أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - غالب المسعودي - تأثير الحاضرية الوجودية الشاملة فلسفيا















المزيد.....

تأثير الحاضرية الوجودية الشاملة فلسفيا


غالب المسعودي
(Galb Masudi)


الحوار المتمدن-العدد: 7965 - 2024 / 5 / 2 - 00:55
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


الحاضرية هي مدرسة فلسفية تركز على الحاضر والتجربة الفردية كمرجعية أساسية للتفكير والتحليل الفلسفي. تعتبر الحاضرية استجابة لتحولات العصر الحديث وتركيزها على الفرد وتجاربه الشخصية والواقعية تتعرض لمختلف الثقافات والمعتقدات، عندما يتفاعل الأفراد مع ثقافات مختلفة ويتعلمون عن معتقدات وقيم الآخرين، يمكن أن يؤدي ذلك إلى تحدي الافتراضات وتوسيع النظرة العالمية. قد يتبنى الأفراد أفكارًا جديدة حول الوجود والروحانية ويعيدون النظر في معتقداتهم السابقة من خلال الممارسات الروحانية والتأملية في الحضارات الشاملة والتي عادةً ما تحتوي على مجموعة متنوعة من الممارسات الروحانية والتأملية مثل اليوغا، والتأمل، والصلاة، والتفكير العميق والمشاركة في هذه الممارسات، يمكن للأفراد أن يطوروا توجهًا داخليًا أعمق ويستكشفوا الأبعاد الروحية من الوجود والعالم. في الفن والأدب تلعب الحاضرية الوجودية الشاملة دورا مهما، اذ لها قوة كبيرة وتأثير في فلسفة الجمال، من خلال الاستمتاع بالأعمال الفنية والأدبية المتنوعة ويمكن للأفراد أن يتعرضوا لأفكار وقصص تستدعي التفكير العميق في الحياة والوجود والغاية الروحية. ما في السياق الاجتماعي والسياسي، يمكن أن يؤثر السياق الاجتماعي والسياسي للحضارة على الفلسفة الوجودية والروحانية للأفراد. على سبيل المثال، قد يؤدي التعايش مع حالات الظلم والعدالة الاجتماعية إلى تساؤلات أخلاقية وفلسفية عميقة حول الحق والخطأ وهدف الحياة. وكذلك السياق الاجتماعي والسياسي يمكن أن يؤثر على الفلسفة الوجودية والروحانية للأفراد بعدة طرق:
تحدي الافتراضات والمعتقدات: قد يؤدي الاحتكاك بالتنوع الاجتماعي والسياسي إلى تحدي الافتراضات والمعتقدات السابقة للأفراد. عندما يتعرض الأفراد لأفكار وآراء مختلفة، قد يجدون أنفسهم يعيدون النظر في معتقداتهم ويسعون لفهم وجهات نظر الآخرين، وهذا يمكن أن يؤدي إلى تغييرات في الفلسفة الوجودية والروحانية الشخصية.
التأثير على القيم والأولويات: يمكن أن يؤثر السياق الاجتماعي والسياسي في تشكيل قيم الأفراد وأولوياتهم. على سبيل المثال، قد يؤدي التعايش مع حالات الظلم أو النضال من أجل العدالة الاجتماعية إلى تساؤلات أخلاقية وفلسفية عميقة حول الحق والخطأ وغاية الحياة.
البحث عن الهدف والمعنى: قد يؤدي السياق الاجتماعي والسياسي المعقد إلى تساؤلات حول الهدف والمعنى في الحياة. عندما يشهد الأفراد الصراعات والتحديات الاجتماعية، قد يبحثون عن معنى أعمق وهدف أكبر يتجاوز الجوانب المادية والمادية، وهذا يمكن أن يوجههم نحو البحث عن الفلسفة الوجودية والروحانية لتحقيق التأمل والارتقاء الروحي.
القوة التحريضية للتغيير: قد يعمل السياق الاجتماعي والسياسي كقوة تحريضية للتغيير الفلسفي والروحاني. عندما يشهد الأفراد التغير والتحول في المجتمعات والأنظمة الاجتماعية، قد يشعرون بالحاجة إلى إعادة تقييم مواقفهم وقناعاتهم والسعي للتوافق مع التغييرات المحيطة بهم، وهذا يمكن أن يؤثر على الفلسفة الوجودية والروحانية لهم.
التعددية الثقافية والدينية: يعيش الأفراد في مجتمعات متنوعة ثقافياً ودينياً، وهذا التعدد يمكن أن يؤدي إلى تساؤلات حول الطبيعة البشرية والتواصل مع الآخرين. قد يدفع الأفراد إلى استكشاف الفلسفة الوجودية والروحانية لفهم الذات والآخر والعلاقة بينهما في سياق التعددية.
الأزمات البيئية والتحديات البيئية: يمكن أن تؤثر التحديات البيئية والأزمات المرتبطة بالبيئة على الفلسفة الوجودية والروحانية. عندما يشهد الأفراد تدهور البيئة والتهديدات المحتملة للحياة على الأرض، قد يتطلعون إلى الفلسفة الوجودية والروحانية للاستكشاف والتواصل مع الطبيعة والبحث عن معنى الوجود والمسؤولية البيئية.
التحولات السياسية والثورات: قد يؤثر التغير السياسي والثورات على الفلسفة الوجودية والروحانية للأفراد. عندما يشهد الأفراد تحولات سياسية جذرية وتغييرات في الأنظمة الاجتماعية، قد يتساءلون عن طبيعة الحكم والسلطة والحرية الفردية، وهذا يمكن أن يدفعهم إلى استكشاف الفلسفة الحاضرية الوجودية والروحانية لفهم العلاقة بين الفرد والسلطة والتحرر الشخصي.
ان الحاضرية الوجودية الشاملة والوجودية هما مذهبان فلسفيان متميزان يتناولان قضايا الوجود والحياة الإنسانية، وعلى الرغم من وجود تداخلات بينهما في بعض الجوانب، إلا أنهما يتميزان بخصائص فلسفية مختلفة ويمكن اعتبارهما متناقضين في بعض النقاط:
