عن ( معنى ( تبارك ) وموقف المحمديين )


أحمد صبحى منصور
الحوار المتمدن - العدد: 7985 - 2024 / 5 / 22 - 00:20
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني     

السؤال :
ما معنى ( تبارك )هل هو نفس معنى ( سبّح ) و ( يسبّح ) . وهل يفهم المحمديون معنى تبارك الله ؟ أم هو مجرد قول يقولونه دون وعى ؟
الأجابة :
1 ـ ( تبارك ) بمعنى التقدّيس ، بالتالى فلا يكون إلا لله جل وعلا وحده ، مثل التسبيح والتحميد .
2 ـ ولأنه خاص به جل وعلا فإن ( تبارك ) تأتى متبوعة بآلاء الله جل وعلا التى له وحده . نفهم هذا من تدبرا فى قوله جل وعلا :
2 / 1 : ( تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيراً (1) الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَلَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيراً (2) الفرقان ) من غيره جل وعلا الذى نزّل الفرقان وهو مالك السماوات والأرض وله مُلك السماوات والأرض ولم يتخذ ولدا وليس له شريك فى مُلكه ؟ ومن غيره الذى خلق كل شىء وقدّره تقديرا . واضح أن من يجعل لمخلوق هذه الصفات الالهية أنه لا يقدّر الله جل وعلا حق قدره . وهذا حال المحمديين .
2 / 2 : ( تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاءِ بُرُوجاً وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجاً وَقَمَراً مُنِيراً (61) الفرقان ). هل الآلهة المزعومة للمحمديين مثل محمد وعلى والحسين والسيدة زينب .. هى التى خلقت الشمس والقمر والنجوم ؟
2 / 3 : ( إِنَّ رَبَّكُمْ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثاً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ (54) الاعراف ). من غيره جل وعلا خلق هذا الكون وله وحده الخلق والأمر ؟!
2 / 4 : ( وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ طِينٍ (12) ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ (13) ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَاماً فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْماً ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقاً آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ (14) المؤمنون ). من غيره خلق الجنين فى مراحله المختلفة الى أن يولد إنسانا ؟ العار هو أنهم يرفعون بعض المخلوقات البشرية التى كانت أجنّة فى بطون أمهاتهم ـ الى مرتبة الالوهية مع الله جل وعلا بلا حياء ولا خجل .!
2 / 5 : ( اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ الأَرْضَ قَرَاراً وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَرَزَقَكُمْ مِنْ الطَّيِّبَاتِ ذَلِكُمْ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَتَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ (64) غافر ). من غيره جل وعلا الذى خلقنا وصوّرنا ورزقنا ؟ العار فيمن يجعل آلهة من الموتى كما يفعل المحمديون بقبورهم المقدسة فى المدينة وكربلاء والقاهرة وايران وغيرها .
2 / 6 : ( وَتَبَارَكَ الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَعِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (85) الزخرف ). من غيره جل وعلا يملك السماوات والأرض وما بينهما ؟ مع ملاحظة أن للأرض ستة برازخ تتخللها ، وأنه تتخللها البرازخ السبع للسماوات . وهذا ما يكتشفه العلم الحديث عن العوالم المتوازية . قال جل وعلا : ( اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنْ الأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً (12)الطلاق ) . كل هذه البرازخ ال 13 تتداخل فى الأرض المادية وما يحيط بها من نجوم ومجرات ، والتعبير عن النجوم والمجرات يأتى فى قوله جل وعلا ( وما بينهما ). وصل العلم الحديث الى أن الجزء المنظور من المجرات كذا تيليريون ..ماذا خلق محمد أو الحسين أو السية زينب أو الأخ اسماعيل يس منها ؟ يا للعار .!
2 / 7 : ( تَبَرَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (1) الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ (2) الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقاً مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ فَارْجِعْ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ (3) ثُمَّ ارْجِعْ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئاً وَهُوَ حَسِيرٌ (4) الملك ). هو جل وعلا وحده الذى يسيطر بقدرته على هذه الأكوان والعوالم ، وهو جل وعلا وحده الذى خلق الموت والحياة وهو الذى قدّر بيننا الموت ، ولا نستطيع منه فرارا ، وهو وحده الذى خلق السماوات السبع ( طباقا ) أى يتخلل الأعلى منها ما هو دونه ، وليس فيما خلق نقص أو تفاوت أو خطأ . هل الآلهة المزعومة الموتى مثل محمد والحسين والبخارى ..الخ شاركت الله جل وعلا فى ذلك ؟ هل خلقت بعض الكواكب أو بعض النجوم أو بعض المجرات ؟؟. !يا للعار !!.
