القسم 16: الحجّة ضد المعجزات تأليف واعداد: جون دبليو لوفتوس وآخرين ترجمة وتعليقات: سهيل أحمد بهجت
سهيل أحمد بهجت
الحوار المتمدن
-
العدد: 8352 - 2025 / 5 / 24 - 23:16
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
المقال 15: يسوع المسيح: نصف إله دوسيتيكي Docetic
بقلم: روبيرت م. برايس
تُعدّ عقيدة تجسد الله في يسوع المسيح عقيدةً محوريةً وحاسمةً في المسيحية. قد يُعتبر عقيدة الكفارة ذات أهمية أكبر، لكن هذه العقيدة تعتمد على السؤال السابق في علم Christology دراسة المسيح: هل كان يسوع المسيح كائنًا مخلوقًا أثبت جدارته بالكرامة الإلهية (كما علّم Arians الآريوسيون) أم كان من نفس طبيعة الآب (كما قال Athanasius أثناسيوس)؟ إذا كان الأمر الأول هو الصحيح، فإن يسوع كان في الأساس مثالاً يُشجع جهود المؤمنين على السعي لخلاصهم. أما إذا كان الأمر الثاني، فإنه كان المصدر الإلهي للنعمة الخلاصية للخطأة.(هامش 1) على أي حال، فإن السؤال الذي يجب طرحه هنا هو: هل عقيدة التجسد منطقية؟ هل هي ذات معنى ومفهومة؟ لأنه إن لم تكن كذلك، فلا يمكن للمرء أن يتساءل عما إذا كانت صحيحة.
من المذاهب المرتبطة بذلك عقيدة الحبل العذري بيسوع. فهل هي جزء لا يتجزأ من عقيدة التجسد، بل ومتوافقة معها؟ يرى بعض اللاهوتيين أنه لا يمكن امتلاك أحدهما دون الآخر.(هامش 2) ويصر آخرون على أن عقيدة الميلاد العذري تتناقض مع عقيدة التجسد. يقول Gordon Kaufmann غوردون كوفمان:
"عقيدة ما يُسمى بالولادة العذرية... تهدف إلى التأكيد على أن الله نفسه هو الحاضر في هذا الإنسان، حاضرٌ حقًا وفعلًا في كيانه. ومع ذلك، فهي تقول هذا بشكل فظّ، مقدمةً شرحًا شبه مُفسّر للأمر... إنها تُحوّل يسوع إلى نوع من أنصاف الآلهة - نصف إنسان ونصف إله."(هامش 3)
يكتب Paul Tillich بول تيليش بالمثل أن رمز الميلاد العذري "يُعتبر هرطقة لاهوتية. فهو يُلغي إحدى العقائد الأساسية لمجمع خلقيدونية... فالإنسان الذي لا أب بشري له لا يتمتع بإنسانية كاملة".(هامش 4) وهذا أيضًا أمرٌ يجب أن نأخذه في الاعتبار، لأنه ربما يكون ذا صلةٍ وثيقةٍ بسؤالنا الرئيسي.
هل Logos الكلمة منطقية؟
هل يُفترض أن يكون للتجسد معنى (لنا نحن البشر)؟ تاريخيًا، حوّل اللاهوتيون (في رأيي) الضرورة إلى فضيلة، رافضين (ظاهريًا في العبادة) ومعلنين أن العقيدة "سر إلهي"، ومحذرين من أن أي محاولة لاختزالها إلى معنى عقلاني هي اختزالية، وتقليص، أو بالأحرى، تبسيط، لحقيقة تفوق الفهم لسبب بسيط هو أن العقل البشري لا يدرك إلا "أَدْنَى طُرُقِهِ" (أيوب 26: 14). يبدو هذا تقوى، بل وحتى تواضعًا سقراطيًا، بل ومعقولًا لأننا نفترض أننا غير قادرين على فهم شيء عميق وذو بُعد. كانت البدع الكبرى كلها تبسيطات مفرطة، وبالتالي اختزالية. ولكن ماذا لو انقلبت الأمور؟ ماذا لو كانت فكرة اللغز المُبهم في حد ذاتها مجرد غموض وتعتيم لشيء سينكشف تحت التدقيق المُفرط؟ قد يتبين أن أوز العظيم والقوي ليس سوى مُحتالٍ خلف ستار في كشك مؤثرات خاصة.
لكن كان هناك لاهوتيون عقلانيون لم يكتفوا بالألغاز. أصرّ العقلانيون البروتستانت في القرنين الثامن عشر وأوائل القرن التاسع عشر على أن الأمور منطقية. وتحت تأثير آلية نيوتن، رفض هؤلاء العقلانيون جميع مفاهيم الانتهاكات الإلهية لنظام قوانين الطبيعة. إذا كان الخالق قد أصاب في البداية، فلماذا يحتاج إلى إجراء تصحيحات في منتصف الطريق؟
بعبارة أخرى، هل يُمكنك أن تُؤمن بما لا تفهمه؟ هل الإيمان مجرد توقيع وثيقة لم تقرأها؟ أم لا تقرأها؟ أقترح أنك لا تستطيع، ولا تفعل. تبرز المشكلة بوضوح خاص في حالة الثالوث: ما الذي تقول إنك تؤمن به؟ لا أحد يستطيع فهمه، ولا يُفترض بأحد أن يفهمه: إنه لغز آخر. لكن ليس بهذه السرعة! لا يُسمح لك بالإيمان بوجود ثلاثة آلهة، أو أن إلهًا واحدًا يُظهر نفسه بأشكال مختلفة. هذه بدع، Tritheism التثليث، وModalism الشكلانية على التوالي. لكن البديل المُفترض مُلتبس للغاية بحيث يصعب التمسك به. أُجادل بأن المسيحيين الثالوثيين، في صلاتهم وعبادتهم، لا يُمكنهم إلا أن يقعوا في أيٍّ من هذين المفهومين "الهرطقيين" لأنهم لا يستطيعون استيعاب النموذج الأرثوذكسي، أو تمثيله ذهنيًا - لأنه لا يوجد نموذج. التثليث ليس أكثر من شعار مُلحّ. ماذا لو كان "الإيمان" بالتجسد مقطوعًا من نفس القماش، القماش الذي نُسِجَت منه ملابس الإمبراطور الجديدة؟
بعبارة أخرى، أليس من المفترض أن يُخبرنا "الوحي" بشيء ما؟ أن يُوضح الأمور؟ إذا تركنا في ظلمةٍ مُظلمة، تحت غيمةٍ من الجهل، فكيف يكشف لنا شيئًا؟ "الكشف هو الإظهار، ولكن أن يُشكل لغزٌ ما جزءًا من وحيٍ ما، فهذا أمرٌ سخيف؛ لأنه كالكشف وعدم الكشف في آنٍ واحد؛ لأنه لو كُشف، لكان قد زال غموضه" (Ethan Allen إيثان ألين).(هامش 5)
كان عالم اللاهوت Friedrich Schleiermacher فريدريش شلايرماخر، في القرن التاسع عشر، عقلانيًا بروتستانتيًا في جوانب مهمة. أصرّ على أن أي عقيدة قابلة للتطبيق حول تجسد الله في المسيح يجب ألا تنتهك ما نعرفه عن الإنسانية الحقيقية.(هامش 6) إذا كان الأمر كذلك، فإننا نتخلى عن الاعتقاد الأرثوذكسي القائل بأنه على الرغم من كونه إلهًا حقيقيًا ("إلهًا حقيقيًا"، أي "إلهًا حقيقيًا")، إلا أنه لا بد أن يكون أيضًا إنسانًا حقيقيًا - وإلا فإن الأمر برمته مجرد مسرحية هزلية. يجب أن يكون التجسد أكثر من مجرد إله يرتدي بدلة غوص من لحم بشري. كان اقتراح شلايرماخر أن تجسد الله في يسوع يعني أن الإنسان يسوع كان "واعيًا بالله" تمامًا في كل لحظة، كما ينبغي أن يكون الجميع، ولكنه ليس كذلك.(هامش 7) وهكذا، فإن يسوع يختلف عنا كميًا، لا كيفيًا. لقد كشف ديفيد فريدريش شتراوس خدعة شلايرماخر قائلاً: "إن حقيقة أنه يسميها وجودًا حقيقيًا [لله في يسوع] تُظهر أنه يشعر بأنها وجود غير حقيقي".(هامش 8)
