الإبادة الجماعية في غزة: حفلة تنكرية للأشرار الكبار
                        
                        
                            
                            
                                
                                
                        
                        
                            
                                
                                
                                
                                    احمد صالح سلوم
                                
                                
                                
                                
                                
                                
                                
                                    الحوار المتمدن
                                    -
                                    العدد: 8515 - 2025 / 11 / 3 - 22:01
                                
                                
                                المحور:
                                    كتابات ساخرة
                                
                               
                                
                                    
                                    
                        
                        
                              
                            
                            
                              
                        
                        
                        
                            
                                حيث يرقد إرث نيلسون مانديلا وديزموند توتو، في قلب مدينة كيب تاون، ألقت المقررة الخاصة للأمم المتحدة فرانشيسكا ألبانيزي قنبلة مدوية أمام الجمعية العامة في 28 أكتوبر 2025. تقريرها الرسمي بعنوان «غزة: إبادة جماعية – جريمة جماعية» (A/80/492) يُسمي 63 دولة بالأسماء، متهماً إياها بالتواطؤ المباشر في أكبر جريمة إبادة جماعية تشهدها البشرية منذ رواندا وسربرنيتسا. ليس إسرائيل وحدها من يقتل الأطفال والنساء والشيوخ في غزة، بل شبكة عالمية من الدول الغربية والعربية التي زودتها بالسلاح والنفط والغطاء الدبلوماسي والمال. هذه الدول ليست مجرد متفرجين، بل شركاء في الدم.
الولايات المتحدة تتصدر القائمة كـ«الراعي الأول». منذ أكتوبر 2023 وحتى أكتوبر 2025، أرسلت واشنطن أكثر من 50 ألف طن من الذخائر، بما فيها قنابل ثقيلة وزن 2000 رطل، وأكثر من 100 صفقة أسلحة سرية تجاوزت 20 مليار دولار. استخدمت الفيتو 5 مرات في مجلس الأمن لمنع أي قرار يدعو لوقف إطلاق نار دائم. أما ألمانيا، الثانية عالمياً في تصدير الأسلحة إلى إسرائيل، فقد زودتها بغواصات دولفين قادرة على حمل رؤوس نووية، وطوربيدات، ودبابات، بقيمة 326 مليون يورو في 2024 وحدها. بريطانيا سيرت أكثر من 600 رحلة استطلاع جوي فوق غزة، مشاركة معلومات استخبارية ساعدت في قصف المستشفيات والمدارس.
