غزو واحتلال أم فتح اسلامى


مصطفى راشد
الحوار المتمدن - العدد: 7403 - 2022 / 10 / 16 - 14:04
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني     

غزو واحتلال أم فتح إسلامى
-----------------------------------------------
حسب التاريخ والسير الإسلامية يقال أن حروب فتح مصر والمغرب العربى التى أستمرت من سنة 20هجرية حتى 82 هج قتل فيها 730 ألف إنسان تحت مسمى نشر الدعوة الإسلامية؛؛ فهل يعقل أن تكون هذه هى ارادة الله وهى أن يرسل بعض خليقته لتقتل البعض الآخر ليؤمنوا به وهو الذى يملك أن يجعل جميع خليقته يؤمنون به بقوله كن فيكون وهو الذى انكر على النبى ص وحذره أن يكره احد للإيمان به حيث قال تعالى فى سورة يونس (وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَن فِي الْأَرضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا ۚ أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّىٰ يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ ) 99 ص ق كما أن العقل يقول لو قتلنا إنسان رفض الدخول فى الإسلام ربما بعد فترة من الزمن يغير فكره ويدخل الإسلام فيكون قتله وعدم أعطائه الفرصة قمة الإجرام والاجحاف به لذا قالت الحكيمة ديهيا ملكة البربر فى رسالة لحسان ابن النعمان قائد جيوش المسلمين الغازى لبلادها (( أيها المسلمون إنْ كنتم تـدّعون أنكم تحملون رسالة سماوية، فاتركوها وعودوا من حيث أتيتم وسننظر فيها )). لكن استمر جيش المسلمين فى القتال والقتل حتى استولى على كل المناطق من مصر حتى المغرب وفرض الجزية ونقل الخيرات والدهب والأموال إلى مركز الخلافة بالمدينة َومكة ولمزيد من التفاصيل انظر: ابن خلدون كتاب العبر- الجزء السابع- وكتابه: المبتدأ والخبرفى تاريخ العرب والبربر- وايضا كتاب: فى اختصارأخبارملوك الأندلس والمغرب- تأليف: أحمد بن عذارى المراكشى..وخاصة ص63). لذا تكون الإجابة على السؤال ان كان هذا غزو واحتلال أم فتح نقول أن ذلك غزو واحتلال ونحن نبرأ منه أمام الله ومن كل من شارك فيه حتى لو كان صحابى لأنهم خالفوا أوامر الله واياته قاطعة الدلالة مثل الأية السابقة وغيرها من مئات الآيات القاطعة التى تجرم وتحرم هذا العمل الإجرامى تحت غطاء الدين والدين منه براء فقد خالفوا ايضا قوله تعالى فى سورة الكهف ٢٩ ( فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ ) وقوله فى سورة البقرة 256. ( لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ ) ايضا كلام الله كان واضحا وجليا للنبى ص حيث قال له فى سورة الرعد آية 40 ( فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ وَعَلَيْنَا الْحِسَابُ) ص ق أى ان دور النبى هو البلاغ والتبليغ فقط والحساب يكون فقط لله لأن البشر حتى لو كان نبى لا يملك أن يحاسب أحدآ على إيمانه واذا فعل فهو كافر بكلام وشرع الله؛؛ لذا نحن نبرأ أمام الله ممن قتل الناس بأسم الإسلام كائن من يكون لأن من يؤيدهم يكفر ايضا بأيات الله الواضحة السابقة وغيرها من الآيات ٠
اللهم بلغت اللهم فاشهد
د مصطفى راشد عالم أزهرى وأستاذ القانون وصاحب أكبر عدد أبحاث مسجلة بين الباحثين والفقهاء على مر التاريخ الإسلامى ت وواتساب 61478905087 + للنقد