أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - أيمن رمزي نخلة - لا شكر على فوضى.














المزيد.....

لا شكر على فوضى.


أيمن رمزي نخلة

الحوار المتمدن-العدد: 2030 - 2007 / 9 / 6 - 10:20
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


قصة سخيفة حدثت نتيجة لسيطرة وتوجه التيار الإسلامي على سلوك مَن يحكمون مصر بعقلية القبيلة البدوية بعيداً عن النظم الحضارية والأسس الثابتة والمؤسسات الراسخة. إن مصر تُحكم بسلوك قبائل الغابات التي لم تعرف معنى للمدنية ولا للحضارات ولا للرقي.
إن سلوك حكام مصر يسير طبقاً للأهواء والميول والرغبات وسيطرة فكر الغابة حيث الدين الأفضل وسلوك الحيوانات المفترسة.

*** ماذا حدث؟

كل ما في الأمر أن الطفلين ماريو وأندرو استحالت العشرة بين والديهما، ولصعوبة قوانين الانفصال المصرية وعدم وضوح وتحديد القوانين والإجراءات، ونتيجة لسيادة فكرة الدين الأفضل ـ الدين الإسلامي ـ وتطبيق مبدأ الدولة الدينية فإن الأب تحول إلى الإسلام، ثم عناداً مع الأم وعقاباً لها أستخرج شهادات ميلاد جديدة للأبناء باعتبارهم مسلمين، وهكذا لعبة سخيفة في دولة دينية تحكمها قوانين فوضوية قلباً ومنظمة في شكلها الخارجي.
ولأن هناك بعض الموظفين الفاسدين الذين يتخذون الدين ستاراً لفسادهم اعتبرها أحدهم فرصة لإثبات تدينه المزيف. أصدر هذا الموظف أمراً لمدرسة الطفلين ـ بناء على الشهادات الجديدة من الوالد بدون انتظار حكم المحكمة ـ بإجبارهم على الامتحان في مادة الدين الإسلامي ـ عبادة بالرعب، تدين صوري مزيف، وغيرها من مسميات الإرهاب الديني.

لم تنتهي القصة، لكنها بدأت حيث أن التلميذين رفضا اجتياز الامتحان وأصرا على أنهما مسيحيان.
هناك قضايا متبادلة بين الأب والأم، وحبال المحاكم طويلة، وإجراءات التقاضي مملة، فلا قيمة لوقت المتقاضين.
ما النتيجة؟
إن التلميذين رسبا في نهاية العام. لم يكتبا شيئاً في ورقة الإجابة غير أنهما مسيحيان.
وهكذا بدأت القصة حيث قامت مراكز حقوق الإنسان في الداخل والخارج بالنظر إلى هذه القضية على أنها امتهان لكرامة الأطفال ـ إنها أيضاً تحقير لكرامة الإنسانية في مصر ـ وهذه حقيقة. إن الطفولة في مصر ـ مثل كل فئات المجتمع ـ في غاية الفوضى والامتهان والحقارة بغير ما تظهره تقارير المسئولين وسيدة مصر الأولى والأخيرة.
إن كل فئات المجتمع المصري تعاني من كل مظاهر الذل والتحقير بعكس ما يظهره الإعلام المتخلف المتأخر الذي يظهر صورة مغايرة للحقيقة المُرة التي يعيشها أفراد المجتمع بكل فئاته.

*** الحركات البهلوانية

وهكذا وفي حركة "بهلوانية" قام السيد وزير التعليم بالتعطف والتلطف على الطفلين ونقلهم من الصف الأول الإعدادي إلى الثاني الإعدادي. لتنتهي قصة ما كان يجب أن تبدأ من أساسه إذا كانت مصر تعيش في شفافية قيادة وحكم بعيداً عن تدخل كبار المسئولين بالأحضان الباردة لإظهار رحمة مزيفة وأبوة كاذبة.
فهكذا دائماً يظهر المارد الشجاع، والبطل الهمام متمثلاً في وزير أو رئيس وزراء أو حتى رئيس الجمهورية ويتصل تليفونياً أو يرسل موظفي الاتصال السياسي أو " الياوران " أو غيرهم من مسميات البهلوانات ليحل المشكلة مثل قصص الأساطير التي نحكيها للأطفال.

