في حفلٍ مهيب وبحضور وشعبي، التوقيع على كتاب الشهيدات الشيوعيات


محمد الكحط
الحوار المتمدن - العدد: 7215 - 2022 / 4 / 11 - 06:11
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية     

محمد الكحط – أربيل-
في حفلٍ مهيب وبحضور وشعبي شهدت عنكاوة في أربيل الحفل الخاص بالبدأ في توقيع كتاب (شموس ساطعة لعراقٍ حرٍ وشعبِ سعيد)) وهو يحوي ملفات شهيدات حزبنا الشيوعي العراقي منذ تأسيسه عام 1934 حتى 2021، يوم السبت 26 آذار 2021، على قاعة الكلدو آشور، حيث دعت لجنة استذكار الشهيدات الشيوعيات العراقيات إلى هذه الفعالية التي جرى الإعداد لها منذ عام بعد تشكيلها طوعيا، وأخذت على عاتقها جمع المعلومات وتدقيقها وحصرها، وأطلقت حملة لأجل ذلك، فكان العشرات في عونها لإنجاز هذه المهمة النبيلة، من أدل استذكار مآثر الشيوعيات العراقيات اللوتي ضحن بأنفسهن من أجل مبادئ الحزب وهي مبادئ الشعب. كانت القاعة مصممة بما يليق بالشهيدات الخالدات وزينت بصورهن البهية، وبلوحات الفنانين التشكيليين الذين ساهموا بالتبرع بأعمالهم من أجل إنجاح هذا النشاط المميز، فلم يبخلوا، ورفعت على الشاشة المتحركة تفاصيل كل شهيدة، بدأت الفعالية بالنشيد الأممي الذي وقف جميع الحضور مع ترديده، ومن ثم رحبت الرفيقة شهرزاد صبار بالحضور ودعتهم للوقوف دقيقة صمت حدادا لأرواح الشهيدات ولجميع شهداء الوطن.
بعدها القى الرفيق د. سعدي السعدي كلمة لجنة استذكار الشهيدات الشيوعيات العراقيات ومما جاء فيها، ((....الشيوعية عندما دخلت معترك الحياة السياسية لن تكن ترغب في ان تصبح وزيرة أو رئيسة او تنافس احد على وظيفة ما.. بل انها تحقق مبدأ مهم ان الوطن للجميع، والجميع مسؤول عنه.. ولكي تحقق قدر عال من المسؤولية فعلى جميع فئات المجتمع ان تشترك بمسؤولية في العمل السياسي الفكري وصولا الى المجتمع المنشود..
المرأة العراقية كانت دائما ولا زالت رائدة في تحقيق الوعي الاجتماعي ، لذلك كانت حملة الاعتداء عليها بكل تلك الطرق السادية امر مفهوم ، ولكنه بنفس الوقت مرفوض إجتماعيا ومقزز .. كل جبروت فرنسا لم تقمع المرأة الجزائرية بالطريقة التي قمعت بها العراقية … على يد مجرمي صدام حسين …في هذا العمل توصلنا لحد الان احصاء عدد يقترب الى ٣٠٠ مناضلة استشهدت في جميع سفوح النضال وعلى يد الطغاة .. علما اننا لم نتوصل الى العدد النهائي بعد .. فنعتقد ان هناك قوائم بالاعدام بحق عدد اخر من المناضلات لم نجدها بعد .. وهناك عدد من الشهيدات لم نستطع الحصول على معلومات كافية عنهن .. وضعنا خطة في ان نستمر بالعمل لانجاز طبعة قادمة متى ما استكملت المعلومات .. على ان تكون هذه الطبعة محفزة لكثيرين للتفاعل معنا.. يقول وليام شكسبير: ثلاثة أمور تزيد المرأة إجلالا: الادب والعلم والخلق الحسن، وعندما تقرأ عن الشهيدات تجد احدهم يقول (بنت العلوم) ، العلم والحسن والأخلاق والعلاقات الطيبة والجرأة والفكر النير ، صفات تمتاز بها بنت العلوم الشابة التي توا اجتازت العشرين من عمرها ، فيا ترى اين موقع الخطر الذي تمثله هذه الشابة على نظام مستهتر مثل نظام البعث .. فاذا وجد هذا النظام من شابة خطر عليه ففتك بها بهذا الطريقة الوحشية فما هو ذنب عائلتها اذا، العائلة التي ذهب كل افرادها بسبب شخص معارض للنظام .. اما اذا خرجنا من اقبية السجون والمعتقلات والأساليب الهمجية المتبعة في التعذيب الجسدي والنفسي، لنذهب الى ميادين النضال الاخرى لتجد من يقتل المناضلة عن سبق اصرار وليس فقط تنفيذا لارادة الجلاد ولا يكتفي بذلك بل يقطع اصبعها لكي يحوز على خاتم الزواح الذي لا تملك في دنياها غيره.. أي سادية هذه، ويبدوا ان وحشية الانظمة الفاشية لا تكتفي بقتل المعارضين وانما تذهب لتضع يدها على كل الموجودات العينية والنقدية والاملاك الثابتة والمنقولة، واذا مررنا بهذا الفصل لنجد الابشع وهو عدم ترك اي اثر للضحية، لا وثيقة ولا حتى صورة..))

