إستراتيجيا أمريكا فاشيّة تهيمن على الكوكب : مواضيع ثلاثة - و نقاط توجّه مفاتيح ثلاث - بشأن بيان الأمن القومي الذى نشره ترامب الفاشيّ


شادي الشماوي
الحوار المتمدن - العدد: 8564 - 2025 / 12 / 22 - 16:09
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية     

جريدة " الثورة " عدد 936 ، 15 ديسمبر 2025
www.revcom.us

" لماذا نواجه هذه الفاشيّة ؟ و الإجابة هي أنّ السبب الأساسي لهذه الفاشيّة هو واقع أنّ هذا النظام الرأسمالي – الإمبريالي يمضى ضد حدوده . " ( بوب أفاكيان ، الثورة عدد 118 )
---------------------------------
بيان الأمن القومي - NSS – وثيقة تصدرها الجهاز التنفيذي في البلاد . و تنشر دوريّا للتطرّق إلى كيف تفهم قيادة البلاد أهدافها و مصالحها المركزيّة . و تشخّص ما تعتبره تهديدات للبلاد ، و المقاربة الأساسيّة للخطط التي ترسمها للتعاطي معها . و تهدف إلى تقديم – و توحيد المسؤولين المفاتيح حول – رؤية إستراتيجيا للفترة القادمة .
في الأسبوع الفارط ، نشر نظام ترامب / الماغا الفاشيّ بيانا جديدا عن الأمن القوميّ . و تمثّل هذه الوثيقة أجندا فاشيّة شاملة – بالنسبة إلى الولايات المتّحدة و الكوكب . فهي تزخر بالأكاذيب و التهديدات على عدّة جبهات ، لكن هنا سنناقش هنا مواضيع مفاتيح أربعة من هذا البيان ، و نتقدّم بنقاط توجّه أساسيّ ثلاث .
1- يزعم بيان الأمن القومي أنّه يجب على الولايات المتّحدة أن تهيمن بصفة أشمل على كامل غرب الكوكب ، من غرينلاند و كندا في الشمال ، إلى تريارا دلفواغو في نهاية أمريكا الجنوبيّة . إنّه يرفع يافطة " إبقوا بعيدا عن " ( ما يسمّى ب " عقيدة ترامب التي تعود بديهيّا لمنرو " (1) تجاه القوى الأخرى ، لا سيما الصين . و الصين طوال العقد الماضيّ رفعت بشكل له دلالته من نسبة تجارتها و إستثماراتها و إعاناتها لأمريكا اللاتينيّة . و موّلت مشاريع بنية تحتيّة منها الطرقات و شبكات الإتّصالات إلخ . و تحاول الولايات المتّحدة الآن أن تقوّض و تقلّص و تدفع الأمور إلى الخلف . و مثلما يدافع عن ذلك البيان إيّاه " يجب على الولايات المتّحدة أن تكون القوّة السائدة في النصف الغربي من الكوكب كشرط لأمننا و إزدهارنا " .
و يدعو البيان إلى إعادة نشر القوّات العسكريّة للولايات المتّحدة ( برّا و جوّا و بحرا ) من القواعد في الولايات المتّحدة و حول العالم لتركّز أكثر على و تتموقع في و تعمل ضد بلدان في أمريكا اللاتينيّة . و سيوفّر هذا أساسا أقوى ، حسب نظرتهم ، لعدوانيّة الولايات المتّحدة عبر الكوكب . و بعد تتحرّك الولايات المتّحدة في المنطقة لتعزّز الأنظمة الفاشيّة و لتقوّض و تُبعد و حتّى تهاجم عسكريّا الحكومات التي ليست هي نفسها فاشيّة ، أو عميلة ( كالعبيد ) بما يكفى لأمريكا فاشيّة ترامب . ( و هذا ما يقومون به الآن في فنزويلا )
2- و يصرّح بيان الأمن القومي بأنّ " عصر الهجرات الجماعيّة قد إنتهي " . وهو يدعو إلى إستخدام حتّى المزيد و المزيد من التشدّد القاتل في إستخدام – قوّات الجيش و الشرطة على حدود الولايات المتّحدة مع المكسيك و يعلن أنّ على جميع البلدان في أمريكا كذلك واجب " التحكّم " في حدودها . و معنى ذلك – " إن لم تفعلوا ذلك ، سنقوم به بدلا عنكم ".