ليس من المستغرب إذن أن يرفض شلايرماخر(هامش 9) فكرة الحبل العذري بيسوع باعتبارها مُعادية للتجسد، لأن البشر الحقيقيين لا يولدون كذلك. بل اقترح أن الله منع انتقال الخطيئة من مريم ويوسف إلى ابنهما يسوع. هذا لنقل الحبل بلا دنس من مريم إلى يسوع. ويبدو أن هذا استلزم تدخلاً إلهياً بقدر ما استلزمته المعجزة البيولوجية التقليدية للولادة العذرية. هل نجح شلايرماخر في صياغة نظرية عقلانية للتجسد؟ لا أعتقد ذلك. ولعل من المفارقات أن محاولته تُثبت تحذير اللاهوتيين القدامى: لقد كانت في الواقع ممارسةً في الاختزالية المُحبطة. ولكن هل كان لدى الأرثوذكس ما هو أفضل ليقدموه؟
يبدو لي من المفارقات أن يستخف علماء اللاهوت بقدرة العقل البشري على فهم الإلهي، لأنهم لم يترددوا قط في ادعاء القيام بذلك، ولم يتوقفوا إلا عندما تصل استدلالاتهم (المتغطرسة) إلى طريق مسدود، وعند هذه النقطة ربما كان من الأفضل لهم أن ينتبهوا إلى حكمة عالم اللاهوت Bugs Bunny باغز باني [شخصية كارتونية استخدمها الكاتب على سبيل السخرية] ويعترفوا لأنفسهم بأنهم ربما "ارتكبوا خطأً في Albuquerque ألبوكيرك" ويعودوا إلى نقطة البداية. إذا خرج المرء للحظة من اللعبة اللاهوتية، فسيتضح أن جميع ادعاءات معرفة أن المسيح المتجسد كان له هذا العدد من "الطبائع" وهذا العدد من "الأقانيم"، وجميع الصيغ الدقيقة التي تُحدد مدى وعلاقات الطبائع والأقانيم، وما إلى ذلك، ليست التشريح الميتافيزيقي الذي يُفترض أن تكونه. في الواقع، أعتقد أن ما نشهده في جميع عقود النقاشات المسيحية (التي سنناقشها حاليًا) هو بالأحرى محاولات لتصميم، أو خلق، موضوع عبادة مناسب، لا يختلف من حيث المبدأ عن دمج بطليموس الأول سوتر للإلهين أبيس وأوزوريس لتكوين الإله الجديد سيرابيس.(هامش 10)
جذور العهد القديم
بتقديري، يُمكن العثور على أصل عقيدتي التجسد والولادة العذرية في الكتب المقدسة العبرية. إن سابقة بني إسرائيل للتجسد الإلهي على الأرض هي بوضوح الظهور الإلهي، أي ظهور يهوه على الأرض في مناسبات معينة. ومن الأمثلة على ذلك ظهور يهوه لأبرام (تكوين 17: 1-6)؛ ولإبراهيم المُعاد تعميده مع تابعين له تمهيدًا لاستكشاف سدوم وعمورة (تكوين 18: 1-2)؛ ولهاجر في البرية (تكوين 16: 7-14؛ 21: 17-21)؛ ولجدعون الذي جنّده لهزيمة المديانيين (قضاة 6: 12-23)؛ ولوالدي شمشون (قضاة 13: 2-25). هناك عنصر حاسم من الغموض اللافت في هذه القصص. تتأرجح شخصية الزائر السماوي بين يهوه وملاك يهوه (أو ملاك الله [= إلوهيم]).
يتلاشى هذا الغموض في كتابات لاحقة مثل طوبيا وإنجيل لوقا (1: 26-28 وما يليه). ففيها، من الواضح أن الرسول هو ملاك، وليس الله نفسه، إذ ظهر رافائيل لطوبيا، وجبرائيل لمريم. وقد حُلّ الغموض. لكن التناقض السابق لم يكن مجرد تناقض أو كتابة غير دقيقة. بل كان، في رأيي، مقصودًا تمامًا. فهل كان "الملاك" (= "الرسول") هو يهوه نفسه، أم أنه مجرد ممثله يتحدث بسلطة سيده؟ («مَنْ يَسْمَعُكُمْ يَسْمَعُنِي»، لوقا 10: 16أ). لكان من المنطقي لو أن نسخة سابقة قد أظهرت الله نفسه دون وعي، كما هو الحال في سفر التكوين، الإصحاح 18، بينما غيّر المحررون اللاحقون هذا إلى "ملاك يهوه/إلوهيم" حفاظًا على سمو الله. ومع ذلك، حتى في حالات هاجر وجدعون ووالدي شمشون، يُعلن من تلقّى الزيارة أنه نجا، على نحوٍ مُفاجئ، من رؤية الله نفسه (خروج 33: 20). لو أراد المُحرّر ببساطة استبدال يهوه نفسه بعبده، لكان ذلك سهلاً، لكنه لم يفعل.
هذا جزء من اتجاه أوسع نطاقًا ساد في كتابات سفر التثنية(هامش 11) ، حيث تُغيّر المواد الأسطورية السابقة التي تُصوّر الإله بمصطلحات anthropomorphic مجسمة لتعكس فهمًا أكثر تعقيدًا لله. على سبيل المثال، لم يعد الله نفسه هو الساكن في الهيكل، مُتوّجًا على تابوت العهد. بل إن اسم الله أو شكينة [هي بالضبط كلمة سكينة باللغة العربية] (سحابة مجد) الله هو الساكن هناك. كل حديث عن إصبع الله، وكلمته، وروح يهوه يدل على ابتعاد عن الأساطير الخام نحو السمو الإلهي. تكمن الحيلة في هذا: لا يجب على المرء أن يُزيل التدخل الإلهي، ويُفوّض المهمة لشخص آخر، ولكن لا يمكن للمرء أيضًا أن يتخيل الله نفسه ينحني ليُلوّث "يديه" وهو يُعطي التوراة، ويخلق إنسانًا من طين موحل، ويقف وسط لهيب العليقة المشتعلة، إلخ. ليس الله نفسه، بل ليس شخصًا آخر. كان "الحل" تراجعًا إلى الغموض الاستراتيجي. وهنا يكمن الأصل من "السر الإلهي" (التعمية). اطمئنوا، سنراه مجددًا.
هل كان للزائر الإلهي جسدٌ من لحم؟ لا، إذا كنا نتحدث عن تناول الطعام. عندما قدّم والدا شمشون وجدعون الطعام لملاك يهوه، اختفى في لهيبٍ من نار، التهم الطعام أيضًا، ضمنيًا، كذبيحةٍ للإله الذي اختفى للتو. يوضح رافائيل أنه بينما كان يسافر مع طوبيا، تظاهر فقط بتناول الطعام معه (طوبيا 12: 19). قد يُفترض أن نسخةً سابقةً من القصص سمحت بأن يأكل الزائر الإلهي، كما حدث عندما جلس يهوه لتناول وليمةٍ شهيةٍ في معسكر إبراهيم (تكوين 18: 4-8). تُقدّم الأساطير اليونانية حلاً وسطًا: أكل الآلهة، نعم، ولكنه كان "خبز الملائكة" (مزمور 78: 25)، رحيقًا وطعامًا إلهيا ambrosia.
