أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سامي مراد - رقصة البجعة حول مائدة الموت















المزيد.....

رقصة البجعة حول مائدة الموت


سامي مراد

الحوار المتمدن-العدد: 2066 - 2007 / 10 / 12 - 11:56
المحور: الادب والفن
    



في البدء لا بد من وجود شارة حمراء تقول :
(جاء في الحكاية الأسطورية أن الفيلسوف الإغريقي سقراط عندما هم بشرب السم حينما نفذ به حكم الإعدام ظلما وعدوانا حكى حكاية البجعة التي كانت في وقت ما تحس باقتراب الموت فأخذت ترقص وتغني بفرح وسعادة . هكذا فعل سقراط بموته بأن غنى نشيده الأخير وهو صافي العقل والضمير لأنه يريد أن يعيش حتى آخر لحظة من حياته كما يريد هو نفسه) . . . . . . . . . . . . . . . .
في الدقائق الأخيرة من حياة الزوج وهو واقع بين براثن وأنياب الموت دار هذا الحوار بينه وبين زوجته .
الزوجة : إلام كنت تنتمي في حياتك ؟
الزوج : أولى انتماءاتي : إلى هذا الكون الذي لم يكتشف العلم كونا آخر غيره. ثانيها : إلى مجرة درب التبانة التي تنتمي مجموعتنا الشمسية إليها وقد تكون فيها كوكب أو أكثر تحوي كائنات حية أكثر تطورا من الإنسان الأرضي وأكثر إنسانية منه .
ثالثها : إلى البشرية على هذه البسيطة التي أحترم كل إنسان وإنسانة عليها كونه إنسانا وكونها إنسانة، أفرح لفرحه وأفرح لفرحهاوأتألم لآلامه وأتألم لآلامها ،سواء كان صغيرا أو كبيرا أو كانت صغيرة أو كبيرة ،أفريقيا أو أوروبيا ، أو أفريقية أو أوروبية ، ملحدا أو مؤمنا ، أو ملحدة أو مؤمنة . البشر عندي سواء ، لا أميز بينهم إلا بميزان الظلم والعدالة والإستعباد والحرية
الزوجة : ما الذي أردته من هذه الحياة ؟
الزوج : كل الذي أردته كسب ثروة ضخمة تتكون من ثقة ومحبة الآخرين ، ومن معرفة آخر ما توصل إليه العلماء من اكتشافات واختراعات ، ومن معرفة آخر النظريات الفيزيائية والفلكية والكونية لأعرف جذوري الحقيقية .
الزوجة : ماذا توصيني قبل موتك ؟
الزوج : ليست لي وصية بل اقتراحات قد تأخذين بها أو تهملينها فهذا شأنك ، فكما احترمت حريتك في حياتي سأحترم حريتك بعد مماتي أيضا .
الزوجة : ما هي هذه الاقتراحات ؟
الزوج : اقتراح يتعلق بي شخصيا .
الزوجة : ما هذا الاقتراح ؟
الزوج :أن تساعدينني على أن يستفيد المجتمع من جميع أعضاء جسمي الصالحة لمرضى من البشر بحاجة إليها دون تمييز في الدين أو العرق أو الجنس أو اللون أو القومية .
الزوجة : وما هو الاقتراح الثاني ؟
الزوج : هذا صعب تحقيقه لأننا لا نسكن مدينة ساحلية .
الزوجة : ما علاقة الساحل باقتراحك ؟
الزوج : أقترح أن تؤخذ البقية الباقية من أعضاء جسمي بعد التبرع بالأعضاء الأخرى إلى البحر ليستفيد منها حيواناته وأسماكه .
الزوجة : لماذا لا تريد أن تدفن في قبر كالآخرين ؟
الزوج : لا أدري ما الفائدة التي يجنيها المجتمع من وجود جثتي في قبر مغلق ستتعفن فلا يستفيد أحد منها ؟ كما لا أريد أن أدفن بمرسوم طائفي انعزالي في مقبرة لا تضم في جنباتها غير ملة واحدة من الملل ألا تكفينا الطائفية وآفاتها في الحياة حتى تلحق بنا بعد الموت ويستمر التمييز واضحا بين البشر حتى بعد مماتهم ؟
الزوجة : ( تقول وهي تبكي ) حتى بعد موتك تريد أن تحمل هموم البشر .
الزوج : الحياة والموت وجهان لعملة واحدة ، فبدون موت لا توجد حياة وبدون حياة لا يوجد موت . لا تبكي يا شريكتي واعتبرينني قد سافرت سفرة دون رجوع لأي سبب إنساني كان .
الزوجة : هل تقترح شيئا آخرا ؟
الزوج : نعم شيئا خاصا بك .
الزوجة : ما هو هذا الشيء ؟
الزوج : أنت تعلمين أن أسطورة الوفاء المعلب من قبل الزوجة لزوجها لا تروقني ، فالحياة يجب أن تستمر فلا تتوقف بموت الزوج ، والأرملة إنسانة كأي امرأة لها مشاعرها وأحاسيسها عليها أن تكون صادقة معها ولا تكبتها حرصا على النفاق الاجتماعي .
الزوجة : حتى لو اتخذت شريكا آخر بعد وفاتك سأذكرك ولن أنساك ما دمت على قيد الحياة .
الزوج : اقتراح أخير لي
الزوجة : ماذا تريد أن تقول ؟
الزوج : ليتكم لا تكفنونني في الجريدة اليومية كما هي العادة ، فكما الولادة أمر عادي يحدث كل يوم ولا حاجة أن نعلنه في الصحف ، فالموت أيضا أمر عادي يحدث كل يوم فلا ضرورة أن نعلنه على الملأ .
الزوجة :....( تموت الكلمات على شفتيها )
الزوج : اسمعي نشيدي الأخير:
( أحببتك في كل رسمة وفي كل بسمة
أحببتك في كل لحظة وفي كل رعشة
أحببتك في كل يوم
أحبك حتى الهزيع الأخير
من العمرالذي يمضي أسير
أحبك حتى الثواني الأخيرة
من الزمن الذي عشته بحيرة
أحبك آخر يوم في حياتي
أحبك حتى بعد مماتي )
تعود الزوجة إلى ذاكرتها الإنسانية تتذكر بعض ما كان يقوله الزوج من خواطر :
ـ : ( أبتسر العمر طويلا من شطآن دمي
يستلقي المجذاف بجنبيه على رمال ذاكرتي
يتقاعد من مهنته حتى لا يتهم بالكفر أو الزندقة
فيصلب في زاوية العقل أو الفكر
أو يندثر إلى عالم أسطوري لا يبقي ولا يذر)
ـ : ( ينمو الفقر وينمو الفقراء
يتبلد إحساسي صبح مساء
يا ضمير الفقر تكلم
افعل انطق هل تتلعثم ؟
اشعل ثورة حطم قيدا
الق بجمرة تشعل أرضا
لتغدو حرة تغدو حرة )
ـ : (عندما يتحول ضوء الشمس
لهيبا يسلق أجساد المحرومين من الحرية
يتحول غضبا وقنابل تفجير
ينسف أسلوب حياة البشرية )
ـ : ( حلمت بأن الحياة قطار
يسير بسرعة فائقة
فمن يستطيع الوصول إليه يعيش
ومن لا يستطيع له الهاوية )
ـ : ( هناك في البعيد
هناك في الأفق
نحلم بيوم عيد
فيبعث الشفق )
ـ : ( أيها القادم من دنيا العصور الآتية
تأتي ولا تأتي
تأتي إلى زمن بلا زمن
وتجلس في مكان اللامكان
وتعبر في الزمان المستحيل
وتمكث في المكان المستحيل
لتشطر نور شمس في الزمان
يجدد كل شيء في المكان )



