من منكم يحُب اليمن؟


إلهام مانع
الحوار المتمدن - العدد: 6523 - 2020 / 3 / 25 - 13:43
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية     


خمس أعوام مرت على بدء الحرب في اليمن. في الخامس والعشرين من مارس 2015.
مرت على من يعيش في اليمن كالدهر. بين قنابل وحصار وتجويع. يستيقظ اليمني واليمنية صباحاً ويتساءلان، كيف أجد القوة في نفسي لمواجهة هذا الكابوس القابع على ارواحنا؟
كيف أحمي فلذات اكبادي، كيف أؤمن لهم ولهن اللقمة والصحة والمستقبل؟
هذا السؤال، سؤال الإنسان اليمني، بكل اطيافه وتنوعه، لا يعني الكثير لكل اطراف الحرب. مشغولون بالدماء، بالبنادق، وبالحشد نحو الموت.
وأنا تعبت، تعبت من التسيس الإقليمي لحرب اليمن. بين السعودية وإيران، قطر تركيا والإمارات.
من منكم يحُب اليمن؟ اسأل هذه الدول؟
تعبنا من إنقسامنا على انفسنا. ننحر انفسنا بأنفسنا، نتبع هذه الدولة أو تلك، ونقول حاضر مرحباً، ورؤسنا خافضة. ياخزي اليمن.
من منكم يحب اليمن؟
تعبنا من الدماء. تعبنا من الدماء.
تعبنا منه ونحن خارج اليمن، فما بالك بمن يعيش الحرب واقعاً كل يوم، كل لحظة، كل ثانية.
هذه دعوة لنا، لأهل اليمن. لكل أطراف الحرب. تعالوا نتوقف لحظة، نسأل أنفسنا كيف نوقف صوت البنادق، كيف نحفظ كرامة الإنسان في اليمن. كيف نصنع السلام ونجعله مستديماً. فالكل مسؤول. الكل مسؤول. كفوا عن إتهام الأخر، وأنظروا إلى أنفسكم. فالكل مسؤول.
السلام المستديم في اليمن يبدو للكثيرين والكثيرات مستحيلا. لكنه ممكن. ممكن.
يحتاج إلى دراسة متأنية، عزيمة صارمة، وإطار دستوري مع مؤسسات تخلق الأمل من اليأس. يعرف ذلك من يدرس تاريخ الشعوب.
الإنسان فينا هو القادر على صنع السلام وبناء الدولة حتى بعد دمارها. يعرف ذلك من يقرأ التاريخ.
ولذا ادعو الجميع في هذه الرسالة، أنشادكم جميعا، دعونا نجرؤ على السلام كما نقدر على الحروب.
دعونا نجرؤ على السلام كما نقدر على الحرب.
فخمس سنوات حرب قد كفت.

*************************
.في الذكرى الخامسة لحرب اليمن، هذه دعوة لكل أطراف الحرب، لنجرؤ على السلام كما نقدر على الحروب لأن السلام المستديم ممكن.
الدكتورة إلهام مانع، أستاذة العلوم السياسية بجامعة زيوريخ
https://www.youtube.com/watch?v=8F0HdZwnoPc&feature=emb_logo