ماذا عن الجنس؟ إذا كان أبناء الله (تكوين 6: 1-4) ذوو صلة هنا، فقد يكون بمقدور كيان تجلٍّ أن يشتهي ويفعل شيئًا حيال ذلك. عندما يقول يسوع (لوقا 20: 34-36) إن ملائكة السماء لا يتزوجون ولا يزوجون (مشيرًا إلى وجود ملائكة إناث؟)، فقد يقصد أن من لا يزالون يعيشون في السماء، على عكس أبناء الله الساقطين، كانوا ملتزمين بالعزوبة، وليس أنهم لا يستطيعون ممارسة الجنس إن أرادوا. أنا أُخصص وقتًا لهذا لأنه يتعلق بغرض وطبيعة قصص التجلي الإلهي في العهد القديم. يُقدم معظمها الحمل المعجز و/أو المصير الإلهي لأبطال الكتاب المقدس المختلفين: إسماعيل، إسحاق، شمشون، وابن الشونمية. يُعلن الملاك/يهوه عن ولادة طفل الوعد.(هامش 12) أنا متأكد من أن هذه إعادة كتابة لنصوص أصلية صُوِّر فيها يهوه وهو يُخصِّب النساء اللواتي يظهر لهن جنسيًا. كانت هذه القصص لتشبه الأساطير اليونانية التي يُخصِّب فيها أبولو كورونيس، فيُنجب أسكليبيوس؛ وثيسيوس هو ابن بوسيدون من أيثرا البشرية؛ وبرسيوس هو ابن زيوس من داناي؛ وهرقل هو الابن الجبار لزيوس وألكميني البشرية.
لقد اقترحت أن قصص الظهور الإلهي بدأت بظهور يهوه على الأرض في شكل human(oid) بشري، قادرًا على الأكل والشرب وممارسة الجنس، تمامًا مثل آلهة اليونان القديمة، لكن محرري سفر التثنية قاموا بتعديلها من أجل وضع مسافة وجودية بين التشبيه القديم والتعالي الأكثر تجريدًا الذي فضلوه.
مفاهيم خاطئة (معجزة)
قبل تطبيق هذه الأفكار على العقائد المسيحية المتعلقة بالتجسد والولادة العذرية، أودُّ أن أكشف الستار التاريخي قليلاً. من المرجح جدًا أن فكرة البطل الإلهي، باعتباره ابن إله وامرأة فانية ("بنات البشر"، تكوين 6: 2) قد نشأت من نمط قديم من الأبوة البديلة يُمارس حتى اليوم في شبه الجزيرة العربية وأفريقيا.(هامش 13) عندما تعجز المرأة عن الإنجاب، قد يتزوج زوجها بزوجة ثانية أو جارية (كما فعل إبراهيم مع هاجر). ولكن ماذا لو لم يستطع تحمل التكاليف؟(هامش 14) كان البديل هو اللجوء إلى أحد الشامان المتجولين، الذين يُطلق عليهم أحيانًا اسم "الملائكة". كان هذا الرجل ينعزل مع المرأة "العقيمة"، مما يُمكّنها بأعجوبة من إنجاب الأطفال. الحقيقة أن الزوجة لم تكن المخطئة، بل الزوج لكونه عقيمًا، ولكن لا يجب الاعتراف بذلك، حفاظًا على ماء وجهه. لا بد أن الذنب يقع على عاتق الأنثى، أليس كذلك؟ لم يُخدع أحد: بالطبع، كان الطفل الناتج من نصيب الشامان ("الملاك")، ولكن كان عليه الحفاظ على المظهر. لم تكن مثل هذه العلاقات تُعتبر زنا. كان الأمر أشبه بزيارة امرأة لطبيب أمراض نساء اليوم.
استمرت القصة "الرسمية" لزيارة ملاك/رجل الله لإعلان ولادة طفل لامرأة لم تكن قادرة على الإنجاب، في الانتشار، وتطورت مع مرور الزمن. أصبحت شخصية الشامان المتجول تُفهم حرفيًا وأسطوريًا، واقتصر نشاطه على إنجاب أبطال من الكتاب المقدس (وغيره من الأساطير). حظيت هذه الشخصيات بتقدير كبير لدرجة أن مواهبها الاستثنائية كانت تُنسب إلى أبوين خارقين. حتى فيما يمكن اعتباره الحالة التوراتية النموذجية، وهي حالة أبناء الله وبنات البشر (تكوين 6: 1-4)، فإن الهدف الأصلي، دون إسناد أي عيب إلى الآلهة الصغار، كان تفسير القامة العظيمة للنفيليم الكنعانيين والفلسطينيين (غير الأسطوريين) (تكوين 6: 4؛ 14: 5؛ تثنية 2: 10، 20-21؛ 1 صموئيل 21: 18-22)، الذين، مثل جالوت الجتي، بلغوا ارتفاعًا مذهلًا (نادرًا آنذاك) يبلغ ستة أقدام (قارن بدينكا السودان اليوم). لا بد أنهم امتلكوا حمضًا نوويًا إلهيًا. نمت هذه السمات الاستثنائية إلى درجة قوى إلهية عظمى. وكانت النتيجة أنصاف آلهة مثل هرقل، وشمشون، وغلغامش، ونمرود.
أنتج الحمل المعجز نوعين من النسل. وباستعارة مصطلح هندوسي، كان هناك avatars تجسيدات (أي "نزول" من السماء)،(هامش 15) آلهة زارت الأرض من خلال رحم امرأة. كان كريشنا تجسيدًا لفيشنو. كان أبولونيوس التياني بروتيوس في صورة بشرية (وهمية).(هامش 16) نزل غوتاما بوذا (في معتقد الماهايانا) من جنة توشيتا عبر رحم "أمه"، مايا (تلميح، تلميح). كانت التجسيدات هي نفسها الكائنات التي كانت على الأرض في السماء. عندما ظهرت بين البشر، كان ذلك مشابهًا تمامًا لوصول كال-إل (سوبرمان) إلى الأرض في صاروخ من كوكب كريبتون، حيث يُعادل الصاروخ رحم أم التجسيد. وكما هو الحال في بوذا، كان الشكل المادي الظاهري للتجسيد وهمًا، نيرمانكيا ("جسد التحول"). يمكن للمستنير روحيًا أن يرى من خلال سامبوغكيا ("جسد المتعة")، الجسد السماوي الخارق.(هامش 17) وبالمثل، يكشف كريشنا عن شكله الحقيقي لأرجونا:
انظر إلى أشكالي يا ابن برثا،
بالمئات والآلاف،
من مختلف الأنواع، عجيبة،
من مختلف الألوان والأشكال...
هنا اتحد العالم أجمع،
انظر اليوم، مع الأشياء المتحركة والثابتة،
في جسدي، غوداكيسا،
وكل ما ترغب في رؤيته.
ولكنك لا تستطيع رؤيتي
وبنفس عينك، أعطيك عينًا
خارقة للطبيعة:
انظر إلى قوتي الغامضة كإله!(هامش 18)
أعتقد أن هذا يُمثل نوعًا من التجلي الإلهي، ولكنه طويل الأمد، يمتد لعقود. ولهذا السبب، يُمكن تصوير التجسيد، حتى وهم أطفال (مثل يسوع في إنجيلي متى وتوما)، على أنهم يمتلكون حكمة ومعرفة أكبر من البالغين البلهاء الذين تقطعت بهم السبل مؤقتًا بينهم. («أَيُّهَا الْجِيلُ غَيْرُ الْمُؤْمِنِ! إِلَى مَتَى أَبْقَى مَعَكُمْ؟ إِلَى مَتَى أَحْتَمِلُكُمْ؟" مرقس 9: 19). يسوع في إنجيل يوحنا هو تجسيد.
