أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الحق طوع - ملح الكتابة (1)















المزيد.....

ملح الكتابة (1)


عبد الحق طوع

الحوار المتمدن-العدد: 2052 - 2007 / 9 / 28 - 09:02
المحور: الادب والفن
    



* الهذيان الجميل.

الكتابة تجربة حياة وليست هذيان مريض يوهم نفسه بإسم من دهب في سوق الحرف. وطبعا لاتخلو كتابة جميلة وراقية من هذا الهذيان الجميل.الفرق أن البعض يعيشه كوهم والبعض كلعنة :حالة دستويفسكي مثلا .
كان دستويفسكي جالسا ذات مرة في مقهى وقدم صديق له شاب كاتب , فعرض الصديق على دستويفسكي رواية لشاب طالبا رأيه في العمل .وقرء العملاق الخبير بنفوس عالم الرعاع واللصوص والبسطاء والسجناء و…و…وقال هذا الشاب ينبغي أن يسجن ضعف سنوات سجني في سيبيريا لكي يكتب .

* جرح حياة .

معناه أن الموهبة يملكها …ما ينقصه : الملح . وملح الكتابة ، جرح حياة . وكيف يتفاعل الجريح و يلتقي مع جرح الأرض الذي يوحدنا جميعا . الكتابة تأتي تصفو وتلين عندما يصبح الداخل الى حضرتها هواءه الأوحد الوحيد الفريد لإختناق صدره .
وهل الكتابة إلا كائن يولد وينموويكبر في رحم الموت؟؟؟
وقوتها هو الذهاب ضد ما يميتها .
إنها كالنملة الأسترالية يدخل الرأس والدنب في معركة الى حد التمزق المميت .
ولعل هذه النملة نحملها جميعا .
أقصد عشاق الحرف .
لأننا نحمل نارها في أرواحنا ….واللعينة لايزهو لها المقام إلا في جرح وجحر وحرج ركضنا المحكوم مع كل خطوة بالسقوط ….بكل بساطة لأن الألم لم نذهب إليه إنه واحد من أعضائنا كالعين والأذن …..
وهو لايرى بالمجهر ….إنه أنين لايعلووجعه بالصراخ .
هو يعرف جيدا طريقه …
لايحتاج إلى بوصلة ….يحتاج إلى الجلوس إليه بما في الصدق من صدق .
أوليس الصدق من حكم على سقراط بالموت .؟
لم أصل بعد إلى تلك الحالة التي يصبح فيها القلم كعدو لدود وشر لابد منه :
لحظتها يولد الكاتب .
ليست الكتابة إمتيازات….
ولا أوسمة…
النزول إلى عمقها : لعنة…..لعنة جميلة .

* ضد قبر في الحياة .

لعل الكتابة تحقق لنا فرصة مراوغته ( الموت).
نعم !!!!
هوهناك في زاوية من طريق ركضنا في سخرية ينتظر….
ذاك لاأخافه….بكل بساطة لأنه قسمة متساوية بين العبد/ النعمان .
الذي أخافه أن يطرق باب غرفتي ويجدني ميتا بهمي وجهلي وعاري وقبحي وخوفي مِنْ مَنْ نصبوا من أنفسهم آلهة الوقت .
الذي أخافه أن يشمت الموت من موتي ولايحضى بفرصة الحديث إليه عن آخر حلم يراوضني …
الذي أخافه أن يرسم جلادي خريطة وطني على جسدي ويملأ دمي كأسه ويوزعه على أعدائي …
الذي أخافه أن يموت في الإنسان وأنا الولهان بحبه ، يموت وأحمل نفس السوط لأجلد رفاق الدرب .
الذي أخافه أن أصبح فأر تجارب في المستشفيات …ولاأمل لميلاد شمس نهار جميل في غرفتي..
وجع…أنين….صراخ…دمع ، أطلبه ويتمنع عن الحضور ليخلصني من موتي ..
أوإن شئت فكرة الإستئناس بالوجه الأخر العذب المفقو د ‘’ السلام النفسي’’ فقط لنؤكد لهذا الموت القادم أننا هيئنا الجسد لرحيل …ومن حقنا أن نعيش الساعات الأخيرة من العمر في أبهى إحتفال بالحياة . نكتب لأننا نعي بلعبة الزمن ،والوعي بالزمن وعي بالموت . غير أن الوعي الذي يعيش يقظة يطلب حقه في الحياة الى حد الموت الذي ينتظر في زاوية من الطريق العبد/السلطان .
أحيانا تسكنني بلادة اللامعنى من الحرف والفاصلة والنقطة .
وأهيم في شتات مطلق .
الكرسي الذي يتحمل وبصمت ولايسمع لوجعه أنينا : ثقل جسدي وهو النحيف كنحلة عاقر .
إلي يحدق ويسخر من محمول الرأس .
ويملأ غرفتي بقهقهة سخرية :
هيء البياض كفنك وأكتب .
أرسم أرضا وأجعل من هزيمتك سلالم صعود . حول عزلة غرفتك حديقة . كن بستانيا واقطف ماتبقى من ورود روحك العطشى : إسقيها برحيق وجع الأيام وبرد الليالي . لعلها تنمو تكبر وتصير في حجم ثابوت ……إحمله وابحث عن حفار يواريه : التراب .
هو تراب لا يفهم دمه إلا شقائق النعمان .
وهل لشقائق النعمان عطر الورود ؟
لارائحة لي ……موتى يتظاهرون بالصخب والفوضى ضد حق الدفن .
الكتابة ليست إمتيازات
الكتابة ليست وسام
وهل يحتفل المحارب بهزيمته ؟.
والمصاب بوجع أنينه .
وهل تتراقص رؤوس الأزهارزهوا ونشوة بنمو جذورها في تربة لا تحتفل إلا بقبحها ، مسخها ، قرف روائحها السموم ؟

