في ذكرى أكتوبر تصعيد لطي صفحة الحرب وترسيخ السلام


تاج السر عثمان
الحوار المتمدن - العدد: 8500 - 2025 / 10 / 19 - 10:06
المحور: الارهاب, الحرب والسلام     

1
مع التحركات الخارجية الجارية مهم في ذكرى ثورة اكتوبر التصعيد الجماهيري لطي صفحة الحرب وترسيخ السلام والديمقراطية.
كما اشرنا سابقا إلى استعداد واشنطن لاستضافة اجتماعات الآلية الرباعية في ٢٤ من أكتوبر 2025، والتي تركز على التوصل إلى هدنة إنسانية ووقف شامل لإطلاق النار بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع. في ظل تصاعد العمليات العسكرية كما في جريمةاغتيال قيادات الإدارات الأهلية لقبيلة المجانين بمنطقة المزروب، التي تمت بواسطة مسيرة تتبع للقوات المسلحة.
ممَا يستوجب الالتزام بالتهدئة والاحتكام إلى صوت العقل والقبول فورًا بالهدنة الإنسانية، التي جاءت في بيان الرباعية، والانخراط في عملية تفاوضية تضع ترتيبات لإيقاف وإنهاء الحرب.وتجاوز التدهور الحاد في الأوضاع الإنسانية والأمنية والمعيشية. وبهدف وقف الحرب وبناء مسار تفاوضي مستدام لا يعيد إنتاج الأزمة والحرب. .
وقبل اجتماع واشنطن المرتقب تم لقاء القاهرة الذي جمع الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، قائد الجيش ورئيس مجلس السيادة الانتقالي، بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي اللقاء تناول أهمية الآلية الرباعية كمظلة سياسية تسعى إلى تسوية الأزمة السودانية عبر وقف إطلاق النار وتحقيق الاستقرار.
كما تعهد الاتحاد الأوروبي بالعمل على دعم جهود السلام وبناء الاستقرار في السودان.
تلك كلها ضغوط خارجية مما يتطلب تعزيزها بتصعيد داخلي جماهيري لوقف الحرب واسترداد الثورة والحكم المدني الديمقراطي بمناسبة الذكرى ٦١ لثورة أكتوبر وإدانة انقلاب ٢٥ أكتوبر ٢٠٢١ في ذكراه الرابعة.
٢
تأتي كل تلك الجهود الخارجية بهدف وقف الحرب وتحقيق الاستقرار المنشود لضمان الاستثمار في موارد السودان المعدنية والزراعية والحيوانية إضافة لموقع السودان المهم على ساحل البحر الأحمر في ظل اشتداد وتفاقم حدة الصراع بين أقطاب الرأسمالية في العالم على الموارد بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين وروسيا والدول الاقليمية الداعمة لطرفي الحربَ ولضمان استدامة الاستقرار ومنع تمدد النزاع إلى الإقليم المجاور.
٣
اوضحنا سابقا أن الحرب اللعينة الراهنة، جاءت بهدف الصراع على السلطة وتصفية الثورة، وبدعم إقليمي ودولي لطرفي الحرب بالمال والسلاح بهدف نهب ثروات البلاد، وإيجاد موطئ قدم لها على ساحل البحر الأحمر.إضافة لخطر المجاعة وتحويل الحرب، الى أهلية وعرقية واثنية تهدد أمن المنطقة والسلام الإقليمي والدولي.
انفجرت الحرب اللعينة بعد تصاعد المقاومة لانقلاب 25 أكتوبر، ومجازر دارفور والمناطق الطرفية الأخرى، وبعد أن أصبحت سلطة انقلاب 25 أكتوبر قاب قوسين أو أدنى من السقوط، وعقب الصراع الذي انفجر في الاتفاق الإطاري حول الإصلاح الأمني والعسكري في قضية الدعم السريع حول مدة دمج الدعم السريع في القوات المسلحة، فضلا عن توفر الظروف الموضوعية لإسقاط الانقلاب، كما في الثورات والانتفاضات السابقة التي أسقطت الأنظمة العسكرية الديكتاتورية بسلاح الاضراب السياسي العام.