#سامي_مراد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تستفزني هذه الحياة
- عصارة فكرية من عقول إغريقية
- ثمرة للقاء عابر بين شرق وغرب
- نجيب محفوظ و رواية بين القصرين
- الذهنية الإستنساخية والجينات الثقافية في مجتمعاتنا العربية
- جريمة كبرى مع مرتبة الشرف الأولى
- نوال زينب السعداوي حالة إنسانية من التمرد والإبداع
- جرس للدخول إلى البوابة الماركسية الإنسانية في ذكرى ميلاد كار ...
- عقلانية ابن رشد في مواجهة روحانية الغزالي


المزيد.....




- فنانون روس يسجلون ألبوما من أغاني مسلم موغامايف تخليدا لضحاي ...
- سمية الخشاب تقاضي رامز جلال (فيديو)
- وزير الثقافة الإيراني: نشر أعمال لمفكرين مسيحيين عن أهل البي ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- ألف ليلة وليلة: الجذور التاريخية للكتاب الأكثر سحرا في الشرق ...
- رواية -سيرة الرماد- لخديجة مروازي ضمن القائمة القصيرة لجائزة ...
- الغاوون .قصيدة (إرسم صورتك)الشاعرة روض صدقى.مصر
- صورة الممثل الأميركي ويل سميث في المغرب.. ما حقيقتها؟
- بوتين: من يتحدث عن إلغاء الثقافة الروسية هم فقط عديمو الذكاء ...
- -كنوز هوليوود-.. بيع باب فيلم -تايتانيك- المثير للجدل بمبلغ ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سامي مراد - رقصة البجعة حول مائدة الموت