أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - ماجد خمرة - ملاحظات لما بعد المؤتمر ال 25 للحزب الشيوعي الاسرائيلي















المزيد.....

ملاحظات لما بعد المؤتمر ال 25 للحزب الشيوعي الاسرائيلي


ماجد خمرة

الحوار المتمدن-العدد: 2079 - 2007 / 10 / 25 - 11:28
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


دوامة الليبراليّة الجديدة
كثر الحديث في الآونة الأخيرة ضمن تحليل الحزب الشيوعي الإسرائيلي للظواهر الاقتصادية كالعولمة، تفشّي البطالة وازدياد الفقر عن ما يسمى الليبراليّة الجديدة، وقد برز الأمر أيضا في أول نشر لرؤوس أقلام المؤتمر الـ 25 للحزب وذلك في صحيفة الاتحاد 6/4/2007.



أود في هذا المقال أن أساهم ولو في القليل لتسليط الضوء على هذه الظاهرة- الفكرة- التيار الاقتصادي- الاجتماعي- السياسي " الليبراليّة الجديدة" وليكون هذا الإسهام جزءا متواضعا لمشاركتي في النقاش الفكري العام لرفع الشأن الايديولوجي لهذا الحزب العريق .


إن الليبراليّة الجديدة لم تأت من فراغ، فهي جزء عضوي من الفكر الاقتصادي البرجوازي المعاصر تمتد جذورها الى المركنتيليّة في انكلترا والفيزيوقراطية في فرنسا، إلى دايد ريكاردو وآدم سميت آباء الفكر الاقتصادي البرجوازي الكلاسيكي الذي استمد ماركس جزءا هاما من نظريتهما حول القيمة.



وعليه فالليبرالية الجديدة تعتبر من أحد التيارات الأساسية للاقتصاد السياسي البرجوازي المعاصر وتعرف أيضا بنظرية "المقاولة الحرّة" ظهرت كرد فعل اقتصادي- فكري وعملي للكينزية ( نسبة إلى جون مينارد كينز الانكليزي الأصل 1946- 1883 المشهور بكتابه "النظرية العامة حول العمالة ، الفائدة والمال") التي تعتبرها بادرة من بوادر الاشتراكية لأنها تحوي في طياتها، أي الكينزية، عناصر التخطيط وضبط الاقتصاد وعدة مواقف اقتصادية "شعبية" هدفت لإنقاذ الرأسمالية من "احتكارية" النقابات والأحزاب العمالية والمنظمات الجماهيرية للنضال الطبقي والشعبي كما أنها وصفت الكينزية بالانهزامية أمام الاشتراكيّة.



أول ظهور فكري متبلور لليبرالية الجديدة كان في باريس العام 1938 حين تمت مراجعة كتاب المفكر الاقتصادي وليام ليميان "المدينة الحرّة" . فالمرجعيّة النظرية لهذه الليبرالية تعود إلى المدرسة اللندنية برئاسة فردريك اوغسط فون هايك، كارل بوبر، ل. رونيز الذين يشكلون مجموعة مناقضة للكينزية ويدعمون الأساس النظري لحزب المحافظين. وتستند هذه المدرسة على الذاتيّة الفلسفية مما جعلتها تسمى بالمدرسة النمساويّة الجديدة، لأنها تعيد إنتاج أفكار كارل منيغز، بيوم بافيرك المعادية لكل ما هو عمالي وجماهيري. فاليبراليّة الجديدة هي الليبرالية التي تدعم التطور الحرّ للاقتصاد الرأسمالي المتحرر من قيود تدخل الدولة. وهي ليست ضد الاحتكارات على أنواعها كالكارتيلات والتروستات، بل من أجل تحرير رأس المال وأرباب العمل من خطر تدخل الدولة وتعزيز نضال الطبقة العاملة.
الليبرالية الجديدة ما زالت تتابع تقاليد الفكر الليبرالي- الاقتصادي حين تحاول تصوير إفلاس المنافسة الحرّة بإفلاس تعاليم مدرسة مانشستر حول المنافسة. فبالنسبة للبيرالية الجديدة فإن المنافسة هي "الوضع الأمثل" للحالة الاقتصادية الذي من الممكن الوصول إليه بمساعدة الدولة، ومن اجل التدقيق فالليبرالية الجديدة لا تنفي دور الدولة بشكل مطلق فهي تعترف بتدخل الدولة فقط بشكل غير مباشر، بواسطة العمليات النقدية- التسليفية المنبثقة عن مجموعة قوانين ولوائح وتعليمات اقتصاديّة.
يتستر مؤيدو الليبراليّة الجديدة بنظريات متعددة ويلبسونها غطاءا ديماغوغيا كنظرية "اقتصاد السوق الاجتماعي" أو الشعبي. فحسب رأيهم على الدولة أن تلعب دور شرطي المرور لحركة "الشارع" وان تتابع قوانين اللعبة شرط أن لا تشارك فيها. وتركز الليبرالية الجديدة على تحليل اقتصاد الميكرو وليس برؤيا شاملة، فهي تعالج القضايا الاقتصادية بمستوى الشركات، أسعار بعض السلع وغيره . وفي السياق العام فالليبرالية الجديدة تدعم الشرائح السياسيّة – الاقتصاديّة الأكثر رجعية وتدافع دفاعا مستميتا عن الملكية الخاصة والمنافسة وتعارض أيما معارضة "تنازلات" الدولة للفئات المسحوقة من خلال نضالها وتعارض أيضا زيادة الضرائب على أصحاب رؤوس الأموال وتحاول خلق مناخ مريح لهم. وتعتقد أيضا بان تخفيض الضرائب على أصحاب رؤوس الأموال سيؤثر ايجابيا على توسيع الإنتاج والحّد من البطالة.
أعتقد أن وثائق حزبنا الشيوعي (المؤتمرات، بيانات اللجنة المركزيّة، الصحافة وغيره) قد قامت بدورها على أحسن وجه خاصة في التحليل الاقتصادي- السياسي لما يجري في البلاد. وفي كل حقبة تاريخيّة يواجه الحزب ظواهر جديدة كان يُحللها ومن ثم يبدي موقفه المباشر وغير المباشر منها. فالتحليل الاقتصادي- السياسي للاقتصاد الإسرائيلي من زاوية التبعية النظرية ينقسم إلى فترتين أساسيتين الأولى منذ قيام الدولة وحتى العام 1977 حيث سادت الكينزية المستوردة من الولايات المتحدة الأمريكية والتي تطابقت مع وضعية البرجوازيّة الإسرائيلية والحالة الأمنية المزعومة التي فرضت تدخل الدولة في الحياة الاقتصادية. الثانية من العام 1977 إلى يومنا هذا حيث سادت الأفكار الليبراليّة الجديدة المستوردة أيضا والتي تجلت بوضوح خارق ومكشوف من خلال تعليمات ميلتون فريدمان من مدرسة شيكاغو الاقتصادية- الأبرز والأخطر من بين تيارات الليبرالية الجديدة والفكر المحافظ . منذ تلك اللحظة دخلت إسرائيل واقتصادها في عمق دوامة التبعيّة الاقتصادية والرضوخ للتعليمات الأمريكية بشكل لم يسبق له مثيل.


