أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أبواللوز عبد الحكيم - الرموز المؤسسة للسلفية المعاصرة الألباني نموذجا















المزيد.....

الرموز المؤسسة للسلفية المعاصرة الألباني نموذجا


أبواللوز عبد الحكيم

الحوار المتمدن-العدد: 2034 - 2007 / 9 / 10 - 06:57
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ولد في ناصر الدين الألباني في عام 1914 من أسرة فقيرة، وقد تخرج والده من المعاهد الشرعية في العاصمة استانبول، بعد تحول العاصمة التركية على مدينة علمانية، اختار أبوه الاستقرار في دمشق
تلقى الألباني التعليم في دمشق ونظرا لرأي والده السلبي تجاه المدارس النظامية قرر ألا يستكمل ابنه دراسته ووضع له برنامجا مركزا من خلاله تعلم القرآن والتجويد وفقه مذهبه الحنفي، توجه الفتى إلى التخصص في علم الحديث في نحو العشرين من عمره متأثرا بأبحاث مجلة المنار التي كان يصدرها محمد رشيد رضا يقول محمد المجدوب في كتابه "علماء ومفكرون" بلسان الألباني:".. ذات يوم لاحظت بين الكتب المعروضة أدى احد الباعة جزءا من مجلة المنار فاطلعت عليه ووقفت فيه على بحث بقلم رشيد رضا ويصف فيه كتاب الإحياء للغزالي، ويشير على محاسنه ومآخذه..ولأول مرة أواجه مثل هذا النقد العلمي فجذبني ذلك إلى مطالعة الجزء كله..".
و نظرا لأصله الأعجمي كان تقي الدين الألباني مستهجنا في بداية مسيرته من طرف العلماء السعوديين، لكنه كان يلقى دعما سريا من عديد الشيوخ السلفيين المعاصرين ، و سرعان ما نجح في نيل مكانة مرموقة وسط العلماء السلفيين، كما اعترفت له السلطة الدينية الرسمية السعودية بصفة العالم، وذلك بعدما قامت لجنة الإفتاء في الرياض بإرسال خطاب للشيخ المحدث عبيد الله الرحماني يسألونه عن حديث غريب، فقام جمع من العلماء بإحالة كتاب بالأمر على الألباني مزكين إياه لدى الحكام السعوديين من خلال وصفهم له بأكبر محدث في العصر الحالي، ونظرا للمكانة الجديدة أصبح الألباني مدرسا رسميا بالجامعة الإسلامية، كما اختارته الإدارة العامة للإفتاء والدعوة والإرشاد بالرياض للسفر على مصر والمغرب ليقوم على الدعوة إلى العقيدة السلفية، لم يتردد الألباني في مقابل ذلك، في الثناء على السعودية وصفا إياها بدولة العقيدة الصحيحة، ومحمد بن عبد الوهاب بإمام الإسلام وشيخه.
يقترن أسم الألباني بعلم الحديث، فقد عرف بالاعتناء بنقد الحديث سندا ومتنا، بحيث أبدى في كتابه " الأحاديث الصحيحة والضعيفة" نزعة نقدية فاحصة ومتعمقة، وكان من حيث الابتكار والنزعة البحثية أشيه بالمؤلفات الكلاسيكية. وقد زاد من انتشاره تناقص مثل هذه الإصدارات وسيادة المختصرات والشروح والكتب المدرسية في مجال علم الحديث منذ وقت طويل، وقد أضيف هذا الكتاب وغيره من مؤلفات الألباني في علم الحديث (صحيح الرهيب والترغيب، وصحيح الجامع، صحيح السنن الأربعة، إرواء الغليل) إلى الصحاح من كتب الحديث، والتي تعد اليوم من أبرز المؤلفات التي يعتمدها الدارسون لعلم الحديث من السنة .
وفي الكتب التي قام تخريج أحاديثها، أظهر الألباني براعة في علم الإسناد من خلال الاشتغال بالحديث تصحيحا وتضعيفا وتحسينا، معتمدا على ضبط سلسلة الرواة ونقدهم بالتعديل والتجريح، كما اظهر نزعة نقدية شديدة، ومن مواقفه الدالة على ذلك عدم قبوله الحديث الصحيح أو الحديث من المتفق على صحته عند المحدثين جميعا إذا كان مضمونه غير مقبول لسبب توهمه، فهو يأخذ ببعض الحديث الضعيف عندهم إذا كان معناه مقبولا في نظره.
وفي مجال الفتوى، اعتبر الألباني أن النقد المتبادل بين أهل العلم تخطئة وبحثا ومناقشة، من علامات أهل السنة التي يتميزون بها على أهل البدعة، ولهذا السبب غلب على فتاوى الألباني فتاوى طابع العنف اللفظي. بحيث اتخذ من التخطئة والتنكيل بالأشخاص أسلوبا للنقد، فاعتبر أن إتباع المفتي لعقيدة مخالفة للسلفية سببا كافيا للطعن في عدالته ورد فتواه، فلا تستحق الفتوى النظر والدراسة إلا إذا صدرت على أساس الدعوة إلى الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة. وبعبارة أخرى، كان الألباني يري أن من شروط الحوار الفقهي الاتفاق على السلفية كمرجعية إيديولوجية وليس فقط على مرجعية معرفية ودلالية واحدة.
كما عرف الألباني بالجرأة في مواجهته لأتباع المذاهب ، ونقده الشديد لمخالفي المذهبية السلفية مهما كان شأن القائل ومكانته، وكان من أهم ردوده، إجازته لوصف "الضال" الذي أطلقه أحد مشايخ السلفية على محمد الغزالي الفقيه المصري بسبب النحلة الاعتزالية لهذا الأخير. ولم يتوقف الألباني عند هذا الحد، بل أفتى بعدم جواز قراءة كتبه، ومنعها على صغار الطلبة، حتى لا ينخدعون بما أوتي من فصاحته وبلاغة، فيظلوا بضلاله.
من بين مقولاته في هذا الإطار مساواته بين المذهب الحنفي والإنجيل المحرف، حيث قال في تبريره لهذا الحكم "وإنما أردت الرد على فرية نكراء اخترعها بعض متعصبة الأحناف، وخلاصتها أن عيسى عندما سينزل سيحكم بالمذهب الحنفي، فكتبت ذلك التعليق نقضا لهذه الخرافة. "
نفس الجرأة كان يواجه بها المتعاطفين مع المتمذهبين أو من يدافع عنهم، سواء علم المتعاطف بذلك أو تعامى عنه. كما أنه أنتقد بعض فتاوى ابن باز في أول نقد مباشر يوجه إلى شخص رئيس هيئة كبار العلماء في السعودية قبل حرب الخليج. كما كان الشخصية الوحيدة من العلماء السلفيين الذي أنتقد جهرا ابن تيمية واصفا بعض فتاويه بالزلات.
من مفارقات مواقفه، انه اعتبر الانتساب إلى المذاهب الفقهية خروجا عن السلفية، وهو ما يؤدي من الناحية المنطقية إلى إخراج الفقهاء الكلاسيكيين الذين يعتبرهم السلفية رموزا لها، ومنهم بن رجب الحنبلي وابن كثير الشافعي، والحطاوي الحنفي، وابن عبد البر المالكي...
وقد جعلته هذه الجرأة يتمتع بمكانة خاصة بين الشباب وصغار الطلبة السلفيين، حتى أخد عليه فتحه الباب أمام هؤلاء للجرأة على الفقهاء وهجر كتب أهل العلم الأخذ مباشرة من الكتاب والسنة. وقد أفتى ابن العثيمين الفقيه السلفي المعروف في إشارة مبطنة للألباني بأن "ملئ القلوب على العلماء يحدث التقليل من شأنهم، وبالتالي التقليل من الشريعة التي يحملونها، فإن تكلم العلماء لم يثق الناس بكلامهم"
أخيرا تشير المصادر إلى أن الألباني مارس في أواخر حياته نقدا ذاتيا على منهجه العنفي في الدعوة، فاعتذر عن التجريح الذي لحق العلماء بسبب آراءه ، واعترف بتفاوت الجهود المبذولة في الدعوة فانتقد انصراف جل مجهودات الدعاة إلى مجال تصفية العقائد من المعتقدات المخالفة، في مقابل شح المجهود المبذول في مجال التربية على حسن الأخلاق ومعاملة الغير . وكان يعبر عن ذلك بقوله "أفرطنا في التصفية وفرطنا في التربية"



