أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ابراهيم ابو اشرف - لقاء أنابولس الدولي..واختلاف الرؤى















المزيد.....

لقاء أنابولس الدولي..واختلاف الرؤى


ابراهيم ابو اشرف

الحوار المتمدن-العدد: 2087 - 2007 / 11 / 2 - 07:49
المحور: القضية الفلسطينية
    


التحضيرات الجارية لعقد لقاء الخريف الدولي حول الصراع في الشرق الأوسط والذي دعا اليه الرئيس الأمريكي جورج بوش إلى عقده في نهاية الشهر القادم – نوفمبر/ تشرين الثاني ، والذي لم تتضح معالمه بعد ، فتاريخ عقد المؤتمر وجدول أعماله ووجهته ومرجعيته وغاياته والمشاركين فيه والنتيجة النهائية المبتغاة من عقده ظلت غالبيتها – إن لم تكن كلها – أموراً يكتنفها الغموض ، على الرغم من انقضاء نحو ثلاثة أشهر على توجيه الدعوة الرئاسية الأمريكية إلى عقده وتحت إشرافها ورعايتها وهذا يقودنا الى ان الإدارة الأمريكية هي المرجعية الأساسية لهذا المؤتمر حيث ستترك بصماتها على جدول وسير أعماله ونتائجة ، وبالتأكيد سوف تكون المناقشات التي تدور داخل اروقة المؤتمر سوف تكون تحت تأثير الدبلوماسية الأمريكية التي سوف تتنهز حالة الانقسام الفلسطيني- الفلسطيني ، والانقسام العربي – العربي ، وهي فرصة ذهبية سوف تستغلها الادارة الأمريكية ومن خلالها ستلتف على المبادرة العربية وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة . ليس هناك ما يؤكد أو ما يشير إلى أن هذا اللقاء الدولي يهدف إلى إيجاد تسوية للقضية الفلسطينية، أو إلى البحث في بنودها الجوهرية كالقدس واللاجئين والاستيطان والحدود... الاقتناع الذي لا يداخله أدنى شك في إن إدارة بوش الحالية هي أكثر الإدارات الأمريكية منذ تأسيس الولايات المتحدة الأمريكية حرصاً على المصالح الإسرائيلية وتفضيلاً لها على المصالح الأمريكية ، لكنه ظل يتحدث عن رؤيته، صانعاً بحديثه تعمية على حرب الإبادة والجرائم اليومية التي ترتكبها إسرائيل ضد الفلسطينيين وتعتيماً على الدعم الأمريكي الأعمى لها . أن حرص إدارة الرئيس بوش على المصلحة الإسرائيلية التي عبرت عنه وثيقة الضمانات الأمريكية الشهيرة ذات اللاءات الكبيرة في وجه القدس واللاجئين والحدود، والتي سلمها بوش إلى شارون في واشنطن بتاريخ 14/4/2004، كفلت لإسرائيل أن ترسم رؤيتها للتسوية النهائية بما فرضته على الأرض من أعمال ووقائع بقوة الإحتلال وبدعم من جميع الحكومات الأمريكية المتعاقبة ، وذلك من شأنه أن يغير قواعد التسوية السياسية والقانونية. رئيسة الدوبلوماسية الأمريكية كونداليزا رايس التي جلست للاستجواب أمام لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب ، شددت على أن الرئيس بوش لا يعقد مؤتمر أنابولس لانقاذ إرثه السياسي ، كما تطرقت في الحديث بتوسع للموضوع الاسرائيلي – الفلسطيني. وحسب اقوالها، هناك تخوف من أن حل الدولتين، اسرائيل وفلسطين في خطر ولن يتحقق في نافذة الفرص القائمة اليوم. وقالت رايس: "نحن قلقون من أنه بدون احتمال سياسي جدي للفلسطينيين، يمنح الزعماء المعتدلين ذاك الافق الذي يمكنهم ان يظهروه، فاننا سنفوت نافذة الفرص لحل الدولتين". وفي نفس الوقت تعمل الادارة الأمريكية لاعطاء انطباع سياسي بعقد اللقاء الدولي وضرورة التحضير له جيداً من أجل ان يتوج بنتائج ايجابية .. !! تؤسس لحل الصراع الفلسطيني – الاسرائيلي من خلال مفاوضات ثنائية تنطلق بعد انتهاء قمة انابولس ، واذا لم يتم الوصول