أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نمر ريحاني - متى تصحو شعوبنا العربية؟















المزيد.....

متى تصحو شعوبنا العربية؟


نمر ريحاني

الحوار المتمدن-العدد: 1968 - 2007 / 7 / 6 - 12:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إسرائيل وأمريكا لاتريدان السلام لا للشعب الفلسطيني ولا لمنطقة الشرق الأوسط بأسرها، ونحن ننفذ. وإلا بماذا نفسر الاقتتال الذي يدور في هذه الأيام في غزة وفي الضفة والذي قد تتسع ناره لتحرق كل الضفة أيضا. لا أحد يمكن أن يفسر ما يحدث في غزة إلا خيانة ومن كلا الفريقين: فتح وحماس.
قالوا دم الفلسطيني محرم على أخيه الفلسطيني والبندقية الفلسطينية لن توجه إلى صدر الفلسطيني، والذي يتبين مما هو حاصل وما نراه عبر وسائل الإعلام أنكم تكذبون على شعبكم، ما هذا الذي نراه أكثر من مائة قتيل في يومين أو ثلاثة أيام، حرق وتدمير ونهب وكأنها ممتلكات عدو، إسرائيل تعجز عن ذلك فهل أنتم جيش فلسطيني أم فصائل مرتزقة لإسرائيل وأمريكا؟ وماذا تريد إسرائيل أكثر من ذلك؟ أناس ينفذون لها ما تريد فلا بورك فيكم، ألا تخجلون؟ العقل يصعب عليه أن يصدق نزوحا جديدا وشتاتا آخر للفلسطينيين من بيوتهم في غزة وعلى يد من؟ إخوتهم الفلسطينيين. يا قادة حماس وفتح: أصحيح أنكم لا تعون خطورة ما تقومون به! ألا تقدّرون هول المصيبة، والتي لا اقول أنها ستحل لا بل حلت بالشعب الفلسطيني جراء هذا الاقتتال؟ إنكم تضيعون الحلم الذي طالما حلم وما زال يحلم به كل فرد من أفراد هذا الشعب الفلسطيني: دولة وعلم- وليس دولتين وعلمين .
يا قادة حماس: لقد أنصفكم الناس عند ما قالوا عن نظافة اليد في الحكم. أنصفكم الناس في أنكم وصلتم إلى الحكم بطريقة دمقراطية. لكن لن ينصفكم ولن يغفر لكم أحد جراء الاعتداء على العلم الفلسطيني- الحلم. العلم الإسلامي هو علمكم الخاص كحزب وكتيار في الدولة الفلسطينية، أما علم الجميع، فهو علم الدولة الفلسطينية. ثم بماذا تفسر قيادة حماس أعمال النهب والحرق والتدمير، والتي، كما يقال، قد طالت بعض الكنائس؟ أنا أشك بان تكون هذه سياستكم ولكن حدوث مثل هذه الأعمال لا يكفي تبريره على أنها أفعال لا مسؤولة وفعلة عابثين. وما معنى حكومة لا تستطيع أن تسيطر على الأمن وحدوث مثل هذه الأعمال الأمر الذي من شأنه أن يؤجج أيضا الفتنة الطائفية، ألا يكفي ما هو حاصل؟! إن حدوث مثل هذا الشيء أيضا لهو دليل آخر على وجود مأجورين ومتعاونين بين صفوفكم، همهم زرع بذور الفتنة والشقاق ومن أي نوع كان. وفي شعبنا ولأسفي الشديد ما يكفي ويزيد من الذين "كرمال" كرسيه أو جيبه يعبث بثوابتنا الوطنية. هم كثر عايشنا ذلك طويلا وما زلنا. كيف تعرف الطائرة الإسرائيلية بأن فلانا خرج أو سيخرج في ساعة معينة فتقوم بملاحقته وقصفه ؟ ولذا مطلوب منكم ملاحقة وإنزال اشد العقوبة بأمثال هؤلاء .
يا قادة حماس وفتح، لا قدس، ولا حق عودة، بل من شتات إلى شتات وأما من أراد أن يبقى فليبق في سجن غزة أو في سجنين أو ثلاثة في الضفة إن سمحت إسرائيل، أو أن يهاجر. فهل ما تعملونه هو ما يرضي الله؟ أجيبوا شعبكم. لا نرضى بتبادل الاتهامات وكل فريق يلقي بالتهم على الفريق الآخر. الفريقان مخطئان. فبينما تجري مظاهرات في عواصم الدول الأوروبية لنصرة ألشعب الفلسطيني، نعلنها هنا حربا على بعضنا البعض، فنسوّد صورتنا أمام هذه الشعوب. نحن نبرهن لهم بأننا لسنا أهلا لأن تكون لنا دولة، بل ما زلنا نعيش في ثورة سنة 1936 كل واحد يجمع حوله عددا من الفتية المسلحين كرمز للفتوة ويشكل فصيلاً ليتحكم في ناحية ويصبح الآمر الناهي وقد يجبي الإتاوة. هل سيكون بإلإمكان لاحقا تصفية القلوب ومحو الثأر ؟ لا أظن ذلك . أما أنت يا أولمرت فنم قرير العين فغدا يأتيك النشاما ولكن ليس على ظهور الخيل، بل زحفا على بطونهم يستجدونك الحل الذي تريد .