#أبواللوز_عبد_الحكيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عالمية الخطاب السلفي
- تقرير حول ندوة الاسلاميون والحكم في البلدان العربية وتركيا
- إنتاج القانون في الانظمة البرلمانية المغاربية: دراسة مقارنة
- انتاج القانون في الانظمة البرلمانية المغاربية، دراسة مقارنة
- تقرير حول ندوة الإسلاميون والحكم في البلاد العربية وتركيا
- حول أنماط تدبير لحظات الانتقال الديمقراطي بدول المغرب العربي
- الحركات السلفية بالمغرب
- قراءة في كتاب الاسلام المعملم لاوليفييه روا
- التجديد في باب الإلهيات الاسلامية الوهابية نمودجا
- جدل الهوية والتنمية بصدد دخول الاسلاميين إلى البرلمان المغرب ...
- الدعاية السياسية بالمغرب
- الخطاب الاسلامي والحداثة


المزيد.....




- عاجل | المقاومة الإسلامية في العراق: استهدفنا بالطيران المسي ...
- إسرائيل تغتال قياديًا في الجماعة الإسلامية وحزب الله ينشر صو ...
- الجماعة الإسلامية في لبنان تزف شهيدين في البقاع
- شاهد: الأقلية المسلمة تنتقد ازدواج معايير الشرطة الأسترالية ...
- أكسيوس: واشنطن تعلق العقوبات على كتيبة -نيتسح يهودا-
- آلام المسيح: كيف حافظ أقباط مصر لقرون على عادات وطقوس أقدس أ ...
- -الجماعة الإسلامية- في لبنان تنعي قياديين في صفوفها قتلا بغا ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن اغتيال قيادي كبير في -الجماعة الإسلامي ...
- صابرين الروح جودة.. وفاة الطفلة المعجزة بعد 4 أيام من ولادته ...
- سفير إيران بأنقرة يلتقي مدير عام مركز أبحاث اقتصاد واجتماع ا ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أبواللوز عبد الحكيم - الرموز المؤسسة للسلفية المعاصرة الألباني نموذجا