النوع الآخر من الأبطال المُصوَّرين إلهيًا هو شبه إله (نصف إله). نصف الإله نصف إنسان. مع أن الحمل العذري يُقارن عادةً بالتبني (منح القوة الإلهية والكرامة لشخص بالغ جدير)، إلا أنني أقترح أن نصف الإله هو شكلٌ من أشكال التبني. التبني مستمدٌّ مباشرةً من الفكر الملكي القديم لإسرائيل ويهوذا والممالك المجاورة في الشرق الأوسط. عند تنصيبه، أصبح كل ملك جديد ابن الله الممسوح (مزمور 2: 1، 7)، بل كان من الممكن مخاطبته بـ “الله" (مزمور 45: 6). لم يكن من المفترض أن ينزل إلى الأرض من السماء، بل نال تكريمًا إلهيًا بفضل منصبه. وبالمثل، اعتُبر يسوع ابن الله بالتبني عند معموديته (مرقس 1: 9-11؛ لوقا 3: 21-22: "أنت ابني، أنا اليوم ولدتك"). وافترض البعض أنه نال بنوة بالتبني عند قيامته (أعمال الرسل 2: 36؛ رومية 1: 3-4). مرة أخرى، يكاد يكون من غير المهم متى يحدث التبني الإلهي. في حالة نصف إله حُبل به بأعجوبة، يحدث ذلك في الرحم. الطفل إنسان مُعزَّز، مُعزَّز بنفس درجة يسوع في معمودية الأردن. بالنسبة لمتى ولوقا، في قصص ميلادهما العذري، كان يسوع نصف إله "مُتبنَّى".
عند التدقيق أكثر، يبدو أن الاختلافات بين الصورة الرمزية وأنصاف الآلهة تتلاشى، إذ يبدو أن الفئتين تتقاربان في جوهرهما. أين تدخل أنصاف الآلهة في عملية التطور الديني؟ تظهر بمجرد أن يقترب الدين من التوحيد. في السابق، كان الناس يعبدون قوى الطبيعة والأجرام السماوية، التي كانت تُجسّد إلى درجة الاعتقاد بأنها تمتلك العقل والإرادة. وهكذا، كان بإمكان البشر العاديين طلب مساعدتها، والدعاء لها بالمطر، وما إلى ذلك. يتساءل Rupert Sheldrake روبرت شيلدريك: "هل تفكر الشمس؟" أجاب القدماء بنعم. المرحلة التالية من التجسيد منحتهم أجسادًا وشخصيات بشرية. كانت الشمس، على سبيل المثال، أبولو يقود عربته المشتعلة عبر السماء. ولكن بمجرد ظهور التوحيد، ماذا عسانا أن نفعل بالآلهة القديمة؟ تردد الناس في نبذها، كما في حلقة Who Mourns for Adonis "من ينعى أدونيس" من مسلسل Star Trek ستار تريك.(هامش 19) وهكذا تُنْزَل الآلهة إلى أبطالٍ خارقين بشر. ولكن هناك مرحلةٌ ما قبل أخيرة، حيثُ يُصبح الآلهة القدماء أنصاف آلهة، آباءٌ لآلهةٍ كاملة، لكنهم يعيشون على الأرض بين الرجال والنساء.(هامش 20) هرقل ونظيره شمشون مثالان مثاليان. كلاهما كان الشمس، ثم إله الشمس، ثم ابن إله (نصف إله على الأرض)، وأخيرًا شخصية تاريخية مزعومة.(هامش 21) والخلاصة هنا أن نصف الإله هو في النهاية تجسيد أيضًا. الفرق هو أن المؤمنين القدماء بهرقل، وشمشون، وغيرهما، افتقروا إلى المنظور التاريخي لفهم أن أبطالهم بدأوا آلهة، لكنهم، بحلول عصرهم، تحولوا إلى أنصاف آلهة بشر. لقد كانت عملية تجسيد أدبية، وليست حكاية تصور إنزال إله إلى مرتبة نصف إله. والأخيرة نظرية علمية، وليست أسطورة بحد ذاتها.
ماذا تخبرنا هذه المعلومات عن يسوع وكيف تنطبق عليه مقولتا التجسد والولادة من عذراء؟ أُولي جديةً بالغة لنظرية Margaret Barker مارغريت باركر(هامش 22) القائلة بأن يسوع كان يُفهم في البداية (أو في وقت مبكر جدًا) على أنه تجلٍّ ليهوه على غرار العهد القديم. تُثبت باركر، بما يُرضيني، أن المسيحيين الأوائل (بمن فيهم الغنوصيون) لم يقبلوا قط لاهوت التثنية المُعدّل الذي سعى إلى دمج الآلهة القديمة الآب والابن، إيل عليون ("الله العلي"، أي حاكم مجموعة من الآلهة) ويهوه (انظر تثنية 32: 8-9، الذي يُميّز بينهما) في إله واحد. عندما تحدث يسوع عن أبيه (وإلى أبيه)، كان يهوه يُخاطب إيل عليون. لاحظ أن يسوع يُدعى "ابن الله" (إلوهيم)، ولكنه لم يُدع قط "ابن الرب" (أي ابن يهوه) - لأنه كان يهوه.
هل يجعل هذا من يسوع المسيح تجسيدًا إلهيًا؟ ليس كما تُعرّفه التقاليد المسيحية. تذكروا أنني أشرتُ إلى أن المفهوم القديم للظهورات الإلهية افترض أن يهوه اتخذ شكلًا جسديًا قادرًا على الأكل والجماع، ولكن يبدو لي أن يسوع فُهم، وفقًا للنموذج الثانوي، على أنه ظهور إلهي docetic
دوكيتي.(هامش 23)
يحافظ إنجيل يوحنا على جانبي الجدل المسيحي. فمن جهة(هامش 24) نقرأ أن الكلمة صار جسدًا (يوحنا 1: 14)، وأن يسوع جاع (4: 8) وعطش (4: 7؛ 19: 28). وأدت طعنة الرمح الرومانية إلى خروج الماء والدم من صدره (19: 34). ودعا يسوع توما ليلمس جروح صلبه (20: 27). ومن جهة أخرى،(هامش 25) يُقال إن يسوع "خَيَّم" (1: 14)، أي نصب خيمته المتنقلة بيننا ليلًا، مما يبدو أنه يُقلل من شأن إقامة يسوع الجسدية. وما إن أحضر له تلاميذ يسوع الطعام، حتى رفضه، ولم يطلب منه شيئًا سوى طاعة الله (4: 32). وعلى الصليب، قال يسوع "أنا عطشان" فقط لأن الكتاب المقدس نص على وجوب نطقه بالكلمة. نعم، إنه يدعو توما ليلمسه، ولكننا لا نقرأ أنه فعل ذلك.
عملٌ أحدث بقليل، وهو "وعظ يوحنا" (جزءٌ مستقلٌّ مُضمَّنٌ في أعمال يوحنا غير القانونية)، ذو طابعٍ دوكيتيّ صريح. يستذكر يوحنا بن زبدي أيامه الخوالي مع يسوع.
سأروي لكم مجدًا آخر، أيها الإخوة. أحيانًا عندما كنتُ أمسك به، كنتُ أصادف جسدًا صلبًا ماديًا، وأحيانًا أخرى عندما كنتُ ألمسه، كانت المادة غير مادية، كما لو لم تكن موجودة. وفي كل مرة كان أحد الفريسيين يدعوه لحضور العشاء، كنا نذهب معه، وكان مضيفونا يضعون أمام كل واحد منا لفافة، وكان هو يأخذ واحدة أيضًا، وكان يبارك لفافته ويقسمها بيننا، وكان الجميع يكتفي بهذه اللقمة الصغيرة، وتبقى لفائفنا سليمة، مما كان يُدهش مضيفينا. وكثيرًا ما كنتُ، وأنا أسير بجانبه، أرغب في رؤية أثر قدمه، إن كانت قد تركت أي أثر على الأرض، لأنه كان يبدو لي أنه يمشي فوق الأرض بقليل، ولم أرَ أثر قدم قط.(هامش 26)
هذا يسوع هو ثيوديسيا وهمية [الثيودوسيا هي محاولة فلسفية لملائمة خيرية الله مع وجود الشّر في العالم]. لا داعي لاعتبار هذه الدوكيتية انحرافًا لاهوتيًا ثانويًا. من السهل فهمها على أنها النسخة الأصلية. إذا كان يسوع، الذي حُبل به من عذراء، تجسيدًا إلهيًا مثل أبولونيوس، وبوذا، والرب كريشنا، فإننا نتعامل مرة أخرى مع إله دوكيتي.