* هجران النصوص .

ولتحقيق هذا اللقاء النادر بجرح الأرض . لابد من السفر عبر قارات المعرفة الإنسانية . هجران النصوص .تحطيم صنميتها بكتابة مضادة. المنتهى ، يتحدد في التفرد .تأسيس النص النمودجي . التجوال في فردوس المعرفة الإنسانية . تأسيس لذاكرة الثقافية . كل نص إبداعي في نهاية المطاف ، تداخل لمجموعة من النصوص، لكن من أجل أن تكون منسية . ففي فضاء النسيان تولد الشرارة الأولى .

* الكتابة خبز ماء وهواء.

الحروف أحيانا تخوننا في مسايرة إنفعالاتنا أمام مايدهشنا أو يرعبنا …إنها كالقصيدة التي يطاردها كل شاعر ولم ولن تستلم لرغبة القبض ….إنها الهاربة على الدوام ولاغلبة إلا للموت
الحروف سرب حمام . كحمام ساحة هذه المدينة الغريبة، بشرها بتروا ألسنتهم وأختاروا لغة أخرى لتواصل فيما بينهم ليتقاسموا لعنة من حرموا من حق الكلام وقد نجحوا في خلق صداقة ود مع حمام ساحة أنتونان أرطو ومع باقي كائنات الأرض .
تخونني الحروف لأنني بكل بساطة لم أتعلم بعد أو إن شئتم لاأملك قوة وشجاعة بتر لساني .
وليس غريبا أن السيد المسيح أكد لنا وبهستيريا التكرار ومطلق الصدق في تيهيه الطويل والشاق على قمم الجبال وفي السفح : للكلمات أرواح .
وهي أرواح لاتدخل غرفا لاتدخلها الشمس . تماما كما قيل في حق الطبيب .
فقد روى الإمام أحمد عن أبي مالك الأشعري قال: قال رسول الله ص : ( إن في الجنة غرفا , يرى ظاهرها من باطنها , وباطنها من ظاهرها , أعدها الله لمن ألان الكلام , وأطعم الطعام , وتابع الصيام , وصلى بالليل والناس نيام )
نحن لن نناقش البعد الروحي لمفهوم أطعم الطعام وتابع الصيام و وصلى والناس نيام ، وإن كان هذا البعد ضروري لكل كتابة تريد لنفسها الوضوح والتواصل مع سائر الكائنات . حالة تأمل عميق معطر بعزلة قاسية ودخول في حوار طويل مع فوضى وسكون الأعماق . الناس نيام وهو جالس إلى سجاد ة طاهرة بيضاء ويتأمل وينتظر زيارة أول حرف . صوم عن السرير وعن كل علاقة لانقرء في عيونها لمعان الصدق والخلود .
أليست الكتابة : طعام وماء وهواء ؟
من هنا نفهم بعد حكمة المايسترو : ليس بالخبز وحده الإنسان .

