(اليسار والأدب في العراق) كان عنوان محاضرة للناقد أمين الموسوي


محمد الكحط
الحوار المتمدن - العدد: 8271 - 2025 / 3 / 4 - 02:49
المحور: الادب والفن     

بغداد: محمد الكحط
"أجناس الثقافة العراقية المختلفة كلها تتنفس اليسار حيث نمت في حضن الحزب الشيوعي العراقي". بهذه الكلمات أوجز الناقد أمين الموسوي محاضرته الموسومة "اليسار والأدب في العراق"، التي ألقاها السبت الماضي على قاعة منتدى "بيتنا الثقافي" في بغداد.
المحاضرة التي استمع إليها جمع من المثقفين والمهتمين في شؤون الثقافة واليسار، أدارها السيد سعدون هليل، واستبقها بتقديم سيرة المحاضر.
وفي معرض محاضرته تناول الموسوي بشكل مختصر، علاقة اليسار العراقي بالأدب، منذ تأسيس الدولة العراقية عام 1921 حتى ثمانينيات القرن الماضي.
وقال أن "الأدب العراقي نما في قلب اليسار النابض، وهو الحزب الشيوعي العراقي. فقد وسم الحزب الحياة الثقافية بوسم ذي ثقافة علمانية وتكوين مدني"، مشيرا إلى أسماء أدبية كثيرة تميزت في إبداعها، وكانت مرتبطة بشكل مباشر أو غير مباشر بالحزب الشيوعي العراقي، أمثال الشاعر الكبير محمد مهدي الجواهري الذي كان يساريا وضد الاستعمار والشوفينيين، والذي كتب قصيدة من 120 بيتا، عن الرفيق الشهيد فهد في سجنه: "سلام على مثقل بالحديد ويشمخ كالقائد الظافر.. كأن القيود على معصميه مفاتيح مستقبل زاهر".
ثم تحدث الموسوي عن حركات التجديد الشعري في العراق، موضحا أن من أوائل المجددين هم شعراء يساريون، أمثال السياب والبياتي وبلند الحيدري.
وتابع قوله أن "السياب أبدع وجدد في الشعر وقت كان يساريا ملتزما، لكنه بعد ذلك دخل في مرحلة العودة إلى الذات، وأصبح شعره في هذه المرحلة بلا جديد".
أما بالنسبة للشعر الشعبي، فقد بيّن الموسوي أن "معظم شعرائه الكبار شع نورهم في حضن اليسار. ولا يزال هذا التأثير ساريا حتى اليوم. فالنواب وعريان السيد خلف والسماوي وكاظم اسماعيل الكاطع وأسماء كثيرة أخرى، كلها كانت تتنفس اليسار. حيث نمت في حضن الحزب، ما دفع سلطات البعث الى منع الشعر الشعبي كونه يخدم اليسار، لكنها تراجعت في مراحل لاحقة بعد أن وجدت أن هذا الشعر يمكن أن يخدم القائد الأوحد"!
وتحدث المحاضر عن الشعر النسوي وأدب المرأة، مستذكرا الشاعرة لميعة عباس عمارة وغيرها من الشاعرات اللاتي يملن إلى اليسار. فيما تناول الأدباء اليساريين من الاختصاصيين في السرد القصصي والروائي، أمثال غائب طعمة فرمان، وعبد الملك نوري الذي انتمى للفكر اليساري رغم كونه ابن عائلة ارستقراطية، فضلا عن إبراهيم احمد.
وألقى الموسوي الضوء على الدراسات والاطروحات الجامعية التي تناولت تأثير اليسار في الأدب العراقي، منها دراسة لعبد اللطيف الراوي عنوانها "جذور الفكر اليساري في الأدب"، ورسالة جامعية لهاشم الطعان، الذي حورب ولم يسمحوا له بالتدريس في الجامعة.
فيما استذكر رباعية شمران الياسري (أبو كاطع)، التي رأى انها لو كتبت بالفصحى، لنالت جوائز عالمية.
كذلك استذكر شعراء غنائيين يساريين عديدين، أمثال زهير الدجيلي وناظم السماوي.
وعلى هامش المحاضرة، قدم عدد من الحاضرين مداخلات حول موضوعها.
وفي الختام، قدم الرفيق مفيد الجزائري باقة ورد باسم المنتدى إلى الناقد أمين الموسوي.