المنسيون في الأعياد


فاطمة رمضان
الحوار المتمدن - العدد: 4793 - 2015 / 5 / 1 - 10:07
المحور: الحركة العمالية والنقابية     

1
كلما أتت مناسبة ما كالأعياد سواء للمسيحيين أو المسلمين، إلا وأتذكر العائلات التي حرمت من وجود أحد أفرادها سواء بسبب السجن أو الاستشهاد، كما أتذكر وبشدة العمال الذين فصلوا تعسفيًا وحرموا من أجورهم. ولا أستطيع أن أعرف كيف تعيش هذه العائلات من دون أي دخل ليس لمدة أشهر، بل لمدة سنوات؟ وفي الكثير من الأحيان لا أجرؤ على سؤالهم هذا السؤال، وأنا لا أستطيع مساعدتهم. خصوصًا أن هؤلاء قيادات عمالية مناضلة كلما ذهبوا للتقدم إلى عمل في إحدى الشركات قيل لهم: ألستم عمال شركة كذا؟.. أنتم مشاغبون وقد قمتم باعتصامات وإضرابات لذا لن نشغلكم.

طبعًا أثناء الطريق الطويل لنضال هؤلاء القادة الحقيقيين للعمال- خصوصًا عندما لا يجدون أية استجابة لا من الحكومة ولا أصحاب الأعمال، حتي القوي السياسية لا تهتم بهم تقريبًا، اللهم إلا القوي صغيرة الحجم والتي لا يمثل فضحها لما يحدث لهم، وتعرية انحياز الحكومة والنقابات الصفراء- بتاع الحكومة- الفج لأصحاب الأعمال ضد العمال وقياداتهم الحقيقية المناضلة، ضغط يستطيع أن يوقف هذه السياسات القمعية- الكثير منهم يحبط ويكف عن المطالبة بحقه، حتي إن منهم من يقدم على الانتحار من شدة يأسه. ولكن هناك أيضًا الكثير من هذه القيادات الذين يستمرون في تحديهم لهذا النظام بحكومته ورجال أعماله وبيروقراطيته المتعفنة، وكذلك بمعارضته الشكلية المزيفة. يظلون يناضلون سنوات يقوي من عزيمتهم إيمانهم بحقهم في العمل والأجر العادل، وبحقهم في الدفاع عن زملائهم، وكذلك بحق أبنائهم في مستقبل أفضل.

لهؤلاء أقول ما أضعفنا بجانب قوة عزيمتكم، وصلابتكم رغم أن ما تتعرضون له لا يتحمله أحد، لذا سوف أكتب هذا المقال عن هؤلاء الأبطال، لأقول لهم لو لم أستطع من خلال مؤازرتي الضعيفة لكم كلما أمكنني ذلك، فعلى الأقل أعطيكم حقكم في أن يعرف بعض الناس قدركم، وكيف أنكم الأبطال الحقيقيون الذين بفضلكم سيكتمل طريق الحرية والتحرر واسترداد الحقوق، طريق الثورة.

سوف أبدأ قصص هؤلاء العظماء بـ محمد زكي، زميلنا في شركة "بتروتريد"، والذي تم القبض عليه ليلًا من بيته يوم 26 فبراير 2015، ولا يزال محبوسًا حتي الآن بتهم باطلة أبرزها حيازة منشورات والانتماء لجماعة إرهابية. علما بأن محمد زكي كان بيننا من ضمن المحتجين ضد كل السلطات في كل العهود بما فيها عهد الإخوان المسلمين، بعد أن اكتشف كذبهم وخذلانهم للعمال الذين ذهبوا إليهم في مجلس الشعب وقتها لتقديم مطالبهم بالعودة إلى أعمالهم هم وزملاؤهم من "بتروجت" وبقية المفصولين، ولم يقوموا بواجبهم تجاههم. ثم ذهبوا محتجين سواء أمام مجلس الشعب أو أمام وزارة البترول أو أمام الاتحادية رافعين المطالب نفسها.