* الكاتب ملعون جميل وليس بقديس .

كتبتها بهسيرية رعب الأخر الذي يسكنني . وجلست أتأمل حروفها للحظات …توحدت وقال لي صوتها بصوت ريح ساخرة طوحتْ بكل أقنعتي الألف : خد…إنها مرآة…أنظر إلى بشاعة عريك الأن .
وهي مرآة لاتشبه إلا نفسها ، شفافة وصادقة في صدق آمانتها ورسالتها …صنعت في مصنع السماء ، أخفتها حواء عن الكل وحينما تقرر مصير الطرد ، تركت كل شيء إلا المرآة ….
قالت لي هذه المرآة الملعونة :
ـ لم يتعلم آدم من خطئه….وليس غريبا يواصل جحيم :
س
ق
و
ط
.
.
وقالت المرأة أمنا حبيبتنا صديقتنا أختنا : الحية السبب .
لكن ليست كل حواء مريم المجدلية : كأس المسيح المقدسة .
وقال ابن القيم في (( هداية الحيارى )): والنصارى تقر أنه ــ أي عيسى عليه السلام ـ رقى مريم المجدلية فأخرج منها سبعة شياطين.
الكتابة هي حضور وليس ذهاب …من يذهب إليها يضيع وتحوله إلى حشرة كافكا التي يمقت وهي الإنسان في بعده الثلاثي .
تقول الإنسكلوبيديا عن كافكا :
(عمل موظفا في شركة تأمين حوادث العمل. امضى وقت فراغه في الكتابة الادبية التي راى بها هدف وجوهر حياته. القليل من كتاباته نشرت خلال حياته، معظمها ء يشمل رواياته العظمى (الحكم) و(الغائب) التي لم ينهها نشرت بعد موته، على يد صديقه المقرب ماكس برود ، الذي لم يستجب لطلب كافكا بإبادة كل كتاباته.)
هو كان يراقصها….لهذا السبب طاوعته…وطاوعته لأنها أحست بأن الرجل صادق في صدقه عشقه . والعاشق الحقيقي يكره أن يرى الأخر عري معشوقته …أوصى صديقه بإبادة كل كتاباته .
من يفكريطمع ويحلم بإسم من دهب في سوق الحرف …لا ولن يعلو نجمه .
أحب أن أكون محاولة على الدوام …
ليس عيبا أن يكتب الإنسان لنفسه ،وليس من الضروري أن يقرء الآخر جرحي .
انها لعبة لإسترخاء على الأقل تنقدني من حالة الضجر .ربما الكتابة تتيح لي سفرا
الى الأقاصي .الى تلك الرائحة ، الوجوه والألوان الهاربة .
وهل لي في موسم الوصول خيمة ؟.؟
أبدا .
الذي يحبها يكتب في صمت .
لاتنتظر…قم بصلاة صمت عميقة وإن دعتك خشوع اللحظة للبكاء …إبكي ..أليس مايبهجنا يبكينا …أنظر… عندما ينتصر أبطال الرياضة …ويرفع علم بلادهم فوق رؤوسهم ألا يبكون …..حتى القوة الجسمانية تبكي فما بالك بالمبدع المهدد جسده بالسقوط على نفخة ريح عابرة .ابكيها دما ….وكل مايكتب بالدم أبدا يكون غريبا في حديقة عمالقة الألم .
الجوهر يكون غريباً في سوق النحاس.
في حضرة الجمال يبطل الكلام ….لاكلام يعلو على كلام الجمال…كلامه نغمة هيهات لمن ملأ فمه يملك شرف الإنصات إلى حكمتها .
من ملأ بطنه خلت رأسه من الحكمة . أقصد : ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان .
بل بالكلمة أيضا .
وقد تكون لوحة . قصيدة ، نحثا ، سنفونية ، رواية ، أغنية ….
اميديو موديغلياني الفنان الإيطالي،اليهودي المرفوض من مسيحية أب جياني أوجان التي تخلت عن حياة الارستقراطية لتعيش معه حياة الفقروجنون ليل باريس أيام سلطة البوهيمية في عهد صديقه بيكاسو. هذا الأخير الذي أوصاه بالتخلي عن شغبه وليسخر ريشته من حين لأخر من أجل حياة باذخة و هادئة . ويذكره أن بتسخير ريشته لرسم كبار القوم يحقق ما حققه هو نفسه من مال وسكن ومرسم خاص وخدم ونساء يسهرون على راحته . إنتحرت جان بعد موته . وكانت آخر لوحة رسمها قبل موته بقليل لزوجته بعينين مفتوحتين . في حين كل لوحاته التي رسمها لها بعينين مغمضتين. وأحيانا منطفئتين . أي سواد يملأ فراغ العين. وحينما سألته عن سر ذلك قال لها الفنان :
(حين أغوص في لجة روحك، ساكون قادرا على رسم عينيك).