2 / 8 : ( فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (77) تَبَرَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ (78) الرحمن ) . تبارك إسمه جل وعلا .
فى الأديان الشيطانية يقدسون اسماء ما أنزل الله جل وعلا بها من سلطان . فعل ذلك قوم نوح ( وَقَالُوا لا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلا تَذَرُنَّ وَدّاً وَلا سُوَاعاً وَلا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْراً (23) نوح ). زالت قدسية هذه الأسماء ، وعادت أسماء أخرى مقدسة لمن جاء بعدهم وهم ( قوم عاد ) . قال لهم هود عليه السلام (قَالَ قَدْ وَقَعَ عَلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ رِجْسٌ وَغَضَبٌ أَتُجَادِلُونَنِي فِي أَسْمَاءٍ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا نَزَّلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ فَانتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنْ الْمُنتَظِرِينَ (71) الاعراف ) والمصريون القدماء ، قال يوسف لصاحبيه فى السجن ( يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمْ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ (39) مَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِهِ إِلاَّ أَسْمَاءً سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا أَنزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ إِنْ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلَّهِ أَمَرَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ (40) يوسف ) والعرب فى الجاهلية ، قال لهم جل وعلا فى خطاب مباشر : (أَفَرَأَيْتُمْ اللاَّتَ وَالْعُزَّى (19) وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الأُخْرَى (20) أَلَكُمْ الذَّكَرُ وَلَهُ الأُنثَى (21) تِلْكَ إِذاً قِسْمَةٌ ضِيزَى (22) إِنْ هِيَ إِلاَّ أَسْمَاءٌ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا أَنزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الأَنْفُسُ وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنْ رَبِّهِمْ الْهُدَى (23) النجم ). ويفعل ذلك المحمديون ، يطلقون على آلهتهم أسماء ثم يقدسونها . لو رفعت صوتك تلعن إبن برزدويه فلن يلتفت اليك أحد ، أما لو لعنت البخارى فربما قتلوك ، مع أن الاسم الحقيقى للبخارى هو إبن برزدويه . لو لعنت من إسمه ( أحمد بن على بن ابراهيم ) فى مصر لن يلتفت اليك أحد ، أمّا إذا لعنت ( السيد البدوى ) فالويل لك ، مع أن ( احمد بن على بن ابراهيم ) هو إسمه الحقيقى . لو لعنت ( على بن عبد الجبار ) ما إهتم بك أحد ، لكن لو لعنت ( أبا الحسن الشاذلى ) لكنت فى مشكلة . عبادة الأسماء كانت ولا تزال . وفى نفس الوقت يلحدون فى أسمائه جل وعلا . وهذا موضوع تكلمنا عنه كثيرا . وهذا لأنهم لا يقدسون الله جل وعلا حق تقديسه .
2 / 9 : ( وَقَالُوا مَالِ هَذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ وَيَمْشِي فِي الأَسْوَاقِ لَوْلا أُنزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ فَيَكُونَ مَعَهُ نَذِيراً (7) أَوْ يُلْقَى إِلَيْهِ كَنزٌ أَوْ تَكُونُ لَهُ جَنَّةٌ يَأْكُلُ مِنْهَا وَقَالَ الظَّالِمُونَ إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلاَّ رَجُلاً مَسْحُوراً (8) انظُرْ كَيْفَ ضَرَبُوا لَكَ الأَمْثَالَ فَضَلُّوا فَلا يَسْتَطِيعُونَ سَبِيلاً (9) تَبَارَكَ الَّذِي إِنْ شَاءَ جَعَلَ لَكَ خَيْراً مِنْ ذَلِكَ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ وَيَجْعَلْ لَكَ قُصُوراً (10) الفرقان ). سخروا من النبى محمد عليه السلام لانه رجل منهم يأكل الطعام مثلهم ويمشى فى الأسواق . وتبارك الله جل وعلا الذى ــ لوشاء ـ جعل له جنات وقصورا . ولو بعث الله جل وعلا محمدا من قبره فسيكن بشرا عاديا يأكل الطعام ويمشى فى الأسواق ، وسيسخر منه المحمديون كما فعل القرشيون . الشيطان لا يزال يعمل ، ولم ولن يقدم إستقالته .