إذا كان هناك انحراف، فهو علم المسيح التقليدي. فقد سعى إلى صياغة صورة يسوع المسيح متوازنة تمامًا بين طبيعته الإلهية الكاملة وطبيعته البشرية الكاملة: ليس نصف إنسان ونصف إله، بل إنسان مئة بالمئة وإله مئة بالمئة. حاولت المجامع المسيحية المتكررة (نيقية عام 325 م؛ القسطنطينية عام 381 م؛ أفسس عام 431 م؛ خلقيدونية عام 451 م) إيقاف تأرجح البندول بين الإلهي والبشري، مصححةً أي تجاوز للدوسيتية من جهة، والتبني من جهة أخرى.
اعتبر أثناسيوس أن يسوع المسيح هو الكلمة المتجسد (يوحنا 1: 14). الكلمة (اللوغوس، عقل الله الخالق، وهو مفهوم مستمد من هيراقليطس والرواقيين وفيلو) كان شخصًا منفصلًا يشترك في الطبيعة الإلهية. الكلمة هو الابن أيضًا. الآب ولد الابن أو ولّده، لكن هذه أولوية منطقية وليست زمنية. لطالما كانا في علاقة ترابط محبة: الابن "مولود أزليًا" من الآب، كما قال أوريجانوس. الكلمة هو حكمة الله التي من خلالها خلق كل شيء (أمثال 8؛ يوحنا 1). اتخذ الابن جسدًا بشريًا (لم يُفهم بعد على أنه طبيعة بشرية كاملة، بل مجرد جسد بشري، وهو ما سيُعتبر لاحقًا بدعة) من أجل إنقاذ البشرية.
اعتقد آريوس أن يسوع المسيح هو تجسد كائن سماوي، وهو أول مخلوق، ومن خلاله، بصفته فاعلاً أو مساعداً، خلق الله بقية الخليقة (حكمة 8: 22؛ سفر التكوين 1: 4؛ كولوسي 1: 15-16). لكنه لم يشارك الطبيعة الإلهية، طبيعة الآب. قبل وأثناء إقامته الأرضية، تعلم الحكمة والفضيلة من خلال التأديب والمعاناة. وعند القيامة، مُنح شرفًا وكرامة إلهية. وقد تبنّته النعمة "ابنًا"، و"كلمة"، و"ربًا"، و"حكمة"، بل "إلهًا"، لأنه بكماله في الفضيلة، أصبح مشاركًا في هذه الصفات التي هي بطبيعتها لله وحده. لقد أخبره علم الله المسبق منذ البداية أن المسيح سينجح في بلوغ هذا الكمال، ولذلك يدعو الكتاب المقدس المسيح "الابن"، و"الكلمة"، و"الله"، إلخ، استباقًا حتى قبل حياته الأرضية (على سبيل المثال، يوحنا 1: 1؛ غلاطية 4: 4).
أشار اللاهوتيون الآريوسيون إلى ثلاث نقاط كتابية. ويمكن الاطلاع على الخطوط العريضة لهذا المخطط، الذي يصور المسيح سابقًا في السماء، ثم ينال لاحقًا مجدًا أعظم كمكافأة، في رسالة فيلبي 2: 5-11 وفي رسالة العبرانيين. ويمكن بسهولة استنتاج فكرة أن الكلمة السابق الوجود، بصفته فاعلًا في الخلق، كان مخلوقًا هو نفسه من يوحنا 1: 1 ("والكلمة كان إلهًا" أو "الكلمة كان إلهًا")، إذ إن وضع الحكمة كمخلوق واضح في النصوص التي تُشكل بوضوح خلفية يوحنا 1. أما فكرة اكتمال المسيح من خلال الصبر والمعاناة، ونموه في الحكمة، فتوجد بالتأكيد في لوقا 2: 52 ورسالة العبرانيين 2: 10.
وبالمثل، طرحوا ثلاث نقاط لاهوتية. فكرة ولادة الآب للكلمة تُشبه فيضًا غنوصيًا. والأسوأ من ذلك، لو كان الكلمة أزليًا، لكان غير مولود، وهذا يجعل المسيح أخًا لله، لا ابنه!(هامش 27) "الولادة الأزلية" مغالطةٌ غير متماسكة، أشبه بـ “دائرة مربعة". وإذا كان الله أبًا بالطبيعة، وإذا كان الابن ابنًا بالطبيعة، فإن الله مُجبر على إنجاب الابن، وهذا رفضٌ لسيادة الله وحريته. صوّت الأساقفة المجتمعون في مجمع نيقية المسكوني لصالح رأي أثناسيوس. وُضع قانون الإيمان النيقاوي لحل الخلاف حول المسيح بين الآريوسيين (آريوس، وأستيريوس، ويوسابيوس النيقوميدي) والإسكندريين (الأسقفان ألكسندر وأثناسيوس). نجت الآريوسية وانتشرت، لا سيما بين القوط الذين اعتنقوها بفضل جهود أولفيلاس التبشيرية. لكن أياً من هذين الموقفين "في علم طبيعة المسيح" لم يكن مطابقاً لما سيُعرف لاحقاً بـ “الأرثوذكسية".
بعد ذلك بوقت قصير، طرح أبوليناريوس، تلميذ أثناسيوس، مسألة إنسانية المسيح الحقيقية. وافترض أن الكلمة الإلهية حلت محل النفس/الروح البشرية في إنسانية يسوع، فكان إلهًا كاملًا، لكنه لم يكن إنسانًا كاملًا تمامًا.(هامش 28) أجاب الكبادوكيون الثلاثة، غريغوريوس النيصي، وغريغوريوس النزينزي، وباسيليوس القيصري، بأنه لو كان يسوع بشريًا بنسبة الثلثين فقط، لما كان قد نال الخلاص للبشر الحقيقيين. رُفضت الأبولينارية في مجمع القسطنطينية.
استاء نسطور من التبجيل الشعبي للسيدة العذراء مريم باعتبارها "أم الله"، ظانًا أنه يوحي بأنها إلهة. وجادل خصومه بأن الهدف ليس تأليه مريم، بل التأكيد على أن المسيح، حتى وهو مولود جديد، كان إلهًا كاملًا. لم يحتمل نسطور هذا، فأعلن أن "الله ليس طفلاً عمره شهرين أو ثلاثة أشهر!". احتج كيرلس الإسكندري بأن نسطور كان يُثير الخلاف بين إنسانية المسيح الكاملة وألوهيته الكاملة. في الواقع، كان يسوع المسيح الذي صوّره نسطور، بطريقة ما، شخصين في جسد واحد: طبيعتان، شخصان. انحاز مجمع أفسس إلى كيرلس، مُدينًا النسطورية باعتبارها بدعة. لا تزال الكنائس النسطورية قائمة حتى اليوم، وإن بدا أنها تخلت عن عقيدة نسطور المركزية. على أي حال، فإن الموقف الأرثوذكسي الذي ظهر، جعل المسيح شخصًا واحدًا بطبيعتين.
ولكن كيف ارتبطت هاتان الطبيعتان ببعضهما البعض؟ علّم Eutyches أوطيخا أن الطبيعة الإلهية للمسيح قد استوعبت طبيعته البشرية. وتُسمى مسيحانية أوطيخا بالطبيعة الواحدة (Monophysitism المونوفيزيتية) لأنها تجعل يسوع المسيح شخصًا واحدًا ذا طبيعة واحدة. جادل البابا ليون، في مجلّده "مخطوطة ليو"، بأن طبيعتي المسيح الإلهية والبشرية تبقيان متميزتين، غير مندمجتين، ومع ذلك لا ينفصلان. أُسقطت الطبيعة الواحدة في النهاية في مجمع خلقيدونية. لكن الكنائس القبطية والإثيوبية والأرمنية ("الأرثوذكسية الشرقية") لا تزال على نهج الطبيعة الواحدة حتى اليوم.
