عندما يحكم الكهنوت… رائف بدوي من جديد


إلهام مانع
الحوار المتمدن - العدد: 4446 - 2014 / 5 / 7 - 17:01
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني     

والله اني كنت متفائلة.
على قناعة أن السلطات السعودية ستدرك الرشد، وتفرج عن رائف بدوي.
كنت اشم رائحة الحرية، كما لو كنت أنا من تقبع في زنزانته.
اتطلع للحظة خروجي من وراء القضبان، استشعر النسيم، ودفء اشعة الشمس، وامشى حرة طليقة. أعود إلى زوجتي وبناتي الثلاث.
كنت اشعر اني هو.
وأنتظر معه لحظة الخروج.

لكنه الكهنوت. يخاف من الصوت المستقل. يخاف ممن يجهر بصوت عالي، ان ما يحدث في المملكة ظلم، ظلم.
يشبه الظلم الحادث في إيران.
كلتاهما دولتا كهنوت. كلتاهما تحكمان بإسم الدين. كلتاهما تستغل الدين لفرض نظام وصاية على العقول والبشر.
والمؤسسة الدينية فيهما، توفران غطاءا سياسياً للمؤسسة السياسية فيهما.
اما آن أوان التغيير بعد؟

سيأتي.
اراه قادماً.
المشكلة أن من يحكم هناك لايدري ان الضغط يولد الأنفجار. وأننا جميعاً نخاف من هذا الأنفجار، وأن الأصلاح يظل افضل خيار. كي لانلحق بركب الدول التي طال الضغظ فيها فأنفجرت بمن فيها.

والله اني كنت متفائلة.
لكن الخبر جاء صفعة.
عشر سنوات سجن، الف جلدة، ومليون ريال غرامة.
والتهمة: شبهة إساءة للإسلام وإنشاء شبكة ليبرالية.
في اي عصر تعيش فيه المملكة؟
تعيش اليوم بعقل القرون الوسطى.
وتتوقع من شعبها "الطاعة"، وزمن الطاعة ولى.
زمن الطاعة ولى.
بكيت عندما سمعت الخبر.
وابنتي انبتني. قالت لي ستقتلين نفسك هكذا قهرا.
لكن ما قهرني هو الظلم.
ما قهرني هو حكم ظالم.
ماقهرني هو أن ارى شاباً يانعاً مفكراً يزج به في السجون لالشيء إلا لأنه عبر عن رأي حر.

اعذرني يارائف.
قمع الطاغوت اقوى.
لكن التاريخ علمنا، أن لكل ظلم نهاية.
التاريخ علمنا، أن الكهنوت ينقشع، ومعه من يسخر له الدولة. التاريخ علمنا، أن العدل والخير ينتصران دوما، حتى ولو طال إنتظارنا.
فأصبر ايها القوي.
اصبر.
هي مسألة وقت. مسألة وقت لاغير.