إسرائيل وأمريكا خططتا لما يدور الآن من اقتتال بين الإخوة. تريدان الاقتتال حتى قبل اعتلاء حماس سدة الحكم وكانتا متأكدتين من أن ذلك حاصل لا محالة. والدليل بسيط جدا لا يحتاج إلى عناء. دائما ومرارا عديدة كان يطلع علينا الإعلام الإسرائيلي بتصريحات على لسان رئيس الوزراء أو مسؤول آخر وعلى مسمع من العالم، ويقولون انهم يريدون مساعدة محمود عباس بأن يعطوه كذا وكذا وأن تُخفف الحواجز وأن تُفتح المعابر و"أن" وراءها "أنات".. ثم تكون النتيجة أن ولا "أن" واحدة قد تم تنفيذها.
لقد كان المرحوم أبو عمار الشخصية القوية القادرة أن يحقق السلام. أمريكا وإسرائيل عرفتا ذلك جيداً، فماذا فعلتا به؟ سجنتاه في المقاطعة إلى أن قتل. وهنا يطرح السؤال: ماذا لو قامت إسرائيل في فترة ما قبل الانتخابات الفلسطينية وأشعرت الناس بأن شيئا ما تغير إلى الأحسن في تعاملها مع الفلسطينيين وأن ذلك جاء نتيجة لجهود الرئيس عباس؟ لو قامت إسرائيل بالإفراج عن عدد من الأسرى، ولنقل ألفي أسير، كبادرة حسن نية منها وإظهار ذلك على أنه أيضا نتيجة لجهود حكومة محمود عباس؟ يا ترى ماذا كانت ستقول تلك الأم الملتاعة والتي تتحرق شوقا لرؤية أولادها وهي ترى أن واحدا من أبنائها على الأقل أفرج عنه وعاد إلى بيته؟ وماذا كانت ستقول تلك الزوجة والأولاد الذين طال انتظارهم لعودة الزوج والأب، فهل كانوا سيصوتون، هم وأقرباؤهم، لحماس؟ إن التصويت لحماس كان سخطا على الأوضاع المأساوية التي كان وما زال يعيشها الشعب الفلسطيني.
لم يقدموا الدعم والمساعدات إلى حكومة عباس في الماضي ولن يقدموا شيئا لا اليوم ولا في الغد. بل تصريحات واجتماعات قمة، وهنا تجدر الإشارة أن الخامس والعشرين من حزيران/ يونيو هو يوم انعقاد مؤتمر الأربعة، ألرئيس مبارك والملك عبد الله الثاني ومحمود عباس وأولمرت وتطلع علينا جريدة "هآرتس" بهدية إلى الرؤساء المجتمعين لتقول أن إزالة الحواجز رُفضت من قبل أجهزة الأمن أما أولمرت فحتى للكلام فقط لم تسمح نفسه بالوعد بإطلاق سراح أكثر من 250 أسيرا وبالشروط التي نسمعها دائما وهي أن توافق حكومته على ذلك وأيضا هذا لن يحصل. ويأتون بفتى لتصوره أجهزة الاعلام على أنه حاول الدخول إلى إسرائيل وبحوزته حزام ناسف ويفجرون هذه المتفجرات على مرأى من الاعلام.
إجتماعات للرباعية، وبعدها لقاءات وتصريحات، خذ من الكلام قدر ما تريد. محمود عباس الذي تصفونه بالاعتدال لا تساعدونه وحكومة حماس لا تريدونها، أذا من أين يأتي لكم الشعب الفلسطيني بحكومة ترضون عنها. إن كل ما فعلته إسرائيل كان مخططا له سلفا.
يا كل الملوك والرؤساء يا من اتخذتم السلام إستراتيجية لكم. افهموها جيدا ان إسرائيل لا تريد السلام حتى لو قدمتم لها السلام التي هي تضع بنوده وشروطه. إسرائيل وأمريكا تريدان أن تحكما هذه المنطقة .