* نصوص عارية .

هناك من النصوص الإبداعية وبعيدا عن قيد متاهة الخانات . تمنحك عريها مع الإطلالة الأولى للقراءة والإستئناس بأتاث مسكنها …هي تأخد بيديك تجلسك تجبرك على الصمت والإنصات وتقترح عليك حكاية وهي طبعا حكاية روحها تجربة حياة ، ألم . الكتابة مكتوب ألم وبإمتياز … نكتب لأن ثمة أشياء في هندسة الروح ليس على مايرام . نحول الوجع الى كلمات ، الى ألوان الى مبرد حجر ، ينفخ النحاث من روحه في الحجر . ويقول كن أهراما و تمثال فينوس.إيزيس والإله أوزوريس . معبد تاج محل، تمثال الحرية المطل علي خليج نيويورك مدينة الحرب .
التجوال في فضاء هندسة الروح ، يتطلب شجاعة نادرة لأن كل كتابة تخلو بما في الصدق من صدق : نقيق ضفداع صغير وإن علموه كباره السباحة ، الماء يخيفه وإن ولد في سموم تلوثه .أكيد حياة الضفدع لن تطول . وحده الصدق كلم الجرح قسمة متساوية بين جميع البشر . وتمة نصوص لاتدعوك الى الجلوس والإنصات بل إلى المساهمة بالبناء والهدم والبناء . بالإكتشاف والمحو والنظر بعين الدهشة الى فوضى العالم وأن زيف سلامه لايعد بقبلة واحدة .. كتابة قلق وأسئلة . تدعو الى قارئ يؤمن أن المعنى لايسبح على سطح النص ولا في عمقه . المعنى من إنتاج محمول ‘’ الرأس ‘’ .
و من معطفه تولد ‘’ كتابة ‘’ وهنا تكمن سر النصوص الكبيرة .

* هي لسان العدم . تحلم بالوجود .

إن النظر بعين العدم الى حياتنا ، هو وضعها موضع سؤال : كيف ؟ لماذا؟ ومتى ؟ وهل ثمة إمكانية للغناء للفجر القادم . لنصحو من خرابنا النفسي … النظر بعينيه في نظري حالة صدق مطلقة ، نحن هنا لن نمنح لوجه المسخ والدمار مكياج الوهم والكذب ….هناك خلل واضح في وعينا ، في ما قيل لنا ويقال ، في صمتنا وكلامنا ، في يقظتنا ونومنا ، خلل ينبغي أن نعترف به من أجل الخروج خطوة من رحم العدم . كيف ؟
من هنا تبدء مهمتنا جميعا .
النظر بعينيه الى الذات والوجود ، قمة السخرية والضحك…
مع الضحك نكتشف مهزلة أفكارنا عن الحياة ، نعري عن أوراقها الواهية، مطرقة حقا هوت على كل ماعده العقل البشري ( حقيقة ) إن أقصى مايمكن أن يصل إليه من خلال سفره على صهوة المعرفة إحتفاؤه بمحطة الضحك . الضحك من وهم أنك تعرف .
المعرفة تأسيس لحقيقة تنصب نفسها كسلطة تطمح الى إمتلاك الوجود ومنحه أسماء وحدود و……..
هذا الوجود المنفلت دوما من قبضة الفهم . الكائن يعيش في عالم من الأوهام و الإنخداعات الحسية . العدم/الضحك : يذهب في منحى تهديمي لهذا الوهم ، خلخلته ، ميلاد الشك ، لكن لاينبغي أن نفهم الضحك هنا المحصور بتحريك الشفتين …الضحك هنا شبيه بمطرقة نيتشه .وكبار متصوفة العرب من هدموا بهيامهم وعشقهم الفاصل ، الجدار والحجاب . شهداء العراء والذي قيل في حقهم الغوغاء وأعداء الحياة : العدميون .
أن نأخد الوجود بدقات المطرقة معناه ، أن ننظر إليه بعين السؤال/ المحو .
قيد الأغلال أهون من قيد العقول بالأوهام…
مع الضحك نرسم وجودا مغايرا ،فمن يبلغ دروة القوة يضحك وفي صمت حزين وبهي من مآسي الحياة.
هي معرفة مرحة إمتلكت الوجود وداخل الإمتلاك شيدت مسافة ، على عتبتها جلت تتأمل مسيرة الإنسان .
المعرفة هنا أخدت وضعية( أبي الهول) تمر الأجيال أمامه ، انهيارحضارات ومع فجر الإنهيارات تولد شمس حضارة جديدة …إن من يبلغ قوة الضحك يأخد وضعية ( أبي الهول) لكن لايقف متأملا يغمره الصمت الشبيه بهواء المقبرة ….بل…بل ينخرط في سلك الحياة طارحا على الناس أسئلته ، راسما بها ومن خلالها صورة الحياة/ الحلم.

