نداء السنة الجديدة 2016 الى كافة الرفاق والرفيقات


عبد السلام أديب
الحوار المتمدن - العدد: 5034 - 2016 / 1 / 4 - 16:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية     

أيها الرفاق أيتها الرفيقات،
تحية نضالية
اننا ندخل سنة 2016 وقد ابتعد المجتمع المغربي كثيرا عن مفاهيم الحرية والعدالة والسعادة الفردية والجماعية، فلا حرية سوى حرية الملاكين العقاريين الكبار ومكونات التحالف الطبقي الحاكم، فهم من يطلقون يدهم بكل حرية لنهب الطبقات الشعبية المسحوقة ويمنعون الجماهير الشعبية من عمال ومعطلين وطلبة وفلاحين فقراء من الاحتجاج على نهبهم وهضم حقوقهم. ولا عدالة الا عدالة التحالف الطبقي الحاكم الذين وضعوا انفسهم فوق الطبقات الشعبية المسحوقة ومكنوا انفسهم من جميع الحقوق للاستثمار في استغلالنا واضطهادنا ومراكمة رؤوس الأموال على حساب جوعنا وفقرنا، انها عدالتهم التي تنعدم فيها المساواة وتتكرس فيها الفوارق الطبقية وتعميق مفهوم السيد والعبد، وتكديس الثروات لديهم مما يمكنهم من شراء الذمائم وتجريدنا في المقابل من كافة الثروات حتى المعنوية منها بمعنى ثروة التعليم الذي يطرد التخلف ويحقق الفكر المتنور ويمكن الانسان من ضمان معيشته وأيضا ثروة الصحة حيث منعوا عنا التطبيب المجاني فانتشرت بيننا الامراض المزمنة والفتاكة وتزايد اللجوء الى الشعودة والطب التقليدي. أما السعادة الفردية والجماعية فشيء نسمع عنه ولا نراه وسط الطبقات الشعبية المسحوقة بل نراه وسط التحالف الطبقي الحاكم كما نشاهد أفلام السينما، اناس يستغلون الثروات بالملايير ويضعون المال العام تحت تصرفهم بدون حسيب ولا رقيب بل ويهربون الملايير نحو الابناك الاجنبية، هؤلاء فقط من ينعمون بالسعادة.

ايها الرفاق ايتها الرفيقات
ان الوضع الذي وصلنا اليه سنة 2016 لم يسقط من السماء فجأة، بل هو نتيجة مسلسل طويل من سيرورة الهيمنة عبر الدساتير الممنوحة وعبر استعمال مختلف اشكال القمع المادية والايديولوجية والدينية حولت الكثير من افراد الطبقات الشعبية المسحوقة الى شبه قطيع من الخرفان ينقادون ويستغلون بالعصا والاغراء. وانها وضعية من مخلفات الاستعمار ونتيجة مباشرة لاستمرار التبعية السياسية والايديولوجية، وايضا نظرا لغياب الاداة السياسية للطبقة العاملة. فأعداء الطبقة العاملة منظمون بجميع انتماءاتهم الفكرية والايديولوجية البرجوازية المتعفنة والمتقمصة لأقنعة يمينية ويسراوية واسلاموية. فحتى الانتهازيون والتحريفيون والخونة والمتملقون ينظمون انفسهم على أساس انتماءاتهم الخيانية يقتاتون عليها. أما القوى الشعبية الثورية فمشتتة فوضوية أكثر منها منظمة، ذاتية أكثر منها جماعية اشتراكية، ومهما كانت شعرات هذه القوى الذاتية براقة وثورية فما ذامت ذاتية ولا تنتج عن طريق التداول الجماعي ويخضع لها المشاركين في بلورتها فستظل شعارات مثالية طوباوية متعالية على واقع الجماهير الشعبية المضطهدة.

أيها الرفاق ايتها الرفيقات
بامكاننا ان نتقدم قفزات كبيرة الى الأمام عبر تنظيم انفسنا في كل مدينة أو قرية نتواجد فيها عبر العمل الجماعي الذي يضم خمسة مناضلات ومناضلين على الاقل وعبر تنظيم عملهم بشكل جماعي وليس تحت قيادة فرد واحد. ان الطبقات الشعبية المسحوقة في حاجة الى هذه التنظيمات الشعبية الذاتية لتنظيم تثقيفها الذاتي والرفع من وعيها الطبقي وتفكيك أشكال هجوم التحالف الطبقي الحاكم المحكم التنظيم واختيار الاساليب الناجعة للرد على هذا الهجوم. ان الانتظام في اطار المجموعات وتجسير هذا التنظيم بين مختلف المجموعات سيجسد الارادة الشعبية وسيوجهها في اتجاه رفض الغوص أكثر في مجتمع الذل والعبودية والاستغلال والاضطهاد وتطلعا نحو التحرر والحرية والعدالة والسعادة الفردية والجماعية بمطالب سياسية واقتصادية واضحة مناقضة تماما لما تتضمنه الدساتير الممنوحة ولاشكال الحكم الطبقية القائمة