٤
أشار تقرير البعثة الأممية المستقلة إلى ان طرفي الحرب ارتكبا جرائم إبادة جماعية وتطهير عرقي وعنف جنسي وجرائم ضد الانسانية، وهي امتداد للجرائم السابقة كما في مجزرة فض الاعتصام، والابادة الجماعية والتهجير القسري في دارفور وبقية المناطق، وجرائم الانقاذ ضد الانسانية لأكثر من 30 عاما.
- ضرورة المحاسبة وعدم الإفلات من العقاب، لمنع تكرار تلك الجرائم.
– خطر المليشيات وضرورة حلها وقيام الجيش القومي المهني الموحد الذي يعمل تحت إشراف الحكومة المدنية، كما في (الدعم السريع، مليشيات الإسلامويين، الحركات المسلحة، درع البطانة. الخ)، فهى خطر على وحدتها واستقرارها وأمنها وسيادتها الوطنية، فكان من شعارات ثورة ديسمبر “حرية سلام وعدالة- الثورة خيار الشعب”، و”السلطة سلطة شعب والعسكر للثكنات والجنجويد ينحل”.
– أكدت التجربة خطل الاتفاقات الهشة بتدخل دولي واقليمي لقطع الطريق أمام الثورة، فضلا عن تكريسها للمليشيات وجيوش الحركات كما في الوثيقة الدستورية 2019 التي انقلب عليها تحالف اللجنة الأمنية ومليشيات الإسلامويين والدعم السريع وجيوش حركات جوبا في 25 أكتوبر 2021 الذي تدهورت بعده الأوضاع الاقتصادية والمعيشية والأمنية، ووجد مقاومة باسلة.
وجاء الاتفاق الإطاري ليكرر خطأ “الوثيقة الدستورية” الذي كرّس وجود الدعم السريع واتفاق جوبا، وهيمنة العسكر، مما أدى لانفجار الأوضاع في البلاد والحرب، وهو في جوهره صراع على السلطة ونهب ثروات البلاد، وانعكاس لصراع المحاور الاقليمية والدولية في السودان، والتدخل الدولي الكثيف فيه.
– بعد وقف الحرب بعد هذه التجربة المريرة لا عودة للاتفاقات الهشة لتقاسم السلطة التي تعيد إنتاج الحرب بشكل اوسع، وتهدد استقرار ووحدة البلاد، كما في الدعوات وورش العمل الجارية برعاية دولية للعودة للاتفاق الإطاري بعد وقف الحرب، ولا بديل عن كامل الحكم المدني الديمقراطي، واستدامة الديمقراطية والتنمية المتوازنة والسيادة الوطنية.
إضافة لمواصلة توسيع قاعدة النهوض الجماهيري لوقف الحرب واسترداد الثورة، ومقاومة جماهير المدن والريف للتهجير والنزوح، ومواصلة المطالبة بالعودة لمنازلهم وقراهم، عدم ترك أراضيهم وممتلكاتهم لمليشيات الدعم السريع و”الكيزان”. وتحسين الأوضاع الاقتصادية والمعيشية والصحية والأمنية التي تدهورت بشكل لا مثيل له.
٥
اخيرا بمناسبة الذكرى ٦١ لثورة أكتوبر والذكرى الرابعة لانقلاب ٢٥ أكتوبر ٢٠٢١ مهم قيام اوسع حراك جماهيري لوقف الحرب واستعادة مسار الثورة بمختلف الأشكال : مواكب وقفات احتجاجية في الداخل والخارج ندوات بيانات. الخ ومواصلة الوجود والمقاومة في الشارع في الداخل والخارج بمختلف الأشكال، حتى انتزاع  الحكم المدني الديمقراطي، وقيام المؤتمر الدستوري في نهاية الفترة الانتقالية للتوافق على شكل الحكم ودستور ديمقراطي وقانون انتخابات ديمقراطي يفضي لانتخابات حرة نزيهة في نهاية الفترة الانتقالية، وتحقيق بقية أهداف الثورة..