في السنوات التي تلت ذلك، بدأ اللاهوتيون يتجادلون حول ما إذا كان الكلمة الإلهي قد اتخذ إنسانًا كان سيوجد على أي حال، سواءً بالتجسد أم لا، أو ما إذا كانت الطبيعة البشرية الكاملة ليسوع قد وُجدت من أجل التجسد. وقد رجحت آراء الكنيسة على الجانب الإلهي من الميزان. وقرر اللاهوتيون أن يسوع، نعم، كان شخصًا واحدًا ذا طبيعتين متميزتين، إلهية وبشرية، لكن هذا "الشخص" الواحد كان إلهيًا. في رأيي، لا يزال هذا مذهبًا دوكيتيًا. لقد اختُزلت "الإنسانية الحقيقية" التي يُشاد بها كثيرًا في بدلة الغوص الجسدية، مع المزيد من التكنولوجيا.
أليس من الواضح الآن أن هؤلاء العلماء المتعلمين لم يكونوا يناقشون تداعيات البيانات بقدر ما كانوا يتفاوضون على اتفاقية مكتوبة؟ كأنها بيان سياسة لاهوتية. أو كمجموعة من كتّاب السيناريو يحاولون استنباط السمات المميزة للشخصية الرئيسية. إنهم يبتكرون ما يشاؤون.
إله الفلاسفة
احتفى اللاهوتيون، بل وتحسروا، بهلينة المسيحية [صبغها بالصبغة اليونانية] (مع أن اليهودية كانت هي المهلينة أولاً). وقد رأى Adolf Harnack أدولف هارناك(هامش 29) ، على وجه الخصوص، أن الهلينة كانت في جوهرها تحريفًا وتشويهًا لإنجيل يسوع الجليلي الأصيل. لكن ليس عليكَ أن تذهبَ إلى ما ذهب إليه هارناك لتعتبرَ تغذية المسيحية عبر مصفاة (أو مفرمة لحم؟) الفلسفة اليونانية مصدرًا لفسادٍ لاهوتيٍّ لا نهاية له. تكمن المشكلةُ أساسًا في اتساعِ فجوةٍ شاسعة (لوقا 16: 26) بين إله الفلاسفة وإله إبراهيم وإسحاق ويعقوب، كما قال Pascal باسكال. كان النقاشُ يدور حول جدوى ما يُسمى الآن "الشخصانية الكتابية".
لقد سبق لفيلو الإسكندري Philo of Alexandria ]وهو فيلسوف يهودي اسكندري من القرن الميلادي الأول] وSaint Augustine القديس أوغسطين، تحت تأثير الأفلاطونية والرواقية، أن أساءا إلى شخصية الله الفردية من خلال جعل الله هو نفسه الكائن اللانهائي، خارج شروط الزمان والمكان، حاضرًا في كل مكان ويحتل الآن الأبدية. في رأيي، كانت هذه الخطوة بمثابة قفزة نحو الهندوسية اللا-ثنائية Nondualist. الأمر بسيط للغاية، حقًا. إذا لم يختبر الله مرور الزمن، فلن يكون قادرًا على التصرف أو حتى التفكير بشكل متسلسل. إذا كان لانهائيًا، فلا يمكن أن يكون شخصًا، لأن الأشخاص يُعرّفون بأنهم محددون، شخص كهذا أو ذاك، عندما يُعرّفون بمجموعة محددة من السمات والخصائص، مما ينتج عنه هذا النوع من الشخصية، وليس ذاك. لكن تعريفه هو فرض "خطوط نهاية" وحدود، وهو أمر يتعارض تمامًا مع كونه لانهائيًا.
الله فعلٌ كامل، كما قال أرسطو. أي أن الله مُدركٌ تمامًا دون أيِّ إمكاناتٍ غير مُحققة. لهذا السبب لا يتغير الله ولا يستطيع أن يتغير ("الذي ليس عنده ظلُّ دوران"، يعقوب 1: 7). بحكم التعريف، لا يستطيع الله أن يتحرك في المكان لسببٍ بسيط، وهو أنه إذا كان موجودًا بالفعل في النقطة أ، فهو موجودٌ بالقوة فقط في النقطة ب. وهذا غير ممكن. لهذا السبب يُقال إنه موجودٌ في كلِّ مكان. لا يستطيع أن يخلق لأن ذلك يستلزم انتقاله من كونه خالقًا بالقوة إلى كونه خالقًا بالفعل.
إذا كان الله يمتلك aseity "الاكتفاء الذاتي" (الاكتفاء الذاتي، والحصانة من الأذى أو التأثير من أي شيء خارجه، إذا كان بإمكاننا حتى أن نقول إن أي شيء يمكن أن يكون خارجه")، فإنه لا يستطيع ولا يريد الاستماع إلى الصلوات، أو أن ينزعج من الخطيئة، أو يغضب من الشر البشري.
في ضوء كل هذا، ما هو وضع عالم الزمان والمكان الذي نختبره؟ أليس حقيقيًا؟ لا بد أنه بالضبط ما تدعيه اللا-ثنائية: سامسارا، مايا، عالم وهمي ناتج عن انكسار Nirguna Brahman نيرغونا براهمان ("براهمان بلا صفات") عبر upadhis الأوبادهيس ("الشروط المحدودة"). "معرفتنا" بهذا العالم الظاهري هي "معرفة دنيا"، وهي في جوهرها "جهل" بحقيقة أعلى، وهي البراهـمان. إن السـمسـارة "توجد" بفعل الـمايا، أي "السحر"(هامش 30) أو الوهم، وهي الخدعة المسرحية التي يؤديها البراهـمان ذو الصفات (ساجونا براهـمان)، وهو نسخة سامسارية (وهمية) من أو نظير للبراهـمان عديم الصفات (نيرجونا براهـمان) أو سات-تشيت-أناندا ("الوجود-الوعي-السعادة")، ذلك الواحد الذي يدرك المتصوف اتحاده به في لحظة السامادهي أو الموكشا (الاستنارة). إن "تفسير" هذا التمييز بين عالم براهمان الحقيقي وعالم سامسارا الوهمي، بإرجاعه إلى مايا، أي جزء من الوهم الذي تحتاج إلى التحرر منه، هو بمثابة رجوع إلى نفس المراوغ اللاهوتي الذي وجدناه في لاهوت سفر التثنية، وكذلك في الادعاءات المسيحية بوجود سرّ لا يُسبر غوره. هنا، يُهمَل المنطق لصالح التضليل المُضلِّل. مرة أخرى.