الى اتفاق يؤسس الى تسوية سياسية في عهد الرئيس بوش " تمتد ولايته الرئاسية حتى يناير 2009" ، فإن الرئيس بوش سيوِّرث ما يتم اليه ما بين الطرفين الفلسطيني – الاسرائيلي إلى الادارة الأمريكية الجديدة . أما الجانب الفلسطيني الذي يتعرض لضغوط كثيرة من أجل تقديم تنازلات مجانية ، وغياب رؤية تفاوضية استراتيجية وطنية فلسطينية جامعة وتوافق وطني فلسطيني يحول دون تكرار أو استنساخ لأوسلو جديد ، كما يُصر مع الجانب الاسرائيلي الى الوصول لورقة عمل مشتركة تتناول العناصر الستة لقضايا الوضع النهائي وهي : حدود الدولة الفلسطينية ّ حدود الرابع من يونيو 1967 " والقدس واللاجئين والمياه والأمن والاستيطان ، كما يُصر الجانب الفلسطيني ان تستند هذه الورقة الى قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية وخطة خارطة الطريق !! وان المفاوضات الجارية بين الجانبين يجب ان تصل الى الاتفاق المبدأي على تلك القضايا حتى تصبح ورقة معتمدة من الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي تقدم الى الاجتماع الدولي في أنابولس ليتم اعتمادها رسمياً ، كما يصر الجانب الفلسطيني على تشكيل لجان تفاوضية من الطرفين خلال اللقاء الدولي ، تختص بمناقشة القضايا الستة العالقة في اطار مفاوضات ثنائية يحدد اطارها الزمني ولا يزيد عن ستة اشهر بعد انتهاء اللقاء الدولي " لا يقبل ترك الأمور مفتوحة الى مالا نهاية " ، من أجل التوصل الى اتفاق سلام نهائي ، اما الطرف الاسرائيلي من جانبه يؤكد على ضرورة الوصول الى اتفاق اعلان مشترك أو بيان عام فضفاض لا يدخل في التفاصيل ولا يتضمن أيتها جداول زمنية للمفاوضات الثنائية وحتى لو افترضنا ان اسرائيل قد توافق على الجدولة الزمنية فإنها ستتجاوزها وتتملص منها " ليس لديها مواعيد مقدسة !! .. " تحت ذرائع ومبررات لها علاقة بالملف الأمني الإسرائيلي . وبالعودة إلى ورقة العمل المشتركة التي عجز أولمرت وعباس عن إنجازها حتى في اللقاء الدوري السابع بينهما ، وثلاث جولات بين طواقم المفاوضات برئاسة احمد قريع وليفني لم تسفر عن اتفاق بين الجانبين والامور لا تزال تراوح في المربع الأول ، والمؤكد أن هناك ضغوطاً أمريكية مكثفة تمارس على الجانب الفلسطيني تحديداً حيالها بغية إنجازها على النحو الذي يريده الطرف الإسرائيلي ! ! . ان نجاح لقاء أنابولس يتوقف على حكومة اولمرت والادارة الاميركية في العمل على اعداد ورقة عمل مشتركة تتناول عناصر الصراع الرئيسية الستة ، بالاستناد الى قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية وحق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير واقامة الدولة المستقلة على حدود الرابع من حزيران عاصمتها القدس ، وضمان حق عودة اللاجئين الفلسطينيين عملا بالقرار 194 . ومن جانب آخر لفت انتباهي تصريح رئيس الأليزيه ساركوزي "23/10/2007" اثناء استقبالة لرئيس الحكومة الاسرائيلية ايهود اولمرت بأن الطرفين الفلسطيني والأسرائيلي يحق لكل منهما دولة وطنية وليس المطلوب من الفلسطينيين الحصول على دولة مستقلة واضاف انه ليس من المعقول والمنطقي السماح بعودة اللاجئين الفلسطينين فاسرائيل يعيش بها اكثر من مليون فلسطيني . هذه الأفكار الفرنسية التي تسَّوق في المؤتمرات الصحفية ليس مناورة بل هي أفكار ورؤى مدونة بالسيناريوهات الغربية للتسوية وهي افكار ورؤى امريكية – اسرائيلية الهدف منها الإلتفاف على القرارات الدولية ذات الصلة