* الكتابة ليست دهان .

الكتابة قبل أن تكون ( لغة ) يشتغل الكاتب على حروفها ، وهو جالس الى البياض ومستحضرا قواعد وقيود الصرف والنحو والبلاغة ….ليدخلها في جنس معين ويسميها قصيدة أو قصة أو………
هي ( نفس) تحترق داخل الذات ،نفس إكتسبت مع تعثرات الخطو والألم ( الإدراك ) الحاد بغربتها وإغترابها داخل حاملها و العالم المضيف .
هي نفس غير خاضعة في نظري الى تجنيسها . بمعنى : ذكر/ أنثى .
هي نفس واحدة .
يبقى الإختلاف كيف ينصت حاملها الى أنينها . الى تحويل عذاباتها الى هم مشترك . وحيد وواحد .
وهنا إن شئتم يولد الأفق … يكفينا من بناء أوهام حدود . القضية هي : هل هناك إبدا ع إنساني راق وناعم وهاذف وجميل ومزعج و….أودهان يلمع حذاء السلطة ويزيف الوجه الجميل للإنسان .

* داخل كل كتابة صادقة طفل يحكي .

ألم يقل زرادشت نيشه : الطفل طهر نسيان ولعب ….
نعم سيدي ومولاي .
ألم يقتل المسيح سقراط الحلاج…..إلا طيبوبتهم وطهرهم .
وهو نسيان يوقظ ويزعزع عروشهم ..عروش من سرقوا طفولته بنص رهيب ومرعب .
كبر وكبرت نظرته الى اللعب هو الأن لايحتاج الى دمية .
دميته : الحـــــــروف .
كن يقظا ودعها تكبر بما في الهدوء من هدوء …ولا تتقل أقدامها بالوصايا .
هي البوصلة.

عباقرة الإبداع سر نجاحهم يعود الى النظر الى العالم بعين الطفل الذي إليه يسكنون وبروحه اللعوب يضحكون على كل معلم لايعرف كيف يسخر مما بناه …إن النظر بعينيه الى الأشياء والناس هي قمة الصدق والصفاء ، حالة من الدهشة والشك والسؤال أمام فوضى الوجود وإندحار وموت المعنى . هو مطلق الخيال بكائنات لامرئية ، بالشجر والطير والحجر….أشياء لها الحق في الكلام فما بالك بالإنسان . إنه عتبة للحلم بأرض لايشيخ فيها الفرح . ولا تذبل في تربته زهرة . يغضب بصدق ويحضن بصدق . وكل كتابة تخلو من الصدق : نقيق ليس إلا .
وكل مايكتب بالدم : ليس بغريب .
يطهر وينعش الروح .ويمنحها ذلك السر الجميل المحمول على صهوة نصيحة :
إحذر الحياة مرض .
ولاتهيء قبرك باكرا .
مزيدا من الضوء
مزيدا من الهواء



#عبد_الحق_طوع (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ( تيه ....)
- عين العدم ( أبناء في المزاد العلني )
- فصل من رواية عين العدم ( ليلة إغتصابي ...ليلة موت العالم في ...
- فصل من رواية عين العدم
- مسرحية قصيرة جدا...جدا
- عين العدم ( 3) فصل من رواية
- ( عين العدم ) رواية : الفصل 1 2


المزيد.....




- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الحق طوع - ملح الكتابة (1)