من كتلبات أبو حزْم الكفرساويّ
حسيب شحادة
الحوار المتمدن
-
العدد: 8559 - 2025 / 12 / 17 - 00:08
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
من كتابات أبو حزْم الكُفِرساوي
ب. حسيب شحادة
جامعة هلسنكي
حسيب شحادة، من كتابات أبو حَزْم الكفرساويّ (مقالات متنوّعة) -الجزء الأوّل-، عرعرة المثلّث: دار الأماني، 2025، 475 ص. وحول إصدارات دار النشر ص. 476-481.
صدر هذا الكتاب في أواخر شهر تشرين أوّل الفائت، بدعم ورعاية مجلس كفرياسيف المحلّيّ . هذا المجلس المحلّيّ العريق، هو أوّل مجلس محلّي عربيّ في فلسطين، أُسِّس في أوّل تشرين ثانٍ عام 1925. وعليه اِحتفل هذا المجلس والكفارسة مؤخّرًا بمرور قرن من الزمان على تأسيسه، ودامت تلك الاحتفالات ثمانية أيّام متتالية، من الثامن ولغاية الخامس عشر من شهر كانون أوّل 2025، تخلّلتها فعّاليّات ونشاطات متنوّعة. أُطلق على هذه المناسبة المميّزة: حفل المئويّة - الحدث التاريخيّ الأكبر، كفرياسيف - عروس الجليل، والشِّعار: نعتزّ بماضينا وننطلق بمئويّة نحو الغد. وفي هذه المناسبة النادرة وُزِّّع كتابي المذكور مجّانا في التاسع من شهر كانون أوّل في أُمسيّة أدبيّة بعُنوان: قالوا فيها … كتبوا عنها، وجرتِ الأُمسيّة في قاعة مكتبة كفرياسيف العامّة. كتابي هذا، كما ذُكر في بدايته، مُهدًى للكفارسة، أبناء وبنات مسقط رأسي. شاهدتُ أنّ نُسخ الكتاب وعددها. كما علمت، أربعمئة وخمسون تقريبًا، كانت معروضة في تلك الأمسيّة الثقافيّة الشعريّة، وأخذ من كان حاضرًا نسخته، وربّما أكثر من واحدة. من نافلة القول، إنّ هذا العدد من نُسَخ الكتاب، لا يكفي إلّا لقسم ضئيل جدًًا من عائلات كفرياسيف (أقصِد الزوجين وخَلَفَهما، بمعدّل ستّة أفراد فيصل عددُها إلى 1666 أُسرة)، أقلّ من الثلث.
إنّي على دِراية بالأوضاع القاسية التي يواجهها المؤلِّف العربيّ في إصدار إنتاجه وتسويقه، وغدا توزيع الإصدار بشكل عامّ وبالمجّان ولو جزئيًّا عادة مألوفة. أنا شخصيًّا لست من أنصار توزيع الكتاب مجّانًا في كلّ مناسبة. يعلم الجميع أنّ شريحة واسعة جدًّا من الناس في مجتمعنا، مستعدّةٌ لتسلّم مثل هذا العرض المجّانيّ، ولن تفتح صفحة واحدة منه، فمكانه على الرفّ ليعلوه الغبار. وللقلائل الذين يقرؤون ما يهمّهم من المواضيع المتنوِّعة في الكتاب، أقول: يُسعدني سماع صوتكم وملاحظاتكم الموضوعيّة. أقترح على مجلسنا المحلّيّ المحترم، أن ينشر كتابًا سنويًّا على الأقلّ بقلم كفرساويّ/ة يعالج/تُعالج فيه موضوعاتٍ اجتماعيّةً وفكريّة ولغويّة وأدبيّة وسياسيّة إلخ. تساهم في نشر العلم والمعرفة وإعمال الفكر والتفكير لدى كافّة قطاعات المجتمع، ولا سيّما الجيل الصاعد. جزءٌ لا يُستهان به من تكاليف مثل هذا الإصدار يُمكن جمعه عن طريق بيع سابقه بثمن زهيد، لنقل ثلاثين شاقلًا. ترأّس مجلس كفرياسيف منذ الأوّل من تشرين ثانٍ من العام 1925 ولغاية الواحد والعشرين من آذار 2024 ثلاثة عشر رئيسًا ثمّ انتخب السيّد عصام نعيم شحادة في آذار المذكور ليصبح الرئيس الرابع عشر لمجلس كفرياسيف المحلّيّ. حبّذا لو سعى المجلس الموقّر لتدوين مختصر لما قيل في احتفالاته بمئويّة تأسيسه، لا سيّما بما يخصّ تاريخ القرية وإنجازات رؤساء مجلسها.