. الحاضرية، تعتبر الحاضر هو المعيار الأساسي للتقييم والتفسير والحاضر أكثر أهمية وواقعية من الماضي والمستقبل. يركز الحاضريون على تجربة الفرد في اللحظة الحالية ويؤمنون بأن الواقع متغير وقابل للتحول بناءً على تجارب الفرد.
الوجود (Existentialism): اما الوجودية هي نظرية فلسفية تركز على الوجود الفردي والحرية والمعنى الشخصي للحياة. تشدد الوجودية على الاختيار الفردي والمسؤولية الشخصية والتحرر من القيود الاجتماعية والثقافية. يركز الوجوديون على أسئلة الوجود والمعنى والوعي والموت والتوتر بين الحرية والواقع.
تأثير الوجودية يتمثل في تحدي المألوف والتقاليد والبحث عن معنى الحياة والتصالح مع الوجود الإنساني والموت. يسعى الوجوديون إلى تحقيق الحرية الشخصية والتناغم الداخلي من خلال قبول المسؤولية الشخصية عن اختياراتهم. يركزون أيضًا على الانفصال الوجودي والقوة الإبداعية للفرد في خلق معنى لحياته
بشكل عام، يمكن القول إن الحاضرية الوجودية الشاملة تركز على اللحظة الحالية والتجربة الفردية في الوقت الحاضر، في حين تركز الوجودية على الوجود الفردي والمعنى الشخصي للحياة والتحرر من القيود والمسؤولية الشخصية. كلا المذهبين يسعى إلى فهم الوجود الإنساني، ولكن من منظورات وتركيزات مختلفة.
يمكن للحاضرية الوجودية الشاملة أن يكون لها تأثير إيجابي على الفرد والمجتمع على النحو التالي:
التوازن النفسي: يمكن للحاضرية أن تساعد الأفراد على التركيز على اللحظة الحالية وتقدير الأشياء التي يمتلكونها في الوقت الحاضر. هذا الوعي بالحاضر يمكن أن يعزز التوازن النفسي ويقلل من القلق المستقبلي أو الشعور بالندم على الماضي.
الوعي الذاتي: يمكن للحاضرية أن تعزز الوعي الذاتي للفرد، حيث يصبح أكثر قدرة على التعرف على مشاعره واحتياجاته ورغباته في اللحظة الحالية. هذا الوعي الذاتي يمكن أن يؤدي إلى اتخاذ قرارات أكثر وعيًا وتحقيقا للتوازن في الحياة.
التحرر من القيود: تشجع الحاضرية الوجودية الفرد على التحرر من القيود الاجتماعية والثقافية والتصورات النمطية للحياة. هذا التحرر يمكن أن يتيح للفرد تجربة حياة أكثر أصالة ومعنى شخصي.
المسؤولية الشخصية: تعزز الحاضرية الوجودية الشاملة المسؤولية الشخصية والتفكير النقدي في القرارات والأفعال. يدرك الفرد أنه هو المسؤول عن اختياراته وأفعاله، وبالتالي يصبح أكثر قدرة على تحقيق النجاح والتناغم في حياته.
البحث عن المعنى: تحث الحاضرية الوجودية الشاملة الفرد على البحث عن المعنى والغاية في الحياة. هذا البحث يمكن أن يشجع على التطوير الشخصي واكتشاف القدرات المخفية وتحقيق الرضا الداخلي.
يكون للحاضرية الوجودية تأثير إيجابي على التنمية الاقتصادية في أكثر الحالات وذلك بناءً على العوامل المحددة للسياق والظروف المحيطة. هنا بعض الأمثلة على كيفية يمكن أن تكون للحاضرية تأثيرًا إيجابيًا على التنمية الاقتصادية:
ريادة الأعمال والابتكار: قد يساهم التركيز على الحاضر في تحفيز ريادة الأعمال والابتكار، حيث يدفع الأفراد إلى استكشاف فرص الأعمال في الوقت الحالي وتطوير منتجات وخدمات جديدة تلبي احتياجات المجتمع. هذا يمكن أن يعزز النمو الاقتصادي وتوفير فرص العمل وزيادة الإنتاجية.
الاستهلاك والطلب الداخلي: قد يحفز التركيز على الحاضر الاستهلاك والطلب الداخلي، حيث يشجع الأفراد على شراء السلع والخدمات المتاحة في الوقت الحاضر. هذا يمكن أن يدعم القطاع الاقتصادي المحلي ويعزز الأعمال التجارية وفرص العمل.
الاستدامة الاقتصادية: يمكن أن تسهم الحاضرية في تعزيز الاستدامة الاقتصادية، عن طريق التركيز على الاستخدام الفعال للموارد والمحافظة على البيئة في الوقت الحاضر. هذا يمكن أن يؤدي إلى تطوير صناعات صديقة للبيئة وتحقيق التوازن بين النمو الاقتصادي والحفاظ على الموارد الطبيعية للأجيال القادمة.
السياحة والتجارة: قد يؤثر التركيز على الحاضر في تعزيز السياحة والتجارة، حيث يشجع الأفراد على استكشاف وجذب الزوار والاستفادة من الفرص التجارية المتاحة في الوقت الحاضر. هذا يمكن أن يدعم قطاع السياحة والتجارة ويسهم في تحقيق النمو الاقتصادي.
مع ذلك، يجب مراعاة أن هذه النتائج المحتملة للحاضرية الوجودية الشاملة تعتمد على الظروف المحلية والعوامل الاقتصادية والاجتماعية. قد يكون للحاضرية تأثير سلبي أيضًا في حالات قليلة أخرى، ومن المهم دراسة السياق والمعطيات المحلية لتقييم التأثير الفعلي للحاضرية على التنمية الاقتصادية مع ذلك، يجب ملاحظة أن التأثير الاقتصادي للحاضرية يمكن أن يختلف من شخص لآخر ومن مجتمع إلى آخر، حيث يتأثر بعوامل أخرى مثل الثقافة والسياسة الاقتصادية والظروف الاجتماعية. بالتالي، لا يمكن تحديد تأثير الحاضرية بشكل عام على التنمية الاقتصادية، الا انها يمكن ان تمكن بالنهاية من الخروج من عنق الزجاجة الذي وضعنا فيه نتيجة فلسفات وسياسات غير واقعية وغير علمية بنيت على يوتوبيا تتجاوزها العقل النقدي الإنساني الحر.



