بيان صادر عن الحزب الشيوعي الفلسطيني بمناسبة الذكرى الرابعة والثلاثين لإعادة التأسيس


الحزب الشيوعي الفلسطيني
الحوار المتمدن - العدد: 8518 - 2025 / 11 / 6 - 14:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية     

وفاء للمبدأ... وثبات على الطريق الثوري"
في الذكرى الرابعة والثلاثين لإعادة تأسيس الحزب الشيوعي الفلسطيني، نتوجه بتحية النضال والوفاء إلى رفاقنا الأوائل الذين أعادوا إشعال جذوة الحزب في لحظة تاريخية معقدة من تاريخ شعبنا وقضيتنا الوطنية، مؤكدين أن حزبنا سيبقى وفياً لرسالة الطبقة العاملة الفلسطينية وللقضية الوطنية التحررية حتى تحقيق أهدافها في الحرية والاستقلال والاشتراكية.
لقد أثبتت العقود الماضية أن التمسك بالماركسية اللينينية كأداة تحليل ومنهج عمل ثوري هو السبيل الأوضح لفهم التناقضات الطبقية والوطنية، ولتقديم الإجابات العلمية على كل الإشكاليات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تواجه شعبنا في ظل الاحتلال والاستغلال الطبقي والتبعية. فالماركسية اللينينية ليست تراثاً جامداً، بل منهجاً حياً ومتجدداً يقود نضال الشعوب نحو التحرر والعدالة والمساواة.
وفي هذه المناسبة المجيدة، يجدد الحزب الشيوعي الفلسطيني تأكيده على أن حق شعبنا في الحرية والاستقلال وإقامة دولته الوطنية المستقلة على كامل ترابه الوطني، وعاصمتها القدس، هو حق غير قابل للتصرف ولا يسقط بالتقادم. كما يؤكد الحزب أن طريق التحرر لا يمر عبر أوهام التسويات أو التبعية السياسية والاقتصادية، بل عبر المقاومة بكافة أشكالها، والوحدة الوطنية على أساس برنامج وطني كفاحي يعيد الاعتبار للمشروع الوطني التحرري.
إن ما يجري اليوم في قطاع غزة والضفة الغربية يؤكد وحدة العدوان ووحدة المعاناة التي يعيشها شعبنا تحت نير الاحتلال الصهيوني. فبينما يواصل الكيان الصهيوني حصاره وتجويعه لغزة رغم مرور 22 يوماً على إعلان وقف إطلاق النار، ويستمر في خرق الاتفاقيات بشكل يومي ما أدى إلى استشهاد أكثر من 250 فلسطينياً وإصابة المئات، في الوقت ذاته تتصاعد اعتداءات المستوطنين الفاشيين في الضفة الغربية، التي تستهدف المزارعين وأراضيهم وأشجارهم ومواشيهم في محاولة يائسة لاقتلاعهم من أرضهم وإرغامهم على الرحيل.
هذه السياسة المزدوجة — التجويع في غزة والعنف الاستيطاني في الضفة — ليست سوى أدوات متكاملة في مشروع استعماري واحد يهدف إلى تفريغ الأرض من سكانها الاصلين، وإحكام السيطرة على كل مقومات الحياة الفلسطينية. إن وحدة الهجمة الصهيونية تستدعي وحدة الرد الشعبي والمقاومة الوطنية، وتعزيز صمود الجماهير في كل مواقع المواجهة من رفح إلى جنين، باعتبار أن المعركة واحدة، والمصير واحد، والعدو واحد.

وفي هذا السياق، يتوجه الحزب الشيوعي الفلسطيني بأسمى آيات الفخر والوفاء إلى شهدائه الأبطال في قطاع غزة، الذين ارتقوا في معركة الصمود خلال العدوان الأخير، ومنهم من ما زال مفقوداً تحت أنقاض البيوت المدمّرة نتيجة القصف الوحشي والمتواصل. لقد قدّم رفاق الحزب، إلى جانب جماهير شعبنا، أغلى ما يملكون في سبيل الوطن والحرية والكرامة الإنسانية، ليؤكدوا أن الشيوعيين الفلسطينيين كانوا وما زالوا في طليعة النضال الوطني والطبقي، مؤمنين بأن الدماء التي رُويت بها أرض فلسطين هي بذور الحرية القادمة.
إن الحزب الشيوعي الفلسطيني يؤكد أن التحرر الوطني لا ينفصل عن التحرر الاجتماعي، وأن مواجهة الاحتلال لا يمكن أن تنجح دون مواجهة أدوات القهر الطبقي والفساد والتبعية، ودون بناء حركة شعبية ثورية تقودها الطبقة العاملة والفلاحون والكادحون، ترتكز على العدالة والمساواة والاشتراكية كأفق للتحرر الكامل.
وفي هذه الذكرى الخالدة، يتوجه الحزب بتحية الوفاء إلى شهداء شعبنا الأبرار، وأسرانا الصامدين، وجرحانا المناضلين، ويؤكد عزمه على مواصلة النضال في صفوف الطبقة العاملة والكادحين، ومن أجل بناء مجتمع خالٍ من استغلال الانسان لأخيه الانسان، تسوده العدالة الاجتماعية وتتحقق فيه الحرية والكرامة الوطنية.
ويدعو الحزب جماهير شعبنا وقواه التقدمية إلى التمسك بخيار النضال الطبقي والاجتماعي المتكامل مع النضال الوطني التحرري، في مواجهة الاحتلال والإمبريالية والرجعية، وإلى تعزيز التضامن الأممي مع الشعوب المكافحة من أجل الحرية والعدالة.
إن حزبنا، وهو يستذكر هذه المحطة النضالية المشرقة، يؤكد عزمه على مواصلة النضال في صفوف الطبقة العاملة والكادحين، وفي ميادين الفكر والسياسة والمقاومة، من أجل بناء مجتمع ديمقراطي تقدمي، يسوده العدل والمساواة، خالٍ من الاستغلال والاضطهاد.
عاشت الذكرى الرابعة والثلاثون لإعادة تأسيس الحزب الشيوعي الفلسطيني!

عاشت الماركسية اللينينية منهجاً للتحرر والثورة!

المجد للشهداء والنصر لشعبنا الفلسطيني!

7-11-2025