*** أسئلة حول الطفولة والأسرة المصرية

• مَن يعوض هؤلاء الأطفال عن معاناة الآلام النفسية طوال الشهور الماضية؟
• مَن يدفع لهم ثمن وقتهم المعنوي والمادي؟
• حتى متى تستمر هذه الفوضى في القرارات والقوانين المتعلقة بأحكام الأسرة والتي يضيع الأطفال الأبرياء بسببها؟
• كيف نجد حلاً علمانياً متحضراً للزواج في المحاكم بعيداً عن الإجراءات الدينية التي تفرق بين أبناء الوطن الواحد؟

*** اللاعب الأخير في السيرك القومي

وهكذا أيضاً بدون مقدمات ولا أسم لمحرر، نشرت جريدة الأهرام المصرية يوم 28/8/2007 خبراً بعنوان: " شكر للرئيس مبارك من والدة الطفلين أندرو وماريو.
حركات لا معنى لها ولا هدف ولا قيمة إلا تثبيت وترسيخ كل مفاهيم الفوضى في قيادة وحكم مصر. وكأننا في قبيلة صحراوية تحكمنا قوانين الغابة. عدم وجود نظام ثابت وواضح هو سيد كل المواقف.
إن الأحداث الأخيرة في قصة هذين الطفلين تدل على فوضى أسلوب الحياة التي تتحكم فيها المركزية الشديدة. نمط القبيلة ربما يصلح في صحراء موحشة مقفرة يحكمها قانون " أبو العائلة "، لكن مصر يتحكم فيها كبير البلد بكل فوضى وحكم عسكري بعيداً عن استقرار المؤسسات والقوانين المستقرة.
وكما يظهر واضحاً في أساطير عن " عفريت " خاتم سليمان الذي يلبي الطلبات المستعصية والمستحيلة عن الحل وفق قوانين البشر المتحضرين، هكذا ظهرت حلول السيد وزير التربية والتعليم وشكرا ـ كما قالت جريدة الأهرام ـ للسيد رئيس الجمهورية. يا للعجب على الفوضى وانعدام حضارة القوانين المستقرة.
إن مصر لا توجد بها حضارة ولا رقي في حكمها، والفوضى هي سيدة كل المواقف.
لذا يجب أن نقول:
لا شكر على فوضى يا وزير التعليم.
لا شكر على فوضى يا رئيس الجمهورية.




#أيمن_رمزي_نخلة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أفعال فاضحة في جامعة الأزهر الشريفة2
- أفعال فاضحة في جامعة الأزهر الشريفة1
- أقترب شهر النفاق.
- لن أقف مكتوف أيادي.
- الإسلام وإسرائيل هما الحل!!!
- إهانة الإنسانية أم إهانة الإسلام؟
- زعزعة الفكر الإسلامي؟
- إنسانية الأطفال المفقودة في مصر.1
- إنسانية الأطفال المفقودة في مصر.2
- إهانة الإسلام، مَن السبب؟2
- إهانة الإسلام، مَن السبب؟1
- العبادة المزيفة2
- العبادة المزيفة1
- خير الماكرين وزواج ملك اليمين.
- نسوان جنة الإسلام
- القمص متى المسكين وفصل الدولة عن الدين.3
- القمص متى المسكين وفصل الدولة عن الدين.2
- القمص متى المسكين وفصل الدولة عن الدين.1
- أين الإنسانية في مصر يا سوزان مبارك؟3
- أين الإنسانية في مصر يا سوزان مبارك؟2


المزيد.....




- بوركينا فاسو: تعليق البث الإذاعي لبي.بي.سي بعد تناولها تقرير ...
- الجيش الأمريكي يعلن تدمير سفينة مسيرة وطائرة دون طيار للحوثي ...
- السعودية.. فتاة تدعي تعرضها للتهديد والضرب من شقيقها والأمن ...
- التضخم في تركيا: -نحن عالقون بين سداد بطاقة الائتمان والاستد ...
- -السلام بين غزة وإسرائيل لن يتحقق إلا بتقديم مصلحة الشعوب عل ...
- البرتغاليون يحتفلون بالذكرى الـ50 لثورة القرنفل
- بالفيديو.. مروحية إسرائيلية تزيل حطام صاروخ إيراني في النقب ...
- هل توجه رئيس المخابرات المصرية إلى إسرائيل؟
- تقرير يكشف عن إجراء أنقذ مصر من أزمة كبرى
- إسبانيا.. ضبط أكبر شحنة مخدرات منذ 2015 قادمة من المغرب (فيد ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - أيمن رمزي نخلة - لا شكر على فوضى.