و كي نكون واضحين ، لا يتقدّم النظام بحلّ لأزمة اللاجئين العالميّة . و كذلك لا يمكن حلّ هذا حلاّ يخدم مصالح الإنسانيّة في ظلّ النظام الرأسمالي – الإمبريالي . إنّه هذا النظام ، بنهبه للموارد و حروبه و تدميره للبيئة هو الذى دفع أكثر من 40 مليون لاجئ لمغادرة أوطانهم و أفرز 75 مليون آخرين من اللاجئين داخليّا (2). لكن ما يقوله بيان الأمن القومي هو أنّ نظام ترامب يتحرّك لمزيد تشديد القبضة على الحدود العالميّة المفروضة بالعنف و التعذيب و الإعتقالات الجماعيّة .
3- يشنّ النظام معركة إيديولوجيّة للترويج إلى تفوّق البيض و التفوّق الذكوريّ و كره " الأجانب " في الولايات المتّحدة و في أوروبا .
و يربط بيان الأمن القومي " الأمن على المدى البعيد " ب " إعادة تركيز و إعادة بعث حيويّة في الصحّة الروحيّة و الثقافيّة الأمريكيّة ". وهو يبيّض وجه التاريخ الأمريكي و يدافع عن الوطنيّة الإجباريّة ، " نريد أمريكا تعتزّ بعظماء و أبطال ماضيها ، و تتطلّع إلى عصر ذهبيّ جديد " . و يربط البيان بوضوح هذا بالأسرة البطرياركيّة / الذكوريّة : " و لا يمكن تحقيق هذا دون أعداد متنامية من الأسر القويّة التقليديّة التي تنشأ أطفالا في صحّة جيّدة " .
إنّ المنطق المسيحي الفاشيّ لهذا شرحته كريس كوب سدى ماز في كتابها ، " السيّد المسيح و جون وأين : كيف أفسد الإنجيليّون البيض إيمانا و شقّوا صفوف أمّة " :
" الإنجيليّون البيض قد جمّعوا معا هذا اللفيف من القضايا و إلتزام حنين إلى الماضي ، إلى تفوّق بيض مناضل فجّ و عدوانيّ يخدم كخيط ناظم لهم معا في كلّ منسجم . و يرتبط حكم الأب في المنزل بشكل معقّد بقيادة بطلة على المسرح الوطني ، و مصير الأمّة يرتهن بالإثنين . (3) [ التشديد مضاف هنا ]
بهذا كأساس ، يدّعى بيان الأمن القومي أنّ أوروبا تواجه " محوا حضاريّا " وهي في خطر محدق ، خطر خسارة " هويّتها الغربيّة " [ لنقرأ المسيحيّين البيض ] و بالتالي يقدّم البيان دعما للأحزاب و المنظّمات الفاشيّة في البلدان الأوروبيّة .
4- يدعو بيان الأمن القومي إلى التصعيد من المنافسة الإقتصاديّة مع الصين بينما تعدّ الولايات نفسها ، و تدفع المتحالفين معها إلى ، المواجهات العسكريّة في شرق آسيا . تملك الولايات المتّحدة أكبر جيش في العالم و ذخيرة نوويّة هائلة . و هي تعيد التركيز حتّى أكثر على هذا لتتموقع و تكون مستعدّة للحرب مع الصين . فيما تزعم الولايات المتّحدة أن كامل غرب الكوكب على أنّه " ملكها " ، تطالب ب " تحرير و فتح الطرق البحريّة عبر العالم – و بخاصة حول الصين و جنوب بحر الصين . و قد أسقطت الوثيقة بعض اللغة العدائيّة بسفور ضد الصين إستخدمتها إدارة بايدن . لكنّها تقدّم عددا من المكوّنات الحيويّة للمزيد و المزيد من النزاع بقوّة مع الصين . و تشمل هذه المكوّنات الغلق المشار إليه أعلاه لنصف الكوكب و تقوية التأثير الفاشيّ في أوروبا .