إن ما يحدث اليوم في غزة هو جزء مما يحدث في كافة أقطار منطقة الشرق الأوسط. إن أمريكا وإسرائيل هما من وراء هدف واضح ومحدد ألا وهو احتلال هذه المنطقة بكاملها من أفغانستان شرقا إلى البحر الأبيض المتوسط غربا، وتتويج إسرائيل الحاكمة بعد أمريكا على المنطقة وعلى حكامها. لا مانع أن يبقى في كل قطر الحاكم المطيع للأوامر والتعليمات، لذا فهم يعملون على القضاء على كل شعلة لمقاومة ومحاولة إطفائها أينما وجدت، وحتى يضمنون وصولهم إلى القطر الذي توجد فيه تلك المقاومة فتراهم يقومون بافتعال زعزعة الأمن في ذلك القطر، ومن ثم تدويل ذلك الأمن وإذا ما وصل الأمر إلى هذه المرحلة هان الأمر، فأمريكا هي صاحبة القرار في مجلس الأمن تُشرّع القرار الذي تريده وتشرع في تنفيذه وكلنا لازلنا نذكر قرار غزو العراق.
افتعلوا أزمة لغزو أفغانستان ومن بعدها العراق والآن جاء دور منطقتنا فأشعلوها بين الشعب الفلسطيني بحجة محاربة حماس لكن الهدف الحقيقي هو القضاء على القضية الفلسطينية، حيث تدب الفوضى في غزة والضفة وتقوم أمريكا بتدويل الأمن والتدخل عن طريق قوات دولية حرصا منهم على هذا الأمن وفي تصريح للناطق باسم البيت الأبيض كان ألمح إلى مثل هذه الإمكانية. وتنصيب الحاكم الذين يريدون والذي يلبي لهم مطلبهم.
أشعلوها في لبنان فهذه العناصر المرتزقة في نهر البارد والتي تسمي نفسها بفتح الإسلام، والإسلام منها براء. الاسم الذي لا يعجبك خذ بدله مائة، حتى أصبح يصعب التمييز بين الغث والسمين منها. يجمع المعلقون بأن حكومة السنيورة كانت على علم بهذه العناصر فلماذا سمحوا بوجودها على الأرض اللبنانية؟ نفس البرنامج معد للمنطقة كلها يطبق في لبنان، بدأ في نهر البارد ثم في عين الحلوة والآن في طرابلس وهكذا هنا وهناك، حتى يصبح امن لبنان مهددا، ويقال: إذا كان المتحدث مجنونا فليكن المستمع أو القارئ عاقلاً. وفي لبنان الأمر أسهل فالقوات الدولية موجودة فقط ويبقى أن يشرعنوا لها التدخل واخذ زمام الأمور إلى أيديها. وعندها يصلون إلى مبتغاهم وهو القضاء على حزب الله وسلاحه وتثبيت رجالهم في الحكم، وبهذا تكون إسرائيل وأمريكا قد قضتا على بؤرتين من بؤر المقاومة ولكن العتمة لن تكون على قد يد الحرامي. وستفشل كما فشلت في أفغانستان وفي العراق وعندها ليس أسهل على أمريكا من استصدار أي قرار تريد: فقط بالأمس ادعوا بأنه يتم تهريب أسلحة إلى لبنان عبر الحدود السورية وقامت لجنة دولية بالتحقيق، وبالرغم من أنها لم تثبت ذلك، إلا أن أمريكا استصدرت قرارا بنشر قوات دولية على الحدود بين لبنان وسوريا .
مسكين شعبنا الفلسطيني ومسكينة هي شعوبنا العربية ومساكين هم ملوكنا ورؤساؤنا الذين اتخذوا السلام استراتيجية لهم، إن كانوا يصدقون أن أمريكا وإسرائيل تريدان السلام . ومسكينة هي امتنا العربية إن كانت إلى الآن لم تدرك أن هنالك أيادي خفية تعمل على إعداد وتسيير جماعات لتشويه صورة شعوبنا العربية ونضالها من أجل أن تكون الشماعة لأعمال عدوانية ضد شعوبنا ومستقبلها.



#نمر_ريحاني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- في اليابان.. قطارات بمقصورات خاصة بدءًا من عام 2026
- وانغ يي: لا يوجد علاج معجزة لحل الأزمة الأوكرانية
- مدينة سياحية شهيرة تفرض رسوم دخول للحد من أعداد السياح!
- أيهما أفضل، كثرة الاستحمام، أم التقليل منه؟
- قصف إسرائيلي جوي ومدفعي يؤدي إلى مقتل 9 فلسطينيين في غزة
- عبور أول سفينة شحن بعد انهيار جسر بالتيمور في الولايات المتح ...
- بلغاريا: القضاء يعيد النظر في ملف معارض سعودي مهدد بالترحيل ...
- غضب في لبنان بعد فيديو ضرب وسحل محامية أمام المحكمة
- لوحة كانت مفقودة للرسام غوستاف كليمت تُباع بـ32 مليون دولار ...
- حب بين الغيوم.. طيار يتقدم للزواج من مضيفة طيران أمام الركاب ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نمر ريحاني - متى تصحو شعوبنا العربية؟