تركيا، رغم خطاب أردوغان الناري، حافظت على موانئها مفتوحة لنقل النفط والغاز إلى إسرائيل عبر طرق غير مباشرة، حتى بعد تعليق التجارة المباشرة في مايو 2024. أذربيجان، تحت قيادة إلهام علييف، أصبحت أكبر مورد نفط خام لإسرائيل، مستمرة في التوريد عبر خط باكو-تبليسي-جيهان رغم صور الجثث المحترقة. ومحميات الخليج، تلك الإمارات الوهمية التي تبيع الوهم للعالم، رفعت تجارتها مع إسرائيل بنسبة 30% بعد أكتوبر 2023. الإمارات وقعت صفقات غاز بمليارات الدولارات، بينما قطر، المحمية الإرهابية الأولى، بنت إمبراطورية نتنياهو الاقتصادية بأموالها.
الأنفاق في غزة لم تُبنَ بأموال قطر، بل بدعم إيراني مباشر، كما فعلت المقاومة الفيتنامية التي هزمت أعظم قوة في التاريخ، الولايات المتحدة، وفشلتها في فيتنام. إيران زودت غزة بالتكنولوجيا والخبرات لإنشاء شبكة أنفاق دفاعية، تمكّن الشعب من مقاومة المحتل كما فعل الفيتناميون في كو تشي. أما قطر، فقد اعترف قادتها مراراً أنهم لا ينفذون شيئاً إلا بأوامر أمريكية موافق عليها صهيونياً. تلك الأموال التي أرسلتها قطر إلى غزة، بموافقة نتنياهو نفسه، لم تذهب للمقاومة، بل بنت إمبراطورية نتنياهو المالية الاقتصادية لإبادة شعب غزة، كما أثبتت الأحداث. في رسالة سرية عام 2018، طلب نتنياهو من أمير قطر تميم بن حمد زيادة التحويلات إلى 30 مليون دولار شهرياً، ليستخدمها ذريعة لاحتلال دائم، بينما عادت الأموال إليه كتبرعات سياسية وصفقات غاز. إمبراطورية مبنية على دماء فلسطينية، محمية بطائرات F-35 أمريكية وغواصات ألمانية.
هذه الجريمة الجماعية لم تكن ممكنة لولا صمت العالم. تقرير ألبانيزي يفصل كيف أن 26 دولة أرسلت شحنات أسلحة مباشرة، و19 دولة ساهمت في برنامج F-35 الذي قصف غزة. الاتحاد الأوروبي يستورد غازاً إسرائيلياً يمر عبر مياه غزة المسروقة، بينما يفرض عقوبات على روسيا. مصر والأردن والمغرب زادت تجارتها، والبحرين وعمان وقطر وقعوا اتفاقيات تطبيع تحمي إسرائيل دبلوماسياً. حتى الأمم المتحدة اشترت معدات من شركة إلبيت الإسرائيلية!
النتيجة: أكثر من 200 ألف شهيد ومفقود في غزة، 90% من السكان مشردون، مجاعة مصطنعة، تدمير 80% من المدارس والمستشفيات. محكمة العدل الدولية أكدت خطر الإبادة في يناير 2024، والمحكمة الجنائية أصدرت مذكرات توقيف لنتنياهو وغالانت. لكن الدول المتواطئة تواصل الدعم، مما يجعلها شريكة قانونياً في الجريمة بموجب اتفاقية منع الإبادة الجماعية.
الآن حان وقت المحاسبة. يجب اعتقال قادة هذه الدول فوراً. بايدن وهاريس، شولتز وترامب ،وقاظة شركات كبوينغ و لوكهيد مارتن وغوغل ومايكروسوفت و ميتا وتسلا.. ، ماكرون، ستارمر وسوناك، أردوغان وعلييف، محمد بن زايد وتميم بن حمد ومحمد بن سلمان. يجب إحالتهم إلى المحكمة الجنائية الدولية كمجرمي حرب. لا حصانة لمن يموّل الإبادة. يجب تجميد أصولهم، مصادرة يخوت الخليج وطائراتهم الخاصة، وفرض حظر شامل على أسلحة وتجارة مع إسرائيل. كل دولة تستمر في الدعم تصبح هدفاً مشروعاً للمقاومة العالمية.
لكن في الجانب الآخر، تشرق شمس الأمل من دول الشرف والكرامة. تلك التي رفضت التواطؤ، ونفذت قراراً افتراضياً لمجلس الأمن بموجب البند السابع، يفرض وقف الإبادة بالقوة. إيران، بقيادة الجمهورية الإسلامية، قصفت تل أبيب مباشرة في يونيو 2025، مدمرة مواقع نووية ومراكز قيادة جيش الاحتلال. صواريخ فاتح وشهاب أمطرت المستوطنات، معلنة نهاية عصر الإفلات من العقاب.