نقاط توجّه ثلاث : نعيش زمنا خطيرا ، لكن المستقبل لم يُكتب بعدُ
1- البرنامج الذي عرضه بيان الأمن القومي يعبّر عن نظرة الفاشيّين الموجودين الآن في السلطة لكيفيّة معالجتهم للقضايا الكبرى التي يواجهونها في الحفاظ على الولايات المتّحدة كأقوى كلب في عالم يشهد إضطرابا شديدا و قابلا جدّا للإنفجار. و لأنّ بيان الأمن القومي يعكس بوضوح إيديولوجيا فاشيّة ، و لأنّه يبدو غير منسجم مع التغيّرات الكبرى في العالم ، عديد المحلّلين المناهضين لترامب إستبعدوا هذا على أنّه " ثرثرة غير متناسقة المنطق " . بالعكس ، بيان الأمن القومي جدّيّ منتهى الجدّية . يتحرّك الفاشيّون بسرعة لإرساء هذا مستعملين الجهاز القمعي التام للنظام في ذلك . و هم يطلقون العنان لقاعدة إجتماعيّة فاشيّة من ملايين الناس الذين لا يفكّرون و الذين يشعرون بأنّهم في " مهمّة أوكلها لهم الإلاه " ليطالبوا بالولايات المتّحدة على أنّها أمّة مسيحيّة بيضاء تتحكّم في العالم .
2- لكن الفاشيّين لم يبلغوا تماما هذا الوضع . أوّلا ، لأنّ الناس – و القوى – في بلدان أخرى لهم مصالحهم الخاصة و يمكن ببساطة أن لا يقبلوا بالسير في المسار عينه . ثانيا ، - و هذه نقطة أكثر جوهريّة حتّى – يعكس هذا البيان الطرق التي بها الضوابط و طرق التسيير القائمة منذ فترة طويلة يتمّ الآن تمزيقها . و يستجيب البيان إيّاه إلى واقع أنّه بسبب التغييرات الكبرى في العالم ، لم يعد بوسع الإمبرياليّين بعدُ الحكم بالطرق القديمة التي إعتاد الناس على القبول بها . (4)
و قد دفع هذا إلى ما أقرّ بوب أفاكيان بأنّه زمن نادر صارت فيه الثورة ممكنة أكثر ، حتّى في بلد بقوّة هذا البلد .
كيف سيتطوّر هذا أمر غير متأكّد . بيد أنّه ، مجدّدا ، يواجه الفاشيّون تحدّيات هائلة ، و يلجؤون إلى الطرق القصوى – الفاشيّة – للتماسك و لتوسيع الهيمنة الإمبرياليّة ، مع كافة التبعات الكارثيّة التي ستنجم على ذلك بالنسبة إلى الإنسانيّة .

و ثمّة أيضا إنقسامات حادة و عميقة في صفوف الحكّام أنفسهم ، مع العديد منهم متموقعين في المؤسّسات الحاكمة و يشعرون بأنّ إعادة التشكيل الفاشيّة الكاملة للمجتمع تمثّل تهديدا كبيرا لكيف يرون الولايات المتّحدة و موقعها في العالم . و يشمل هذا الناس الذين ، على سبيل المثال ، يعارضون بقوّة التوجّه و اللهجة تجاه أوروبا الموجودة في بيان الأمن القومي ، ضمن أشياء أخرى .
إنّ التغييرات النوعيّة التي يهدف إليها هذا النظام و المشاكل الكبرى التي يواجهها في القيام بذلك ، و الإنقسامات التي لا تزال قائمة في صفوف المؤسّسات الحاكمة المهيمنة تشدّد على إلحاحيّة – و القاعدة العميقة – لما دعا إليه بوب أفاكيان في بيانه الهام في سبتمبر الماضيّ ، " يداهمنا الوقت بصفة إستعجاليّة – لترحيل نظام ترامب الفاشيّ ! " :
" ... الناس الشرفاء ، بالملايين وعشرات الملايين ، الذين يمقتون من قلوبهم هذه الفاشيّة ، يجب أن يمسكوا بأنفسهم المبادرة ، و ينهضوا نهوضا غير عنيف لكن بتصميم قويّ ليعيدوا الأمور إلى نصابها ، منشئين " زلزالا سياسيّا من الأسفل " يكون جماهيريّا و يخلق أزمة سياسيّة بحيث تفضح بأكثر حدّة الطبيعة نظام ترامب الفاشيّ اللاشرعيّ تماما ، و يحدث و يدفع نحو منعرجات و إعادة اصطفاف كبيرتين عبر المجتمع ، بما في ذلك ضمن المؤسّسات السائدة و الحاكمة ، إلى درجة أنّه لا يعود بإمكان هذا النظام السير و لا يعود بإمكانه البقاء في السلطة . "
3- بيان الأمن القومي نظرة لتنافس إمبريالي قاتل ، في عالم إستغلال خبيث ، و كارثة بيئيّة ، و التهديد الحقيقي ذاته بالحرب النوويّة . لكن ، كشيوعيّين ثوريّين قد أ:ّدنا في بيان " نحتاج و نطالب ب : نمط حياة جديد تماما و نظام مغاير جوهريّا " :
" نمط حياة جديدة ممكن : نمط مغاير كلّيا لتنظيم المجتمع ، بأساس إقتصادي و نظام سياسي مغايرين راديكاليّا و علاقات تحرّر بين الناس و ثقافة ملهمة - كلّ هذا موجّه نحو تلبية الحاجيات الأساسيّة و تلبية أعلى مصالح الجماهير الشعبيّة ."