بالصراع العربي – الاسرائيلي ، إذا كانت إسرائيل قد ظلت ترفض دوماً المبادرة العربية للسلام التي تبنتها الدول العربية ، في قمتين عربيتين، " التي تفي بكل متطلبات الشرعية الدولية" من ناحية وتعطي لإسرائيل ما لم تكن قد حلمت به ، غير أن إسرائيل الطامعة دوماً ، مهما كان حجم التنازل العربي المقدم لها في سبيل السلام معها ، تختار من "المبادرة العربية للسلام" جزءاً منها وهو "التطبيع" مع العرب ، وطالبت بتعديلها لتنسجم مع الأفكار والرؤى الاسرا ئيلية والأمريكية للتسوية .. !!، كما رفضت كافة الميادرات الدولية " الروسية والأسبانية والفرنسية " ، كما ظلت دوما ترفض صيغة المؤتمرالدولي كامل الصلاحيات الذي ينعقد بمشاركة جميع الأطراف المعنية على أساس قرارات الشرعية الدولية تحت اشراف دولي جماعي في اطار الأمم المتحدة وتحت رعايتها . ويكفي للتأكيد على ما ورد؛ اشتراط رئيس الحكومة الاسرائيلية أولمرت، لمواصلة المباحثات مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، باستمرار القطيعة بين الضفة وقطاع غزة وفصلهما سياسياً، ومواجهة كل دعوة من أي جهةٍ كانت لاستعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية. بما أوضحه أولمرت لضيفه وزير الخارجية الايطالي ماسيمو داليما، مطلع أيلول/ سبتمبر الماضي ، بالاعتراض على موقف الوزير الايطالي الداعي إلى العودة إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية فلسطينية. الموقف الصهيوني المدعوم من واشنطن التي تدعي ادارتها بأنها تؤيد إقامة دولة فلسطينية مستقلة، وفي ظِل الحديث عن مؤتمر الخريف وابعاده السياسية للتسوية هناك بعض الأطراف العربية المؤيدة له تروِّج للدور الأمريكي وللأفكار والرؤى الغربية وتتدعي بأن سياسة الاستمرار في رفض كل ما ينتجه الغرب من أفكار ومقترحات ، هي سياسة لا تتسم بالحكمة !!. هذه المواقف والسياسات التجريبية سوف يكون لها دوراً محبطاً في استعادة الحقوق العربية وخاصة الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني ، لأنها تبحث عن صيغة ملائمة لتطبيق مبادرة السلام العربية ، وهي في أغلب الظن سوف تماِرس جزءا من الضغط على الطرف الفلسطيني من أجل القبول بعناصر التسوية النهائية والمشوهَه والتي لم تنسجم مع الأفكار الواردة في المبادرة العربية التي ولدت من رحم اجتماع القمة العربية الأخيرة التي عقدت في الرياض يومي 28 و29 مارس الماضي .



#ابراهيم_ابو_اشرف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- عداء قتل أسدًا جبليًا حاول افتراسه أثناء ركضه وحيدًا.. شاهد ...
- بلينكن لـCNN: أمريكا لاحظت أدلة على محاولة الصين -التأثير وا ...
- مراسلنا: طائرة مسيرة إسرائيلية تستهدف سيارة في البقاع الغربي ...
- بدء الجولة الثانية من الانتخابات الهندية وتوقعات بفوز حزب به ...
- السفن التجارية تبدأ بالعبور عبر قناة مؤقتة بعد انهيار جسر با ...
- تركيا - السجن المؤبد لسيدة سورية أدينت بالضلوع في تفجير بإسط ...
- اشتباك بين قوات أميركية وزورق وطائرة مسيرة في منطقة يسيطر عل ...
- الرئيس الصيني يأمل في إزالة الخصومة مع الولايات المتحدة
- عاجل | هيئة البث الإسرائيلية: إصابة إسرائيلية في عملية طعن ب ...
- بوركينا فاسو: تعليق البث الإذاعي لبي.بي.سي بعد تناولها تقرير ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ابراهيم ابو اشرف - لقاء أنابولس الدولي..واختلاف الرؤى