اليمن، من صنعاء البطلة، أغلق باب المندب وأمطر إيلات بصواريخ باليستية ومسيرات، مضحياً بآلاف الشهداء ليحمي غزة. الحوثيون، أبطال العصر، أثبتوا أن شعباً فقيراً يمكنه إذلال أعتى إمبراطوريات. مقاومة الضاحية في بيروت، رغم الخيانات، أطلقت آلاف الصواريخ على حيفا وتل أبيب، مدمرة مطارات وموانئ. حزب الله، بقيادة الشهداء، حول جنوب لبنان إلى جحيم للمحتلين.
الحشد الشعبي في العراق قصف قواعد أمريكية وإسرائيلية، مقطعاً خطوط الإمداد. سوريا، تحت نظام بشار الأسد الثابت، دعمت المقاومة بكل قوة، مفتتحاً أبواب دمشق للمقاتلين، ومضحياً بآلاف الشهداء ليحمي فلسطين. هذه الدول لم تنتظر إذناً أمريكياً، بل نفذت العدالة بالقوة، قصفاً تجمعات جيش الإبادة في النقب والجولان.
مدحاً لهذه الأبطال: إيران أعادت الكرامة للأمة، محولة التهديد النووي إلى رماد. صنعاء أثبتت أن الإيمان يهزم التكنولوجيا. الضاحية أحيت روح المقاومة، والحشد أعاد للعراق عزه. الأسد، رغم الحصار، وقف صامداً كجبل قاسيون. هؤلاء هم حماة الإنسانية، من نفذوا البند السابع الحقيقي: قصف تل أبيب حتى توقف الإبادة.
هذه الدول رفضت قرار ترامب المشؤوم، ودعمت خطة سلام حقيقية: دولة فلسطينية كاملة السيادة من النهر إلى البحر، عاصمتها القدس. قادت تحالفاً عالمياً مع جنوب أفريقيا وكولومبيا وماليزيا، فرض حظراً شاملاً على إسرائيل، وأرسل قوات حفظ سلام لتحرير غزة.
الإبادة في غزة ليست قدراً، بل جريمة يمكن إيقافها. اعتقلوا المتواطئين اليوم، قبل أن يصبحوا درساً في كتب التاريخ كمجرمي رواندا. مدحوا المقاومين، فهم من أنقذ الإنسانية. غزة ستنتصر، والعالم الجديد سيولد من رمادها: عالم بدون احتلال، بدون إمبراطوريات خليجية إرهابية، بدون فيتو أمريكي. فلسطين حرة، من النهر إلى البحر. والله أكبر على الظالمين.
……….  
المادة الساخرة :
 الإبادة الجماعية في غزة: حفلة تنكرية للأشرار الكبار
في كيب تاون، حيث يستريح مانديلا وتوتو في سلام أبدي، قررت فرانشيسكا ألبانيزي أن تفسد الجو العام بتقريرها الجديد «غزة: إبادة جماعية – حفلة جماعية» (A/80/492). تخيلوا: 63 دولة مدعوة، كل واحدة تحمل هدية مسمومة، وإسرائيل تفتح الباب بابتسامة عريضة. ليس حفل عيد ميلاد، بل حفل إبادة، وكل ضيف يقول «أنا فقط أمرر الملح».
أمريكا، الراعي الرسمي، أرسلت 50 ألف طن من الهدايا الثقيلة، قنابل 2000 رطل، كأنها كعكة عيد ميلاد عملاقة. فيتو هنا، فيتو هناك، خمس مرات في مجلس الأمن، كأنها تلعب لعبة «من يضغط الزر أسرع». ألمانيا، الصديقة الوفية، جاءت بغواصات دولفين، كأنها تقول «خذوا، غوصوا في المرح». 326 مليون يورو، مبلغ يجعل حتى سانتا كلوز يغار. بريطانيا؟ أرسلت 600 طائرة استطلاع، كأنها تصور فيلم وثائقي بعنوان «كيف تقصف مستشفى بأناقة».
أردوغان يصرخ في الميكروفون «سنوقف التجارة!» ثم يهمس للموانئ «استمروا، لكن غير مباشرة، مثل الرسائل السرية». علييف في أذربيجان يرسل نفطاً عبر الأنابيب، كأنه يقول «لا تقلقوا، الجثث المحترقة مجرد دخان شواء». ومحميات الخليج؟ الإمارات توقع صفقات غاز كأنها تشتري تذاكر كونسيرت، وقطر... آه قطر.
الأنفاق؟ ليست من قطر، بل هدية إيرانية فاخرة، نسخة طبق الأصل من كو تشي الفيتنامية التي أذلت أمريكا وجعلتها تبكي في هانوي. إيران قالت «خذوا، احفروا، قاوموا». أما قطر، فقد اعترف أمراؤها «نحن لا نحرك إصبعاً إلا بإشارة أمريكية صهيونية». نتنياهو كتب رسالة حب عام 2018: «تميم عزيزي، زد التحويلات إلى 30 مليون شهرياً، أحتاجها لبناء إمبراطوريتي». الأموال ذهبت للإبادة، عادت كتبرعات وصفقات غاز، كأنها لعبة «مونوبولي» دموية.