في بداية الكتاب كلمة للصديق العزيز الدكتور، إياد أحمد الحاجّ، موسومة ”اِحتفال مجلس كفرياسيف بمئويّته، وكتاب على مِنصّته“ ص. 8-12، يعرّج فيها على محطّات هامّة في تاريخ المجلس المحلّيّ وكفاحه من أجل تطوّر كفرياسيف وحماية أراضيها من المصادرة.
هذه مقدّمة الكتاب لمنْ لم يتمكّن من الحصول على نسخة ورقيّة منه، لا سيّما بخصوص أولئك الكفارسة المغتربين في شتّى أصْقاع المعمورة، وإن رَغِب أيٌّ مهتمّ في الحصول على نسخة إلكترونيّة، فعليه الاتّصال بي على عُنوان بريدي الإلكترونيّ المثبت في نهاية هذا العرض.
”بين دفّتي هذا الكتاب بجُزأيْه مائةٌ وخمسة وأربعون مقالًا، في هذا الجزء الأوّل الصادر في أواخر تشرين أوّل من العام 2025 سبعة وسبعون مقالًا، وفي الجزء الثاني الذي سيصدر، إن شاء الله، في العام القادم 2026، ثمانية وستّون مقالًا. كُتبت هذه المقالات ونُشرت في صحف ومجلّات ورقيّة وإلكترونيّة كثيرة بين السنتين 1992 - 2024، ورُتّبت هنا بالتسلسل الزمنيّ وَفق تاريخ نشرها الأوّل من الأقدم إلى الأحدث. وفي ذيل كلّ مقال ذُكرت سنة نشره الأولى. هذه المجموعة من المقالات قدِ انْتقيتها من ضمن تسعمائة مقال ونيّف؛ بعض هذه المقالات كانت قد بثّتها إذاعة صوت ابن فضلان الأُسبوعيّ في ابنة البلطيق، هلسنكي، في رُكْن الثقافة والفكر في أواخر القرن العشرين وبدايات القرن الحاليّ. عدد كبير من تلك المنابر كان قد توقّف عن الصدور، مثل صوت ابن فضلان وصحف إلكترونيّة كثيرة مثل: أمجاد العرب، ألوان عربيّة، بطانيا، بيسان، جماليا، الموقد.
هذه عيّنة عشْوائيّة (Random Sampling) لأسماء صُحف ومجلّات نُشرت فيها مقالات من هذا الكتاب: الاتّحاد، أخبار السامريّين، الإصلاح، ابن الجبل، ألوان عربيّة، أمد، الأنطوليا، الأنوار، أهلا، إيلاف، بانيت، بُقجة، بيروت تايمز، بيسان، التجديد العربيّ، جريدة مصر الحرّة، الحوار المتمدّن، دروب، دنيا الوطن، ديوان العرب، رأي اليوم، صحيفة المثقّف، الصمود الشريف، صوت العراق، صوت العروبة، صوت كردستان، عنكاوا، فصل المقال، القرية كفرقاسم، الكاردينيا، الكرمل، كرملش، كلّ العرب، كنوز، اللغة العربيّة صاحبة الجلالة، مانكيش كوم، مجلّة الغربة، المدار، مركز الدراسات والأبحاث العلمانيّة في العالم العربيّ، معارج الفكر، الملتقى، النهار نيوز، مواقف، موقع بكرة، واتا، وادي عارة، ورقستان، وطن يغرّد خارج السرب.
تُعنى هذه المقالات بمواضيعَ متباينة وأحيانًا متداخلة ولذلك أُدرجت في أكثرَ من خانة مثل:
أ) علم اللغة وبخاصّة اللغة العربيّة بشقّيها الأساسيّين: المِعْياريّة (Modern Standard Arabic -MSA) والمحكيّة، انظر المقالات التي تحمل هذه الأرقام: 1، 7، 18، 19، 31، 36، 37، 41، 43، 44، 45، 46، 55، 57، 58، 59، 60، 62، 65، 66، 69، 70، 71، 74، 79، 80، 81، 85، 90، 93، 99، 100، 101، 103، 108، 114، 117، 118، 126، 127، 128، 131، 135، 136، 137، 138، 139، 142، 143.