و يمضى البيان ليقول إنّه لكي يتحقّق هذا ، يجب على النظام الرأسمالي – الإمبريالي القائم و مؤسّسات حكمه في هذه البلاد أن تلغى و تفكّك – و أن يحلّ محلّها نظام إشتراكي جديد ، إستنادا ل " دستور الجمهوريّة الإشتراكيّة الجديدة في شمال أمريكا " .
مثل هذه الثورة عمليّا ممكنة أكثر في هذه الفترة التي يتخاصم فيها الحكّام فيما بينهم ... عندما تحدث تغيّرات كبرى ليس أسبوعيّا فحسب و إنّما يوميّا ... و كلّ هذا يمكن أن " يفرض على الناس مساءلة ... الطريقة التي كانت عليها الأشياء ، و ما إذا ينبغي أن تبقى على ذلك النحو " كيف يمكن لهذا أن يحدث – و ما الذى يجب على الثوريّين أن يقوموا به لتحقيق هذا الهدف التحريري الملحّ – مسائل عالجها بوب أفاكيان هنا [revcom.us/en/bob_avakian/something-terribleor-something-truly-emancipatingprofound-crisis-deepening-divisionsthe] و هنا [https://www.youtube.com/playlist?list=PL8rTATdIf-lP5UqBw8boqP3SQ9TpQrQMC ] و في عديد المواقع الأخرى .
" لماذا نواجه هذه الفاشيّة ؟ و الإجابة هي أنّ السبب الأساسي لهذه الفاشيّة هو واقع أنّ هذا النظام الرأسمالي – الإمبريالي يمضى ضد حدوده .
في هذه البلاد ، هذا النظام ، زعم أنّه يوفّر المساواة و الحرّية و العدالة للجميع ، إلاّ أنّه المرّة تلو المرّة يتبيّن أنّ هذا مجرّد كذبة . خلال الثمانين سنة منذ نهاية الحرب العالميّة الثانية ، إضطرّت الطبقة الحاكمة للقيام ببعض التنازلات الجزئيّة حينما وُوجهت بنضال جماهيري ضد الظلم و الإضطهاد – لكن هذا النظام بيّن مجدّدا أنّه ليس بوسعه أن يضع حدّا لهذا الظلم و هذا الإضطهاد ، للسبب الأساسي ألا وهو أنّ هذا الظلم و هذا الإضطهاد مبنيّ في أسس هذا النظام .
لذا ، حين ينهض الناس ضد تواصل الظلم و الإضطهاد ، يثير هذا و يُزعج الذين لا يرغبون في رؤية نهاية لهذا الظلم و هذا الإضطهاد – الذين يؤكّدون على أنّ النضال ضد هذا الظلم " يمضى أبعد من اللازم " و يمثّل تهديدا وجوديّا لهم .
و قد ترافق هذا مع تغييرات كُبرى في العالم – بما فيها أنّ النهب الرأسمالي – الإمبريالي للبلدان الفقيرة ، و تدميره المتسارع للبيئة ، قد أجبر عددا هائلا من الناس على الهجرة عبر الكوكب . و عدد كبير من الناس من بلدان " غير البيض " ، جرى توثيقهم أو لم يوثّقوا ، دخلوا الولايات المتّحدة و العدد المتزايد من الناس " غير البيض " كذلك يُعدّ تهديدا جدّيا من طرف هؤلاء المنجذبين إلى الفاشيّة .