ومن خلال هذا العرض الموجز أود التأكيد على التالي:
1. من أهم صفات الرأسمالية على الصعيد النظري والعملي هو المرونة وتغير الألوان دون المس في الجوهر، الديماغوغية والنعومة من ناحية، القسوة والخشونة والوحشية من ناحية أخرى.
2. نحن حاملي الفكر الاشتراكي كتب علينا أن نتعامل مع هذا النوع من الشر الذي من الممكن اقتلاعه في ظروف محددة. وفي تعاملنا هذا علينا الانتقال من منهجية التعامل التكاملي مع الرأسمالية وألوانها وأطيافها كنوع واحد إلى منهجية التعامل التفاضلي مع كل ظاهرة، وهذا ما نلمسه في طروحات الحزب، إلا انه وجب علينا البحث بشكل دقيق عن أوجه الخلاف بين هذه التيارات انطلاقا منا لفهم الخصم وخصوصياته وبالتالي تحديد موقفنا منه وكذلك لتقطيع أوصاله قدر الإمكان.
3. لا يكفي أن ننتقد الكينزية أو اللبيرالية الجديدة على سبيل المثال، علينا محاولة الاستفادة ولو عمليا من كل ما هو "ايجابي" في ذلك. فمن خلال تطبيقات الفكر الليبرالي تتبلور أحيانا فرص تصب في مصلحة الطبقة العاملة وخاصة في مجال سياسة الضرائب والتداول المالي.
4. نحن حاملي الفكر الاشتراكي لا ننظر إلى الرأسمالية من خلال رد الفعل فقط، إنما نطرح فكرا وممارسة مغايرين. وفي ظل ما نتج عن انهيار الاتحاد السوفييتي، علينا التأكيد في طرحنا النظري، وهذا ما أتوخاه من خلال طروحات الحزب، عن أي مجتمع نحن نبحث، ما هو مستقبل البشرية، ما هو محرك التطور، ما هي طريقة التوصل لبناء مجتمع العدالة الاجتماعية- الاشتراكية.





#ماجد_خمرة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- لوحة كانت مفقودة للرسام غوستاف كليمت تُباع بـ32 مليون دولار ...
- حب بين الغيوم.. طيار يتقدم للزواج من مضيفة طيران أمام الركاب ...
- جهاز كشف الكذب وإجابة -ولي عهد السعودية-.. رد أحد أشهر لاعبي ...
- السعودية.. فيديو ادعاء فتاة تعرضها لتهديد وضرب في الرياض يثي ...
- قيادي في حماس يوضح لـCNN موقف الحركة بشأن -نزع السلاح مقابل ...
- -يسرقون بيوت الله-.. غضب في السعودية بعد اكتشاف اختلاسات في ...
- -تايمز أوف إسرائيل-: تل أبيب مستعدة لتغيير مطلبها للإفراج عن ...
- الحرب الإسرائيلية على غزة في يومها الـ203.. تحذيرات عربية ود ...
- -بلومبيرغ-: السعودية تستعد لاستضافة اجتماع لمناقشة مستقبل غز ...
- هل تشيخ المجتمعات وتصبح عرضة للانهيار بمرور الوقت؟


المزيد.....

- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - ماجد خمرة - ملاحظات لما بعد المؤتمر ال 25 للحزب الشيوعي الاسرائيلي