أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نعيم مرواني - دورالمؤسسات التعليمية العربية في التخلف والأرهاب؟















المزيد.....

دورالمؤسسات التعليمية العربية في التخلف والأرهاب؟


نعيم مرواني

الحوار المتمدن-العدد: 1983 - 2007 / 7 / 21 - 08:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يرى بعض المثقفين العرب ان النقد الذاتي- الذي لم يبدأ عندنا بعد- يروه جلدا للذات وعندما نبدأ النقد نواجه بنقد النقد ويطالبوننا بالتوقف من دون ذكر الأسباب علما ان الجلد قد يمنعنا من تكرار ارتكاب الأخطاء,فعندما تترسخ ثقافة جلد الذات تنتقل بعدها الأمة الى التوقف عن الاسباب او الافعال التي توجب الجلد.

سأحاول في هذا المقال التوفيق بين الطرفين المؤيدين والرافضين للجلد سأجلد الذات ثم أقدم الحل والطريق القويم (من وجهة نظري طبعا فأنا لاأدعي امتلاك الحقيقة)الذي ان مشينا عليه فسوف نقلل او نتلافى الجلد نهائيا وفي النهاية أتمنى أن اكون قد نلت رضا الطرفين رغم علمي ان "رضا الناس غاية لاتدرك".
ان انجح الأطباء أحسنهم في تشخيص الداء فحين يشخص الداء يصبح سهلا أختيار الدواء. نحاول هنا تشخيص مرض تخلفنا العلمي, وأستحقاقنا عن جدارة لقب "ظاهرة صوتية"لاقتصار نتاجاتنا على علوم اللغة والادب والخطابة والشعر."أشرقت الحكمة على ثلاث: عقول الفرنجة,أيادي الصينييين,وألسنة العرب"( قول مصري قديم).

كرست هذه الظاهرة(الظاهرة الصوتية) أول مدرسة في الدولة الأسلامية وهي المدرسة النظامية التي تأسست في بغداد عام 1067 م وأوكل مؤسسها الوزير العباسي نظام الملك رئاستها الى الأمام الغزالي. المدرسة النظامية أصبحت العمود الفقري للتعليم والتي تمخض عنها تأسيس الجامعة المستنصرية وهذه الجامعة نموذج للجامعة اللاهوتية لأنها أرتبطت بالجوامع في كل بقاع الدولة الأسلامية وهي من أقدم جامعات العالم. درست المستنصرية الشعر العربي القديم وعلوم القرآن و الجوانب الاخلاقية المستوحاة منها وعلم الكلام الذي هو عبارة عن خليط من علم اللاهوت وديالكتيك الدفاع عن العقيدة الاسلامية وأوصدت الباب أمام العلوم اليونانية والفلسفة لأن الفلسفة"حسب الغزالي"لاتصلح الا للمسائل القابلة للقياس والملاحظة كالطب والرياضيات والفلك التي لم ير الغزالي ضرورة شمولها بمناهج الدراسة. كان الأمام الغزالي احد اعظم اللاهوتيين في التاريخ البشري وكان تقيا زاهدا متصوفا فكان من الطبيعي ان يؤسس مدرسة لأعداد الأجيال لما بعد الممات وليست للحياة واعطى أولوياته لللأخلاق المستمدة من العقيدة ونقاوة اللغة وبلاغتها فجسدت مناهج الجامعة المستنصرية مذهب العرفان(الغنوسطية) الذي يعتبر المادة شر و الخلاص يأتي فقط من المعرفة الروحية (لاتختلف مواد التدريس المعتمدة في مدارس طالبان او المسجد الاحمر اوالجامع الأزهر أو الحوزات العلمية والجامعات الأسلامية كثيرا عن افكار المعلمين الاول في المستنصرية).
وفي فترة ما سمي بالعصور المظلمة فحتى هذه الجامعات تقلص دورها لتصبح "كتاتيب" تدرس علوم القرآن واللغة ورغم نجاح هذه الكتاتيب بتخريج اجيالا من الأئمة وحفظة القرآن والشعراء والكتاب ولكن ليست هذه الاختصاصات وحدها ما تحتاجه أية أمة للنهوض. وحتى بعد الثورة الصناعية وظهور علم الأقتصاد ومذاهبه وبدأ التركيز في الغرب على العلوم الطبيعية والتطبيقية بقي التعليم في الدول العربية على حاله عدا بعض المحاولات الخجولة لتطويره من هذه الدولة العربية أو تلك وحتى هذه المحاولات ماكانت جادة لتغييره جذريا بما يتلائم والتطور العلمي والاقتصادي العالمي.
تعالوا نرى ماذا حصل في الجانب الغربي من الكرة الأرضية والذي كان اهله من أكثر شعوب المعمورة تخلفا بشهادة مسلمي تلك الحقبة قال الرحالة والمؤرخ الاسلامي علي بن الحسين المسعودي" يسكن أوروفا-أوربا-أناس تنقصهم روح الدعابة,أجسامهم كبيرة, طباعهم فضة,بطيئي الفهم,ثقيلي اللسان,أخلاقهم خشنة, وكلما اتجهت الى الشمال كلما وجدتهم أكثر غباوة"(كتاب أفكارل بيتر واطسون). وفي "تصانيف الأمم" لسعيد بن أحمد قاضي توليدو الاندلسية لم يكن للغربيين مكانا بين ثمانية أمم شاركت في التقدم العلمي فما الذي حصل فجأة وقلب التاريخ رأسا على عقب ليقود الغربيون ركب الحضارة؟.
بالحقيقة يختلف المؤرخون الغربيون أنفسهم في تفسير سبب القفزة الأوربية الهائلة من قاع الظلام الدامس الى فضاء النور الساطع. من المؤكد انه كان هناك أكثر من عامل لكن أهمها هو ايلاء الجانب المادي للحياة اهتماما أكبر من الجانب الروحي. لقد بدأ الاوربيون من حيث توقفنا وبنو حضارتهم على أنقاض حضارتنا ولابأس في ذالك حيث قيل ان" الحضارة,أية حضارة, اما ان تبني على انقاض حضارة مندثرة او تتأثر بحضارة معاصرة" والحضارة الأسلامية نفسها كانت نتيجة لتلاقح حضارات عالمية دارسة أو معاصرة.

