بصدد انتقاد تيار البديل الجذري المغربي


عبد السلام أديب
الحوار المتمدن - العدد: 4271 - 2013 / 11 / 10 - 19:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية     

تعرضت يوم الجمعة 08 نونبر في فضاء التعليقات الملحقة بمقال الرفيق زروال الأمامي تحت عنوان "نقد العمل الشيوعي بالمغرب"، لهجوم امرأة لا أعرفها تدعى لطيفة عادل وأغلب الضن انه اسم مستعار لرجل قد يقف خلف ذلك الاسم.

كان الهجوم لا أخلاقي وعنيف ويردد أشياء غير صحيحة ويتهمني بأنني كاتب ذلك المقال باسم مستعار هو زروال الأمامي. وبعد أن أخبرني أحد الرفاق بالهاتف بنشر هذا الهجوم قمت بالاطلاع عليه في هاتفي النقال وعملت على الاجابة عنه فورا وبكل عفوية.

بعد ساعات من ذلك هاجمني شخص آخر يدعى محمد صلاح الدين ولا شك أنه اسم مستعار أيضا ويؤكد في هجومه هذا بأن القناع قد سقط عني وبأني كاتب ذلك المقال انطلاقا من سرعة ردي على المدعوة لطيفة عادل. وفي معرض جوابي على هذا الشخص اخبرته انني لا أخشى أن أكتب بصفتي الشخصية عن أي شيء وعن أي شخص، ووعدته بكتابة موضوع نقدي حول تيار البديل الجذري الذي هو محور انتقادات الرفيق زروال الامامي. لذلك قررت كتابة هذه الورقة المقتضبة حول الموضوع.

في البداية أؤكد أنه سيكون لي الشرف العظيم لو كنت فعلا أنا هو المدعو زروال الامامي، فقد قرأت مقالاته ووجدتها جريئة لكنها ذات لغة رصينة وجيدة وبأسلوب لبق ولا مساس فيها البتة بالأشخاص الذين يشير اليهم اللهم ما يتعلق بانتقاداته اللاذعة للعمل السياسي الشيوعي لهؤلاء الأشخاص في بلادنا. كان سيكون لي الشرف العظيم لو كنت أنا هو كاتب تلك المقالات لكوني سأستغل تحليلاته ومعلوماته الغزيرة وأضيف عليها من تحليلاتي ومعلوماتي حتى تكون متطابقة مع نظرتي الواقعية لتيار البديل الجذري والذي حصل لي الشرف أن أكون قريبا من صيرورة تشكله، والذي انتهت علاقتي به فجأة. لكن نظرا لعدم حصول هذا الشرف فلن أتطاول على تلك التحليلات الممتازة وأعرض فقط لعضا من ارتساماتي حولها فيما يلي:

بالنسبة للأشخاص الذين تناولهم الرفيق زروال الأمامي في مقالاته لا يسعني الا أن أعبر عن تقديري لهم واعترافي بمساهماتهم النضالية، بل واعتباري لهم أساتذتي في النضال والتضحية، لذلك ستظل مكانتهم محفوفة بالنسبة لي بكامل التقدير والاحترام مهما وقع بيننا من تباعد في وجهات النظر.

بالنسبة لمضمون الانتقادات الواردة في مقالات الرفيق زروال فأنا أتفق معه حول شيئين أساسيين، أولهما جانب سلبية علنية مبادرة تيار البديل الجذري وثانيهما الفراغ القاتل الذي واكب هذا التيار لحد الآن من أي مضمون سياسي وتحوله إلى مجرد منبر صحافي ليس الا يعمل على اعادة ترديد ما تناوله وسائل الاعلام خاصة الالكترونية وتلك التي استهلكها الاعلام الحزبي في بلدنا مع استعارة قاموس خاص من المصطلحات لإبراز الجانب الراديكالي في التعاطي معها.

أمام هذا اللائحة Statut التي رسمها الرفيق زروال الامامي لتيار البديل الجذري نكتشف جانبين من الصورة، الجانب الأول وهي الصورة التي قد تبدوا في ظر مؤسسي التيار سلبية نظرا لنجاح الرفيق زروال في تبخيسها الى درجة العدم واعتبارها لا شكلا ولا مضمونا مجرد عبث لا يرقى الى مرتبة التنظيم الماركسي اللينيني الموعود به في نداء آن الأوان لتأسيس تيار ماركسي لينيني مغربي. أما الجانب الثاني من الصورة وهو جانب ايجابي قد يفيد أصحاب المبادرة ويعالج بشكل فعال ونهائي اشكالية العلنية وتفادي مستقبلا السقوط في كشف أوراقهم، هذا إذا كانوا فعلا يتطلعون الى انهاء اشكالية العلنية. أما إذا كانت رغبتهم على النقيض من ذلك هي تعميق تلك العلنية، فأعتقد أن عليهم معالجة الواجهة الأولى من الصورة على مختلف المستويات التي تطرق لها الرفيق زروال أي الايديولوجية والسياسية والتنظيمية وأيضا عنوان التيار، فهناك بالفعل فراغ قاتل على هذه المستويات ولا يضمن لأصحاب التيار أي مستقبل سياسي مطابق على الأقل لما أعلنوا عنه في آن الأوان.

تلك هي إذن بعض الارتسامات التي وددت التعبير عنها للسيدة الفاضلة لطيفة عادل وللسيد المحترم محمد صلاح الدين وأيضا لأصحاب المبادرة وبكل روح رياضية، ومع كامل التحية والتقدير للرفيق زروال وتشجيعي له على مواصلة تحليلاته الرصينة.