محمد زكي كان يعمل في شركة "بتروتريد" منذ نهاية عام 2002، وفي عام 2009، اكتشف أن هناك تمييزًا بينهم وبين من يملكون الوسائط بالشركة؛ حيث وجد من تم تعيينهم بعده، وهم يتقاضون رواتب وحوافز وبدلات ضعف ما يتقاضي، وذلك من خلال وجود أكثر من لائحة بالشركة، تعطي مميزات لجزء من العمال، وتحرم بقية العمالة من المميزات نفسها.

لذا قرر محمد زكي والكثير من زملائه مقاومة هذا الظلم، فقاموا برفع قضية يطالبون فيها بالمساواة بين جميع العاملين، فما كان من إدارة الشركة- التي كانت تتعدي على حقوق العاملين فيها، وتفصلهم دون وجه حق، فمن يذهب لأداء الخدمة العسكرية يفصل؛ لأنهم يعتبرونه متغيبًا عن العمل ويطبقون عليه القانون في هذه الحالة، ومن يمرض ويتقدم بإجازة مرضية لا تُعتمد ويعتبر غائبًا ويفصل، حتى من حدثت له إصابة في العمل، أو من يدخلون لعمل عملية قلب مفتوح، تمارس معه السياسة نفسها، حتي وصل عدد من انتهت علاقة عملهم بالشركة في أقل من عشر سنوات أكثر من 2000 عامل- إلا أن قامت بفصل كل من رفع قضية أو قدم طلب تسويته بزملاء له على الدرجة نفسها أو المؤهل نفسه.

بدأت موجة من الاحتجاجات في كل مواقع العمل من طنطا للمحلة للقليوبية لأمام وزارة البترول.. واستمرت هذه الموجة حتي نهاية عام 2014، للمطالبة بالمساواة وتوحيد اللوائح، وأضيف مطلب عودة العمال المفصولين.

وبدأت المساومات من قبل إدارة الشركة للعمال؛ فطلبت منهم التنازل عن القضايا التي رفعوها، وعدم المطالبة بحقهم في المساواة مقابل عودتهم للعمل، وطبعًا مع الضغوط انسحب عدد كبير من رفاق محمد زكي في المعركة وتركوه وعددًا قليلًا من زملائه، وأثناء استكمالهم للمعركة انضم إليه في السنوات التالية عدد من المفصولين لأسباب أخري مثل من فُصل بسبب أدائه الخدمة العسكرية، أو المرض أو أي سبب آخر.

في السنوات الأولى بعد إزاحة مبارك حيث الزخم الثوري وزخم الحركة العمالية، وصل عمال "بتروتريد" مثل عمال "بتروجت" وعمال كُثر، إلى موافقات وتأشيرات وزراء للبترول ورئيس مجلس الوزراء وغيرهم على إعادتهم إلى أعمالهم، ولكنها ظلت حبرًا على ورق (فيما عدا عودة 25 ممن فصلوا بسبب ذهابهم إلى أداء الخدمة العسكرية بعد أحد الاحتجاجات)، وفي هذه الرحلة كان محمد زكي كقيادة يقابل العديد من المسئولين، وعرض عليه أن يعود إلى عمله ولا يتمسك بعودة زملائه إلى العمل.. ولكنه رفض.

