أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حيدر عوض الله - لعبة جديدة














المزيد.....

لعبة جديدة


حيدر عوض الله

الحوار المتمدن-العدد: 1956 - 2007 / 6 / 24 - 10:00
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


توجت حركة حماس انقلابها العسكري بانقلاب سياسي من خلال رفض رئيس الوزراء السابق اسماعيل هنية الامتثال إلى المرسوم الرئاسي بإقالته. وبهذا التطور النوعي في الصراع على السلطة، والذي تتوهم حركة حماس بأنها حسمته عسكرياً لصالحها، ينفتح الوضع الفلسطيني الداخلي على تطورات وسيناريوهات خطيرة سواء على مستوى النظام السياسي وآليات تطوره بما في ذلك آلية تداول السلطة بشكل سلمي. فحركة حماس التي فضلت إكمال هيمنتها على السلطة عبر الانقلاب العسكري لا تدرك حقيقة أنها قوضت الشرعية التي أتت بها، ورمت بنفسها دفعة واحدة خارج الهياكل الشرعية للنظام السياسي الفلسطيني، وتحولت بفعل هذا الانقلاب من حركة سياسية شرعية إلى قوة خارجة عن النظام، و قّوّضت إمكانية استمرارها كحركة سياسية على المستوى القومي الفلسطيني لصالح تحولها إلى مليشيا محلية انقلابية خارج الفضاء السياسي الوطني والشرعي. كما لاتدرك حركة حماس التبعات المهلكة التي ترتبت على انقلابها من جهة انكشافها أمام المناخ الدولي الداعي إلى تصفية الحركات الأصولية المتطرفة والتي ما زالت حركة حماس على قوائمها باعتبارها "حركة إرهابية"، والتي ستدفعها اليوم ، وبعد خروجها من سياج الشرعية الحامي ، إلى ورقة تستهلكها الأطراف المتصارعة في المنطقة، خاصة إسرائيل التي ستفرض عليها ثمناً باهظاً لقاء"إنجاح" بقائها مسيطرة على قطاع غزة.
وستجد حركة حماس نفسها بعد أسابيع معدودة جزءاً من اللعبة الإسرائيلية الهادفة إلى تصفية مفهوم الحل القائم على دولتين، وستستعمل كأداة محلية مهمتها المركزية إدارة قطاع غزة عبر البوابة الإسرائيلية التي تتحكم بصنابير الحياة هناك.
ليس أمام حماس المصرة على تثبيت انقلابها سوى طريقين لاثالث لهما: إما التحول إلى قوة عميلة لإسرائيل حتى تتمكن من إدارة احتياجات سكانه، أو أخذ قطاع غزة إلى كارثة إنسانية بعد أن حولته إلى كارثة سياسية على الصعيد الوطني. ولا أريد هنا الإسهاب في نتائج السيناريوهين على مستقبل حماس ورهينتها، قطاع غزة .
كنا ندرك من قبل أن حسم الصراع على السلطة بالوسائل العسكرية سيفضي بالضرورة إلى ولادة نظام قمعي عسكريتاري، وحذرنا من أن هذا النوع من الحسم سيؤدي إلى نتيجة واحدة فقط: ولادة نظام فاشي إما "إسلاموي" أو "علماني"، وكلاهما سيؤديان إلى سقوط المجتمع الفلسطيني والقضية الوطنية ضحية اعتبارات استمرارهما، أي بما يتطلبه استمرارهما من تنازلات وطنية لصالح إسرائيل لتامين بقائهما. أما وقد اتضحت طبيعة النظام "المنتصر" في جزء من الأراضي الفلسطينية، فإن الحركة الوطنية الفلسطينية أمام واقع جديد انتهت فيه مساحة المناورة للتهرب من اتخاذ موقف واصطفاف حاسم تجاه قضية بعينها، ومفتاح هذا الموقف يبدأ من التعامل مع المراسيم الرئاسية ليس من جهة النقاش المبرر حول قدرتها على الخروج من الكارثة الراهنة أم من عدمه، بل من جهة الإقرار بشرعية هذه المراسيم وبشرعية المؤسسة التي أصدرتها، ثم بشرعية الإقرار بعدم شرعية الانقلاب العسكري في غزة، لأن التعامل مع اغتصاب السلطة كأمر واقع يجري التعامل مع نتائجه كأمر واقع يعني ودون تلعثم الإقرار بالواقع الراهن والتسليم بنتائج الانقلاب والتعامل مع جميع نتائجه، أي بحل جميع البنى المكونة للنظام السياسي الشرعي لصالح الحاكمية الجديدة في غزة. ومخطئ من يعتقد أن تطور الحاكمية الإسلامية يمكن أن يتحمل التعددية في البنى السياسية والاجتماعية الفلسطينية، فقد علمتنا التجارب أن هذا النوع من الانقلابات يتأصل ويتطور على حطام المجتمع ومؤسساته السياسية والمدنية، لذلك فإن المعركة اليوم بالإضافة إلى بعدها الوطني هي معركة على النظام الاجتماعي وطبيعته المدنية. إن شرعية إعلان حالة الطوارئ يجب أن تسند بإعلان حالة تمرد مدني داخل قطاع غزة عبر الأطر السياسية الرافضة لهذا الانقلاب والمؤسسات المجتمعية والحكومية، مع تطمين جمهور الموظفين الحكوميين بأن تمردهم هو تمرد مسنود من الشرعية الفلسطينية وأن حقوقهم ورواتبهم محفوظة. إن استكمال شرعية إعلان حالة الطوارئ يجب أن يستمر من خلال الإعلان الواضح عن أن نهايتها تكتمل بالعودة إلى الشعب، أي بالعودة إلى الانتخابات الجديدة، بالرغم من استحالة إجرائها في قطاع غزة، لأن العودة إلى الانتخابات تؤسس لشرعية متجددة تحمي النظام الديمقراطي الفلسطيني بآلياته الديمقراطية للوصول إلى السلطة، وبعكس ذلك ستتحول الشرعية الراهنة إلى شرعية متآكلة تعيد إنتاج ديكتاتورية جديدة بلبوس "علماني" هذه المرة. ولا أعتقد بصوابية عدمِ الذهاب إلى الانتخابات، بحجة أن ذلك يكرس الوضع الراهن أو أنه يؤدي إلى الإقرار بالانفصال الجيوسياسي للقطاع عن باقي الأراضي الفلسطينية، بل على العكس من ذلك، ستؤدي هذه العملية التي ستعارضها حركة حماس إلى سحب التفويض الشعبي الذي حصلت عليه ثم انقضّت عليه، وستجعل التعامل مع قطاع غزة كمنطقة جرى الاستيلاء عليها بالانقلاب العسكري، وعليه يجري التعامل معه سياسياً وقانونياً على هذا الأساس.



