة الأصولية اليهودية، كون نسبة العاملات هناك ضئيلة جدا، والنساء العربيات اللواتي هن عمليا محرومات من فرص عمل في بلداتهن.
وكانت الحكومة قد حاولت فرض هذا القانون قبل نحو عامين، وحينما وجد معارضة جمّة قررت الحكومة إلغاء تسهيل إعفاء ضريبي بقيمة 64 دولارا شهريا تمنح لكل أجير زوجته لا تعمل، ورغم أن هذا القانون لا يزال مستمرا، إلا أن الحكومة تطالب من جديد فرض هذه الرسوم.

نمو أم فقر

وفي هذه الأجواء فإن "حرب المعطيات" على أشدها، ففي حين وزارة المالية تعلن نسب نمو ورفع المستوى المعيشي، فإن معطيات الفقر لا تزال على حالها لا بل تتعمق أكثر.
فقد أعلنت دائرة الإحصاء المركزية الإسرائيلية، في الأسبوع الماضي، عن أن نسبة النمو الاقتصادي المتوقعة في العام الجاري 2007 ستكون 5,2%، وهي نسبة مشابهة للعام 2006 وقريبة لنسبة النمو في العام 2005 حين كانت 5,3%، في حين أن وزارة المالية تتوقع نموا اقتصاديا بنسبة 4,2% في العام القادم 2008، ويقول خبراء اقتصاديون إنها توقعات الحد الأدنى، يتعمدها مسؤولو وزارة المالية لكي لا يكونوا مطالبين بتوسيع حجم الموازنة العامة.
وتقول الدائرة ذاتها، إن المستوى المعيشي سيترفع في العام الجاري في إسرائيل بنسبة 4,2%، مقابل 2,7% في العام 2006، و2,2% في العام 2005، ومن مؤشرات هذا الارتفاع حسب الدائرة ذاتها، ازدياد حاد في مشتريات مقومات الحياة اليومية، مثل زيادة بنسبة 29% في شراء السيارات الخاصة، وزيادة بنسبة 16% في المعدات البيتية، وغيرها.
ولكن حسب المقولة التي أصبحت دارجة، فإن "سؤال المليون" هو أين هذه المعطيات من معطيات الفقر، فقد دل آخر تقرير لمؤسسة الضمان الاجتماعي على أن عدد الفقراء في إسرائيل في العام 2006، بلغ 1,67 مليون نسمة، وهذا بعد ثلاث سنوات متواصلة من النمو الاقتصادي العالي، مما يؤكد ان النمو الحاصل يخدم شرائح ذات مداخيل عالية وأصحاب رأس المال، ولكنه لا يطال بأي شكل الشرائح الفقيرة والضعيفة.
الأسابيع المقبلة من المفترض أن تكون ساخنة في أروقة الكنيست، على خلفية إقرار الميزانية العامة، وقد نرى بعض حالات التمرد من أعضاء كنيست في الائتلاف الحكومة، ولكن كما علمت التجربة فإن هذا التمرد يكون إعلاميا من الدرجة الأولى، والغالبية الساحقة من المتمردين افتراضا، يتم إرضائهم ببنود وضعت أصلا من أجل إزالتها لاحقا، لتظهر وزارة المالية وكأنها تراجعت عن ضربات اقتصادية كانت قد أقرتها، وهذا أحد السيناريوهات التي أصبح الشارع الإسرائيلي يحفظها عن ظهر قلب، ولكن يحلو لبعض أعضاء الكنيست أن يتجاهلوه ليسجلوا لأنفسهم "إنجازات" وهمية.



#برهوم_جرايسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سيناريو إسرائيلي معروف
- العبء الضريبي الإسرائيلي أعلى من معدل العبء في الدول المتطور ...
- إسرائيل وبورما
- ميزانية إسرائيل للعام القادم 76 مليار دولار
- -التنازلات- الفلسطينية
- سيناريوهات دورة الكنيست الشتوية
- تعليمات إبنة -الموساد-
- تقسيم القدس والإجماع الصهيوني
- جوانب أخرى للغارة على سورية
- بحث علمي: الشبان الأمريكان اليهود يبتعدون عن إسرائيل
- الصمت الإسرائيلي ومهمة المحللين الإسرائيليين في قضية الغارة ...
- بلعين: التجربة والنموذج الشائك
- محاولات تغيير نظام الحكم الإسرائيلي ستبقى مناورة
- حماس تجبي الخاوة
- أولمرت والحسابات الداخلية
- بن غريون أول من بادر إلى استيطان القدس والخليل
- نتنياهو حضيض سياسي جديد
- دورة صيفية برلمانية اسرائيلية تنقل الأزمة إلى الدورة الشتوية
- باراك القديم الجديد
- مقايضة المستوطنين بالفلسطينيين


المزيد.....




- وزير سعودي: مؤشرات الاستثمار في السعودية حققت أرقاما قياسية ...
- كيف يسهم مشروع سد باتوكا جورج في بناء مستقبل أفضل لزامبيا وز ...
- الشيكل مستمر في التقهقر وسط التوترات الجيوسياسية
- أسعار النفط تتجه لإنهاء سلسلة خسائر استمرت أسبوعين
- -تيك توك- تفضل الإغلاق في أميركا إذا فشلت الخيارات القانونية ...
- المركزي الياباني يثبت الفائدة.. والين يواصل الهبوط
- المغرب يطرح مناقصة لبناء مزرعة رياح بقدرة 400 ميغاوات
- -BHP- للتعدين تريد شراء -أنغلو أميركان- مقابل 39 مليار دولار ...
- الذهب يتجه لتسجيل أول خسارة أسبوعية في 6 أسابيع
- مساهمو بيانات والياه سات يوافقون على الاندماج لإنشاء SPACE42 ...


المزيد.....

- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى
- التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي / مجدى عبد الهادى
- نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م ... / مجدى عبد الهادى
- دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في ... / سمية سعيد صديق جبارة
- الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا / مجدى عبد الهادى
- جذور التبعية الاقتصادية وعلاقتها بشروط صندوق النقد والبنك ال ... / الهادي هبَّاني
- الاقتصاد السياسي للجيوش الإقليمية والصناعات العسكرية / دلير زنكنة
- تجربة مملكة النرويج في الاصلاح النقدي وتغيير سعر الصرف ومدى ... / سناء عبد القادر مصطفى
- اقتصادات الدول العربية والعمل الاقتصادي العربي المشترك / الأستاذ الدكتور مصطفى العبد الله الكفري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - برهوم جرايسي - ميزانية إسرائيل 2008: ضربات اقتصادية للشرائح الضعيفة