عبر رحلة الست سنوات الماضية، كشف محمد زكي كل الوشوش الكاذبة؛ فكشف كذب النقابة العامة للبترول والاتحاد الأصفر التابعة له، وكيف أنهم بعدما كسب زميل لهم قضيته، وحكمت المحكمة له بالعودة إلى العمل، تدخل الاتحاد بالاتفاق مع إدارة الشركة بإرسال مخاطبة إلى المحكمة بأنه ليس نقابيًا- على الرغم من أنه لديه مخاطبة سابقة وقّع عليها الأشخاص أنفسهم أثناء حكم الإخوان تقول بأنه نقابي-، وذلك حتي تستطيع الإدارة كسب القضية في الاستئناف. وكشف النقابة المستقلة التي تسيطر عليها وجوه صفراء- من أعضاء الحزب الوطني أب عن جد-، لم يستطيعوا قبل الثورة الوصول إلى مقاعد النقابة التابعة للاتحاد الأصفر؛ فقفزوا في قارب النقابة المستقلة، لكي يأخذوها بعد ذلك ويعودوا في حضن الاتحاد، وقد أخذوا ثمن خيانتهم للعمال وعدم دفاعهم عن حقوقهم من قبل الإدارة؛ فهم لا يذهبون إلى العمل وتُحسب لهم مأموريات نقابية، غير المميزات، والحوافز.. وغيرها. كما كشف العمال من كانوا يقفون معهم في الخندق نفسه ويهتفون معهم للمطالبة بعودة العمال المفصولين عندما أصبحوا أعضاء مجلس شعب أو وزراء، كيف أنهم كانوا في البداية يقابلونهم ويعدونهم بوعود لم تتحقق قط، ثم أصبحوا بعد ذلك لا يستقبلونهم أصلاً.

المهم أن عم محمد لم يفقد إيمانه رغم كل ذلك لا بحقه، ولا بالنضال من أجل العيش والحرية والعدالة الاجتماعية. ففي كل جبهة مقاومة كنا نجده رغم ظرفه القاسي الذي أدي به إلى أن يخرج ابنه من المدرسة؛ لأنه ليس لديه من النقود ما يدفعها له لكي يتعلم (هو قط لم يقل لنا هذه المعلومة، قالها لنا زميله المفصول كريم رضا). آخر هذه الجبهات كان معنا في حملة "نحو قانون عادل للعمل"، ومنذ ثلاثة أشهر، عندما كنا نجهز لمؤتمر الحملة للإعلان عن أهم ملامح مسودة القانون البديل للعمل الذي أعدته الحملة، وطرحنا المهام ضمنها عمل لافتات باسم الحملة بها ملامح القانون، فقال إنه سوف يقوم بعملها، وعندما طالبناه أن يذكر تكلفتها حتي نعطيها له (من أموال الحملة القليلة نتيجة اشتراكات وتبرعات أعضائها) رفض بشدة، وقال أنا لا أستطيع أن أقدم شيئًا، ولا أن أدفع تبرعًا، فهذا تبرعي للحملة!!

الآن.. محمد زكي منذ الشهر ونصف الشهر، وعائلته بلا دخل، بل عليها أن تدبر من النقود ما تستطيع به زيارته، ومحاولة توفير القليل من الأموال من أجل إعاشته داخل السجن، ولا نعرف متى يخرج من محبسه، وإذا خرج إذا قضت النيابة بدفع كفالة، فمن أين له بها؟

محمد زكي مناضل حقيقي، استطاع حتي الآن الصمود أمام فساد وتعسف إدارة شركة "بتروتريد"، بل شركات البترول كلها التي يتصرفون فيها كأنها عزبة يفعلون بها ما يشاءون. كما أن اكتشافه زيف الكثير من الوجوه لم يفقده إيمانه بأهمية النضال واستكمال الطريق مع زملائه الثوريين حتي تتحقق مطالب الثورة. محمد زكي لم يكسره تجويعه وأسرته، أو اضطراره أن يأخذ قرارًا صعبًا على أي أب اتخاذه وهو أن يحرم ابنه من حقه في التعليم.. فهل نتركه بتخاذلنا للانكسار؟


2

في الجزء الأول من "المنسيون في الأعياد" تحدثنا عن زميلنا محمد زكي، القيادي العمالي المفصول من شركة "بتروتريد"، والذي ما زال معتقلاً حتى الآن.