#حيدر_عوض_الله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اغتراب النص في الخطاب الديني
- ايران في مرمى النيران
- اوهام متجددة
- انهيار التنظير القومي للوحدة
- العولمة
- انتحار معلن
- فتح- استنفذت قدرتها على هضم تناقضاتها الداخلية على مفترق طرق ...
- الدمقراطية المتوحشة


المزيد.....




- زرقاء اليمامة: قصة عرّافة جسدتها أول أوبرا سعودية
- دعوات لمسيرة في باريس للإفراج عن مغني راب إيراني يواجه حكما ...
- الصين تستضيف محادثات مصالحة بين حماس وفتح
- شهيدان برصاص الاحتلال في جنين واستمرار الاقتحامات بالضفة
- اليمين الألماني وخطة تهجير ملايين المجنّسين.. التحضيرات بلسا ...
- بعد الجامعات الأميركية.. كيف اتسعت احتجاجات أوروبا ضد حرب إس ...
- إدارة بايدن تتخلى عن خطة حظر سجائر المنثول
- دعوة لمسيرة في باريس تطالب بإلإفراج مغني راب إيراني محكوم با ...
- مصدر يعلق لـCNNعلى تحطم مسيرة أمريكية في اليمن
- هل ستفكر أمريكا في عدم تزويد إسرائيل بالسلاح بعد احتجاجات ال ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حيدر عوض الله - لعبة جديدة