أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - سعيد الحمد - باتيل ورولينغ‮.. ‬امرأتان في‮ ‬زمن الذكور














المزيد.....

باتيل ورولينغ‮.. ‬امرأتان في‮ ‬زمن الذكور


سعيد الحمد

الحوار المتمدن-العدد: 1993 - 2007 / 7 / 31 - 12:01
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


لأننا‮ ‬يئسنا أو كدنا في‮ ‬محاولاتنا لاقناع الذهنية الذكورية المسيطرة بإعطاء المرأة فرصتها أو بما‮ ‬يسمى‮ »‬تمكين المرأة‮« ‬ولأننا وجدنا الذهنية الذكورية تصيب بدائها وعدواها حتى النساء‮. ‬عندما اقتنعت قطاعات نسائية عريضة بالنظرية الذكورية واصبحت المرأة ضد تمكين المرأة‮.. ‬لأننا كذلك فلا أقل من أن نناكفهم ونشاغبهم بنساء الخارج فنأتي‮ ‬بنماذجنا من هناك لعلها تحرك الصخرة الصلبة التي‮ ‬احتلت العقول‮.‬
فها هي‮ ‬الهندية‮ »‬باتيل‮« ‬التي‮ ‬جاءت من الطبقة الوسطى الهندية‮ »‬محامية‮« ‬تصبح رئيسة لجمهورية الهند‮.. ‬هذه القارة او شبه القارة الاقرب إلينا من النماذج الاوروبية تقبل من دون ضجيج ان تكون امرأة من عامة الناس رئيسة لجمهوريتها،‮ ‬وكأنها تعيد إلى الذاكرة سيرة المرأة الهندية الابرز متمثلة في‮ ‬انديرا‮ ‬غاندي‮ ‬التي‮ ‬لم تهتم اجيالنا الجديدة بسيرتها وحكايتها وبدراسة دورها وتجربتها الغنية بما انعكس سلباً‮ ‬على الوعي‮ ‬بقدرة المرأة‮.. ‬فلو قرأوا سيرة تلك المرأة لرفعوا‮ »‬قبعاتهم‮« ‬لكل امرأة تكسر التابو الشرقي‮ ‬وتدخل للحياة العامة لتصبح علامة من علاماتها‮.. ‬لكنه جيل‮ ‬يعرف عن الملا عمر وعن المسجد الاحمر اكثر مما‮ ‬يعرف عن انديرا إحدى أبرز مجددات الديمقراطية في‮ ‬شبه القارة الهندية التي‮ ‬لا‮ ‬يعرف ابناء اليوم شيئاً‮ ‬عن تضاريسها الفكرية والثقافية بعد ان تفرغوا لحفظ تضاريس‮ »‬تورا بورا‮« ‬ودكاكين بيشاور التي‮ ‬فتحت ابوابها‮ »‬لتجنيدهم‮« ‬حطباً‮ ‬لجحيم خرج من هناك وما زال‮ ‬يشتعل في‮ ‬كل مكان ليدمر بدلاً‮ ‬من ان‮ ‬يعمر‮.‬
لم ولن‮ ‬يهتموا ايضاً‮ ‬بسيرة‮ »‬باتيل‮« ‬وبرمزية اختيارها وهي‮ ‬المرأة رئيسة لجمهورية الهند لانهم ما زالوا‮ ‬يقرأون ومازالوا‮ ‬يصفقون لسيرة الارهابية التي‮ ‬فخخت نفسها لتفجير فنادق عمان ذات مساءٍ‮ ‬اسود راحت ضحية له من بين عشرات الضحايا الابرياء فتاة بحرينية في‮ ‬عمر الورد،‮ ‬ذهبت لتدرس الطب هناك وتعود لتعالج ابناء وطنها فعادت مقعدة تطلب علاجاً‮.‬ فإذا كانت هذه الحكايات هي‮ ‬التي‮ ‬يقرؤها ابناء وبنات جيلكم فماذا تتوقعون النتيجة؟‮.. ‬وكيف ستنتهي‮ ‬الامور بهم؟؟ حتى حكايات‮ »‬هاري‮ ‬بوتر‮« ‬لصاحبتها رولينغ‮ ‬غضبوا‮ ‬غضباً‮ ‬شديداً‮ ‬وثاروا ثورة عرمرمية صاعقة لأن بعض ابناء جيلهم الجديد اراد ان‮ ‬يقرأها‮... ‬فحذروه منها وهددوه من مغبة قراءتها وخطورة معرفة سيرة صاحبتها‮ »‬رولينغ‮« ‬خوفاً‮ ‬عليه من مؤامرات التغريب والتخريب‮..!!‬
بالله عليكم من‮ ‬يخرب من؟؟ لن ندافع هنا عن حكايات وسلسلة روايات‮ »‬هاري‮ ‬بوتر‮« ‬لكنها‮ »‬شئنا ام أبينا‮« ‬تكاد ان تكون ظاهرة عالمية لافتة،‮ ‬وهي‮ ‬في‮ ‬النهاية‮ »‬ثقافة‮« ‬لا تدمر العقول وتفجر المدنية كما تفعل ثقافة‮ »‬تورا بورا‮« ‬التي‮ ‬يعملون على استنساخها واعادة إحيائها في‮ ‬مدن العالم القريبة والبعيدة ليسجلوا نصراً‮ ‬مبيناً‮ ‬على‮ »‬الكفار‮«.‬ وعندما تسألهم من هم الكفار؟؟ تجد نفسك وتجد اطفالك وتجد اهل ديرتك الطيبين مسجلين على قائمتهم‮.. ‬وبعد ذلك نسأل لماذا‮ ‬ينظرون إلى المرأة هكذا نظرة ولماذا‮ ‬غسلوا عقلها حتى اصبحت ضد نفسها وضد حقوقها وضد إنسانيتها؟؟
صحيح ان بين‮ »‬باتيل‮« ‬الهندية و»رولينع‮« ‬الانجليزية مسافة لكن تجمعهما‮ »‬جندرة‮« ‬واحدة‮ »‬جنس‮« ‬واحد ما زلنا نسميه عندنا ونطلق عليه‮ »‬جنس الحريم‮«‬،‮ ‬ولأنها كذلك فستظل في‮ ‬اعرافنا الغائرة محرومة من كل شيء،‮ ‬وكلما زاد حرمانها كلما استصغرت ذاتها وقزمت قدراتها واحتقرت امكانياتها وتخلت طائعة عن مكتسباتها وعادت إلى‮ »‬الحرملك‮«!!‬ و»الحرملك‮« ‬اليوم ليس مكاناً‮ ‬تقبع فيه المرأة وتختبئ كما في‮ ‬الماضي‮ ‬البعيد‮.. ‬ولكنه‮ »‬ثقافة وفكر‮« ‬وعندما‮ ‬يتحول‮ »‬الحرملك‮« ‬من مكان تسهل مغادرته والخروج منه إلى‮ »‬ثقافة‮« ‬نصبح امام معضلة وليس مشكلة‮..!!