عندما يفترض علماء اللاهوت الهندوس وجود خالق سامسارا، وهو انعكاس للبراهمان غير الشخصي،(هامش 31) ألا يتحدثون عما يسميه كل من فيلو وإنجيل يوحنا باللوغوس؟(هامش 32) إليكم المزيد من لاهوت الالتباس: ما هي المكانة الأنطولوجية [الأنطولوجيا تتعامل مع طبيعة الكائن] للوغوس؟ يقول فيلو [فيلون] (الذي تُقارب مفاهيمه مفاهيم يوحنا إلى حد كبير، وربما تُشكل أساسها) إن اللوغوس جانب من جوانب الله، عقله، الذي ينطلق من الألوهية ليصبح/يُقدم مخططًا للخلق، مُطلقًا سلسلة من الانبثاقات التي تُصبح في النهاية بذور العقل (الرواقية) التي تُترجم النظام الإلهي إلى أشياء مادية.(هامش 33) إذن، أين يتوقف اللوغوس عن كونه إلهًا ويبدأ في أن يكون جزءًا من الخلق؟ من الأفضل عدم السؤال. لا نريد تبديد غمامة الغموض المُتاح. مرة أخرى، هذه هي المسألة الجوهرية محل الخلاف بين الآريوسيين والأثناسيين: هل كان اللوغوس هو الكائن المخلوق الأسمى أم جانبًا مُتخفيًا (مستقلًا؟ شبه مستقل؟) من الإله الواحد؟ قرر مجمع نيقية الغموض الاستراتيجي. كان اللوغوس إلهًا، ولكنه شخص مُتميز داخل الألوهية، ولكنه ليس إلهًا ثانيًا. مع عقيدة المسيح الأثناسي [نسبة إلى أثناسيوس]، جاءت نظرية التثليث، التي زادت من الصعوبة وتطلبت المزيد من الالتباس. هل هناك ما يُصدق هنا؟
هل الحديث عن الله مجرد كلام Glossolalia يشبه التكلّم بألسِنة؟
نظرًا لأن تهجين المسيحية بالفلسفة اليونانية أنتج تجريدًا إلهيًا، اضطر Thomas Aquinas توما الأكويني إلى الخوض في سؤال لم يُقلق مؤمني ما قبل الفلسفة: كيف يُمكننا التحدث عن الله بجدية؟ بعبارة أخرى، كيف يُمكننا سد الفجوة بين إله الفلاسفة وإله الآباء المؤسسين [للكنيسة]؟ لأنه لا يبدو أن بينهما الكثير من القواسم المشتركة. قرر توما الأكويني وجود ثلاثة خيارات. الأول، خطاب أحادي المعنى عن الله، استبعده توما الأكويني: فنظرًا لتفوق الله الفائق، بل المذهل (إشعياء 55: 9)، فإن أي صورة ذهنية نحاول تكوينها عنه ستكون صنمًا مُبسطًا. أما الثاني، وهو خطاب مُلتبس عن الله، فهو بلا فائدة أيضًا. ستكون النقطة هنا معاكسة تمامًا للأولى. الله مختلف عنا تمامًا لدرجة أن أي كلمة نستخدمها للإشارة إليه لا يمكن أن يكون لها نفس المعنى الذي تحمله بالنسبة لنا. ومن الأمثلة المألوفة في اللاهوت القول إن "الخير" بالنسبة لله لا يعني ما يعنيه للبشر، لذا فإذا كان الله قادرًا على إيقاف هتلر في مساره ولم يفعل، فلا يزال يتعين علينا اعتباره "خيرًا"، حتى لو كان أي إنسان لم يفعل ما في وسعه سيكون بالكاد أقل شرًا من أدولف نفسه. ولكن إذا كان "الخير" مختلفًا جدًا بالنسبة لله عنه بالنسبة لنا، فلماذا نستخدم نفس الكلمة على الإطلاق؟
اختار توما الأكويني الباب الثالث: يجوز، بل يجب، أن نتحدث عن الله بالقياس. ما يفعله الله وما هو عليه لا يشبه إلى حد كبير ما نحن عليه وما نفعله، ولكن هناك تشابه أو تماثل بينهما بحيث يمكننا استخدام الكلمات نفسها لكليهما، وإن كان مجازيًا. نحن لا نصف الله، لكننا لا نتحدث بطريقة مضللة. على حد فهمي، يمكننا أن نقول إن كلبي يحبني، حتى لو لم تكن بريسي تمتلك القدرة العقلية على الشعور بالعاطفة التي نسميها "الحب". لكن الكلب حيوان أليف، تكمن سلامته في البقاء مع رفاقه من الكلاب، ويشعر الكلب بالسعادة عندما يكون فيدو، وسبوت، وروفر، والبقية في عداد المفقودين. كلب أليف نقل ولاءه لأصحابه. عندما تجتمع العائلة بأكملها في المساء، يهز الكلب ذيله وينبح بحماس. عندما نعلق على حب الكلب لنا، فإننا نتحدث بطريقة ذات معنى لأننا نتحدث بطريقة قياس، وهناك قياس جيد.
لكن إذا كان الله مختلفًا تمامًا،(هامش 34) فهل يُمكن أن يكون هناك أي تشابه حقيقي بين الله وبيننا؟ أتذكر مثلًا بوذيًا يطلب فيه شرغوف صغير من والده الضفدع وصف ما ينتظره عندما يكبر ويعيش على اليابسة. يُخيّب بابا الضفدع آماله: فكل كلمة يعرفها تاد [اسم الضفدع الصغير] مبنية على العيش تحت الماء. لا كلمة يعرفها تُعبّر عن طبيعة الحياة على السطح. وبالمثل، لا كلمة مُستمدة من الوجود السامساري يُمكنها حتى وصف النيرفانا.
ليس من المستغرب أن يواجه المسلمون المعضلة نفسها. فالقرآن غالبًا ما يتحدث عن الله بتشبيه. وقد اعتاد المسلمون على أخذ هذه الإشارات حرفيًا، وأصرّوا على أن الله يمتلك أجزاءً جسدية بشرية، على الرغم من أن النصوص المقدسة تُعلّم التعارض التام بين الله والإنسان. كيف يُمكن "حل" هذه المعضلة؟ بدا من المُرضي القول بأن الله يمتلك أجزاءً جسدية، ولكن "بلا كيف".(هامش 35) ها نحن ذا مرة أخرى! في هذه النقطة الحاسمة، نطالب بمكافأة، هدية مجانية. لكننا نتهرب. يشبه الأمر ذلك الرسم الكاريكاتوري الرائع لسيدني هاريس، حيث يُدقّق عالمان في سبورة مليئة بالصيغ الرياضية المكتوبة بالطباشير. في المنتصف مباشرةً، توجد ملاحظة: "ثم تحدث معجزة".
إن مسألة ما إذا كانت الكلمات البشرية يمكن أن تعني أي شيء في إشارة إلى الله مسألة جوهرية في بحثنا. ما معنى القول بأن إلهًا لا يُعقل، وجوده مُناقض ومُناقض للوجود البشري من كل وجه، قد أصبح إنسانًا؟ أن نقول إنه ""الذي إذ كان في صورة الله، لم يحسب خلسة أن يكون معادلاً لله. لكنه أخلى نفسه، آخذًا صورة عبد، صائرًا في شبه الناس."" (فيلبي 2: 6-7)؟ أقرّ كيركيغارد بوجود تمييز نوعي لا نهائي بين الله والإنسان، ولكنه، بثقةٍ مُطلقة، أكّد على مفارقة التجسد. لكن هذا يعني التخلي عن أي محاولة لإضفاء معنى عليه. ثم عليك أن تسأل نفسك ما الذي تؤمن به.
هل الولادات المعجزة والتجسدات الإلهية ممكنة؟
الأمر لا يصل إلى هذا الحد. لا بد من وجود معنى مفهوم قبل أن نتمكن من الحكم على صحة ادعاء ما. ختامًا، دعوني أقترح أن التجسد الحقيقي ليسوع المسيح كان تأريخيته. ومثل جميع أنصاف الآلهة والظهورات الإلهية الأخرى في الأساطير، أصبح تاريخيًا كما سيكون دائمًا عندما آمن عابدوه بأنه كان ذات يوم كان شخصية تاريخية.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ هوامـــــــــــش ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
Robert C. Gregg and Dennis E. Groh, Early Arianism: A View of Salvation (Philadelphia: Fortress Press, 1981).
Robert Glenn Gromacki, The Virgin Birth: Doctrine of Deity (Grand Rapids: Baker Book House, 1981).
Gordon Kaufmann, Systematic Theology: A Historicist Perspective (NY: Scribners, 1968), p. 203.
Paul Tillich, Theology of Culture ( Chicago: University of Chicago Press, 1959), p. 66.
Ethan Allen, Reason the Only Oracle of Man´-or-A Compendious System of Natural Religion (Bennington, VT: Haswell & Russell, 1784), p. 207.
Friedrich Schleiermacher, The Life of Jesus. Trans. S. Maclean Gilmour. Lives of Jesus Series (Philadelphia: Fortress Press, 1975), p. 34.
Friedrich Schleiermacher, The Christian Faith. (Harper Torchbooks, Cloister Library (NY: Harper & Row, 1963), Volume 2, pp. 385-389.