واليوم أكتب عن وجه آخر مشرق رغم آلام المرض، ومرارة الظلم والفصل، وهي من سماها زملاؤها من العاملات والعمال بـ"أم العمال"، إنها عائشة أبو صمادة، العاملة والنقابية المفصولة من شركة "الحناوي للمعسل" بدمنهور- يعمل بالشركة ما لا يقل عن 40% من النساء. عائشة أبو صمادة، هي المرأة الريفية التي لم تتزوج، وعلى الرغم من هذا كانت ولا تزال مسئولة عن أسرتها الممثلة في إخوتها- أحدهم من ذوي الإعاقة- الذين أنفقت عليهم في التعليم الذي حرمت منه، ثم عملت على تجهيز أخواتها البنات لكي يتزوجن، والآن أصبحت بعد موت زوجة أخيها هي المسئولة عن أبنائه.


عائشة أبو صمادةعائشة أبو صمادة
عائشة أبو صمادة لم يمنعها كونها امرأة وغير متزوجة في الريف من ممارسة العمل النقابي، والدفاع عن حقوقها وحقوق زملائها وزميلاتها.

فقد بدأت عائشة أبو صمادة مشوارها في النضال من أجل الحقوق وحدها في عام 1995، بعد أن رفض زملاؤها وزميلاتها مشاركتها في الشكوى ضد صاحب الشركة الذي يجعلهم يعملون من السابعة والنصف صباحًا وحتى الحادية عشرة ليلًا في الكثير من الأوقات، دون أي بدل عن ساعات العمل الإضافية. وعندما سألت عائشة زملاءها: هل سيقدمون الشكوى معها؟ قالوا لها: "إحنا عاوزين ناكل عيش"، لتقرر عائشة التقدم بالشكوى وحدها.

وكانت النتيجة أن التزم صاحب الشركة بساعات العمل القانونية فأصبح العمال والعاملات يعملون حتى الثالثة فقط، مع نقل عائشة بعيدًا عن العمال في مخزن خارج الشركة لا يعمل به النساء، حتى عام 2003.

ومنذ عام 2003، بدأت مشكلة جديدة وتعد جديد على حقوق عمال الشركة؛ فقد رفض صاحب الشركة أن يحتسب العلاوات للعمال والعاملات، ويضمها على المرتب الأساسي، لذا بدأت عائشة مرحلة جديدة من الشكاوى من أجل العلاوات، فنقلت على إثرها من دمنهور لكفر الدوار، وظلت عائشة تسافر يوميًا مسافة 75 كيلو مع محاولات حرمانها من بدل الانتقال لتعجيزها، إلى أن أتت انتخابات النقابة في عام 2006، وكانت عائشة ضمن من نجحوا بالتزكية بعد استبعاد عدد من زملائها.

ومن عام 2007، بدأت مرحلة جديدة من نضال عمال "الحناوي للمعسل" بدمنهور، عندما اكتشف العمال أن النقابة بالاتفاق مع وزارة القوى العاملة ممثلة في ناهد العشري، مدير إدارة المفاوضة الجماعية وقتها (وزيرة القوى العاملة حاليًا)، قد اتفقا مع صاحب العمل ووقعوا اتفاقية عمل جماعية تنتقص من حقوق العمال. وهو ما رفضه العمال، وذهبوا مع عائشة للوقوف أمام وزارة القوى العاملة والهجرة، مطالبين بإلغاء الاتفاقية، وكذلك مطالبين بسحب الثقة من النقابة.

فكان نصيب عائشة هذه المرة الفصل من العمل في شهر أغسطس 2007، بعد أن قامت النقابة العامة للصناعات الغذائية بتجميد عضويتها من النقابة لتسهل على صاحب العمل فصلها دون حماية نقابية.

وظلت عائشة مفصولة من العمل، ولكنها كانت تدخل الشركة التي فصلتها للتفاوض مع إدارتها على مطالب وحقوق زملائها وزميلاتها، وقضية فصلها يتم تداولها في المحكمة لما يقرب من سنتين. إلى أن تم فصل 33 عاملة دفعة واحدة، ووقفت عائشة مع زميلاتها، تبحث لهن عن المحامين، والعون والتضامن، حتى اكتشف المحامون أنه قد تم تزوير توقيعهن في الاستقالة التي أرسلتها إدارة الشركة للتأمينات، مما كان سيعرض صاحب الشركة نفسه للحبس، لذا تراجع عن قرار الفصل للعاملات، وعادت العاملات ومعهن عائشة هذه المرة لعملها حتى قبل صدور حكم عودتها للعمل من المحكمة.