و قد تعزّز صعود الفاشيّة هذا أيضا بواقع أنّ ، لعقود منذ سبعينات القرن العشرين ، صار النظام الرأسمالي – الإمبريالي حتّى أكثر نظام إستغلال مُعولم – بإستغلال بشكل خاص شديد و وحشي للجماهير الشعبيّة ، بمن فيها أكثر من 150 مليون طفل ، في البلدان الأكثر فقرا في العالم ، بينما عديد مواطن الشغل في مصانع سابقة كان أجر العمّال فيها عاليا قد تمّ القضاء على وجودها في هذه البلاد .
و صاحبت هذا تغييرات كبرى أخرى في هذه البلاد ، بالخصوص الدور المتنامي للنساء في عدّة قطاعات مختلفة من الاقتصاد ، بما فيها الوظائف – ما غيّر راديكاليّا الوضع " التقليديّ " حيث كان على رأس الأسرة " ذكر معيل " واحد و كانت النساء معزولات في وضع " تبعيّة ". و معزّزا بالتشدّق المجنون لكره المرأة و ديماغوجيّة ال"بروس" "Bros "، ولّد هذا طقوس عربدة لاعقلانيّة ل " الإنتقام " لدي قسم و بعض الرجال الذين يقفون ضد الإستقلال النسبيّ الذى كسبته عديد النساء و المطالب بوضع نهاية لتواصل الإضطهاد العنيف عادة للنساء .
و كلّ هذا دفع الذين هدّدتهم هذه التحوّلات إلى معانقة نظريّات التآمر المجنونة و تشويهات بارزة أخرى للواقع ، دعما لفاشيّة ترامب ، بتأكيده الخبيث على أنّه إن لم يقع لوم الناس الضعفاء و قمعهم ، فإن أتباعه " لن يعود لهم بلد بعدُ ". و يهدف كلّ هذا إلى العودة إلى " وضع من المفترض أن تكون عليه الأشياء " حيث مجموعات كاملة من الناس – النساء و المثليّون و المزدوجون و المتحوّلون جنسيّا و السود و أناس آخرون ذوو بشرة ملوّنة ، من غير المهاجرين الأوروبيّين ، و غيرهم – يُنظر لهم بشكل سافر و يهدّدوا على أنّهم نوع أدنى ، لا يستحقّون الحقوق ذاتها ك " أناس عاديّين " أو حتّى ليس لهم حقّ الوجود نهائيّا . "
هوامش المقال :
1- عقيدة مانرو كُتبت سنة 1823 عندما كان جامس منرو رئيسا للولايات المتّحدة . إعتبرت كافة أمريكا اللاتينيّة " حديقة خلفيّة " للولايات المتّحدة تهيمن عليه و تستغلّه و تستبعد منه القوى الأجنبيّة الأخرى . و هكذا كانت فعلا معاملة إمبرياليّة الولايات المتّحدة لأمريكا اللاتينيّة مذّاك .
2- لاجئ داخلي هو شخص مُجبر على مغادرة بيته إلاّ أنّه يفرّ إلى منطقة أخرى داخل البلاد . و على سبيل المثال ، فكّروا في عدّة آلاف من الفلسطينيّين الذين وقع قصف منازلهم لكنّهم لا زالوا واقعين في حبال غزّة .
3- إنطلق بوب أفاكيان من هذا المقتطف في بيان السنة الجديدة – 2021 : سنة جديدة ، الحاجة الإستعجاليّة لعالم راديكالي جديد – من أجل تحرير الإنسانيّة قاطبة ". [ متوفّر باللغة العربيّة على صفحات الحوار المتمدّن ، ترجمة شادي الشماوي ]
4- لمزيد التعمّق في لماذا كانت هذه " التغيّرات الكبرى " تحدث ، و لماذا هذه الفاشيّة ناجمة جوهريّا عن النظام الرأسمالي - إمبريالي " يمضى ضد حدوده " ، طالعوا كامل رسالة بوب أفاكيان على التواصل الاجتماعي التي صدّرنا بها هذا المقال.