#سعيد_الحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السباحة ضد التيار
- لا ديمقراطية من دون ديمقراطيين
- من مروة التركية إلى نورية الكويتية
- الإخوان وجهازهم السري‮..
- نهاية عام‮.. ‬إعدام صدام
- خسارة على التسامح
- ضد المرأة‮.. ‬أم ضد الاصلاح؟
- ديمقراطية بلا حداثة .. أضغاث احلام
- حوار أديان أم حوار أفكار؟
- كرامتي في دوري و مساواتي
- في إيران , اعتداء صارخ على الديمقراطية المزعومة


المزيد.....




- الأمم المتحدة تندد بتشديد القيود على غير المحجبات في إيران
- الاعتداء على المحامية سوزي بو حمدان أمام مبنى المحكمة الجعفر ...
- عداد الجرائم.. مقتل 3 نساء بين 19 و26 نيسان/أبريل
- هل تشارك السعودية للمرة الأولى في مسابقة ملكة جمال الكون؟
- “أغاني الأطفال الجميلة طول اليوم“ اسعدي أولادك بتنزيل تردد ق ...
- استشهاد الصحافية والشاعرة الغزيّة آمنة حميد
- موضة: هل ستشارك السعودية في مسابقة ملكة جمال الكون للمرة الأ ...
- “مش حيقوموا من قدامها” جميع ترددات قنوات الاطفال على النايل ...
- الحكم على الإعلامية الكويتية حليمة بولند بالسجن بذريعة “الفج ...
- استشهاد الصحافية والشاعرة الغزيّة آمنة حميد


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - سعيد الحمد - باتيل ورولينغ‮.. ‬امرأتان في‮ ‬زمن الذكور