عائشة مع زميلاتها في أحد الاعتصامات داخل اتحاد العمالعائشة مع زميلاتها في أحد الاعتصامات داخل اتحاد العمال
وعاودت إدارة الشركة فصل عائشة أبو صمادة من العمل مرة ثانية يوم 28-12-2011، وذلك بعد تدخلها لدى الإدارة بعد فصلهم لزميلها أحمد زين، ومطالبتها لهم بإلغاء قرار الفصل.

من وقتها وعائشة أبو صمادة بلا عمل، وبرغم كونها قد حصلت منذ عامين على حكم ابتدائي- بالعودة للعمل، وصرف مستحقاتها في الأجور-، وحكم آخر نهائيًا في يناير 2015، إلا أن صاحب الشركة يرفض التنفيذ، وإمعانًا في الانتقام منها فهو يحرمها وهي مريضة بالانزلاق الغضروفي من حق العلاج في التأمين الصحي، لكونه يرفض إعطائها خطاب تتوجه به للتأمين الصحي، الذي يرفض علاجها دون هذا الخطاب، لتقع عائشة بذلك بين البيروقراطية الحكومية والقرارات والقوانين الظالمة من جهة، وصاحب العمل الذي يتشفى فيها؛ لأنها كانت السبب في الكثير من الحقوق التي أخذها العمال منه.

وبرغم ما تعرضت له عائشة من ظلم، بالحرمان من العمل والأجر، ممزوج بالحرمان من حق العلاج؛ فإن عائشة لم تتوقف يومًا عن السعي لمساعدة زميلاتها وزملائها العمال سواء في شركتها، أو في الهيئات والشركات المجاورة لها.

فعادة ما كنت أرى رقم عائشة على تليفوني، لكي تذكرني وتوصيني بأن العمال المفصولين من حملة "مش هنخاف" (التي استطاعت بالضغط أن تنتزع من اتحاد العمال الأصفر أجر تعويضي للعمال المفصولين شهريًا قدرة 500 جنيه)، سوف يأتون للاتحاد للقبض اليوم[1]، وعلينا مساعدتهم حتى ينجحوا في الضغط على رئيس الاتحاد ويأخذوا قبضهم.

ومرة ثانية تكلمني لتخبرني بأن عاملات وعمال التشجير التابعين لوزارة الزراعة سوف يأتون للتظاهر والاعتصام للمطالبة بالتثبيت، وثالثة من أجل عمال توزيع الخبز.

حتى عندما يكون لدى أحد زملائها أو جيرانها مشكلة في العلاج أو أي شيء، تجد عائشة أبو صمادة تتوجه إلى كل من تعرفه لتسأله إن كان يستطيع مساعدته في حل مشكلته.

تَحِيّة لـ "عائشة أبو صمادة".. الإنسانة والعاملة والنقابية والمناضلة.


--------------------------------------------------------------------------------


[1] - مجموعة تضامن، 2-9-2010، تحديث: الاتحاد يتعمد إذلال العمال ويصر علي عدم صرف مستحقاتهم قبل يوم الأحد لعقابهم على احتجاجهم، تضامنوا مع العمال المعتصمين وانضموا لإفطارهم ووقفتهم بالاتحاد العام لعمال مصر بشارع الجلاء، https://tadamonmasr.wordpress.com/2010/09/02/sit-in-9/- فلنشارك العمال المعتصمين إفطارهم اليوم ووقفتهم الاحتجاجية، https://tadamonmasr.wordpress.com/category/ عمال/صناعات-غذائية/الحناوي- للدخان