ب) فكر وثقافة واجتماع وأدب وسياسة مثل: 3، 4، 5، 6، 8، 9، 12، 17، 19، 21، 22، 23، 25، 26، 27، 30، 33، 34، 35، 39، 42، 47، 48، 49، 51، 52، 61، 63، 64، 67، 68، 86، 94، 113، 115، 116، 118.
ت) مؤلّفون عرب وأجانب: 2، 3، 10، 14، 16، 24، 26، 29، 38، 40، 44، 48، 71، 73، 87، 108، 110، 122، 130، 135، 139.
ث) مواضيع ذات علاقة بالسُريان، بالسامريّين وبالفينيقيّين: 28، 50، 56، 92، 95، 98، 106، 107، 121، 122، 123، 124، 132، 141، 146.
جـ) حول اليهوديّة والمسيحيّة والإسلام: 20، 23، 32، 38، 72، 88، 89، 96، 97، 109، 110، 125، 140، 145.
حـ) أدب لا سّيما قصص قصيرة مترجمة من الإنچليزيّة: 11، 15، 63، 75، 76، 77، 82، 83، 84، 91، 112، 120.
خـ) ترجمة شعر عبريّ، اليهوديّة، العبريّة، وتأثير العبريّة على العربيّة: 53، 54، 66، 78، 85، 109، 125، 131، 133، 134، 145.
د) كفرياسيف: 5، 41، 102، 104، 105، 111، 116.
معدّل طول هذه المقالات أربع صفحات تقريبًا، وثمّة بعض الأبحاث كالواردة تحت الأرقام 7، 12، 93، 98، 103، 108، 109، 126، 144 وفيها أكثرُ من ذلك المعدّل بكثير، وهنالك نصوص أخرى لا تغطّي نصف صفحة. كما قيل، لكلّ مقام مقال“.
أُنوِّه بأنّ الفَقْرة التالية مقتطعةٌ من المقال الأوّل الذي أعتزّ به، كتبتُه بعد إقامتي في فنلندا بعامين (1992) ونُشر بأصله العربيّ في دوريّة ابن البلد الهلسنكيّة فقط ولم تطل سنوات صدورها، وتُرجم إلى العبريّة ثمّ إلى الفنلنديّة ونشر في السنة ذاتها. هذه الفَقْرة مثبتة على الغلاف الأيسر الداخليّ، وعلى الغلاف الأيسر الخارجيّ صورة الكاتب ونبذة عنه.
”السؤال المُلحّ الذي يطرح نفسه هو ما العملُ؟ يُخيّل إلينا أنّ الأب العربيّ عامّةً, غيرُ راضٍ عن الوضع الراهن, وعلى كلّ واحد بمفرده أن يُجابه هذا التحدّي الكبير. هناك قِسم من الآباء قدِ استسلم للأمر الواقع, ويظنّ أنّ ما في اليد من حيلة. «إنّ السمعَ أبو الملكات اللسانيّة», كما قال العالم الاجتماعيّ المعروف, عبد الرحمن بن خلدون (1332- 1406 م.) في مقدّمته الشهيرة, وأطفالنا هنا, لا يسمعون اللغة العربيّة إلّا قليلا. هنالك أشخاص غير قلائل من بني يعربَ قد فاتهمُ القطار, وأصبح أبناؤهم وبناتهم في رَيْعان الشباب ولا يُحرّكون أيّ ساكن لدى سَماعهم أيّة تحيّة أو عِبارة بالعربيّة“.
أخيرًا وليس آخرًا، يطيب لي أن أُقدِّم كتابي هذا هديّة متواضعة لأهالي مسقط رأسي الكرام لمناسبة الاحتفال المئويّ لتأسيس مجلسنا المحلّيّ العريق، شاكرًا إيّاه على دعمه في إصدار هذا الكتاب؛ والامتنان موصول لصديقيّ العزيزين، الدكتور إياد أحمد الحاجّ ابن كفرياسيف والأُستاذ مفيد صيداوي ابن عرعرة.
[email protected]