بعدها كان لقيادة الحزب الشيوعي العراقي كلمة القاها الرفيق رضا الظاهر وجاء فيها ((...لعل من بين تجليات مغزى هذا الاحتفاء أنه يضيف صفحات ساطعة أخرى الى سفر شهداء حزبنا وتاريخه الزاخر بالأمجاد. وليس من دون دلالة أنه يأتي عشية الاحتفال بالذكرى الثامنة والثمانين لتأسيس حزبنا. وأعبر في الوقت ذاته، عن امتنان قيادة حزبنا للجنة استذكار الشهيدات الشيوعيات العراقيات، وتقديرها للجهود المبذولة في اعداد هذا الكتاب الذي يوثق قصص البطولة النادرة المثال للمكافحات الشيوعيات في بلادنا. لقد ظلت قوافل شهداء الحزب متواصلة، رمزا للتحدي والإصرار على تحقيق الغايات الساميات.. وسطعت شموس الشهيدات الشيوعيات في هذا السجل المفعم بالتضحيات. وليس من دون دلالة أن شهيدات حزبنا هن القادمات من مختلف الانتماءات الاجتماعية والطبقية والقومية والدينية والمذهبية والمناطقية.
ان البطولات التي سطرتها شهيدات حزبنا، وبينهن كوكبة ممن كن في مقتبل أعمارهن، تلتقي مع ما اجترحه شهداء الحزب من مآثر، وبينهن من تحدين عسف الأنظمة الرجعية، وصمدن بوجه التعذيب الوحشي، وقاومن الدكتاتورية في ذرى جبال كردستان، وسقطن صريعات رصاص الأنظمة الاستبدادية في انتفاضات الشعب، وبينها انتفاضة تشرين الباسلة. لقد قدمت شهيدات الحزب الشيوعي العراقي نموذجا ساطعا للدور الذي نهضت به الشيوعيات في حياة حزبنا وفي المسيرة الكفاحية لشعبنا...إن هذا الكتاب الذي يوثق سيرة حياة شهيدات حزبنا، وقصص الجرأة والتحدي والاقتحام التي تروى عن بطولاتهن، يقدم للشيوعيات والشيوعيين الشباب خصوصا، ولسائر المناضلات والمناضلين في سبيل الحرية والعدالة الاجتماعية، مشاعل تنير لهم الدروب المفضية إلى الآمال المقبلات.)).
وكان للحزب الشيوعي الكردستاني كلمة ارتجلها الرفيق كاوه محمود حيث أشار انه لخص ما يريد قوله في مقدمة الكتاب وأشاد بتضحيات الشيوعيات العراقيات والمرأة العراقية، حيث ضحت بروحها من أجل مستقبل أفضل للشعب، ثم القيت كلمة بأسم رابطة المرأة العراقية والكردستانية. ثم القى الشاعر الشاب آدم انسان قصيدة مؤثرة خص بها الشهيدات الشيوعيات وهي: ((شهيدات الحزب ثورات الاجيال
فهد عدهن نجم بين المحطات
شموسك ياعراق الساطعه بخير
وطن حر وسعيد وطيب الذات
سلام بكل مدينة ينور الاعقول
وببيوت الحزب كاتب عبارات
وبالتحقيق ابد ما نزل الراس
ولا يم المشانق عنده دمعات
رغم دمچن شجاعة وهيبه أجيال
وماتكفي فضلچن هاي الابيات
عفت جرح الوطن ودموع العيون
واجيت اقرا بحفلچن يالشهيدات
الشموس الساطعه فخر الملاين
وهنه العدلن كل المسارات
شجاعات و بنات يرهبن الموت
وابد ما سلكن دروب التفاهات
ثوريات عدهن و اهس الموت
( أيرينا ) اموقعه الهن بالجوازات
ضحن بالعمر ما وصلن الخوف
وما عافن وطن بين المتاهات
عراقيات ضحن حتى تبقون
و من جلادهن عدهن شهادات
تحية من المشانق الهن اتروح
ومابين الحزب زرعن شرارات
نعم نحتفل بيهن هنه عنوان
بقن يتظاهرن باحله العبارات
بنص الگلب ما ينحط عالارفوف
الشموس الساطعه بس للقرارات
اصوات حروف دمهن بين السطور
الكتاب انخطه لازم عالمنصات))
وتم عرض فلم يستعرض الشهيدات الشيوعيات وسجلهن المجيد، وأخيرا تم توزيع نسخ من الكتاب الى عوائل الشهيدات وللمتبرعين، ومن ثم لمن رغب بأقتنائه.
كانت أمسية رائعة، جسدت عطاء المرأة العراقية من أجل مستقبل أفضل لوطننا وشعبنا ومن أجل عراقٍ ديمقراطي تسود فيه العدالة الاجتماعية.
المجد لكل شهداء الحزب الشيوعي العراقي.