David Friedrich Strauss, The Christ of Faith and the Jesus of History: A Critique of Schleiermacher’s The Life of Jesus. Trans. Leander E. Keck. Life of Jesus Series (Philadelphia: Fortress Press, 1977), pp. 24-25.
Friedrich Schleiermacher, Christian Faith, p. 405.
يُذكرني هذا بنكتة Bob Dole بوب دول خلال الفوضى التي أعقبت انتخابات عام 2000، عندما أُعيد فرز أصوات فلوريدا المتنازع عليها، مع "أوراق الاقتراع المعلقة" وكل شيء. قال دول: "إنهم لا يحصون الأصوات هناك؛ بل يُدلون بها هناك!"
التثنية، يشوع، القضاة، صموئيل، والملوك.
هناك نسخة مشتقة من هذه القصة تتحدث عن مشاركة الوكيل الإلهي في وقت سابق، حيث ساعد في ترتيب الزيجات التي يقررها الله، كما في سفر طوبيا وفي سفر التكوين الإصحاحين 28 و29.
M.J. Field, Angels and Ministers of Grace: An Ethno-Psychiatrist’s Contribution to Biblical Criticism (NY: Hill and Wang, 1971).
William Sargent, The Mind Possessed: A Physiology of Possession, Mysticism and Faith Healing (Baltimore: Penguin Books, 1975), pp. 137-138, يروي كيف تمنع النساء الأفريقيات أزواجهن من الزواج بامرأة ثانية، مدعيات أن أرواح زار تسكنهن، وتطالبهن بهدايا باهظة الثمن وإلا سيُثيرن المشاكل. هذه الاستراتيجية تُرهق الميزانية، فلا يعود الزوج قادرًا على تحمل نفقات زوجة ثانية!
Geoffrey Parrinder, Avatar and Incarnation: The Wilde Lectures in Natural and Comparative Religion in the University of Oxford (London: Faber and Faber, 1970), Chapter 16, “Theophany: Differences Between Krishna and Christ,” pp. 223-239 Chapter 17, “Docetism, in Buddhology and Christology,” pp. 240-250.
Philostratus, The Life of Apollonius of Tyana. Trans. F.C. Conybeare. Loeb Classical Library (rpt Forgotten Books, 2008) Book 1, Chapter IV Book 8, Chapter XXXVIII. See Robert M. Price, “Was There a Historical Apollonius of Tyana?” Journal of Higher Criticism. Vol. 13, No. 1, Spring 2018, pp. 4-40.
Paul J. Griffiths, On Being Buddha: The Classical Doctrine of Buddhahood. SUNY Series, Toward a Comparative Philosophy of Religions (Albany: State University of New York Press, 1994), pp. 90-101.
Franklin Edgerton, trans. and ed., The Bhagavad Gita . Harper Torchbooks, Cloister Library (NY: Harper & Row, 1964), p. 55.
Gilbert Ralston, “Who Mourns for Adonis?” Star Trek , September 22, 1967.
"يُعد هذا النقل للأسطورة إلى الملحمة البطولية آلية بارزة في التقاليد الهندو أوروبية القديمة، حيثما حل نظام عبادة معين محل الدين الحي، وسقط الجهاز السابق المتهالك فريسة للتلاعب الأدبي." Jaan Puhvel, Comparative Mythology (Baltimore: Johns Hopkins University Press, 1987), p. 39.
عن شمشون أنظر: Ignaz Goldziher, Mythology Among the Hebrews and Its Historical Development (1877, rpt NY: Cooper Square Publishers, 1967), pp. 392-446.
Margaret Barker, The Great Angel: A Study of Israel’s Second God (Louisville: Westminster/John Knox Press, 1992), Chapter One, “The Son of God,” pp. 4-11.
اشتُقت كلمة "دوكيتية" من الكلمة اليونانية "دوكيو" (dokeo)، وتعني "يبدو". وتشير لاهوتيًا إلى الاعتقاد بأن يسوع (أو بوذا أو علي، إلخ) لم يكن يبدو إلا وكأنه جسد من لحم، بل كان أشبه بصورة hologram ثلاثية الأبعاد.
Udo Schnelle, Anti-Docetic Christology in the Gospel of John. Trans. Linda M. Maloney (Minneapolis: Fortress Press, 1992).
Ernst Kӓsemann, The Testament of Jesus: A Study of the Gospel of John in the Light of Chapter 17. Trans. Gerhard Krodel (Philadelphia: Fortress Press, 1968), pp. 26, 66, 70. Cf, Schleiermacher, Life of Jesus, p. 31: "عندما نتأمل أنواع المفاهيم السائدة حتى اليوم بين المسيحيين، كما تُعرض في أحاديث الحياة اليومية، نجد آثارًا متكررة جدًا لهذه الدوكيتية الخفية؛ وكلما قوي الإيمان بالألوهية، تحول الإيمان بالإنسانية إلى مجرد مظهر."
Robert M. Price, ed., The Pre-Nicene New Testament: Fifty-Four Formative Texts (Salt Lake City: Signature Books, 2006), p. 725.
نحن نفكر في Thor ثور العظيم [ضمن آلهة الفايكينغ] باعتباره ابنًا للأب Odin أودين، لكن بعض النورسيين القدماء اعتبروا الإلهين أخوة.
"لقد كان له نصيب أكبر من الخارج فيه." H.P. Lovecraft, “The Dunwich Horror.”
Adolph Harnack, What Is Christianity? Trans. Thomas Bailey Saunders. Harper Torchbooks, Cloister Library (NY: Harper & Row, 1957), pp. 199-207.
L. Thomas O’Neil, Maya in Sankara: Measuring the Immeasurable (Delhi: Motilal Banarsidass, 1980), p. 31.
"الله هو شخص ونفي لذاته كشخص." Paul Tillich, Biblical Religion and the Search for
Ultimate Reality. James W. Richard Lectures in the Christian Religion, University of Virginia, 1951-52 (Chicago: University of Chicago Press, 1955), p. 85.
يُقدم Raymond Panikkar ريموند بانيكار، في كتابه The Unknown Christ of Hinduism (London: Darton, Longman & Todd, 1964) "المسيح المجهول في الهندوسية" (لندن: دارتون، لونجمان وتود، 1964)، هذا التعريف تحديدًا: "علاوة على ذلك، تبدو عقيدة الثالوث بمثابة الإجابة غير المنشودة... على السؤال الحتمي عن وسيط وجودي بين الواحد والمتعدد، والمطلق والنسبي، والبراهمان وهذا العالم. هذه، في رأيي، ليست مجرد مشكلة فيدانتية؛ ففي التحليل النهائي، ينبع [من كلمة[ أمر [في] القرآن، ولوغوس أفلوطين، وتاثاغاتا البوذية، على سبيل المثال، من وجهة نظر مماثلة بشأن ضرورة وجود رابط وجودي بين هذين القطبين اللذين يبدو أنهما متعارضان: المطلق والنسبي" (ص 120). "ذلك الذي تنبع منه كل الأشياء، وإليه تعود كل الأشياء، وبه تكون كل الأشياء (مستدامة في وجودها الخاص)، أنه "ذلك" هو الله، ولكنه في حد ذاته ليس إلهًا صامتًا، ولا براهمانًا لا يمكن الوصول إليه، ولا الله الآب ومصدر الألوهية كلها، بل إيشفارا الحقيقي، الله الابن، الكلمة، المسيح" (ص 126).
إذا كنت لا تستطيع أن تتوقف عن التفكير في سبينوزا، وGnosticism الغنوصية، وKabbalah الكابالا، فهذا ليس بالأمر المصادفة.
Rudolf Otto, The Idea of the Holy: An Inquiry into the Non-Rational Factor in the Idea of the Divine and Its Relation to the Rational. Trans. John W. Harvey (London: Oxford University Press, 1924).
Ignaz Goldziher, Introduction to Islamic Theology and Law. Trans. Andras and Ruth Hamori. Modern Classics in Near Eastern Studies (Princeton: Princeton University Press, 1981), p. 92.