#غالب_المسعودي (هاشتاغ)       Galb__Masudi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحاضرية الوجودية والبحث عن المعنى Presentism Existentialism
- الأيديولوجيات والديموقراطية
- العالم من الفاشية الى الفاشنستية
- المادية والمثالية وقضية الوجود والتطرف
- الانسان من تطورية العقل الى انسحاب بدائي
- اللعب المخادع ومظهرية الاداء سمة الجبناء
- جبهة دولية لتغذية الاعلام المنحاز
- الاعلام المنحاز وأدلجة الحقيقة
- فلسفة الوحدة
- جينالوجيا الطاعة في الشرق الاوسط
- عقدة الضحية وسذاجة الموقف
- تقنية زراعة الافكار
- تبييض الاموال واقتصاديات الدول المتخلفة
- الحق والاخلاق
- لوحة (دخول المسيح إلى بروكسل)
- الحقائق الأسطورية و الوجودية و الموروث البدائي
- الجنس والغذاء بين الحرية والكبت
- حجر سنمار واقتصاديات الدول المنحطة
- التصور العقلي و النفسي للذات
- عشوائية البدايات ونظام الموجودات


المزيد.....




- شاهد.. شجار على متن طائرة ركاب أمريكية يتسبب في تحويل مسارها ...
- عضو اللجنة العليا للحج والعمرة المصرية يكشف لـ RT آخر موعد ل ...
- -بايدن يريد السلام، لكن إسرائيل تريد الحرب- - هآرتس
- بعد اتهامها بتجنيد -عصابات إجرامية لمهاجمة إسرائيل-.. إيران ...
- وضع كارثي ـ فيضانات وأمطار متواصلة في جنوب ألمانيا
- انهيار مبنى سكني من 4 طوابق في اسطنبول (فيديو)
- مشاهد توثق لحظة انهيار المبنى السكني في اسطنبول (فيديو)
- في غيبوبة وبنصف جسد.. هكذا أفرجت إسرائيل عن الفلسطينية وفاء ...
- عبد القادر المظفر.. عالم القدس ومفتي الجيش العثماني الرابع
- أحمدي نجاد يسجل ترشحه للرئاسة الإيرانية


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - غالب المسعودي - تأثير الحاضرية الوجودية الشاملة فلسفيا