عن ( معنى - أنشأ - / معنى الثياب / مسألة ميراث ووصية )


أحمد صبحى منصور
الحوار المتمدن - العدد: 7988 - 2024 / 5 / 25 - 20:53
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني     

عن ( معنى " أنشأ " / معنى الثياب / مسألة ميراث ووصية )
السؤال الأول :
هل ( أنشأ ) بمعنى ( فطر ) أى بداية الخلق ؟ أم بمعنى ( خلق ) أى الخلق التالى ؟
الاجابة
نتتبع مصطلح ( أنشأ ) فى القرآن الكريم وبتفصيلات كالآتى :
بالنسبة للانسان :
الخلق الأول : ( فطر ) أو :خلق النفس البشرية الأولى ، ومنها إنبثقت الأنفس ، وكل نفس تحمل فى داخلها مستقر ما كان فى الأنفس السابقة التى انبثقت منها ، وتحمل مستودعا للأنفس التى تأتى منها بعدها . قال جل وعلا :
1 ـ ( وَهُوَ الَّذِي أَنشَأَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ قَدْ فَصَّلْنَا الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَفْقَهُونَ (98) الانعام ).
2 ـ ومثله قوله جل وعلا : ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء ) 1 ) النساء )
تطور خلق الجنين :
1 ـ من بويضة ملقحة ( نطفة ) الى مجموعات خلايا تتكاثر وتتعلق بجدار الرحم ( علقة ) ثم يستمر تكاثرها لتصبح قطعة لحم قدرما يمضغه الانسان ( مضغة ) ، ثم تكوين العظام ، ثم نفخ النفس فيه فيكون ( خلقا آخر ) أى يكون إنسانا . قال جل وعلا : ( وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ طِينٍ (12) ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ (13) ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَاماً فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْماً ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقاً آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ (14) المؤمنون ).
2 ـ ومنه قوله جل وعلا :
2 / 1 : ( وَضَرَبَ لَنَا مَثَلاً وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِ الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ (78) قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ (79) يس )،
2 / 2 : ( هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنشَأَكُمْ مِنْ الأَرْضِ وَإِذْ أَنْتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ ) (32) النجم ).
النشأة الأولى لنا فى حوالى سنتين بعد الولادة :
يولد الطفل غير مكتمل النمو ، خصوصا فى المخ . ينمو بالرضاعة . لذا فلو أرضعته إمرأة غير أمه ـ حوالى عامين ـ تصبح هذه المرضعة أُمّا له وتحرم عليها مثل التى ولدته ، وكذلك من تنجبه تكون اختا او اخا من الرضاع . هذا لأن الزيادة التى طرأت على المولود هى من لبن المرضعة . بمعنى لو كان وزنه 8 كيلو فأصبح بعد الرضاعة 15 كيلو فهو من المرضعة . يختلف المولود البشرى عن غيره من مولودات الطيور والحيوانات ، فهى تعتمد على نفسها . أما المولود البشرى فيعتمد إعتمادا كليا على من يطعمه وينظّفه ويرعاه ، ويكون تفاهمه بالبكاء . ومع أنه الأكثر ضعفا إلّا إنّه يكون بضعفه هذا هو الأقوى . ثم يبدأ فى الانفصال عن الأم وينمو . لا يتذكر الفرد منا معاناة أمه وأبيه معه وعنايتهما به . ولهذا تأتى الوصية الالهية بالاحسان للوالدين بعد ( لا إله إلا الله ) جل وعلا . قال جل وعلا : ( وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا ( 23 ) وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا ( 24 ) الاسراء ). هذه هى النشأة الأولى لنا ، وهى التى نعلمها ولكن لا نتذكرها ، وما أروع قوله جل وعلا : ( نَحْنُ خَلَقْنَاكُمْ فَلَوْلا تُصَدِّقُونَ (57) أَفَرَأَيْتُمْ مَا تُمْنُونَ (58) أَأَنْتُمْ تَخْلُقُونَهُ أَمْ نَحْنُ الْخَالِقُونَ (59) نَحْنُ قَدَّرْنَا بَيْنَكُمْ الْمَوْتَ وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ (60) عَلَى أَنْ نُبَدِّلَ أَمْثَالَكُمْ وَنُنْشِئَكُمْ فِي مَا لا تَعْلَمُونَ (61) وَلَقَدْ عَلِمْتُمْ النَّشْأَةَ الأُولَى فَلَوْلا تَذكَّرُونَ (62) الواقعة ). هنا ( النشأة الأولى ) لنا .
