حكومة بنكيران تتسبب في الانكماش ثم ترفع كافة الاسعار على الطبقات المسحوقة


عبد السلام أديب
الحوار المتمدن - العدد: 4460 - 2014 / 5 / 22 - 10:39
المحور: الادارة و الاقتصاد     

تناقلت وسائل الاعلام يوم 20 مايو أخبار الوزير محمد الوفا مرة أخرى وهو يوجه لنائب برلماني كلمة »سير تقود « .. بينما حاول البرلماني الذي اثارت هذه الكلمة مشاعره نزع سترته وضرب الوزير الوفا.

باختصار هذه الاحداث التي تم نقلها عبر التلفزة مباشرة لا تفضح مستوى أخلاق الطبقة السياسية فقط بل تفضح أكثر عنفها وعدوانيتها اتجاه كافة الطبقة الشعبية المسحوقة. لأن الموضوع الذي كان يدافع عنه الوزير الوفا في مواجهة البرلماني الذي اراد ضربه، هو تبرير استباحة الحكومة والباطرونا لنفسها ضرب قوت الملايين من الطبقة العاملة ورفع جميع أسعار المحروقات والمواد والخدمات الاساسية بدون توقف، مع الزيادة في تعويضات البرلمانيين ب 4000 درهم والزيادة في الماء والكهرباء والدقيق اللين ودانون ومشتقات اخرى، مع العفو الكلي عن ناهبي المال العام.

لكن كيف كان جواب الوزير الوفا لتبرير هذه الزيادات المجرمة على كاهل الشعب المغربي المسحوق: (انظر الفيديو أدناه) يقول انه من الضروري رفع الاسعار حتى لا يصاب المغرب بالانكماش والذي سيصيبه لا محالة (La déflation) لكن هذا الانكماش هو في الواقع من انتاج الحكومة نفسها، بل كانت عملية مدبرة تحت وصاية صندوق النقد الدولي ورئيسته كريستين لاغارد، فصندوق النقد الدولي هو الدي طلب من بنكيران الغاء 15 مليار درهم من ميزانية الاستثمار لسنة 2013، والجميع يعلم ان تقليص ميزانية الاستثمار يعني تقليص الطلب العمومي الكلي على سلع التجهيز والانتاج وبالتالي تسبب ذلك في توقف الآلاف من المقاولات عن العمل بسبب غياب هذا الطلب العمومي الضروري وهذا بالضبط ما يحدث الانكماش الاقتصادي على المدى المتوسط.

ثم هاهي الحكومة تسعى اليوم تحت تعليمات صندوق النقد الدولي لتعويض النقص في الارباح الى الزيادة في الاسعار على ذوي الدخل المحدود والضعيف بهدف خلق التضخم وبالتالي التخفيض العملي من قيمة الدرهم.

إن هذه الاجراءت ستحدث آثارا كارثية على الوضع المعيشي اليومي للطبقة العاملة بحيث ستدمر أكثر كمية تغذيتها ولباسها وقدرتها على التطبيب والعلاج وتعليم ابنائها، كما أن ما يسمى بالطبقة الوسطى والتي ظلت تستهدفها برامج الحكومات المتعاقبة بدون رحمة ستتهالك أكثر فأكثر وتتقهقر نحو أوضاع من الفقر والاحتياج وصعوبات مالية حادة.

الحكومة والكومبرادورية المنفلتة المهيمنة بدون شريك وبدعم من المؤسسات الامبريالية، ستحقق من خلال هذا الهجوم على الطبقات المسحوقة فؤائض مالية هائلة من وراء ذلك ستنضاف الى رؤوس الاموال التي تراكمها والى الزيادة في مظاهر البدخ التي ترفل في ظلالها .

لم يعد للحكومة وللتحالف الطبقي الحاكم ما يمكن ان تقدمه أو تعد به هذا الشعب المنهار غير الآلام والويلات. فقد رأينا من خلال تلك المسرحية البرلمانية التي يفضح كل طرف فيها الطرف الآخر حول الثروات التي يتوفرون عليها ويتمتعون بها، فهم رغم استعمال بؤس الشعب المغربي للتنافس السياسي بين احزابهم الطبقية في حملة انتخابية سابقة لاوانها أمام الشعب المغلوب على أمره، الا انهم جميعا ملة واحدة منحازين احزابا ونقابات نحو خدمة مصالحهم ومصالح التحالف الطبقي المسيط. فما العمل إذن؟ ليس هناك من طريق سوى الصراع الطبقي بجميع الأشكال، الصراع الطبقي من خلال تعبئة الجماهير المسحوقة لفضح هذه المؤامرات، الصراع الطبقي من خلال الخروج الجماعي الى الشارع في اشكال نضالية جديدة وقوية تبلغ الحاكمين رسالة الآلام والمعاناة التي لا يريد ان يسمعها احد، الصراع الطبقي عملية ملموسة في الشارع وليس في الفايس بوك أو في المقرات المغلقة

http://www.youtube.com/watch?v=BmdpVNo6u5o