دفع انتصار الاوربيين على رجال المؤسسة الدينية الذين جثموا على قلوبهم لقرون عدة والذين أوغلوا في العلماء والمفكرين حرقا وصلبا وسجنا وتعذيبا دفعهم الى النزوع الى التحرر نهائيا ليس من سلطة الكنيسة فحسب بل و حتى من سلطة اله الكنيسة "اذا انفجرت الحرية في داخل كائن حي لم تبق للآلهة سلطة على ذلك الكائن"(تولستوي)" الحرية هي عدم الشعور بالدونية لأي كائن"(جون ديوي). فبدأت عندهم حركة اعادة النظر في كل ماكان شائعا وأطاحوا بكل ماهو مقدس من افكار سائدة لأقترانها بفترة الأضظهاد الديني. بدا الجيل الأول من مفكري وفلاسفة النهضة من أمثال (ديفيد هيوم وفرانسيس بيكون وبركلي وجون لوك) وغيرهم من تبني الفلسفة التجريبية البراكتيكالية في التعليم لجسر الفجوة بين المدرسة والسوق والتخلي عن جماليات وأخلاق ميتافيزقيا سقراط وأفلاطون لايقانهم بعدم وجود اليه علمية او منطق رياضي يمكن الاعتماد عليه للبحث في الروحي او ماوراء الطبيعي واعتبروه ترف رومانطيقي لاترجى منه أية جدوى, وان البحث في الميتافيزقيا مضيعة للوقت والجهد, فانصبت جهودهم على دراسة المادي/الفيزيائي وكان لهكذا أفكار الدور الأكبر في الثورة الصناعية في أوربا. وفي القرن التاسع عشر ذهب فلاسفة امريكا الى ابعد من التجريبية فأسسوا لأحدث وانجح فلسفة علمية أطلق عليها مؤسسها جارلس ساندرز بيرس "البراكماتية" ومنظري هذه الفلسفة متحررين من كل الأطر الفكرية التقليدية واثقين من قدرة الانسان على صنع الواقع الذي يروم دون الأعتماد على الألهة فكانوا بعيدين عن "الحتمية" للحد الذي أراد معه وليام جيمز الأنتحار لتأكيد حرية الأرادة والتحرر من نير "التسيير" قبل ان يغير رأيه.أعاد هؤلاء المفكرون أختبار فائدة كل الأفكار السائدة والمتراكمة عبر قرون من الزمان من خلال اخضاعها للتجربة" الأفكار ليست حقائق مالم يثبت ذلك بالتجربة"(جون ديوي). وعرفوا فائدة الأفكار على انها الفائدة الناتجة من تطبيقها عمليا. جردت هذه الحركة الفلسفية المؤسسة الدينية من كل الامتيازات عدى التي تخص العقيدة واصبح المواطن الامريكي يحترم المادي ويطلق عليه علمي أكثر من الروحي الذي صار يعرف على انه علاقة الانسان بربه وتم حصره بالعبادات لأن المعاملات يحددها الدستور ومنعت المؤسسة الدينية من غزو المدارس ولم ينجح القساوسة حتى في حشر قصة خلق الكون الانجيلية في المناهج الدراسية الى جانب نظرية النشوء والتطور الداروينية, فوحد العلم الشعب الأمريكي واوصله الى ماهو عليه الآن عندما عجز الدين عن ذلك في اوربا القرون الوسطى.

الآن وبناءا على ماتقدم فنحن أمام خيارين لاثالث لهما أما الدنيا واما الآخرة لأن الحياة تعقدت كثيرا وتعذر الجمع بين الأثنين, فاذا اخترنا الأولي فعلينا ان نحدث ثورة في مؤسساتنا التعليمية لتحويلها الى دور علم والفصل بينها وبين دورالعبادة أما اذا اخترنا الثانية فعلينا القبول بالواقع الراهن وما يحويه من فقر وأمية وتخلف وارهاب والسلام خير ختام.



#نعيم_مرواني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من جمد وظيفة العقل عند العرب؟
- انقذو الاسلام والا


المزيد.....




- صديق المهدي في بلا قيود: لا توجد حكومة ذات مرجعية في السودان ...
- ما هي تكاليف أول حج من سوريا منذ 12 عاما؟
- مسؤول أوروبي يحذر من موجة هجرة جديدة نحو أوروبا ويصف لبنان - ...
- روسيا تعتقل صحفيًا يعمل في مجلة فوربس بتهمة نشر معلومات كاذب ...
- في عين العاصفة ـ فضيحة تجسس تزرع الشك بين الحلفاء الأوروبيين ...
- عملية طرد منسقة لعشرات الدبلوماسيين الروس من دول أوروبية بشب ...
- هل اخترق -بيغاسوس- هواتف مسؤولين بالمفوضية الأوروبية؟
- بعد سلسلة فضائح .. الاتحاد الأوروبي أمام مهمة محاربة التجسس ...
- نقل الوزير الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير للمستشفى بعد تع ...
- لابيد مطالبا نتنياهو بالاستقالة: الجيش الإسرائيلي لم يعد لدي ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نعيم مرواني - دورالمؤسسات التعليمية العربية في التخلف والأرهاب؟