أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رعد منشد - المثقفون متفقون .. السياسيون مختلفون .. الجهلة متحاربون














المزيد.....

المثقفون متفقون .. السياسيون مختلفون .. الجهلة متحاربون


رعد منشد

الحوار المتمدن-العدد: 1983 - 2007 / 7 / 21 - 03:29
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يصف بعض الباحثون والمحللون المشهد العراقي بأنه مشهد معقد ومتداخل ويعج بالتناقضات والاضداد التي تحول بينه وبين التوحد والارتقاء الى مصاف الامم المتقدمة . وتأتي نظرتهم تلك نتيجة استقراءهم للواقع العراقي بصورة اجمالية دون التوقف عند كل ظاهرة وتحليلها بأعتبارها حدثا مستقلا . الامر الذي جعل محاولاتهم لاستشراف مستقبل العراق تلتقي بنقطة تضاد حادة مع الواقع وانعكاساته .
فبالرغم من المراحل التاريخية العديدة التي مر بها العراق والاحداث الجسام التي عصفت به الا ان اي منها لم تستطع ان تؤثر سلبا على تركيبته الاجتماعية المتعددة الالوان والاطياف . وانبرت الطبقة العراقية المثقفة في كل زمان ومكان للتصدي للاشكاليات المطروحة بعقلانية مرنة مما جنب المجتمع الكثير من التداعيات الخطيرة التي كان من الممكن ان تزلق البلد في دوامة الفوضى والخراب . ومع تعدد اتجاهات الخطاب السياسي الحالي ، وقف المثقف العراقي - بأعتباره الوحيد القادر على تقديم اجوبة شافية على تحديات الواقع الذي يستوجب الفحص النقدي من اجل تشخيص مواطن الخلل واسبابه - وقف متصديا لمحاولات البعض لدق اسفين الفرقة والتناحر بين مكونات المجتمع . واجمعت اقلام المثقفين جميعا بغض النظر عن انتماءاتهم الدينية او القومية او المذهبية تدعو للتمسك بالوحدة والتسامح ورفض العنف كوسيلة للتغيير . وقدم بعض المثقفين حياتهم ثمنا لمبادئهم الانسانية والوطنية . بينما ظل الاخرون يقدمون مشروعا وطنيا للجميع .

وفي الوقت تترهل مؤسسات الدولة وينخر فيها الفساد ويخرج المواطن من داره لايدري ان كان سيعود اليه ام لا ، ينشغل السياسيون بمناصبهم ويتفنون في اختلافهم ويهرولون نحو الامتيازات والايفادات دون ان يكلفوا انفسهم بمراجعة الوعود والعهود التي قدموها لناخبيهم .او على الاقل النزول الى الشارع وتبرير عدم تطبيق برنامجهم الانتخابي الذي جعل المواطن يخرج رغم الموت والارهاب من اجل ان يصوت لهم .

ان المشكلة الرئيسية للسياسي العراقي ( الحالي ) غياب الحس الوطني واستعاضته بالحس الحزبي او الكتلوي ، حتى اصبح ارضاء الحزب او الكتلة هو الهاجس المسيطر على العقلية السياسية حتى وان كان هذا " الارضاء " يناقض المصلحة الوطنية . بل ذهب الامر ابعد من ذلك ، عندما استغل بعض السياسيين اختلافهم مع بعضهم في مسألة معينة الى الضرب على الوتر الطائفي وشحن الشارع العراقي بأنفعالات سلبية ادت الى نتائج كارثية . ولم نسمع في يوم ان الجهة السياسية الفلانية قد تنازلت عن مطالبها من اجل مصلحة البلد . او انها قدمت مصلحة الشعب على مصالحها . والطريف بالامر ان الحالة الوحيدة التي اتفق عليها السياسيون العراقيون وصوتوا عليها بالاجماع في مجلس النواب كانت زيادة رواتب ومخصصات عضو مجلس النواب !

وفي ظل الاوضاع الاقتصادية الصعبة في البلاد وتفاقم البطالة يرافقها تغليب التفكير المادي لفئة من الانتهازيين والوصوليين ، استطاعت قوى اقليمية مجاورة تستند على ايدلوجية متهافتة ان تؤسس لها مجاميع مسلحة متناثرة هنا وهناك تحت مسميات شتى هدفها زعزعة الامن والاستقرار . فقدمت السلاح والاموال وسهلت دخول الاعراب لتنفيذ عمليات انتحارية في الاسواق والاماكن العامة والشوارع المكتظة بالناس . ان الجهل الذي تفشى في العراق في العقد الاخير اوجد ارضا خصبة للقوى الحاقدة على ريادة العراق حضاريا وثقافيا وتاريخيا ، بالاضافة الى ان الديمقراطية العراقية الجديدة لو نجحت فسوف ترمي بظلها على المنطقة بأسرها وستؤثر قطعا على نظام حكم القبيلة الواحدة والقائد المستبد .

من هنا نستطيع ان نقول ان المثقف لم يتأثر سلبا بتدعيات الاحداث بالعراق وانما وظف عقليته الناقدة من اجل محاولة رسم مخرج افتراضي للوضع الراهن . بينما خضع السياسي لعقلية الانتصار على الخصم وانكب لتحقيق مصالح ذاتية وحزبية لاعتقادة ان وجوده مرحلي ، وبالتالي عليه الاستفادة قدر المستطاع من منصبه . اما الجاهل فقد استغل من قبل الاخرين ولوث يديه بدماء الابرياء وهو يظن انه يحسن عملا . وبين هؤلاء الثلاثة يبقى المواطن البسيط الذي لايملك حولا ولا قوة ينظر الى امر السماء !



#رعد_منشد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- -حماس- تعلن تلقيها رد إسرائيل على مقترح لوقف إطلاق النار .. ...
- اعتصامات الطلاب في جامعة جورج واشنطن
- مقتل 4 يمنيين في هجوم بمسيرة على حقل للغاز بكردستان العراق
- 4 قتلى يمنيين بقصف على حقل للغاز بكردستان العراق
- سنتكوم: الحوثيون أطلقوا صواريخ باليستية على سفينتين بالبحر ا ...
- ما هي نسبة الحرب والتسوية بين إسرائيل وحزب الله؟
- السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية تسوق للحج التجاري با ...
- اسبانيا تعلن إرسال صواريخ باتريوت إلى كييف ومركبات مدرعة ودب ...
- السعودية.. إغلاق مطعم شهير في الرياض بعد تسمم 15 شخصا (فيديو ...
- حادث جديد يضرب طائرة من طراز -بوينغ- أثناء تحليقها في السماء ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رعد منشد - المثقفون متفقون .. السياسيون مختلفون .. الجهلة متحاربون