الجريمة الجماعية تحتاج فريقاً كبيراً. 26 دولة أرسلت أسلحة، 19 ساهمت في F-35، كأنها تشارك في برنامج تلفزيوني «من يبني الطائرة الأكثر دماراً». الاتحاد الأوروبي يستورد غازاً من مياه غزة المسروقة، ثم يعاقب روسيا، كأنه يقول «السرقة حلال إذا كانت من فلسطين». مصر والأردن والمغرب يزيدون التجارة، والبحرين وعمان يوقعون اتفاقيات تطبيع كأنها بطاقات تهنئة. حتى الأمم المتحدة اشترت من إلبيت، كأنها تقول «نحن نحب الجودة الإسرائيلية».
النتيجة؟ 200 ألف شهيد، 90% مشردون، مجاعة مصطنعة، 80% من المدارس والمستشفيات أصبحت ذكريات. محكمة العدل تقول «خطر إبادة»، والجنائية تصدر مذكرات لنتنياهو، لكن الجميع يستمر كأنها دعوة لعشاء متأخر.
المحاسبة؟ يجب اعتقال الجميع فوراً. بايدن يرتدي بدلة برتقالية، هاريس تتبعه، شولتز يحمل لافتة «أنا آسف على الغواصات»، ترامب يصرخ «كنت أمزح!». ماكرون يغني «لا ريغريت»، ستارمر وسوناك يتشاركان زنزانة. أردوغان يقول «كان خطاباً فقط»، علييف يبكي على نفطه. محمد بن زايد وتميم ومحمد بن سلمان يفقدون يخوتهم، ومديري بوينغ ولوكهيد وغوغل ومايكروسوفت وميتا وتسلا يقولون «نحن فقط نبيع التطبيقات». تجميد أصول، مصادرة طائرات، حظر شامل، كأنها حفلة إفلاس كبرى.
لكن هناك جانب مشرق، دول الشرف رفضت الدعوة. إيران قصفت تل أبيب في يونيو 2025، صواريخ فاتح وشهاب كأنها ألعاب نارية احتفالية، دمرت المواقع النووية، كأنها تقول «عيد ميلاد سعيد، لكن بدونكم».
اليمن من صنعاء أغلق باب المندب، أمطر إيلات بصواريخ ومسيرات، كأن الحوثيين يلعبون «أنگری بيردز» حقيقية. شعب فقير يذل إمبراطوريات، كأنه فيلم كوميدي يفوز بأوسكار. حزب الله في الضاحية أطلق آلاف الصواريخ على حيفا وتل أبيب، دمر المطارات، كأنه يقول «رحلاتكم ملغاة». جنوب لبنان أصبح جحيماً، كأن الاحتلال اشترى تذكرة ذهاب بلا عودة.
الحشد الشعبي قصف القواعد الأمريكية والإسرائيلية، كأنه يقطع الكهرباء عن الحفلة. سوريا مع الأسد فتحت دمشق، ضحت بآلاف الشهداء، كأنها تقول «الباب مفتوح، لكن للمقاومة فقط». لم ينتظروا إذناً أمريكياً، نفذوا البند السابع بأنفسهم، قصف النقب والجولان كأنه لعبة فيديو.
مدح لهؤلاء الأبطال: إيران حوّلت التهديد النووي إلى رماد، كأنها ساحرة جيدة. صنعاء أثبتت أن الإيمان يهزم التكنولوجيا، كأنها ديفيد ضد غولياث بميزانية صفر. الضاحية أحيت المقاومة، الحشد أعاد العزة للعراق، الأسد وقف كجبل قاسيون، كأنه تمثال حي. هم حماة الإنسانية، نفذوا قصف تل أبيب حتى توقفت الإبادة، كأنها نهاية فيلم هوليوودي سعيد.
رفضوا قرار ترامب، دعموا فلسطين من النهر إلى البحر، تحالفوا مع جنوب أفريقيا وكولومبيا وماليزيا، فرضوا حظراً، أرسلوا قوات سلام، كأنهم ينظمون حفلة تحرير مجانية.
الإبادة ليست قدراً، بل حفلة يمكن إلغاؤها. اعتقلوا المتواطئين قبل أن يصبحوا نكتة في التاريخ. مدحوا المقاومين، هم من أنقذ الكوميديا الإنسانية. غزة ستنتصر، العالم الجديد سيولد: بدون احتلال، بدون يخوت خليجية، بدون فيتو. فلسطين حرة، والله أكبر على الذين يعتقدون أن الإبادة موضة.