نشأة السمع والأبصار والأفئدة لنا . قال جل وعلا :
( وَهُوَ الَّذِي أَنشَأَ لَكُمْ السَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالأَفْئِدَةَ قَلِيلاً مَا تَشْكُرُونَ (78) المؤمنون )
نشأة أو خلق جيل بعد جيل :
قال جل وعلا :
1 ـ ( وَكَمْ قَصَمْنَا مِنْ قَرْيَةٍ كَانَتْ ظَالِمَةً وَأَنشَأْنَا بَعْدَهَا قَوْماً آخَرِينَ (11) الانبياء )
2 ـ ( ثُمَّ أَنشَأْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ قُرُوناً آخَرِينَ (42) المؤمنون )
3 ـ ( وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحاً قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ هُوَ أَنشَأَكُمْ مِنْ الأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُجِيبٌ (61)هود )
4 ـ ( وَلَكِنَّا أَنشَأْنَا قُرُوناً فَتَطَاوَلَ عَلَيْهِمْ الْعُمُرُ ) (45) القصص )
5 ـ ( أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ قَرْنٍ مَكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ مَا لَمْ نُمَكِّنْ لَكُمْ وَأَرْسَلْنَا السَّمَاءَ عَلَيْهِمْ مِدْرَاراً وَجَعَلْنَا الأَنْهَارَ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمْ فَأَهْلَكْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَأَنشَأْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ قَرْناً آخَرِينَ (6) الانعام )
6 ـ( وَرَبُّكَ الْغَنِيُّ ذُو الرَّحْمَةِ إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَسْتَخْلِفْ مِنْ بَعْدِكُمْ مَا يَشَاءُ كَمَا أَنشَأَكُمْ مِنْ ذُرِّيَّةِ قَوْمٍ آخَرِينَ (133) الانعام )
خلق النبات : قال جل وعلا :
( وَأَنزَلْنَا مِنْ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ فَأَسْكَنَّاهُ فِي الأَرْضِ وَإِنَّا عَلَى ذَهَابٍ بِهِ لَقَادِرُونَ (18) فَأَنشَأْنَا لَكُمْ بِهِ جَنَّاتٍ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ لَكُمْ فِيهَا فَوَاكِهُ كَثِيرَةٌ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ (19) المؤمنون )
خلق النار : قال جل وعلا :
( أَفَرَأَيْتُمْ النَّارَ الَّتِي تُورُونَ (71) أَأَنْتُمْ أَنشَأْتُمْ شَجَرَتَهَا أَمْ نَحْنُ الْمُنشِئُونَ (72) الواقعة )
خلق الحور العين من العمل الصالح لأهل الجنة : قال جل وعلا :
( إِنَّا أَنشَأْنَاهُنَّ إِنشَاءً (35) فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَاراً (36) الواقعة )
السؤال الثانى :
ما معنى ( الثياب ) هل هى الملابس الداخلية أم الخارجية ؟
إجابة السؤال الثانى :
هى الملابس الخارجية . هى اللباس العلوى فقط . نستفيد هذا من الآيات الكريمة التالية : ( وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُمْ مِنْ الظَّهِيرَةِ ) (58) النور ) ( وَالْقَوَاعِدُ مِنْ النِّسَاءِ اللاَّتِي لا يَرْجُونَ نِكَاحاً فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَنْ يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ بِزِينَةٍ) (60) النور ) ( أَلا إِنَّهُمْ يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ لِيَسْتَخْفُوا مِنْهُ أَلا حِينَ يَسْتَغْشُونَ ثِيَابَهُمْ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (5) هود ) ( وَإِنِّي كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ وَأَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْبَاراً (7) نوح ) ( عَالِيَهُمْ ثِيَابُ سُندُسٍ خُضْرٌ )(21)الانسان )
السؤال الثالث : مسألة ميراث :
مات عمى وترك بنتين وهذا العم كان أبى هو الذى قام على رعايته ابى فى حياة جدى ، وبعد ان تعلم سافر للخليج وكون له ثروة بالاضافة الى ما ورثه من جدى وكان نصيبه اكثر من نصيب ابى لأن جدى كان يؤثره على ابى حتى ان جدى وعده وعدا شفهيا با يكتب له بيت العائلة ولكن مات دون ان يكتب هذا . بالتالى فان البنتين سترثان هذا البيت وتركة عمى ابوهما وامهما زوجة عمى ماتت فى حياة عمى . هل لى نصيب فى تركة عمى ؟ وهل يجوز للبنتين الانفراد ببيت العيلة بناء على قول جدى شفهيا بأن البيت سيكتبه لابوهما ؟
إجابة السؤال الثالث :
لا عبرة لوصية جدك لعمك ، لأنها ظالمة . هذا حتى لو قام بكتابتها .
أما عن التركة فللبنتين الثلثان فيما ترك ابوهما من مال وعقارات ، ولك الباقى .